معركة المعابر تبدأ مبكراً في مجلس الأمن ودمشق ترفض التمديد لآلية إدخال المساعدات … صباغ لـ«الوطن»: أميركا والغرب يمارسون ابتزازاً سياسياً ونفاقاً إنسانياً
| سيلفا رزوق
اعتبر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ، أن الزيارة التي قامت بها سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إلى تركيا ومعبر باب الهوى الحدودي، وحديثها بخصوص آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، هي ممارسة مماثلة لما قامت بها سلفها كيلي كرافت العام الماضي، كمقدمة أيضاً لتمديد القرار الأممي الخاص بهذه الآلية.
وفي تصريح لـ«الوطن» لفت صباغ إلى أن النقطة المهمة فيما يجري في الوقت الحالي، هي أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يدركوا ولا يريدون إدراك أن الوقائع والظروف التي فرضها إدخال المساعدات عبر الحدود، قد تغيرت بالكامل، معتبراً أن هذا مؤشر على عدم وجود واقعية سياسية لديهم، وأنهم ما زالوا يعيشون في أوهام الماضي.
صباغ أشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين، يمارسون ابتزازاً سياسياً وإنسانياً، ففي الوقت الذي أصبح متاحاً وتتوفر فيه الفرصة لإدخال المساعدات من داخل الأراضي السورية، يصرّون على إدخالها عبر الحدود، «والأكثر من ذلك تعمد هذه الدول تهديد الأمم المتحدة، أنه في حال عدم التمديد لهذه الآلية، فإنهم سيوقفون تمويل المساعدات الإنسانية».
ولفت صباغ إلى أن حالة الابتزاز الإنساني، تجلت بأبهى صورها حين عمدت التنظيمات الإرهابية الموجودة في إدلب والتي ترعاها قوات الاحتلال التركي، إلى منع الطلبة السوريين من العبور إلى الداخل السوري للتقدم لامتحانات الشهادتين الاعدادية والثانوية، وذلك تزامناً مع وجود السفيرة الأميركية في تركيا، علماً أن أعداد هؤلاء الطلبة تتجاوز الألف، متسائلاً: «هل سمع أحد من هذه السفيرة الأميركية أو غيرها من المسؤولين الغربيين، أي إدانة لهذا العمل اللاإنساني، والذي سيؤثر بشكل أساسي على حياة ومستقبل هؤلاء الطلاب»، واصفاً الأمر بالنفاق الإنساني.
وأشار صباغ إلى أن بعثة سورية في الأمم المتحدة، تعمل على شرح موقفها للأصدقاء في مجلس الأمن، والتوضيح بأن آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، لا تحترم معايير الحفاظ على سيادة واستقلال الأراضي السورية، والتي تأتي في مقدمة كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية، وأيضاً الإشارة إلى أن هذه الآلية غير شفافة وغير حيادية، ولا وجود فيها لآلية تضمن وصول المساعدات لمستحقيها، وبالتالي فإن هذا الأمر يسمح للتنظيمات الإرهابية بالاستيلاء على تلك المساعدات، وتوزيعها على أتباعهم واستخدامها لشراء الولاءات.
مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أكد أن سورية مازالت على موقفها في رفض التمديد لهذه الآلية، وأن يتم إدخال المساعدات من داخل الأراضي السورية، وأن تكون دمشق هي مركز العمل الإنساني.
صباغ وفي تصريحه لـ«الوطن»، لم يستغرب ما يجري تسريبه بخصوص لقاءات تحصل بين قيادات الإرهابيين من جبهة النصرة وغيرها، ومسؤولين بريطانيين أو أميركيين، مضيفاً في هذا الإطار: «نحن لسنا بحاجة لهذه التسريبات، وندرك هذه الحقيقة، وما يجري مرتبط بألاعيبهم، وسورية منذ اليوم الأول أدركت هذه المؤامرة وفهمت آلياتها، وكيفية عملها، وهي بصراحة لا تحتاج لمثل هذه التسريبات»، معتبراً أن هذه التسريبات ممكن أن تفيد أولئك الذين مازالوا يعيشون في أوهام أخرى أو تصورات أخرى، وكانوا ينكرون وجود دعم غربي مباشر للتنظيمات الإرهابية، لكن بالنسبة للشعب السوري فإن الصورة واضحة.
وشدّد صباغ على أن قرار أصدقاء سورية داخل مجلس الأمن هو أمر تحدده هذه الدول، لافتاً إلى عملية الابتزاز التي تمارسها الدول الغربية بخصوص إيقاف تمويل المساعدات الإنسانية، لاسيما أنها تقدم الجزء الأكبر من تمويل هذه المساعدات، وبالتالي تعمل هذه الدول على استخدام هذه الورقة وسيلة للضغط والابتزاز.
وشدّد مندوب سورية في الأمم المتحدة على أن الأصدقاء الروس حريصون على إعلاء المصالح السورية، وعلى ضمان احترام سيادة واستقلال الأراضي السورية، و«أصدقاؤنا ملتزمون بحماية مصالح الشعب السوري، وباحترام سيادته واستقلاله».
وتوقع صباغ أن تبدأ معركة المعابر قبل موعد انطلاق الجلسة المخصصة لها في مجلس الأمن في العاشر من الشهر القادم، حيث يجري الآن وفي الكواليس الكثير من المناقشات، وأجواء مجلس الأمن توحي بأن النقاشات حول هذه المسألة ستفتح قريباً، وقد تظهر مسودات بهذا الخصوص.
تصريحات صباغ لـ«الوطن»، تأتي في وقت تتحرك فيه الولايات المتحدة باتجاه ممارسة أقصى درجات الضغط، بهدف التجديد لقرار مجلس الأمن الخاص بآلية إدخال المساعدات عبر الحدود، حيث ينتهي التفويض الحالي الصادر عن المجلس في العاشر من الشهر القادم، وتسعى واشنطن من خلال التجديد للقرار إلى ضمان وصول الدعم لحلفائها من تنظيمات إرهابية، تحتل أجزاء من الأراضي السورية وبالتالي تمديد الحرب الإرهابية والضغوط الممارسة على الشعب السورية وبذرائع وحجج إنسانية.