رياضة

النسخة السادسة عشرة لكأس الأمم الأوروبية 11/6 – 11/7/ 2021 (3)

| محمود قرقورا

النسخة الخامسة – يوغسلافيا 1976 .. فكتور وبانينكا يفسدان مئوية القيصر

لم يتغير شيء عن البطولة السابقة من حيث عدد الدول المشاركة والنظام، ولكن الذي تغير هو خارطة البطولة بصعود تشيكوسلوفاكيا منصة التتويج خلافاً للتوقعات، فمنتخبها القوي مطلع الثلاثينيات لم يفز بكأس العالم بحلوله ثانياً 1934 في إيطاليا، ومنتخبها القوي الآخر اصطدم بقوة بالبرازيل في نهائي مونديال 1962 في تشيلي، ولكن فكتور وبانينكا ونيهودا وبيفارنيك وبولاك ودوبياس واوندروش أسقطوا الكبار الواحد تلو الآخر، رافضين التنازل عن اللقب فأبعدوا في التصفيات إنكلترا والسوفييت ثم أكملوا في النهائياًت على ثاني وأول العالم على التوالي مفسدين أحلام المانشافت، ولا ننسى أن التوقعات التي سبقت البطولة مالت لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى في مونديال 1974 مع توقع اختراق إنكليزي إيطالي دون أن يحصل ذلك.

فرحة تشيكوسلوفاكية
فرحة تشيكوسلوفاكية

المجموعات

مج1: تشيكوسلوفاكيا، إنكلترا، البرتغال وقبرص.

مج2: ويلز، المجر، النمسا ولوكسمبورغ.

مج3: يوغسلافيا، إيرلندا الشمالية، السويد والنرويج.

مج4: إسبانيا، رومانيا، اسكتلندا والدانمارك.

مج5: هولندا، بولندا، إيطاليا وفنلندا.

مج6: الاتحاد السوفييتي، جمهورية إيرلندا، تركيا وسويسرا.

مج7: بلجيكا، ألمانيا الشرقية، فرنسا وإيسلندا.

مج8: ألمانيا الغربية، اليونان، بلغاريا ومالطا.

ربع النهائي

• تشيكوسلوفاكيا * الاتحاد السوفييتي 2/صفر و2/2.

• يوغسلافيا * ويلز 2/صفر و1/1.

• إسبانيا * ألمانيا الغربية 1/1 وصفر/2.

• هولندا * بلجيكا 5/صفر و2/1.

العبرة في النهايات

شعر الإنكليز بارتياح تام عندما بدأ مدربهم دون ريفي مسيرته مدرباً لمنتخب الأسود الثلاثة بفوز عريض على تشيكوسلوفاكيا في أولى مباريات المنتخبين في التصفيات، ولكن العبرة في النهايات، حيث عوضت تشيكوسلوفاكيا إياباً منتزعة البطاقة إثر تعادل الإنكليز مرتين مع البرتغال، ولم يراهن أحد على أن خسارة تشيكوسلوفاكيا هي الأخيرة في طريقها لتغيير الخارطة الأوروبية، ومن الأحداث البارزة في المجموعة الأولى أيضاً تسجيل الإنكليزي ماكدونالد الأهداف الخمسة التي فازت بها إنكلترا على قبرص في ويمبلي.

ما عجز عن تحقيقه كبير المنتخبات البريطانية حققه منتخب ويلز رغم أنه بدأ المشوار بالخسارة أمام النمسا ولكنه تدارك الموقف بخمسة انتصارات متتالية وهذا لم يحققه في أي تصفيات أخرى.

في المجموعة الثالثة لم تجد يوغسلافيا مقاومة علماً أنها خسرت ثاني مبارياتها أمام إيرلندا الشمالية، وفي المجموعة الرابعة دانت البطاقة لإسبانيا بثلاثة انتصارات ومثلها تعادلات، وسجل التاريخ أن رومانيا هي الدولة الوحيدة عبر تاريخ البطولة التي تخفق في التأهل رغم عدم خسارتها في التصفيات، وتصدرت هولندا مجموعة الموت التي ضمتها إلى جانب بولندا وإيطاليا رغم خسارتها أمام المنتخبين، ولأن العبرة في الخواتيم لم يذب جبل الجليد السوفييتي بعد اهتزازه بثلاثية جمهورية إيرلندا التي سجلها غيفنز لأن الانتصارات الأربعة المتتالية أهّلت السوفييت وجعلت الخسارة أمام تركيا هامشية.

