قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «حكومة التغيير» الذي يسعى المعسكر المعارض له إلى تشكيلها لن تستطيع ضمان مصالح إسرائيل.
وشدد نتنياهو في كلمة ألقاها أمس الأحد في مستهل جلسة كتلة حزبه «الليكود» في الكنيست على أن الحكومة القادمة هي حكومة يسار تشكل خطراً على إسرائيل، داعياً إلى إسقاطها في أسرع وقت ممكن في حال تشكيلها.
وقال رئيس الوزراء الحالي إن حكومة يسارية لن تستطيع مواجهة المخاطر الناجمة عن قطاع غزة أو قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق إسرائيل ولن تتمكن من منع إيران من الحصول على ترسانة نووية.
ووجه نتنياهو نداء إلى أعضاء في حزبي «يمينا» و«الأمل الجديد» اليمينيين المنتمين إلى «معسكر التغيير»، داعيا إياهم إلى تثبيت مواقفهم والتصويت ضد الحكومة الجديدة.
وتابع: «من هو من اليمين لا يصوت لحكومة يسار ومن يصوت لحكومة يسار فهو ليس من اليمين».
وصرح نتنياهو أن حكومته فتحت «فرصاً جديداً لعرب إسرائيل»، واتهم زعيمي «معسكر التغيير»، رئيس «يمينا» نفتالي بينيت ورئيس حزب «هناك مستقبل» الوسطي يائير لابيد، بأنهما يسمحان لرئيس «القائمة العربية الموحدة» منصور عباس بإقامة «سلطة فلسطينية في النقب» ويمنحانه مقعداً في لجنة الداخلية في الكنيست.
وأعرب رئيس الوزراء الحالي عن إدانته للتحريض على نواب منتمين إلى «معسكر التغيير» في الكنيست، مشدداً في الوقت نفسه على أنه يعاني قدراً أكبر من التحريض بما فيها دعوات إلى اغتياله هو وذويه.
والأربعاء الماضي، أبلغ يائير لابيد رئيس حزب «هناك مستقبل» (وسط) رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين، أنه تمكن من تشكيل حكومة.
وستكون رئاسة الحكومة الجديدة بالتناوب بين لابيد ورئيس حزب «يمينا» نفتالي بينيت، لمدة عامين لكل منهما، بحيث يبدأ الأخير المهمة أولاً.
وتتألف حكومة بينيت-لابيد من 8 أحزاب تضم مختلف ألوان الطيف السياسي في إسرائيل بداية من أقصى اليمين (يمينا)، وصولا إلى أقصى اليسار (ميرتس).
وأصدر كبار حاخامات الصهيونية الدينية في إسرائيل، أول من أمس، بياناً، ضد تشكيل «حكومة التغيير»، دعوا فيه أتباعهم إلى «القيام بأي شيء كي لا تتشكل حكومة كهذه».
واعتبر الحاخامات، وفي مقدمتهم حاييم دروكمان أنه «لا يمكن الاستسلام لواقع تتشكل فيه حكومة في إسرائيل ستستهدف الأمور الأساسية جداً في شؤون الدين والدولة، والتي كانت سائدة منذ قيام دولة إسرائيل حتى اليوم بواسطة جميع حكومات إسرائيل».
بيان الحاخامات جاء بعد ساعات من تحذير جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» نداف أرغمان، من حدوث اغتيالات سياسية، من جرّاء ازدياد التطرف في النقاش على خلفية الانقسام السياسي، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتم تشديد جهاز الأمن والحماية على أعضاء الكنيست من التحالف المناوئ لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المسمى «معسكر التغيير».
وفي وقت سابق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهاز «الشاباك» اخترق هواتف متظاهرين ضد نتنياهو، وجهاز الشاباك برر أنه «يعمل وفق القانون لحماية أمن الدولة، والنظام والمؤسسات الحكومية الديمقراطية»، مضيفاً إنه «إذا تم تحديد أي تهديد من هذا النوع، فإن الشاباك سيتصرف وفقاً للأدوات الموجودة تحت تصرفه وفقاً للقانون».
وكافح نتنياهو (71 عاماً) للتشبث بالمنصب خلال أربع انتخابات غير حاسمة منذ 2019، أجريت آخرها في آذار، ولم تسفر عن الفوز بأغلبية كافية، سواء لرئيس الوزراء أو لائتلاف فضفاض يضم المتنافسين من كل أطياف الساحة السياسية الساعين للإطاحة به.
وكل ذلك وسط محاكمته بتهم فساد ورشوة واحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا منفصلة.