من دفتر الوطن

الزمن الجميل!

| عصام داري

دائماً نتغنى بالزمن الجميل ونستذكر أيام الشباب والحب والهوى وأول عشق عرفناه، وأول لمسة يد وأول قبلة «بريئة» سرقناها من خد الحبيبة!
لكن!.. كيف يتذكر أبناء جيلي الزمن الجميل الخاص بهم؟ ما الذكريات التي يستعيدونها ويحنّون إليها ويتحسرون عليها؟
حاولت الإجابة عن الأسئلة السابقة وخرجت بالاستنتاجات التالية:
ما أجمل تلك الأيام التي قرأنا فيها روائع الأدب العربي والعالمي: الجريمة والعقاب، والإخوة كارامازوف للكاتب الروسي الكبير ديستويفسكي.. والشيخ والبحر، ولمن تقرع الأجراس للكاتب الأميركي همنغواي، وقصة مدينتين ومغامرات أوليفر تويست للكاتب الإنكليزي تشارلز ديكنز، والفرح ليس مهنتي لمحمد الماغوط، وثلاثية نجيب محفوظ وغيرها كثير، رحم اللـه تلك الأيام، إنه زمني الجميل.
التوقيع: أديب وكاتب
زماني الجميل بدأ من لحظة ولادتي، حيث رسم أهلي خريطة طريق لحياتي، فدرست في أحسن المدارس وتخرجت في الجامعة بمرتبة جيد جداً، وحققت حلم أبي وأمي، وتم تعييني في وظيفة محترمة، وبعد أشهر ذهبت أمي إلى (عائلة مستورة) وخطبت صبية جميلة إليَّ، وعندما علموا أنني موظف وقفوا إجلالاً وخشوعاً ووافقوا على الفور، فمن يرفض موظفاً!.
التوقيع: موظف سابق
يا سلام على زماني الجميل يا سلام، كانت اللحمة رخيصة ونشبع الحمام، وكانت الطبخة تكفي جمعة، واليبرق مع العصاعيص والعظام، وكيلو البندورة بليرة والجبنة بنص ليرة والحياة تمام التمام، كانت سهراتنا حلوة مع أكلات الحلو من الكنافة المفروكة والقطايف العصافيري والنمورة والمكسرات وهات يا لعب هات من زي عروستي وأبو الفول وغيرها تسلينا وما تخلي على القلب هم، وياريت ترجع أيام الحمام والسلام والكيلو والغرام.
التوقيع: ربة منزل
سقى اللـه تلك الأيام، عندما كنت تحتار أي صحيفة تقرأ: الرأي العام والأيام أم القبس أم المنار أم دمشق المساء ولا ننسى المضحك المبكي، أما في حلب فكانت صحف العرب والمصباح والراية.. وكذلك الوطن، وما بين دمشق وحلب ودير الزور كانت تصدر عشرات الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية، صحيح أن الطباعة شبه بدائية، لكن فنون الصحافة كانت موجودة وترضي جميع الأذواق، و.. يا مين يرجعني صغير وياخد مالك يا دني.
التوقيع: صحفي عتيق
الله يرحم لما كانت أغاني أم كلثوم تجعل العرب من المشرق إلى المغرب يسهرون كل خميس من كل شهر، ودارت الأيام، ورق الحبيب، وجددت حبك ليه وشمس الأصيل، وأيام الموسيقار محمد عبد الوهاب وهو يغني النهر الخالد والجندول، وغيرها من الأغاني التي رافقت صبانا، ولا ننسى فيروز وعبد الحليم حافظ ومحمد قنديل(يا حلو صبح يا حلو طل) وعندنا رفيق شكري الذي شكل توءماً مع الشاعر عمر الحلبي ونتذكر(بالفلا جمّال ساري قلت رايح فين).
التوقيع: متابع فني قديم
كان سعر كيلو لحم الغنم 450 ليرة، والعجل بـ250، وكان بمقدوري الذهاب إلى الساحل وقضاء أسبوع كامل بأرخص الأسعار وتناول الطعام في بعض المطاعم الجيدة، وخاصة في مطعم جدودنا لصاحبه أبو مرشد اللطيف أربع مرات شهرياً، أما الآن ومنذ عشر سنوات عجاف نسيت ملامح صديقي أبو مرشد، وهذا ما يحز في نفسي، وأضيف: كنت أشتري أفضل المكسرات من كاجو وفستق حلبي ولوز وبندق، أما اليوم، وأكرر بعد عشر سنوات لم أعد قادراً سوى على شراء أوقية(200غرام) من بزر البطيخ الأسود المحمص، هل تستعاد سورية قبل عشر سنوات؟
التوقيع: رجل يريد وصفة لفقدان الذاكرة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن