رياضة

منتخبنا الوطني في الصدارة محققاً فوزه السابع على التوالي … أهداف ثلاثة وأداء ارتجالي لم يبلغ حدود الطموح أمام منتخب غوام«المغمور»

| ناصر النجار

حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم فوزاً متوقعاً على منتخب غوام بثلاثة أهداف مقابل لاشيء بعد أداء لم يرتق إلى المستوى المأمول، بهذا الفوز حقق منتخبنا فوزه السابع على التوالي متمسكاً بالصدارة المطلقة التي حاز عليها منذ بداية التصفيات، وبالوقت نفسه تأهل إلى التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة إلى مونديال الدوحة 2022.
المباراة بالأرقام قد تبدو جيدة لأننا بلغنا بها ما نريد وحافظنا على انتصاراتنا المتتالية من دون هزيمة وبلغنا الدور النهائي، وقد لا تكون النتيجة مهمة سواء فزنا بهدف أو بعشرة (فزنا ذهاباً 4/صفر) لكن المهم كان بالأداء الذي أصاب كل خبراء الكرة السورية ومتابعيها بالدهشة ما وَلَّد عدم الاطمئنان عن حال المنتخب الذي واجه أضعف المنتخبات الآسيوية والعربية على الإطلاق، وتعتبر هذه النتيجة إنجازاً لمنتخب غوام الذي خسر أمام الصين مرتين صفر/7.

وأكثر ما أزعج عشاق المنتخب الوطني أن منتخب غوام صار نداً لمنتخبنا في الشوط الثاني رغم محاولات المعلول الزج بخيرة نجوم منتخبنا، لكن لا حياة لمن تنادي!
منتخبنا أدى أسوأ ساعة ربما بتاريخه في السنوات العشر الأخيرة فاتسمت هجماته بالعشوائية وكانت تمريراته أكثرها خاطئة وفشل في اختراق الدفاع ساعة كاملة ولولا خطأ دفاع غوام القاتل ما سجلنا الهدف الثالث.
أيضاً يمكننا الحديث عن الوقوع في مصيدة التسلل عشر مرات من دون إيجاد الحلول لتفادي هذه المصيدة، ويبقى السؤال محقاً عن سوء تنفيذ الركلات الثابتة وكانت فرصة مع غوام لكي نجيد التنفيذ البديع الذي يثمر عن أهداف جميلة، ورغم ضعف خبرة مهاجمي منتخب غوام إلا أن دفاعنا انكشف في الكثير من الهجمات في الشوط الثاني وقد اخترقه مهاجمو غوام كثيراً وكشفوا الكثير من ثغراته وعيوبه.
ولا بد من التنويه هنا إلى أن قراءة مدرب غوام الكوري الجنوبي للمباراة في شوطها الثاني كانت أفضل من قراءة مدربنا، لذلك باغت منتخبنا بالهجوم من الدقيقة الأولى وكما قلنا فإن ضعف الخبرة أضاعت على منتخب غوام التسجيل ويحسب لهم شجاعتهم وروحهم العالية، وعلى صعيد الإعداد البدني وجدنا المنتخب المغمور إعداده أفضل فلعب بالشوط الثاني بقوة أكبر متسلحاً بلياقة عالية في حين سقط عدد من لاعبينا على الأرض بسبب الشد العضلي.
أسبوع كامل قبل موقعة الصين المهمة وستكون الامتحان لمنتخبنا ومدربه المعلول لأنه سيواجه منتخباً كبيراً وعريقاً يطمح للثأر من خسارته ذهاباً (1/2) وطموحه أكبر ببلوغ الدور الثاني من التصفيات ونأمل من مدربنا أن يعالج مجمل أخطاء الفريق وعثراته وأن يجد الأسلوب المناسب لمواجهة الصين وكذلك التشكيلة المثالية.
مع الإشارة أخيراً إلى أن هدفين من أهدافنا الثلاثة كانت هدايا من دفاع غوام!

هدفان مبكران

بدأ منتخبنا الوطني المباراة ضاغطاً ومهاجماً وتمكن من تسجيل هدفين مبكرين بواسطة مرديك مردكيان الأول باستثمار كرة مرتدة من الدفاع والثاني بمتابعة عرضية من خالد كردغلي وكان هدفاً جميلاً، استمر بعدها منتخبنا بالسيطرة إنما من دون فاعلية وتوقع كل من تابع المباراة أن نشهد أهدافاً إضافية وخصوصاً أن منتخب غوام أخطأ كثيراً في قطع الكرات وفي السيطرة على منطقته الخلفية، واعتمد منتخبنا في الاختراق على الجهة اليمنى لنشاط محمد ريحانية ويوسف الحموي لكن الدفاع الغوامي أوصد المنطقة من هذه الجهة بقوة في حين كانت الجهة اليسرى غائبة وغير مفعّلة مع العلم أن الهدفين جاءا من هذه الجهة.

ووقع لاعبونا بمصيدة التسلل في هذا الشوط ست مرات وهو أمر بحاجة إلى رؤية أكثر من لاعبينا، ولما كان الاختراق غير مجد حاول لاعبونا التسديد من بعيد فسدد مرديك في أحضان الحارس وأمسك حارس غوام كرة خالد كردغلي في حين ذهبت تسديدة سيمون أمين خارج المرمى، وتسديدة أخرى من محمد ريحانية ضعيفة التقطها الحارس بسهولة.

بعيد منتصف الشوط اكتسب منتخب غوام الثقة بعد صدمة الهدفين فأمسك دفاعه زمام منطقته الخلفية بقوة وحاول القيام بمرتدات لكنه أخفق بتجاوز منتصف الملعب حتى الدقيقة 41 عندما أتيحت له مباشرة أبعدها الدفاع لترتد مرة أخرى فأبطل مفعولها طه موسى باشا وكانت هذه المحاولة الجدية الوحيدة لمنتخب غوام وقد حرّكت حارسنا بعد أن بقي بين المتفرجين طوال هذا الشوط الذي لم يوفق فيه لاعبونا بإنهاء الهجمات بشكل جيد ولو عرفوا الشفرة الهجومية لأمطروا مرمى منتخب غوام بأهداف كثيرة.

استغراب وذهول

انقلبت الموازين في الشوط الثاني رأساً على عقب وسط ذهول المتابعين، فهاجم منتخب غوام مرمى منتخبنا منذ الدقيقة الأولى ولم يعد منكفئاً بمنطقته وتحول إلى مارد على أرض الملعب من دون أن يجد لاعبونا الحلول المجدية لبناء هجمة صحيحة لأن كل كراتهم كانت مقطوعة بسبب التسرع والعشوائية وكأن لاعبينا ضاعوا وسط الميدان أو أنهم فوجئوا بمستوى غوام في هذا الشوط، ولم يتغير الحال مع نزول المواس مطلع الشوط الثاني فزج المدرب بالجويد لترميم الخط الخلفي الذي وقع بأخطاء عديدة ثم عزّز الخط الأمامي بالحلاق والدالي والأومري ولم يتغير شكل اللعب ولم تعد الروح لفريقنا، حتى أخطأ دفاع غوام بكرة استثمرها محمد الحلاق فأرسلها مقشرة إلى محمود المواس الذي انفرد بالحارس مسجلاً الهدف الثالث د82، ولم يكن هناك بعد الهدف أي حالة تستحق الذكر لتنتهي المباراة بصافرة الحكم السعودي خالد التراثي بفوز منتخبنا بثلاثة أهداف نظيفة.

بطاقة المباراة

سورية×غوام: 3/صفر

التاريخ: الإثنين 7/6/ 2021

المكان: ملعب الشارقة في الإمارات العربية

الأهداف: مرديك مردكيان د 6 – 9 – محمود المواس د 82

الحكام: السعودي خالد صالح التراثي يساعده الأردني محمد أبو طاهر والإماراتي أحمد الراشدي وعمار الجنيبي حكماً رابعاً.

تشكيلة منتخب سورية

طه موسى باشا – خالد كردغلي (حسين جويد) – يوسف محمد – يوسف الحموي – فارس أرناؤوط – كامل حميشة – سيمون أمين (محمود المواس) – محمد ريحانية (أسامة أومري) – ورد السلامة (محمد الحلاق) – ثائر كروما – مرديك مردكيان (علاء الدين دالي).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن