شؤون محلية

تسويق القمح في حماة دون المستوى المأمول … الفلاحون بين مطرقة شح الإنتاج وسندان استغلال أصحاب الحصادات!

| حماة- محمد أحمد خبازي

لا يُحسد منتجو القمح بحماة في هذا الموسم الزراعي من حيث الإنتاج والتسويق، فهم اليوم واقعون بين مطرقة ضعف إنتاجهم نتيجة المتغيرات المناخية، وسندان أصحاب الحصادات الذين يستغلونهم أبشع استغلال بفرض أجور زائدة على الرسمية التي حددتها لهم اللجنة الزراعية الفرعية بحماة قبيل موسم الحصاد والتسويق، وذلك بحجة ارتفاع مستلزمات الحَصّادة ونفقاتها العالية.

وبيَّنَ عدد من المزارعين بريف محردة ومصياف والغاب لـ«الوطن» أنهم يعانون من الأسعار المرتفعة الخيالية، حيث تكلفة حصاد الدونم 25 ألف ليرة وأجرة النقلة الواحدة للمحصول إلى مراكز السقيلبية أو سلحب أو جب رملة نحو 50 ألف ليرة!.

وأوضح بعضهم أن ذلك يسبب لهم خسارة فادحة، تضاف إلى خسارتهم بالمحصول الضعيف خلافاً للمأمول، بسبب الجفاف وقلة الهطل المطري.

عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة بمحافظة حماة فاضل درويش، بيَّنَ لـ «الوطن» أن واقع عمليات التسويق لمراكز الحبوب بالمحافظة يمكن اعتباره جيداً من الناحية التسويقية فقط، أما من حيث الإنتاج فهو سيئ وخصوصاً القمح البعل.

وأوضح أن الإنتاج أقل بنسبة 50 بالمئة مما كان متوقعاً أو مأمولاً، بسبب شح الأمطار وسيطرة الجفاف، مشيراً إلى أن واقع محصول القمح بمنطقة الغاب قد يكون جيداً، وخصوصاً المروي منه الذي بدأ الفلاحون بحصاده يوم أمس، حيث يستمر حصاده عادةً حتى 15 الشهر الجاري.

ولفت إلى أن إنتاج المنطقة الشرقية من المحافظة – سلمية وريفها – شبه معدوم، وضمَّن الفلاحون أراضيهم الزراعية لرعاة الأغنام، فالأرض لا تكذب وهذا هو الواقع للأسف.

وكشف أن إنتاج المحافظة الذي كان متوقعاً من القمح 150 ألف طن كحد أدنى، وإذا بلغ بعد انتهاء عمليات الحصاد ما بين 100-120 ألف طن يكون الواقع جيداً.

وأشار إلى أن الكميات التي استلمتها مراكز تسويق الحبوب بالمحافظة لتاريخه، نحو 30 ألف طن ويفترض أن تكون 70 ألفاً.

وعن موسم التسويق بشكل عام ذكر درويش أنه لا توجد عقبات، ولا يوجد تهريب للقمح فالإجراءات مشددة بهذا الشأن، والمازوت متوافر للحصادات وللجرارات الناقلة للمحاصيل.

وفيما يتعلق بشكاوى الفلاحين من أجور الحصادات، قال درويش: كل موسم تسويق يشكو الفلاحون من فرض بعض أصحاب الحصادات أجرة زائدة عليهم، ولكنهم لا يبلغون عنهم، وأوضح أنه في حال تلقي أي شكوى نظامية، تعالج فوراً حسب القانون.

ولفت إلى أن المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة حدد أجرة حصاد الدونم من القمح والشعير مع المازوت بـ8 آلاف ليرة لدونم القمح السقي، والقش كوم، و10 آلاف ليرة للدونم والتبن كوم و6 آلاف ليرة للدونم البعل والقش كوم، و12 ألف ليرة للدونم البعل والتبن مشوّل.

أما أجرة حصاد دونم الشعير مع المازوت والقش كوم 8 آلاف ليرة، و10 آلاف للدونم مع التبن كوم، و6 آلاف ليرة للدونم البعل والقش كوم، و10 آلاف ليرة للدونم مع التبن مشول.

كما حدد المكتب التنفيذي أجرة النقلة الواحدة من هذين المحصولين من الأرض إلى مراكز الحبوب بـ20 ألف ليرة. وذلك بناء على بحث كل مستلزمات الحصاد وموسم التسويق باجتماع اللجنة الزراعية الفرعية، مؤكداً أن كل أجرة غير ذلك هي مخالفة تستوجب المحاسبة.

فيما بيَّن مدير فرع السورية للحبوب بحماة، حسام سلطان لـ«الوطن» أن الفرع أنجز كل الاستعدادات اللازمة لاستلام الحبوب في المحافظة للموسم الحالي، الذي قررت اللجنة الزراعية الفرعية تسويق حبوبه منذ 25 الشهر الماضي.

وأوضح أن مراكز استلام الحبوب بالمحافظة 8 وقد زودت بكل مستلزمات العمل، وهي: شطحة وطاقته الاستيعابية 12 ألف طن، والسقيلبية وطاقته 10 آلاف طن، وجب رملة وطاقته 15 ألف طن، وسلحب وطاقته 12 ألف طن، ومحردة وطاقته 6 آلاف طن، وصوامع كفربهم وطاقتها 85 ألف طن، وسلمية وطاقته 2000 طن، ومركز حماة 6 آلاف طن.

ولفت إلى أن استلام القمح مشولاً يتم في مركزي حماة وسلمية، والبقية تستلمه دوغما، والتوجيهات تؤكد استلام أكبر كمية من القمح، وبأيسر الشروط وبكل التسهيلات.

وبيَّن رئيس اتحاد الفلاحين بحماة هيثم جنيد، أن عمليات التسويق جيدة حتى اليوم، ولم تعترض الفلاحين أي مشكلة بالمراكز التي سلموا فيها محصولهم.

وفيما يتعلق بالشكوى من أجور الحصادات، قال: سمعنا – ونسمع – كلاماً عاماً، ولكننا لم نتلق أي شكوى رسمية بشكل مباشر أو غير مباشر، لنتحرك بسرعة ونتخذ في اللجنة الزراعية الفرعية الإجراءات القانونية بحق أي صاحب حصادة يستغل الفلاحين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن