النسخة التاسعة.. السويد 1992 – دعوة متأخرة مكللة بالزعامة
وسط حماسة أعادت للأذهان أحداث كأس العالم 1958 انطلقت البطولة على نمط النظام الذي ينص على تأهل ثمانية منتخبات للمرة الأخيرة.
الألمان شاركوا بمنتخب موحد للمرة الأولى بعد تحطيم جدار برلين، والسوفييت شاركوا بمنتخب مجموعة الدول المستقلة عقب التفكك، والحرب الأهلية جعلت الاتحاد الأوروبي يستبعد يوغسلافيا فدعيت الدانمارك على عجل في وقت كان لاعبوها يقضون إجازاتهم السنوية ولكن سخرية القدر ستجعلهم أبطالاً للقارة بفضل تركيزهم اللامحدود وقوتهم البدنية فائقة الوصف، وحظهم غير العادي ومحبتهم وألفتهم وتراجع مستوى الخصوم، والأهم أنهم لعبوا دون ضغوط فلا شيء يخسرونه، فشاهدنا سيناريو غريباً، ولكن القدر سيجعلنا نشاهد سيناريو أغرب ومفاجأة أضخم بعد اثني عشر عاماً.
التصفيات
اعتمد النظام السابق حيث وزعت المنتخبات الـ33 على سبع مجموعات وفق التالي:
مج1: فرنسا، تشيكوسلوفاكيا، إسبانيا، آيسلندا وألبانيا.
مج2: اسكتلندا، سويسرا، رومانيا، بلغاريا وسان مارينو.
مج3: الاتحاد السوفييتي، إيطاليا، النرويج، المجر وقبرص.
مج4: يوغسلافيا، الدانمارك، إيرلندا الشمالية، النمسا وجزر فارو.
مج5: ألمانيا، ويلز، بلجيكا ولوكسمبورغ.
مج6: هولندا، البرتغال، اليونان، فنلندا ومالطا.
مج7: إنكلترا، جمهورية إيرلندا، بولندا وتركيا.
والأبطال السبعة إضافة للسويد الدولة المنظمة وزعت وفق التالي:
مج1: السويد، فرنسا، إنكلترا والدانمارك.
مج2: هولندا، ألمانيا، الدول المستقلة واسكتلندا.
مسيرة البطولة
ظلت بطاقتا المجموعة الأولى معلقتين حتى الجولة الثالثة، في حين خرجت اسكتلندا من السباق بعد خسارتين لتنحصر البطاقتان بين هولندا وألمانيا ومجموعة الدول المستقلة في المجموعة الثانية، غير أن المنتخب البريطاني سجل فوزاً عريضاً على المستقلين خدم من خلاله ألمانيا التي وصلت للنهائي فيما بعد، دون أن تفك شيفرة المنتخب الذي لعب دون ضغوط وكبر مباراة بعد أخرى لدرجة أن الجميع باركوا له أحقيته باللقب وهو الدانمارك.
وداعاً لينيكر
قبل انطلاق البطولة كان هداف كأس العالم 1986 الإنكليزي لينيكر يبحث عن هدف يعادل من خلاله بوبي تشارلتون الهداف الأعلى لإنكلترا وقتها بتسعة وأربعين هدفاً، ولكن ذلك بقي أمنية من الأمنيات وفي هذه البطولة افتقر التخديم جراء إصابة بارنز وغاسكوين قبل البطولة واعتزال روبسون وودل فلم يسجل في المباريات الثلاث، وأضاع في الفترة التحضيرية ركلة جزاء أمام البرازيل ولم يسجل في المباريات الثلاث، وكأن البطولة الأوروبية نحس بالنسبة له.
التصفيات حبر على ورق
دخل المنتخب الفرنسي المتجدد بثوب زاهٍ مرشحاً لفعل شيء بعد الغياب عن الأحداث الكبرى، حيث جمع نقاطه كاملة في التصفيات بمجموع أهداف +14 بما فيها فوزان على إسبانيا، ولكن النجاعة المطلوبة والخبرة والحماسة غابت في النهائيات، فهللت للتعادل مع السويد، واقتنعت بالتعادل السلبي مع إنكلترا شاكرة الأخشاب التي ردت تسديدة بيرس وتلك المباراة كانت بدنية أكثر منها فنية، وأمام الدانمارك فاز من استحق بعد إصرار وسعي جاد لذلك، فكتب على فرنسا غير المهزومة رسمياً في 14 مباراة متتالية، وتحديداً منذ آذار 1989 الوداع، في الوقت الذي ستسير فيه الدانمارك نحو اللقب.
منتخب السويد أثار الإعجاب في ديربي اسكندنافيا بتألق داهلين والجناح ليمبار وبرولين صاحب هدف الفوز، وأمام الإنكليز استوعب صدمة الهدف المبكر وأدرك التعادل بهدف إنكليزي شكلاً ومضموناً سجله يان اريكسون والفوز بهدف ملعوب وقع عليه برولين، وتبقى الإشارة إلى أن الدانمارك دخلت البطولة غير مطالبة باللقب ولكنها منذ المباراة الأولى ضد إنكلترا وجّهت رسالة شديدة اللهجة بأنها لن تكون لقمة سائغة، فرضيت بالنقطة على مبدأ أول الغيث قطرة، وبيضة اليوم خير من دجاجة الغد.
شكراً لاسكتلندا
أبطال العالم الألمان صدموا قبل البطولة بإصابة قائدهم ماتيوس وفي المباراة الأولى ضد مجموعة الدول المستقلة أصيب هدافهم فولر، فعانوا الويلات حتى أدركوا التعادل، وعندما لعبت للتعادل مع هولندا بعد الفوز على اسكتلندا انكشفت كما لم تنكشف من قبل لدرجة أن بروكلين حارس هولندا قضى المباراة شبه متفرج، وبالقدر الذي ظهر فيه الألمان مستسلمين يائسين كان الهولنديون رشيقين مهاريين أقوياء وخفيفي الحركة ففازوا رغم معاندة الحظ والعارضة لفان باستن، وخير الكلام أن هولندا لقّنت الألمان درساً في فنون اللعبة.
إذاً هولندا – التي بدأت المشوار بفوز ضئيل على اسكتلندا وتعادل ظالم مع الدول المستقلة سببه الانكفاء الدفاعي المبالغ فيه للمستقلين وتألق حارسهم ديمتري خارين وإلغاء هدف لا جدال فيه سجله باستن سابحاً في الهواء صادره الدانماركي ميكلسن بحجة التسلل غير الموجود- أجهزت على ألمانيا، وعندما تراءى للكثيرين أن الألمان خارج المسابقة فازت اسكتلندا بثلاثية على الدول المستقلة التي كانت تحتاج للفوز بأي نتيجة، فبقي المانشافت على قيد الحياة بفضل الغير.
باستن منحوس
وعى الألمان الدرس الهولندي فقدموا أفضل مبارياتهم أمام أصحاب الأرض فوضع المتخصص بالركلات الحرة هاسلر منتخبه في المقدمة بعد إحدى عشرة دقيقة، وعزز الألمان بهدف ريدله ورغم عودة السويد بجزاء برولين إلا أن بوادر التعديل لم تكن ظاهرة فقنع المستضيفون بما وصلوا إليه.
وعلى الطرف الآخر بدا أن هولندا تسربت الثقة الزائدة للاعبيها فبوغتت بهدف دانماركي وعندما أدركت التعادل لم تفرض إيقاعها فودعت النصف الأول مهزومة، ومن حسن حظها أنها بقيت في الأجواء بهدف متأخر بعد أفضلية الدانمارك، وفي الوقتين الإضافيين بحث الدانماركيون عن ركلات الترجيح، وكان لهم ما أرادوا وربحوا الرهان على حارسهم شمايكل نجم البطولة بتصديه لتسديدة باستن المنحوس الذي لم يسجل رغم الرهان عليه ليكون هدافاً للمرة الثانية على التوالي ولاسيما بعد اعتلائه صدارة هدافي الكالتشيو بخمسة وعشرين هدفاً.
المفاجأة اكتملت
الأحداث الغريبة كان لا بد من أن تستمر بتتويج الدانمارك التي لعبت بغياب مدافعها المتألق هنريك أندرسون للإيقاف، فلعب شمايكل مباراة عمره بتصديه لكرات كلينسمان وريدله ورويتر وزامر، ومن أمامه وقف المدافعون ببسالة فخطف الدانماركيون هدف التقدم عبر لاعب الوسط يون يانسن المعروف بافتقاره حاسة التسجيل، وتكفي الإشارة إلى أنه مثل هامبورغ 47 مباراة دون أن يسجل ومع أرسنال احتاج لثمان وتسعين مباراة ليسجل هدفه الوحيد معه.
وفي الشوط الثاني قتل اللص فيلفورت- الذي هيأ الكرة بيده- المباراة بتسجيله هدف تأكيد اللقب واكتمال الدراما، ويمكن تشبيه المحاولات الألمانية الكثيرة الجادة بالبرق الخلبي.
سجل النتائج
المجموعة الأولى (تأهلت عنها السويد والدانمارك)
• 10/6/1992: السويد * فرنسا 1/1 سجل للسويد يان اريكسون (24) ولفرنسا بابان (58).
• المدينة: استوكهولم، الجمهور: 29860 متفرجاً، الحكم: الروسي سبيرين.
• 11/6/1992: الدانمارك * إنكلترا صفر/صفر.
• المدينة: مالمو، الجمهور: 26385 متفرجاً، الحكم: الهولندي بلانكنشتاين.
• 14/6/1992: فرنسا * إنكلترا صفر/صفر.
• المدينة: مالمو، الجمهور: 26535 متفرجاً، الحكم: المجري ساندور بول.
• 14/6/1992: السويد * الدانمارك 1/صفر سجله برولين (59).
• المدينة: استوكهولم، الجمهور: 29902 متفرج، الحكم: الألماني شميد هوبر.
• 17/6/1992: السويد * إنكلترا 2/1 سجل للسويد يان اريكسون (51) وبرولين (82)، ولإنكلترا بلات (4).
• المدينة: استوكهولم، الجمهور: 30126 متفرجاً، الحكم: البرتغالي دوس سانتوس.
• 17/6/1992: الدانمارك * فرنسا 2/1 سجل للدانمارك هنريك لارسن (7) وألستروب (77)، ولفرنسا بابان (60).
• المدينة: مالمو، الجمهور: 25673 متفرجاً، الحكم: النمساوي فورستينغر.
المجموعة الثانية (تأهلت عنها هولندا وألمانيا)
• 12/6/1992: الدول المستقلة * ألمانيا 1/1 سجل للدول المستقلة دوبروفولسكي من جزاء (65)، ولألمانيا هاسلر (90).
• المدينة: نوركوبينغ، الجمهور: 17410 متفرجين، الحكم: الفرنسي بيغيه.
• 12/6/1992: هولندا * اسكتلندا 1/صفر سجله بيركامب (78).
• المدينة: غوتبرغ، الجمهور: 35720 متفرجاً، الحكم: السويدي كارلسون.
• 15/6/1992: ألمانيا * اسكتلندا 2/صفر سجلهما ريدله (29) وايفنبرغ (47).
• المدينة: نوركوبينغ، الجمهور: 17638 متفرجاً، الحكم: البلجيكي غوتاليس.
• 15/6/1992: هولندا * الدول المستقلة صفر/صفر.
• المدينة: غوتنبرغ، الجمهور: 34400 متفرج، الحكم: الدانماركي ميكيلسن.
• 18/6/1992: هولندا * ألمانيا 3/1 سجل لهولندا رايكارد (3)، وفيتشغه (14) وبيركامب (71)، ولألمانيا كلينسمان (55).
• المدينة: غوتنبرغ، الجمهور: 37725 متفرجاً، الحكم: الإيطالي بايريتو.
• 18/6/1992: اسكتلندا * الدول المستقلة 3/صفر سلجها ماكستاي (7)، ماكلير (16) وماكاليستر من ضربة جزاء (82).
• المدينة: نوركوبينغ، الجمهور: 14660 متفرجاً، الحكم: السويسري روثليسبيرغر.
نصف النهائي
• 21/6/1992: ألمانيا * السويد 3/2 سجل لألمانيا هاسلر (11)، ريدله (59 و88)، وللسويد برولين من جزاء (65) وكينيت أندرسون (89).
• المدينة: استوكهولم، الجمهور: 28827 متفرجاً، الحكم: الإيطالي لانيزي.
• 22/6/1992: الدانمارك * هولندا 2/2 ثم بركلات الترجيح 5/4 سجل للدانمارك هنريك لارسن (5 و32)، ولهولندا بيركامب (24) ورايكارد (86).
• المدينة: غوتنبرغ، الجمهور: 37450 متفرجاً، الحكم: الإسباني اميلو ألادرين.
النهائي
• 26/6/1992: الدانمارك * ألمانيا 2/صفر سجلهما جون فاكس يانسن (18) وفيرفورت (78).
أرقام
• شهدت البطولة تسجيل 32 هدفاً خلال 15 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً ألمانيا بسبعة أهداف والأقل إنكلترا والدول المستقلة بهدف واحد.
• أسرع هدف سجله الهولندي رايكادا بمرمى ألمانيا في الدقيقة الثالثة.
• تساوى الهولندي بيركامب والسويدي برولين والدانماركي لارسن والألماني ريدله بثلاثة أهداف.
• أفضل حارس الدانماركي شمايكل.
• احتسبت ثلاث ركلات جزاء ترجمت جميعها.
• لم يشهر الحكام أي بطاقة حمراء.
ومضات
• هداف إنكلترا مونديالياً لينيكر بـ10 أهداف لم يسجل في ست مباريات لعبها في نهائيات 1988 و1992.
• بطولة 1992 هي الأولى التي طبعت فيها أسماء اللاعبين على القمصان.
• اخترق باستن وبيركامب ثلاثي سباق الكرة الذهبية 1992 رغم الخروج من نصف نهائي اليورو.
• كلما التقت فرنسا والدانمارك فإن المنتخب الفائز سيحرز اللقب كما حدث 1984 و1992 و2000.
بطاقة النهائي
الزمان: 26 حزيران 1992.
المكان: غوتنبرغ السويد.
الحضور: 37725 متفرجاً.
المنتخبان: الدانمارك × ألمانيا.
النتيجة: فوز الدانمارك 2/صفر.
الأهداف: سجل للدانمارك يانسن (18) وفيرفورت (78).
مثّل الدانمارك: شمايكل، أولسن، بيشينك، نيلسن، سيفباك (كريستيانسن 66)، فيلفورت، يانسن، كريستوفت، لارسن، بوفلسن، بريان لاودروب.
مثل ألمانيا: إيلغنر، هيلمر، كوهل، بوخفالد، رويتر، هاسلر، ايفنبرغ (أولاف تون 80)، زامر (دول 46)، بريمه، كلينسمان، ريدله.
الإنذارات: كلينسمان، ودول، ورويترز، وهاسلر، وايفنبرغ (ألمانيا)، وبيشينك (الدانمارك).
الحكم: السويسري غاليه.
النسخة العاشرة.. إنكلترا 1996 – حجر ألماني يضرب عصافير عدة
كانت إنكلترا المكان المناسب لزيادة عدد المنتخبات، حيث الملاعب الفخمة التاريخية والجماهير المتعطشة التي تستنشق كرة القدم في أحلك الظروف وأسوأ الحالات الجوية، فكيف إذا كان في الصيف؟ لذا كان الشعار المناسب للبطولة: كرة القدم تعود إلى بيتها.
الاستضافة لم تشكل يوماً ما عائقاً أمام الإنكليز القادرين على تنظيم أي بطولة كروية ابتداءً من غدٍ، ومع ازدياد عدد المنتخبات كان لا بد من توزيعها إلى أربع مجموعات يترأسها المستضيف والبطل إضافة لألمانيا وإسبانيا، ثم تقام الأدوار المتقدمة بطريقة الإقصاء، وطبقت قاعدة النقاط الثلاث للمرة الأولى كما اعتمدت قاعدة الهدف الذهبي وفي التصفيات وزعت المنتخبات السبعة والأربعون على ثماني مجموعات.
فتأهل الأبطال الثمانية إضافة لأفضل ستة منتخبات احتلت المركز الثاني، ولعب الثانيان المتبقيان هولندا وجمهورية إيرلندا مباراة فاصلة في ليفربول ففازت هولندا 2/صفر وجاء التوزيع في النهائيات وفق التالي:
مج1: إنكلترا، هولندا، اسكتلندا وسويسرا.
مج2: إسبانيا، فرنسا، بلغاريا ورومانيا.
مج3: ألمانيا، إيطاليا، روسيا وتشيكيا.
مج4: الدانمارك، البرتغال، كرواتيا وتركيا.
صدمة مفيدة
لو خيّرت إنكلترا بخصمها في الافتتاح لاختارت سويسرا غير أن سويسرا منذ البداية صدمت الإنكليز عندما ردت عارضة سيمان كرة لاعبها كراسي، ورغم الهدف الملعوب لشيرر إلا أن الضيف الجديد خرج متعادلاً بجزاء متأخرة، وغابت الأهداف عن لقاء هولندا واسكتلندا، والشكل الثاني كان مختلفاً بالنسبة فهولندا لم يمنعها تألق حارس سويسرا باسكولو من تسجيل هدفين، وفكّت إنكلترا اللغز الإسكتلندي بهدفين ثانيهما ومضة من ومضات العبقرية عند غاسكوين، وبين الهدفين رد سيمان جزاء المتخصص ماكاليستر.
الشكل الثالث كان عنوانه الفوز الأعلى لإنكلترا في النهائيات على حساب هولندا التي تلقّت هزيمتها الأثقل، غير أن الهدف الهولندي الذي وقّعه كلويفرت كان له مفعول السحر للتأهل لأن اسكتلندا لم تطرق مرمى سويسرا سوى مرة واحدة.
سلسلة مثالية
دخلت منتخبات المجموعة الثانية بمعطيات مختلفة فرومانيا وبلغاريا بصمتا في المونديال قبل عامين، والديوك لم يخسروا خلال 23 مباراة والماتادور لم يصرع خلال 16 مباراة، وعبر المرشحان لأن بلغاريا ورومانيا ضعفتا بسرعة قياسية.
الإطلالة الأولى تعادل بلغاريا وإسبانيا في وقت حققت فيه فرنسا فوزها الأول في النهائيات منذ تتويجها 1984، وبما أن الهدف من الإطلالة الثانية عدم تدنيس السجل لفرنسا وإسبانيا فقد قنعتا بما آلت إليه نتيجة التعادل، ولكن المباراة الثانية شهدت فوزاً بلغارياً غير مستحق لأن جورجي حاجي أطلق صاروخاً ارتطم بالعارضة وانفجر داخل خط المرمى دون أن يلحظه الحكمان المعنيان.
الإطلالة الثالثة عرفت فوزاً مبيناً لفرنسا بثلاثية مقابل هدف بلغاري سجله كما كل مباراة ستويشكوف، وانتظرت إسبانيا حتى الدقيقة الرابعة والثمانين لتحقق هدف التأهل.
إيطاليا تظلم نفسها
عملاقا القارة الأكبر دخلا مرشحين وحقيقة البداية كانت كذلك، فلم يتأثر المانشافت بغياب كلينسمان للإيقاف وبإصابة كوهلر المبكرة فتقدم بهدفين ورغم تحسن تشيكيا في الشوط الثاني إلا أن النتيجة بقيت على حالها، ولم يدر في خلد أحد أن النهائي سيجمعها، ولم يظهر تأثير باجيو الذي لم يصطحبه ساكي في المباراة الأولى ضد روسيا لأن كازيراغي سجل ثنائية هي الأولى لمهاجم إيطالي في النهائيات، ولم تكن روسيا فاعلة رغم تسجيلها بين هدفي إيطاليا.
في المحطة الثانية وضعت ألمانيا قدمها في ربع النهائي بثلاثية في مرمى روسيا، وظلمت إيطاليا نفسها عندما لم تستثمر أفضليتها فجاءت أهداف تشيكيا عكس المجريات والنقص العددي بعد طرد أبولوني أثر على الطليان الذين حوربوا بسلاحهم.
ثالث المحطات دخلتها إيطاليا مطالبة بالفوز على المانشافت ولكن هذه المرة لم تنفعها لغة التاريخ وعاندتها الكرة، وحتى نتيجة المباراة الأخرى لم تخدمها إذ سجل التشيكي سميتشر هدفه الدولي الأول جاعلاً النتيجة مع روسيا 3/3 فتأهلت مستفيدة من فارق المواجهة مع إيطاليا.
ثلاثيات
بدأ الدانماركيون الدفاع عن لقبهم بتعادل مقنع مع البرتغال، واستهل الكروات الأقوياء مشوارهم بفوز ضئيل على الضيف التركي، والجولة الثانية كانت حاسمة لأن البرتغال أنهت الحلم التركي بهدف والدانمارك خسرت لقبها بثلاثية أمام الكروات أجمل ما فيها الهدف الثالث الذي استغل من خلاله شوكور تقدم الحارس شمايكل، وكل ما تبقى أمام الأبطال حفظ ماء الوجه فكان لهم ذلك على حساب تواضع تركيا بثلاثية، وذهبت الصدارة للبرتغال بثلاثية أيضاً رغم أن كرواتيا دخلت المباراة على أمل التعادل لتجنب لقاء ألمانيا.
ركلات الأعصاب
الأفضل لا يفوز، في مباريات ربع النهائي التي ذهبت اثنتان منها للترجيح، إنكلترا على حساب إسبانيا والغريب أن إنكلترا هي التي بحثت عن ركلات الأعصاب، والشيء ذاته انطبق على فرنسا التي دافعت جيداً للحد من خطورة الهجوم الهولندي واستحق حارسها لاما النجومية.
الظروف خدمت ألمانيا كثيراً ضد كرواتيا سواء بركلة جزاء ضعيفة أو بزيادة عددية أو بهدف مشكوك فيه أو بحظ من السماء، وبما أن الحال من بعضه فقد فازت تشيكيا على البرتغال الأفضل بهدف جميل تاه متابعوه بين الحظ أو العبقرية وتلك المباراة شهدت غياب ثلاثة أساسيين تشيكيين للإيقاف وبيرغر للإصابة.
المفاجأة تكتمل
لم تستغل إنكلترا وابل الفرص والبداية القوية ضد ألمانيا فتلقت هدف التعادل مبكراً ولا يختلف اثنان على أن المسؤول الأول والأخير عن وصول الإنكليز للترجيح هو المدرب فينايلز الذي لم يجرِ أي تبديل خلال الدقائق الـ120 بخلاف فوغتس الذي دب الحيوية بثلاثة تبديلات، فضاعت فرص الفوز الإنكليزية، وبما أن الألمان أساتذة بركلات الترجيح فقد قتلوا الحلم الإنكليزي كما حدث في مونديال إيطاليا 1990 فاستمر العزف على وتر أن الأفضل يخسر، تلك المباراة كانت لتحديد الطرف الذي سيقابل تشيكيا التي تأهلت قبل مئة دقيقة على حساب فرنسا التي كانت الأفضل.
ليلة بيرهوف
بعد عشرين عاماً بالتمام والكمال لاحت الفرصة لألمانيا لتضرب عدة عصافير بحجر واحد، فالثأر آن أوانه من تشيكيا التي حازت اللقب أيام الاتحاد على حساب المانشافت بالترجيح 1976، غير أن الرد هذه المرة كان له معانٍ كثيرة، إذ كان بهدف ذهبي جلب اللقب الثالث في وقت لم يكن أي منتخب حقق اللقب مرتين، وأضحى بيرتي فوغتس الوحيد المتوج لاعباً ومدرباً، ولأن النجوم الألمان عودونا على تسجيل الثنائيات في المباريات النهائية، فقد كانت المباراة الأهم بتاريخ بيرهوف الذي نزل من مقاعد البدلاء ليكتب التاريخ وفيما يلي سجل النتائج:
سجل النتائج
المجموعة الأولى
* 8/6/1996: إنكلترا * سويسرا 1/1 سجل لإنكلترا شيرر (23)، ولسويسرا توركلماز من جزاء (83).
* 10/6/1996: هولندا * إسكلتندا صفر/صفر.
* 13/6/1996: هولندا * سويسرا 2/صفر يوردي كرويف وبيركامب (65 و79).
* 15/6/1996: إنكلترا * اسكتلندا 2/صفر شيرر وغاسكوين (53 و79).
* 18/6/1996: إنكلترا * هولندا 4/1 سجل لإنكلترا شيرر (23 و57 والأول من جزاء) وشيرنغهام (51 و62)، ولهولندا كلويفرت (78).
* 18/6/1996: اسكتلندا * سويسرا 1/صفر ماكويست (36).
المجموعة الثانية
* 9/6/1996: إسبانيا * بلغاريا 1/1 سجل لإسبانيا ألفونسو بيريز (74)، ولبلغاريا ستويشكوف من جزاء (65).
* 10/6/1996: فرنسا * رومانيا 1/صفر دوغاري (24).
* 13/6/1996: بلغاريا * رومانيا 1/صفر ستويشكوف (3).
* 15/6/1996: فرنسا * إسبانيا 1/1 سجل لفرنسا جوركاييف (48)، ولإسبانيا كامينيرو (85).
* 18/6/1996: فرنسا * بلغاريا 3/1 سجل لفرنسا بلان (20)، بينيف خطأ في مرماه (63) ولوكو (90)، ولبلغاريا ستويشكوف (69).
* 18/6/1996: إسبانيا * رومانيا 2/1 سجل لإسبانيا مانغارين (10) وامور (84)، ولرومانيا رادوتشيو (29).
المجموعة الثالثة
* 9/6/1996: ألمانيا * تشيكيا 2/صفر تسيغه واندرياس مولر (26 و32).
* 11/6/1996: إيطاليا * روسيا 2/1 سجل لإيطاليا كازيراغي (5 و52)، ولروسيا تشيمبلار (21)
* 14/6/1996: تشيكيا * إيطاليا 2/1 سجل لتشيكيا نيدفيد (5) وبيجبل (35)، ولإيطاليا كييزا (18).
* 16/6/1996: ألمانيا * روسيا 3/صفر زامر (56) وكلينسمان (77 و90).
* 19/6/1996: إيطاليا * ألمانيا صفر/صفر.
* 19/6/1996: تشيكيا * روسيا 3/3 سجل لتشيكيا شوبارايك وكوكا وسميتشر (6 و19 و88)، ولروسيا موستوفوي وتيترادزه وبيشاستنيخ (48 و54 و85).
المجموعة الرابعة
9/6/1996: البرتغال * الدانمارك 1/1 سجل للبرتغال سابينتو (53) وللدانمارك بريان لاودروب (22).
* 11/6/1996: كرواتيا * تركيا 1/صفر فلاوفيتش (85).
* 14/6/1996: البرتغال * تركيا 1/صفر فرناندو كوتو (66).
* 16/6/1996: كرواتيا * الدانمارك 3/صفر دافور شوكور (54 و90 والأول من جزاء) وبوبان (81).
* 19/6/1996: البرتغال * كرواتيا 3/صفر لويس فيغو وجواو بينتو ودومينغوس (4 و33 و82).
* 19/6/1996: الدانمارك * تركيا 3/صفر بريان لاودروب (50 و84) والآن نيلسن (69).
* المدينة: شيفيلد، الجمهور: 28951 متفرجاً، الحكم: الروسي ليفينكوف.
ربع النهائي
* 22/6/1996: إنكلترا * إسبانيا صفر/صفر ثم بالترجيح 4/2.
* 22/6/1996: فرنسا * هولندا صفر/صفر ثم بالترجيح 5/4.
* 23/6/1996: ألمانيا * كرواتيا 2/1 سجل لألمانيا كلينسمان من جزاء وزامر (20 و59)، ولكرواتيا دافور شوكور (51).
* 23/6/1996: تشيكيا * البرتغال 1/صفر بوبورسكي (55).
نصف النهائي
* 26/6/1996: تشيكيا * فرنسا صفر/صفر ثم بالترجيح 6/5.
* 26/6/1996: ألمانيا * إنكلترا 1/1 ثم بالترجيح 6/5 سجل لألمانيا كونتز (16)، ولإنكلترا شيرر (3).
ومضات
منذ مشاركتها الأولى 1972 وحتى تتويجها الثالث 1996 خاضت ألمانيا 9 مباريات نهائية من أصل 13 في اليورو والمونديال.
– الألماني كلينسمان أول لاعب يسجل في ثلاث بطولات وهو الألماني الوحيد.
– جزاء سويسرا على إنكلترا هي الأولى افتتاحاً والملاحظ أن ركلات الجزاء الأربع المحتسبة افتتاحاً كلها للضيوف.
– جزاء تشيكيا في النهائي هي الثالثة المحتسبة في مباريات التتويج وجميعها لمصلحة الطرف المهزوم.
بطاقة النهائي
الزمان: 30 حزيران 1996.
المكان: استاد ويمبلي في لندن.
الحضور: 73611 متفرجاً.
المنتخبان: ألمانيا × تشيكيا
النتيجة فوز ألمانيا 2/1 بعد التمديد.
الأهداف: سجل ألمانيا أوليفر بيرهوف (73 و95 والثاني هدف ذهبي) ولتشيكيا باتريك بيرغر من جزاء (59).
مثل ألمانيا: كوبكه، زامر، بابل، شترونز، ايلتس (بوده 46)، هيلمر، تسيغه، شول (بيرهوف 73)، هاسلر، كلينسمان، كونتز.
مثل تشيكيا: كوبا، كادليتش، رادا، شوباريك، هورناك، بايبل، نيدفيد، نيميتش، بوبورسكي (سميتشر 88)، بيغر، كوكا.
الحكم: الإيطالي بايريتو.
أرقام
* سُجل 64 هدفاً والأكثر تسجيلاً ألمانيا بعشرة أهداف والأقل تركيا من دون تسجيل.
* أسرع هدف سجله البلغاري ستويشكوف بمرمى رومانيا والإنكليزي شيرر بمرمى ألمانيا في الدقيقة الثالثة.
* تصدر قائمة الهدافين الإنكليزي شيرر بخمسة أهداف.
* أفضل حارس هو الألماني كوبكه.
* احتسب ثماني ركلات جزاء ضاعت اثنتان وشهدت البطولة سبع بطاقات حمراء.