فرنسا كانت في طور إعداد منتخب جديد فاستمر غيابها عن الأحداث الكبرى منذ مونديال 1966 فحلت خلف بلجيكا وألمانيا الشرقية.. أما حاملو اللقب الألمان الغربيون فوقعوا في مجموعة سهلة تخطوها بثلاثة انتصارات ومثلها تعادلات.

من المربع الذهبي لربع النهائي

اعتدنا في البطولات الأربع الأولى أن يلعب المنتخب السوفييتي دور البطولة، ولكنه هذه المرة خرج من ربع النهائي، إذ وقع بفخ المنتخب التشيكوسلوفاكي الذي ارتفعت معنوياته بعد قهر الإنكليز، فأسقط الدب الروسي بمجموع 4/2 وسجل ثلاثة من الأهداف الأربعة جوزيف مودير وهي الأهداف الدولية الوحيدة بمسيرته.

المنتخب البريطاني المتبقي منتخب ويلز ودّع على يد المنتخب اليوغسلافي بالتعادل 1/1 بعد الخسارة بهدفين، واستمر الأبطال مدافعين عن لقبهم بفوزهم على الماتادور 2/صفر، وكانت مباراة الذهاب التي جرت بفيسنتي كالديرون وقادها حكم نهائي المونديال قبل عامين الإنكليزي جاك تايلور قد انتهت بهدف لمثله، ووحده المنتخب الهولندي خرج فائزاً في المباراتين على بلجيكا بواقع 5/صفر ذهاباً و2/1 إياباً، فدخلت هولندا المربع الذهبي للمرة الأولى بخلاف ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا التي لها تجارب سابقة والأخيرة نالت شرف الاستضافة.

ديتر يحاكي ستابيلي وكيس

التاريخ المونديالي يروي أن الأرجنتيني ستابيلي سجل الهاتريك في مباراته الدولية الأولى بمرمى المكسيك في المونديال الأول، وأن المجري لازلو كيس هو البديل الوحيد الذي سجل هاتريك بتاريخ المونديال وكان ذلك بمرمى السلفادور في مونديال إسبانيا، والتاريخ الأوروبي يروي حكاية تجمع الحكايتين، فالألماني ديتر موللر أتى من مقاعد البدلاء ليسجل الهاتريك في ظهوره الدولي الأول بمرمى أصحاب الأرض اليوغسلافيين الذين تقدموا 2/صفر ولكن الألمان المشهورين بقلب النتائج مونديالياً مارسوا الدور ذاته أوروبياً منتظرين خصمهم في النهائي.

الجميع توقع إعادة لنهائي المونديال بيد أن تشيكوسلوفاكيا كان لها رأي مغاير، ففي جو ماطر ذكّر المشاهدين بمباراة الأرجنتين وهولندا 1974 وجعل الحكم الويلزي توماس يعترف في مذكراته بأن تلك المباراة الأصعب في مسيرته، لم يكن الهولنديون كما عهدهم المتابعون، فمستواهم لم يكن مقنعاً، ورفضوا الهدية التي قدمها لهم أوندراش الذي خلّده التاريخ بكونه أول من يسجل بمرماه في النهائيات، وتحكي بعض المواقع أن كرويف لم يكن بحالته الطبيعية وخصوصاً بعد الإنذار الذي سيبعده عن المباراة التالية نهائية كانت أم ترتيبية، وبالنهاية لا يمكن اعتبار تلك النتيجة طبيعية استناداً لقوة الهولنديين في تلك الحقبة، والمركز الثالث لم يكن معقد الأمل، وأهم ما فيها أن الخاسر دجاييتش سجل هدفه الرابع في خامس مباراة يلعبها في النهائيات، وللعلم فإن دجاييتش هو أكثر يوغسلافي مثل بلاده دولياً بخمس وثمانين مباراة، كما أنه أول من سجل في بطولتين يفصل بينهما ثماني سنوات.

جزاء بانينكا ومأساة المئوية

جزاء بانينكا
جزاء بانينكا

على الورق الأفضلية كانت لألمانيا الغربية في المشهد الأخير، ولكن تشيكوسلوفاكيا قدمت عدة إنذارات مبكرة، فمن جانب أنها دخلت المباراة غير مهزومة في 18 مباراة متتالية، ومن جانب آخر أنها أبعدت إنكلترا والسوفييت وهولندا في طريقها للنهائي، ومن جانب ثالث أنها ضمت عدداً من العمالقة بتاريخ البلاد، وهذه المقدمات أسفرت عن هدفين مبكرين، ولأن المستحيل ليس ألمانياً فقد عادوا من الخلف فارضين وقتاً إضافياً لتسجل البطولة الخامسة حالة استثنائية متمثلة بانقياد كل مبارياتها لوقت إضافي إثر تألق فكتور حارس تشيكوسلوفاكيا بإجهاضه عدة كرات ألمانية، ثم كان المنعرج التاريخي باللجوء لركلات الترجيح لمعرفة البطل وهذا لم يحدث في البطولات الكبرى من قبل.

وما زال مسجل هدف الألمان الثاني هولزنباين أكبر مسجل في المباريات التتويجية بـ30 عاماً و103 أيام.

ركلات الترجيح عبست بوجه ألمانيا للمرة الأولى والأخيرة فكتب على بيكنباور التعاسة في مباراته الدولية المئة كأول ألماني يصل لذلك، وسبب التعاسة إهدار أولي هونيس ما اضطره للاعتزال دولياً رغم صغر سنه البالغ 24 عاماً، والوقفة التاريخية مع ركلات الأعصاب استحقها التشيكوسلوفاكي بانينكا الذي ابتكر طريقة التسديد لوب في منتصف المرمى حتى صارت ماركة مسجلة باسمه.

سجل النتائج

نصف النهائي

• 16/6/1976: تشيكوسلوفاكيا * هولندا 3/1 بعد التمديد سجل لتشيكوسلوفاكيا أوندروش (19)، ونيهودا (114) وفيسيلي (118)، ولهولندا اندروش بمرماه (77).

• المدينة: زغرب، الجمهور: 17879 متفرجاً، الحكم: الويلزي كلايف توماس.

• 17/6/1976: ألمانيا الغربية * يوغسلافيا 4/2 بعد التمديد سجل لألمانيا فلوهي (64) وديتر مولر (82 و115 و119)، وليوغسلافيا بوبوفيدا (19) ودجاييتش (30).

• المدينة: بلغراد، الجمهور: 50652 متفرجاً، الحكم: البلجيكي الفريد ديلكورت.

المركز الثالث

• 19/6/1976: هولندا * يوغسلافيا 3/2 بعد التمديد سجل لهولندا غيلس (27 و107) وفان دي كيركوف (39)، وليوغسلافيا كاتالينسكي (43) ودجاييتش (82).

• المدينة: زغرب، الجمهور: 6766 متفرجاً، الحكم: السويسري والتر هنغربوهلر.

النهائي

• 20/6/1976: تشيكوسلوفاكيا * ألمانيا 2/2 ثم بالترجيح 5/3.

أرقام

• شهدت النهائياًت تسجيل 19 هدفاً خلال أربع مباريات كأكثر نسبة، والأكثر تسجيلاً ألمانيا الغربية بستة أهداف والأقل هولندا ويوغسلافيا بأربعة أهداف.

• أسرع هدف سجله التشيكوسلوفاكي سفيهليك بمرمى ألمانيا الغربية في الدقيقة الثامنة.

• تصدر قائمة الهدافين الألماني ديتر موللر برصيد أربعة أهداف.

• أفضل حارس التشيكوسلوفاكي فكتور.

• لم تحتسب أي ركلة جزاء.

• شهدت البطولة ثلاث بطاقات حمراء جميعها بمباراة تشيكوسلوفاكيا وهولندا فطرد من تشيكوسلوفاكيا بولاك ومن هولندا نيسكينز وفان هانغيم.

ومضات

كان بيكنباور سينفذ ركلة الترجيح الخامسة لألمانيا الغربية في النهائي.

نهائي 1976 هو الوحيد الذي حسم بالترجيح بين كل البطولات الـ15.

رغم خسارة النهائي إلا أن بيكنباور أحرز الكرة الذهبية عام 1976 للمرة الثانية كرقم قياسي لمدافع.

بطولة 1976 ثاني بطولة لم تحتسب فيها أي ركلة جزاء بعد نسخة 1968

خمسة ألمان لعبوا في نهائي 1976 كانوا حاضرين في نهائي 1972 وهم ماير وشفارزنبيك وبيكنباور وفيمر وهوينس.

بطاقة النهائي

الزمان: 20 حزيران 1976.
المكان: استاد سيرفينا زيفيزدا في بلغراد.
الحضور: 30790 متفرجاً.
المنتخبان: تشيكوسلوفاكيا * ألمانيا الغربية.
النتيجة: فوز تشيكوسلوفاكيا بفارق ركلات الترجيح 5/3 بعد التعادل 2/2.
الأهداف: سجل لتشيكوسلوفاكيا سفيهليك (8) ودوبياش (25)، وسجل لألمانيا ديتر موللر (28) وهولزنباين (89).
ركلات الترجيح: سجل لتشيكوسلوفاكيا: يوركيميتش، أوندروش، نيهودا، ماسني وبانينكا، وسجل لألمانيا: بونغارتز، وفلوهي وبونهوف.
مثل تشيكوسلوفاكيا: فيكتور، دوبياش (فيسيلي 109)، تشابكوفيتش، أوندروش، بيفارنيك، بانينكا، مودير، ماسني، نيهودا، غوتش، سفيهليك (يوركوميك 78).
مثل ألمانيا: ماير، فوغتس، ديتز، شفارزبنيك، بيكنباور، فيمر (فلوهي 46)، بونهوف، هونيس، ديتر موللر، بير (بونغارتز 79)، هولزنباين.
الإنذارات: مودير ودوبياش من تشيكوسلوفاكيا.
الحكم: الإيطالي سيرجيو غونيلا.

النسخة السادسة.. إيطاليا 1980 .. المانشافت يوقف المغامرة البلجيكية ويثني ألقابه

استضافت إيطاليا نسخة جديدة بين 11 و22 حزيران، وتوقع النقاد أن يلتقي أصحاب الضيافة والألمان على اللقب، ولكن الأقدار ستجعلهما يلعبان في نهائي المونديال بعد عامين، ولم يراهن أحد على أن بلجيكا الغائبة عن الأحداث الكبرى منذ 1972 ستلعب النهائي، وأن هولندا التي أذهلت العالم قبل سنوات سينتهي جيلها الذهبي دون تتويج، وأن هداف كيغان أفضل لاعب أوروبي 1978 و1979 لن يسجل، وأن إيطاليا المدعومة بعاملي الأرض والجمهور ستكتفي بهدف في دور المجموعات، ولكن تلك كانت الحقائق، إذ تساقط الكبار كورق الخريف باستثناء الألمان الذين وضعوا حداً للمغامرة البلجيكية، رغم أنهم بدؤوا التصفيات بالتعادل السلبي مع مالطا وتركيا.

هروبيش عريس النهائي
هروبيش عريس النهائي

اعتمد نظام جديد فريد مبتكر بتأهل ثمانية منتخبات وهذا شيء جميل من أجل تطوير اللعبة، ولكن أصحاب الشأن في الاتحاد الأوروبي تفتق ذهنهم لطريقة جديدة قوامها تأهل بطلي المجموعتين للمباراة النهائية، بمعنى أن العثرة كافية للانضمام لمقاعد المتفرجين، ولكن هذا النظام لم يصمد أمام الانتقادات الكثيرة فطبق للمرة الأولى والأخيرة، كما أننا عرفنا ثالث القارة للمرة الأخيرة بإقامة مباراة ترتيبية.

التصفيات

وزعت المنتخبات الـ31 على سبع مجموعات وفق التالي: مج1: إنكلترا، إيرلندا الشمالية، جمهورية إيرلندا، بلغاريا والدانمارك.

مج2: بلجيكا، النمسا، البرتغال، اسكتلندا والنرويج، مج3: إسبانيا، يوغسلافيا، رومانيا وقبرص، مج4: هولندا، بولندا، ألمانيا الشرقية، سويسرا وايسلندا.

مج5: تشيكوسلوفاكيا، فرنسا، السويد ولوكسمبورغ، مج6: اليونان، المجر، فنلندا والاتحاد السوفييتي.

مج7: ألمانيا الغربية، تركيا، ويلز ومالطا.

والمنتخبات الأبطال السبعة المتأهلة إضافة لإيطاليا المستضيفة وزعت في النهائياًت وفق التالي: مج1: ألمانيا الغربية، تشيكوسلوفاكيا، هولندا، اليونان.

مج2: إيطاليا، إنكلترا، إسبانيا، بلجيكا.

مسيرة البطولة

تساقط عمالقة الكرة الطليان والإنكليز والإسبان في المجموعة الثانية خلافاً لبلجيكا التي وصلت النهائي بفضل حارسها بفاف، وعلى الطرف المقابل تعاملت ألمانيا مع كل مباراة وفق خصوصيتها ووصلت بثقة نحو مباراة التتويج، ولو خيّرت بخصمها في النهائي لاختارت البلجيك فاستحقت التتويج كأول منتخب يحرز اللقب مرتين.

قطبا النهائي في الافتتاح

قطبا النهائي قبل 4 سنوات قصّا شريط الافتتاح وهذا نادر، وحسم المتألق رومينيغة هداف البوندسليغا ولاعب أوروبا الموقف برأسية، وفاجأت اليونان المراقبين مرتين، الأولى بتأهلها على حساب المجر والسوفييت وفنلندا علماً أنها بدأت التصفيات بخسارتين و5 أهداف في مرماها، ثلاثة من فنلندا واثنان من السوفييت دون أن تسجل، والثانية أنها لم تكن لقمة سائغة، فأمام الطواحين كانت الأخطر في النصف الأول وأضاع مهاجمها كوستيكوس هدفاً محققاً قبل أن تخسر بجزاء غريبة، وأمام ألمانيا خطفت نقطة غير متوقعة.

في الجولة الثانية قدمت ألمانيا واحدة من أفضل مبارياتها بعد مونديال 1974 فهزت أركان هولندا بثلاثية ألوفس التي ساهم بها شعلة النشاط شوستر قبل أن تقلل هولندا من حجم الكارثة بهدفين متأخرين، وشهدت الدقيقة 73 مشاركة ماتيوس للمرة الأولى دولياً، وحقق الأبطال التشيكوسلوفاكيون فوزاً مبيناً على اليونان التي دخل لاعبها أناستابولوس التاريخ من خلال تسجيل الهدف الأول لبلاده في النهائيات.

ثالث الجولات شهدت خسارة التشيكوسلوفاكيين اللقب بتعادلهم مع الهولنديين فتأهل الألمان للنهائي دون الحاجة لنقاط مباراتهم مع اليونان، فأراح المدرب ديرفال النشيط شوستر والقائد ديتز وأخرج رومينيغة في منتصف الشوط الثاني، وأدى مباراة تجارية هدفها عدم الخسارة، فاحتفلت اليونان بنقطة تاريخية وهذا ليس بجديد عليها فسبق أن تعادل المنتخبان ذهاباً وإياباً في تصفيات 1976.

بداية العهد البلجيكي

المجموعة الثانية شهدت بداية التألق البلجيكي مع جيل مثالي قوامه فاندن بيرغ وكولمانس وبفاف وغيرتس وفاندر ايليست وفاندر ايكن، ففرضوا التعادل على الإنكليز الذين لم يكونوا محظوظين، كما لم يكن نجمهم كيغان هداف التصفيات كما ينبغي، وكأن الإرهاق أعياه جراء موسم طويل أثر عليه، وعرفت المباراة حادثة إطلاق الشرطة غازات مسيلة للدموع قبل انتهاء الحصة الأولى، وكما صمتت الشباك في المباراة الأولى لإيطاليا قبل 12 عاماً صمتت أمام إسبانيا التي ألغى لها الحكم هدف ساتروستيغي وأهدر لها كويني رأسية سهلة، والتعادل كان سبباً مباشراً في خروج الطليان لأنه في الجولة الثانية حقق البلجيك فوزاً مستحقاً على الإسبان والطليان فوزاً متأخراً على الإنكليز، فلعب الإنكليز والإسبان هامشياً ففاز الإنكليز بفضل حارسهم الشهير كليمنس الذي رد ركلة جزاء هي الوحيدة في مسيرته الدولية الممتدة 51 مباراة دولية، ولعب أصحاب الأرض والبلجيك مباراة تحديد طرف النهائي الآخر، ورغم أن دينو زوف حافظ على نظافة شباكه بتصديه لكرات خطرة سددها رينكوين وفاندر ايكن ومومينز إلا أن الطليان ناموا على هدفهم الوحيد بمرمى إنكلترا ولم ينفعهم محافظتهم على نظافة شباكهم مع تسجيلهم هدفاً وحيداً، كما حدث معهم في مونديال 1970 ولو لم يكن الراحل بيرزوت مسنوداً من الاتحاد الإيطالي لأقيل، غير أن بقاءه سيجلب السعادة لبلاد الإسباكيتي بعد عامين.

ترجيح وهدف متأخر

أوصل دينو زوف منتخبه لركلات الترجيح بإجهاضه كرة إعجازية لنيهودا ولكنه لم ينجح في التصدي لأي ركلة ترجيحية بخلاف الحارس التشيكوسلوفاكي نيتوليكا الذي أجهض ركلة كولوفاتي فتأكدت حقيقة أن التشيكوسلوفاكيين لا يهدرون أي ركلة ترجيحية وبالتالي الفوز بالمركز الثالث.

وفي النهائي مالت الترشيحات لألمانيا التي أنقذت سمعة الكبار وإن احتاجت لوقت متأخر ورأسية محكمة من نجم اللقاء هروبيتش ترجم من خلالها الركنية الموزونة من رومينيغة، مجنباً منتخب بلاده خوض غمار الوقتين الإضافيين، وللتذكير فإن ألمانيا حتى ذلك الوقت لم تهزم في الوقتين الأصلي والإضافي وأن هروبيتش لم يكن سجل دولياً إلا هدفي التتويج.

سجل النتائج

المجموعة الأولى

• 11/6/1980: ألمانيا الغربية * تشيكوسلوفاكيا 1/صفر كارل هاينز رومينيغه (57).

• المدينة: روما، الجمهور: 11059 متفرجاً، الحكم: الإيطالي البرتو ميكولوتي.

• 11/6/1980: هولندا * اليونان 1/صفر كيست من جزاء (65).

• المدينة: نابولي، الجمهور: 14990 متفرجاً، الحكم: الألماني الشرقي أدولف بروكوب.

• 14/6/1980: ألمانيا الغربية * هولندا 3/2 سجل لألمانيا كلاوس ألوفس (20 و60 و65)، ولهولندا ريب من جزاء (79) وفان دي كيركوف (85).

• المدينة: نابولي، الجمهور: 29889 متفرجاً، الحكم: الفرنسي روبرت فيرتز.

• 14/6/1980: تشكوسلوفاكيا * اليونان 3/1 سجل لتشيكوسلوفاكيا بانينكا (6)، فيزيك (26) ونيهودا (63)، ولليونان اناستابولوس (14).

• المدينة: روما، الجمهور: 4726 متفرجاً، الحكم: الإنكليزي باتريك بارتريدج.

• 17/6/1980: ألمانيا الغربية * اليونان صفر/صفر.

• المدينة: تورينو، الجمهور: 13901 متفرج، الحكم: الإسكتلندي بريان ماكينلاي.

• 17/6/1980: تشيكوسلوفاكيا * هولندا 1/1 سجل لتشيكوسلوفاكيا نيهودا (16)، ولهولندا كيست (59).

• المدينة: ميلانو، الجمهور: 11889 متفرجاً، الحكم: التركي حلمي أوك.

المجموعة الثانية

• 12/6/1980: بلجيكا * إنكلترا 1/1 سجل لبلجيكا كولمانس (29)، ولإنكلترا ويلكينز (26).

• المدينة: تورينو، الجمهور: 15186 متفرجاً، الحكم: الألماني الغربي هاينز الدينغر.

• 12/6/1980: إسبانيا * إيطاليا صفر/صفر.

• المدينة: ميلانو، الجمهور: 46816 متفرجاً، الحكم: المجري كارولي بالوتاي.

• 15/6/1980: بلجيكا * إسبانيا 2/1 سجل لبلجيكا غيريتس (17) وكولز (65)، ولإسبانيا كويني (36).

• المدينة: ميلانو، الجمهور: 11430 متفرجاً، الحكم: الهولندي تشارلز كورفر.

• 15/6/1980: إيطاليا * إنكلترا 1/صفر سجله ماركو تارديلي (79).

• المدينة: تورينو، الجمهور: 59646 متفرجاً، الحكم: الروماني نيكولا راينيا.

• 18/6/1980: إنكلترا * إسبانيا 2/1 سجل لإنكلترا بروكينغ (19) وودكوك (61)، ولإسبانيا داني من جزاء (48).

• المدينة: نابولي، الجمهور: 14440 متفرجاً، الحكم: النمساوي ايريش لينماير.

• 18/6/1980: إيطاليا * بلجيكا صفر/صفر.

• المدينة: روما، الجمهور: 42318 متفرجاً، الحكم: البرتغالي انطونيو غاريدو.

المركز الثالث

• 21/6/1980: تشيكوسلوفاكيا * إيطاليا 1/1 ثم 9/8 بالترجيح سجل لتشيكوسلوفاكيا يوركيميك (54)، ولإيطاليا غرازياني (73).

• المدينة: نابولي، الجمهور: 24652 متفرجاً، الحكم: النمساوي ايريش لينماير.

النهائي

منتخب ألمانيا
منتخب ألمانيا

• 22/6/1980: ألمانيا * بلجيكا 2/1.

أرقام

• شهدت النهائياًت تسجيل 27 هدفاً خلال 14 مباراة والأكثر تسجيلاً ألمانيا الغربية بستة أهداف والأقل اليونان بهدف واحد.

• أسرع هدف سجله التشيكوسلوفاكي بانينكا بمرمى اليونان في الدقيقة السادسة.

• تصدر قائمة الهدافين زميله ألوفس برصيد ثلاثة أهداف.

• أفضل حارس الإيطالي دينو زوف بتلقيه هدفاً خلال 390 دقيقة.

• احتسبت خمس ركلات جزاء ضاعت واحدة.

• لم تشهد البطولة أي حالة طرد.

ومضات

المانشافت الوحيد الذي لعب ثلاث مباريات نهائية متتالية 1972 و1976 و1980.

في آخر مباراة المركز الثالث أضاع فولفيو كولوفاتي ركلة ترجيح بعد 17 ضربة ناجحة كرقم قياسي، وللعلم فإن مباراة ألمانيا وإيطاليا 2016 شهدت 17 ركلة ترجيح أيضاً.

هورست هروبيش مسجل هدفي النهائي استدعي للبطولة لأن كلاوس فيشر لاعب شالكه كسرت ساقه.

استضافت إيطاليا اليورو والمونديال مرتين لكل منهما ولم تخسر في 19 مباراة إلا بركلات الترجيح.

ديتز الألماني الوحيد الذي حضر في نهائي 1980 من بين الخاسرين في نهائي 1976.

بطاقة النهائي

الزمان: 22 حزيران 1980.
المكان: الاستاد الأولمبي في روما.
الحضور: 47860 مفترجاً.
المنتخبان: ألمانيا الغربية × بلجيكا.
النتيجة: فوز ألمانيا 2/1.
الأهداف: سجل لألمانيا هورست هروبيش هدفين (10 و88).
سجل لبلجيكا: فاندرايكن (75) من جزاء.
مثل ألمانيا: شوماخر، كالتز، كارل هاينز، فورستر، شتيلكة، ديتز، شوستر، بريغل (كولمان 55)، هانزي موللر، رومينيغة، هروبيتش، الوفس.
مثل بلجيكا: بفاف، غيريتس، ميلكاميس، ميوز، رينكين، فانموير، فاندرايكن، كولز، مومنس (فيرهاين 80)، فاندرايلست، كولمانز.
الإنذارات: كارل هاينز فورستر (ألمانيا)، وميلكامبس، وفاندرايكن، وفانديرايلست (بلجيكا).
الحكم: الروماني نيكولاس رايينا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن