رياضة

المجموعة الرابعة … صدامات متجددة للمنتخب الإنكليزي

| خالد عرنوس

ونقترب أكثر فأكثر من ساعة الصفر لبطولة كأس أمم أوروبا بنسختها السادسة عشرة بمشاركة أربعة وعشرين منتخباً سيتنافسون في 12 مدينة على اللقب الذي فاز به عشرة منتخبات من قبل، وقد بدأنا في «الوطن» بتقديم المنتخبات المشاركة في النسخة الحالية بالتزامن مع استعراض تاريخي لأبرز أحداث البطولة ونصل اليوم للحديث عن منتخبات المجموعة الرابعة، والتي تضم منتخب إنكلترا الطامح لكتابة تاريخه الخاص في الكأس القارية حيث لم يسبق له بلوغ أكثر من النصف نهائي فيها في مناسبتين إلى جانب الجار الأصغر اسكتلندا والأعرق عالياً والذي عاش طويلاً في كنف الشقيق الأكبر وبالتالي لم يظهر في النهائيات سوى مرتين خرج منهما مع نهاية الدور الأول، ومعهما الناري الكرواتي المتراجع منذ وصافته لبطل المونديال الأخير ويأمل العودة بقوة من خلال بقايا الجيل ذاته، أما المنتخب الرابع فهو التشيكي صاحب الأمجاد العريضة من خلال وصافته لبطل 1996 وكذلك تتويجه باللقب أيام تشيكوسلوفاكيا والذي غاب عن الأضواء منذ 2006، وتقام منافسات هذه المجموعة في لندن وغلاسكو.

البحث عن لقب

يعتبر الإنكليز أنفسهم أصحاب الفضل على عالم كرة القدم ويمكن الإقرار بذلك على اعتبار أنهم أول من عرّفوا العالم بهذه اللعبة كما نتابعها الآن وأول من أسسوا لمسابقاتها لكنهم تأخروا عن الركب العالمي عندما انطلقت بطولة كأس العالم ثم فعلوا الأمر ذاته مع بطولة أوروبا، وإذا سمحت لهم الظروف بالفوز بلقب المونديال فإن لقب اليورو ظل عزيزاً عليهم فعلى الرغم من أنهم بلغوا نصف النهائي في النسخة الثالثة عبر الجيل ذاته المتوج باللقب العالمي إلا أنهم خسروا هناك واكتفوا بالمركز الثالث وهو أفضل إنجاز بتاريخ المنتخب الإنكليزي الملقب بالأسود الثلاثة، ومثلما عجزوا عن تكرار التتويج بالكأس العالمية فشلوا بأكثر من تكرار بلوغ نصف النهائي في البطولة القارية مرة أخرى عام 1996 عندما استضافت المملكة المتحدة النهائيات.

أسماء كثيرة ورفيعة المستوى حققت الكثير مع أنديتها لكنها فشلت مع المنتخب الذي مرّ بعثرات كثيرة حتى أنه غاب عن المونديال غير مرة وكذلك غاب عن الكرنفال الأوروبي أعوام 1972 و1976 و1984 وآخرها عام 2008، حتى يئس الإنكليز من أسودهم وجاء المدرب ساوثغيت عام 2016 ومعه انبعث الأمل من جديد بعد عامين من مغادرة الدور الأول لمونديال 2014 والخروج المفاجئ من يورو 2016 أمام آيسلندا في واحدة من المفاجآت اعتادوا عليها، وشيئاً فشيئاً تبدلت النظرة للفريق المتجدد وجاء مونديال روسيا ليثبت أن الإنكليز قادرون على الانبعاث فقد بلغوا نصف النهائي بعد 28 عاماً وللمرة الثالثة فقط بتاريخهم وهناك خسروا أمام الكروات قبل أن يقنعوا بالمركز الرابع، ولم يتبدل الوضع كثيراً خلال دوري الأمم فبلغوا نصف النهائي بنسخته الأولى، وفي التصفيات المؤهلة إلى يورو ضمن التأهل باكراً وبخسارة واحدة مقابل 7 انتصارات لكنه تراجع قليلاً في النسخ الثانية من دوري الأمم وحلّ ثانياً في مجموعته وراء المنتخب البلجيكي، وهاهو يحصد 9 نقاط كاملة في مستهل رحلته إلى مونديال 2022.

هذه المقدمات وضعت فريق ساوثغيت بين المرشحين للمنافسة على لقب اليورو بوجود تشكيلة زاخرة من المواهب القادرة على الإمتاع والحسم وخاصة أن الأدوار الحاسمة ستكون في ملعب ويمبلي ملعب الإنكليز المفضل، ومن النجوم الذين يعول عليهم الإنكليز القائد الهداف هاري كين وإلى جانبه ماركوس راشفورد وفيل فودين ورحيم سترلينغ وداني واتكيز وفي خط الوسط هناك ماسون ماونت وجوردان هندرسون ووجاك غريليش وجادون سانشو وكالفيرت ليوين وكودور كودي، في خط الدفاع بن تشيلويل وهاري ماغواير ورييس جيمس وكايل وولكر ولوك شو وكيران تريبييه وجون ستونز، وفي الحراسة جوردان بيكفورد ودين هندرسون، ورغم الشكوك حول مشاركة هندرسون وماغواير واستبعاد الكسندر أرنولد وانسحاب غرينوود إلا أن الأسماء الحاضرة يمكنها أن تسير بعيداً في البطولة وربما وجدنا هاري كين يتسلم الكأس في النهاية.

يشير سجل منتخب إنكلترا إلى 9 مشاركات سابقة خاض خلالها 31 مباراة حقق الفوز في عشر منها وخسر مثلها مقابل 11 تعادلاً والأهداف 40/35، والملاحظ الخروج من الدور الأول في أربع مناسبات.

الناري أقل توهجاً

منذ انفصاله عن يوغسلافيا قدم المنتخب الكرواتي كحامل لواء الإمبراطورية السابقة كروياً ففي يورو 1996 بلغ ربع النهائي ثم سجل المفاجأة الكبرى بحلوله بالمركز الثالث في مونديال 1998 في فرنسا بقيادة المدرب بلازيفيتش وتشكيلة من اللاعبين أبرزهم من الفريق اليوغسلافي المتوج بطلاً لمونديال الشباب قبلها بـ11 عاماً ومنهم سوكر ويارني وبروزينسكي، لكنه عاد إلى حجمه الطبيعي فيما بعد فغاب عن الأضواء قبل أن يبهر الجميع من جديد في مونديال روسيا 2018 عندما استعاد الفريق الملقب بالناري توهجه فبلغ النهائي الذي خسره أمام الديك الفرنسي، ولأن بعض اللاعبين اعتزلوا وبعضهم تراجع مستواه فقد واجه المنتخب بقيادة المدرب زياتكو داليتش ضغوطاً كبيرة فتراجعت النتائج بعد الإنجاز الكبير، وسقط الناري في نسختي دوري الأمم الأوروبية، الأولى بانقلاب إنكليزي وفي الثانية عندما وقع ضحية بين بطل النسخة الأولى البرتغالي وبطل العالم الفرنسي من جديد فاحتل في المرتين المركز الثالث.

وبين نسختي البطولة المستحدثة خاض الكرواتي تصفيات يورو 2020 ورغم البداية المخيبة بالخسارة في المباراة الثانية أمام المجر إلا أن رفاق لوكا مودريتش استعادوا زمام المبادرة وأنهوا التصفيات بالمركز الأول للمجموعة الخامسة برصيد 17 نقطة (5 انتصارات وتعادلان)، قاطعين بطاقة حضور البطولة للمرة الخامسة على التوالي، ويطمح الكروات في النهائيات إلى السير على نهج المونديال الأخير حيث يستجمع المدرب قوى المتبقين من أصحاب الإنجاز العالمي أمثال القائد المخضرم لوكا مودريتش ومارسيلو بروزوفيتش وإيفان بريسيتش وأنتي ريبيتش وماتيو كوفاسيتش وديان لوفرين ودموجوي فيدا وميلان بادلي وأندري كراماريتش وسيم فيرساليكو إضافة إلى بعض المبرزين أمثال: ميسلاف أورسيتش ولوكا إيفانسيتش وجوزيب بيركالو وأنتي بودمير ودوموغوي برادريتش ويوسكو جفارديول ودوي سالتا كار وبرونو بيتكوفيتش، ويرشح الكثير من المراقبين المنتخب الكرواتي لمرافقة الإنكليزي إلى الدور الثاني لكن الكروات أنفسهم يخشون من نحس وصافة المونديال وأن تصيبهم لعنة ذلك الإنجاز بعدما أصابت أسلافهم لعنة المركز الثالث 1998 والتي أصابت دافور سوكر ورفاقه لوقت من الزمن.

المنتخب الكرواتي ظهر في خمس نسخ سابقة وأفضل إنجازاته فيها الوصول إلى ربع نهائي 1996 و2008، وقد غادر مرتين من الدور الأول وفي النسخة الأخيرة خرج من دور الـ16، وخاض خلال مشاركاته 18 مباراة فاز بثمان منها وتعادل 5 مرات وخسر مثلها والأهداف 23/20.

منتخب الظل

عند الحديث عن المنتخب الاسكتلندي فهو النصف الآخر للكرة البريطانية لكنه لم ينل منها سوى صيت العراقة من دون إنجاز يذكر رغم أن أول بطل لأندية أوروبا من المملكة المتحدة كان السلتيك الاسكتلندي عام 1967 سابقاً كل عمالقة الإنكليز إلا أنه بقي يتيماً على مستوى أقوى مسابقات الأندية في العالم، وفي المونديال فكل البريطانيين حققوا ما عجز عنه المنتخب (الكحلي) الذي أخفق بتجاوز الدور الأول في ثماني مشاركات كاملة وإن كان يحسب له أنه أول فريق يصل إلى 4 نقاط ولا يتأهل إلى الدور الثاني (أيام كان الفائز ينال نقطتين)، وعندما نصل للحديث عن مشاركاته في اليورو فحدث ولا حرج عن إخفاق ذريع حيث لم يستطع بلوغ النهائيات سوى مرتين ولم يحقق فيهما سوى فوز وحيد في كل مرة فخرج من الدور الأول لنسختي 1992 و1996 على التوالي، وهو الظهور الأخير لخلفاء دالغليش وجيميل وسونيس في البطولة القارية وحتى مونديالياً كان الظهور الأخير بعدها بعامين، وعاشت الكرة في اسكتلندا حالة من الركود غير المبرر في ظل تقدم الآخرين الأقل خبرة وتاريخاً في عالم قطعة الجلد المدور رغم أن بعض اللاعبين تألقوا كما العادة في الأندية الإنكليزية، حتى جاءت التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى يورو 2020 لتكتب عودة أصحاب الرداء الأسود إلى البطولات الكبرى وذلك بفضل نظام التأهل، حيث حل المنتخب الاسكتلندي بالمركز الثالث خلف بلجيكا وروسيا في المجموعة التاسعة ليخوض الملحق وتجاوز في مرحلة أولى منتخب الكيان الصهيوني ثم المنتخب الصربي وفي المرتين بركلات الترجيح بعد التعادل صفر/صفر و1/1 على التوالي.

ويقود المنتخب في النهائيات ستيف كلارك ويعتمد على تشكيلة تلعب في الدوري المحلي والدوري الإنكليزي وأبرزهم سكوت مكتومناي لاعب اليونايتد وشي أدامز (ساوثهامبتون) وأندي روبرتسون (ليفربول) وجون ماكاجين (أستون فيلا) وناثان بيترسون (رينجرز) وغريغ تايلور وماكجريغور وجيمس فوريست (سلتيك).

رائحة عراقة

يعتبر المنتخب التشيكي وريث تشيكوسلوفاكيا الدولة التي نال منتخبها شرف الفوز باللقب وحل ثالثاً عامي 1976 و1980 وحتى بعد الانفصال الحريري بين الدولتين اقترب أسود تشيكيا من الظفر باللقب في أول مشاركة لكنه خسر النهائي بهدف الموت المفاجئ، ثم تراجعت النتائج فبلغ نصف النهائي عام 2004 ثم كان الخروج من الدور الأول مرتين ومرة من ربع النهائي وهو ما يعتبره المراقبون غير لائق بسمعته العطرة قارياً، وخاصة أنه غاب عن المونديال فلم يظهر سوى مرة واحدة في النهائيات وغادرها من الدور الأول.

الأمر لا يختلف كثيراً في البطولة الحالية فالمنتخب الذي يقوده المدرب ميروسلاف سيلهافي ليس في وارد ما فعله بيرغر وسميتشر ونيدفيد وبوبورسكي عام 1996 وجل ما يطمح إليه عدم المغادرة من الدور الأول حالياً، أما أبرز أسلحة المدرب البالغ من العمر 59 عاماً هداف سامبدوريا ياكوب جانتكو ولاعب هيلاس أنتوني باراك ومهاجم بيرنلي ماتي فيادرا وباتريك تشيك من ليفركوزن وثنائي ويستهام توماس سوتشيك وفلاديمير كوفال وآدم هيوزيك من سلافيا براغ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن