عربي ودولي

بكين تقدم خطة من خمسة محاور لتحسين النظام العالمي للوقاية من كوفيد 19 … الرئيس الصيني: لنعمل يداً بيد على إقامة مجتمع تتوافر فيه الصحة للبشرية

| الوطن

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أهمية هزيمة جائحة «كورونا» في أسرع وقت ممكن، واستعادة النمو الاقتصادي الذي يشكل الأولوية الأولى بالنسبة للمجتمع الدولي، داعياً دول العالم إلى العمل يداً بيد وتعزيز التعاون، لمكافحة الجائحة بحزم لا يتزعزع، وإقامة مجتمع تتوافر فيه الصحة للجميع، وخلق مستقبل أفضل وأكثر صحة للبشرية.
وخلال مشاركته في قمة الصحة العالمية التي عقدت مؤخراً، قدم الرئيس الصيني خطة من خمسة محاور لتحسين النظام العالمي للوقاية من كوفيد-19، أولها ضرورة الالتزام بمفهوم الشعب أولاً والحياة أولاً، فمكافحة الجائحة من أجل الشعب، ولابد من الاعتماد عليه، حيث أثبتت التجربة أن الانتصار على الجائحة بشكل نهائي، يتطلب وضع سلامة أبناء الشعب وصحتهم في المقام الأول، والتحلي بالمسؤولية والجرأة السياسية الكبرى، واتخاذ الإجراءات الاستثنائية لمواجهة التحديات الاستثنائية، وبذل قصارى الجهد للتعامل مع جميع حالات الإصابة وإنقاذ جميع المصابين، والاحترام الجدي لقيمة وكرامة الحياة لكل شخص.
الرئيس الصيني دعا في خطته أيضاً إلى اتباع السياسات القائمة على العلم وضمان الاستجابة المنسقة والمنهجية في مواجهة هذا المرض المعدي الجديد، وقال: «يجب علينا تكريس الروح العلمية واتباع المقاربة العلمية والامتثال لقانون العلم»، واصفاً مكافحة الجائحة بالمعركة الشاملة التي تتطلب الاستجابة المنهجية للتنسيق بين التدخل الدوائي والتدخل غير الدوائي، والتوفيق بين مكافحة الجائحة بشكل دقيق وروتيني وإجراءات الطوارئ، وضمان السيطرة على الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في آن واحد، مشدداً على أنه ينبغي على أعضاء مجموعة العشرين اتخاذ سياسات اقتصادية كلية ومسؤولة، وكذلك تعزيز التنسيق فيما بينهم، إضافة إلى مواصلة دعم الدول النامية وخاصة الدول الهشة التي تواجه الصعوبات البالغة، من خلال خدمة الديون وتقديم المساعدة التنموية لها.
الرئيس شي جين بيغ شدد في خطته على ضرورة الالتزام بروح الفريق الواحد، والدعوة إلى التضامن والتعاون، حيث كشفت هذه الجائحة مرة أخرى، أن البشرية تتقاسم السراء والضراء وتعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك، ولمواجهة جائحة كبرى مثل جائحة فيروس كورونا المستجد، يجب «التمسك بمفهوم مجتمع تتوافر فيه الصحة للبشرية وتعزيز التضامن والتعاون لتجاوز الصعوبات العابرة، والرفض القاطع لجميع المحاولات لتسييس الجائحة»، معتبراً أن التلاعب السياسي لا يسهم قيد أنملة في المعركة ضد الجائحة، بل يعرقل التعاون الدولي لمكافحتها، ويلحق ضرراً كبيراً بشعوب العالم.
وبخصوص توفير اللقاح ضد فيروس «كورونا» دعا الرئيس الصيني إلى الالتزام بالعدالة والإنصاف وسد «فجوة المناعة»، وأضاف: «قبل عام طرحت ضرورة جعل اللقاح منفعة عامة للعالم، أما في الوقت الراهن، فأصبحت مشكلة عدم التوازن في التلقيح أكثر تفاقماً، ويجب علينا نبذ «قومية اللقاحات»، وإيجاد حل ملائم لقضية الطاقة الإنتاجية وتوزيع القاح، وتعزيز إتاحته للدول النامية بتكلفة ميسرة»، معتبراً أن على الدول الرئيسية التي تطور وتنتج اللقاحات تحمل مسؤولية تقديم مزيد من اللقاح إلى الدول النامية ذات الاحتياجات الملحة، كما ينبغي أن تعمل المؤسسات المالية المتعددة الأطراف على تقديم الدعم التمويلي الشامل للدول النامية لشراء اللقاح، وأن تعمل منظمة الصحة العالمية على تسريع الوتيرة لتنفيذ «برنامج كوفاكس».
الرئيس شي جين بينغ وفي المحور الخامس من خطة بلاده لمكافحة «كورونا»، اعتبر أنه من الضروري الالتزام بحل المشكلة بظواهرها وبواطنها في آن واحد، واستكمال منظومة الحوكمة، حيث تمثل جائحة «كورونا»، اختباراً شاملاً لمنظومة الحوكمة العالمية للصحة، داعياً إلى تعزيز وتفعيل دور الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، واستكمال المنظومة العالمية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، وهو ما يمنع الأوبئة ويستجيب لها بصورة أفضل في المستقبل.
وكشف الرئيس الصيني أن بلاده التي قدمت الكثير من المساعدات لدول عديدة حول العالم لدعمها في مكافحة «كورونا»، ستعمل على تقديم مساعدات دولية إضافية بقيمة 3 مليارات دولار أميركي في السنوات الثلاث المقبلة، بهدف دعم الدول النامية لمكافحة الجائحة، وإنعاش التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مبيناً أن الصين وفرت 333 مليون جرعة من اللقاح إلى العالم، وستوفر مزيداً منه قدر الإمكان، كما ستدعم الصين شركاتها المختصة باللقاح لنقل التكنولوجيا إلى الدول النامية والتعاون معها في إنتاج اللقاح، وأضاف: «لقد أعلنت الصين عن دعمها لرفع حقوق الملكية الفكرية عن اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، وهي تدعم منظمة التجارة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية لاتخاذ قرار بهذا الشأن في أسرع وقت ممكن، كما تدعو إلى إنشاء منتدى دولي للتعاون في مجال اللقاح، تقوم به الدول التي تطور وتنتج اللقاحات والشركات وأصحاب المصلحة، بالتباحث حول سبل تعزيز التوزيع العادل للقاح في العالم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن