رياضة

النسخة السادسة عشرة لكأس الأمم الأوروبية 11/6 – 11/7/ 2021 (6)

| محمود قرقورا

النسخة الحادية عشرة.. بلجيكا وهولندا 2000 – تعطّلت لغة الكاتناشيو فتوّج الديوك

 

أسندت البطولة للمرة الأولى لبلدين أحدهما سبق له الاستضافة قبل 28 عاماً والآخر سبق له التتويج قبل 12 عاماً وترأس كل منهما مجموعة، على حين ترأست ألمانيا وإسبانيا المجموعتين المتبقيتين.
عمالقة ألمانيا اعتزل معظمهم وكانوا في مرحلة التجديد ولذلك لم يكن ماتيوس المسنّ قادراً على إيجاد التوليفة، بخلاف الطواحين الذين كانوا أشداء في المونديال قبل عامين والطليان القادمين بأسماء لامعة والديوك الذين ازدادت ثقتهم بأنفسهم بعد التتويج المونديالي، وبلغ نجمهم زيدان ذروته، فخطف الفرنسيون اللقب بعد أداء قوي في كل مبارياتهم إلا النهائية التي لم يكونوا في يومهم غير أن الكرة حاكتهم ليكونوا أبطالاً في وقت عجز مخترعو الكاتناشيو عن تطبيقه خلال الوقت بدل الضائع!

دخل التصفيات 49 منتخباً وزعت على تسع مجموعات فتأهل الأبطال إضافة للبرتغال أفضل ثان، وفي الملحق تأهلت إنكلترا على حساب اسكتلندا والدانمارك على حساب الصهاينة وسلوفينيا على حساب أوكرانيا وتركيا على حساب جمهورية إيرلندا فوزعت في النهائيات وفق التالي:

مج1: ألمانيا، رومانيا، البرتغال وإنكلترا.

مج2: بلجيكا، السويد، إيطاليا وتركيا.

مج3: إسبانيا، النرويج، يوغسلافيا وسلوفينيا.

مج4: هولندا، تشيكيا، فرنسا والدانمارك.

ماتيوس وحاجي؟!

عاد ماتيوس ليخوض غمار العرس الأوروبي بعد عشرين عاماً من ظهوره الأول و12 عاماً من ظهوره الأخير، كما عاد أيقونة رومانيا حاجي عن اعتزاله ليقود بلاده وليتهما لم يلعبا، فماتيوس جاءت نهايته حزينة في مباراته الدولية 150 وحاجي طرد في مباراته الدولية الأخيرة أمام إيطاليا.

الإطلالة الأولى للمجموعة الأولى عنوانها تعادل مرض لرومانيا وألمانيا وتفوق برتغالي مفاجئ على إنكلترا التي تقدمت بهدفين.
الإطلالة الثانية شهدت الفوز الرسمي الأول لإنكلترا على ألمانيا منذ تتويجها بمونديال 1966 وإعادة لذكريات 1984 بين رومانيا والبرتغال التي أفسدت احتفالية بوبيسكو بمباراته الدولية المئة.
في الإطلالة الثالثة كانت إنكلترا تحتاج للتعادل مع أبناء البلقان وبدا ذلك حقيقة في النصف الأول الذي انتهى إنكليزياً، ولكن الحارس البديل نيجيل مارتن الذي بدأ به كيغان بعد إصابة سيمان أخطأ بهدف التعادل ثم كانت الجزاء المستحقة مع نهاية المباراة فقتل الحلم الإنكليزي، وعلى الطرف المقابل كانت ألمانيا بحاجة للفوز وخسارة إنكلترا ولكنها تلقت خسارتها الأثقل في ليلة هي الأخيرة لماتيوس وهاسلر بقميص المانشافت، وعريس الليلة كونسيساو صاحب الأهداف البرتغالية الثلاثة.

فوز تركي أول يساوي التأهل

خرجت بلجيكا سعيدة كل السعادة بمباراة الافتتاح بخلاف السويد التي حزنت مرتين، الأولى بخسارتها والثانية بطرد قائدها باتريك أندرسون، ولأن الفوز هو المطلب في الظهور الأول كان لإيطاليا ذلك بعد عذاب، وعزاء تركيا أنها احتفلت بهدفها الأول في النهائيات، وبسرعة قياسية لم تكن مألوفة عبرت إيطاليا دور المجموعات جاعلة المستضيفة بلجيكا تعيش كابوساً لم تكن تتوقعه.

وإذا كان التعادل السلبي ليس جيداً للسويد فإنه كان عكس ذلك لتركيا التي احتفلت بنقطتها الأولى محتفظة بأمل التأهل المشروط بإسقاط أصحاب الضيافة في الجولة الثالثة، وكان لهم ذلك في مباراة شهدت استبدال الحكم الدانماركي كيم ملتون نيلسن للإصابة، وبالقدر التي استحقت تركيا الفوز تحجج البلجيكيون بالحظ العاثر، ورغم أن إيطاليا أراحت معظم لاعبيها تحسباً لربع النهائي إلا أن السويد لم تكن على قدر المسؤولية لتمنع عن نفسها الخسارة.

الوقت بدل الضائع

مفاجأة مدوية وضعت إسبانيا في «حيص بيص» وانتصار تاريخي حققته النرويج في ظهورها الوحيد في النهائيات، ويرجع الفضل لحارسها توماس ماير الذي قاوم الهجوم الإسباني واللاعب ايفرسن الذي وقّع الهدف.

المباراة الأولى بين الفرع والأصل سلوفينيا ويوغسلافيا عرفت دراما غير مسبوقة، إذ تقدمت سلوفينيا 3/صفر ثم ردت يوغسلافيا بالمثل وهي تلعب بعشرة لاعبين، وللعلم فإن أرشيف البطولة لا يشير لحالة مماثلة، وبناء على ذلك كان ممنوعاً الخطأ على الماتادور الذي اهتدى للنقاط الثلاث على حساب سلوفينيا، وعانت يوغسلافيا التي أجرى مدربها خمسة تغييرات على تشكيلة المباراة الأولى حتى حققت الفوز الضيق على النرويج.

جولة الحسم ظلت معلقة حتى صافرة النهاية، حيث العرض السلوفيني الشجاع لم يشفع لها لتفوز كما أن فوز إسبانيا في الوقت بدل الضائع جعل النرويج خارج البطولة، وللعلم فإن إسبانيا ظلت خاسرة حتى الوقت بدل الضائع.

حسم مبكر

حبست أنفاس الهولنديين 89 دقيقة قبل أن تنفرج أساريرهم بركلة جزاء ترجمها فرانك دي بوير، وأقل ما يقال عن المباراة إن تشيكيا لا تستحق الخسارة، وفي مستهل مباريات المجموعة الرابعة بادرت الدانمارك بالهجوم فتصدى بارتيز لكرتين خطرتين ولكن الملامح بانت عندما تقدم أبطال العالم منذ الدقيقة السادسة عشرة.

في الجولة الثانية حسمت الأمور بتأهل المضيفين والفرنسيين، إذ عبست الكرة مجدداً بوجه تشيكيا التي أجهض لها الحارس الفرنسي بارتيز هدفين محققين لكولر ونيدفيد، وهولندا لم تجد صعوبة في إقصاء الدانمارك بثلاثية، وعندما لاحت الفرصة للدانمارك لتسجيل هدفها الوحيد أهدر لاعبها سينبرغ ركلة جزاء، وأكدت هولندا صدارتها وبالتالي اختيار خصم أسهل في ربع النهائي بفوزها على فرنسا التي لعبت بالصف الثاني، وعلى الطرف المقابل حققت تشيكيا فوزاً معنوياً على الدانمارك.

تألق كلويفرت وإخفاق راؤول

أمور كثيرة يتوقف عندها مؤرخ ربع النهائي لبطولة عام 2000 منها:

كلويفرت يبرهن على حاسته التهديفية بهاتريك مساعداً منتخبه لتحقيق فوز عريض على اليوغسلاف.

راؤول يخفق في نقل المباراة مع فرنسا لوقت إضافي عندما نفذ ركلة الجزاء الإسبانية الثانية خارج الأخشاب!

رمز رومانيا حاجي يودع مسيرته الدولية ببطاقة حمراء وهزيمة مستحقة أمام الآزوري ساهم بها غياب أربعة لاعبين.

البرتغال تنهي الحلم التركي بهدفين، حيث لم يفد الأتراك مكابرة مهاجمهم شوكور على إصابته وزاد الأمور تعقيداً النقص العددي منذ الدقيقة الثلاثين.

عظمة تولدو

لم يسبق لإيطاليا أن وصلت للمربع الذهبي بأريحية مع تسجيل هدفين في كل مباراة كما حدث في يورو 2000 ولكنها أمام هولندا احتاجت لتألق لاعب واحد تنطبق عليه مقولة فريق بأكمله في ظروف تلك المباراة وهو الحارس تولدو نجم الشباك الأول، إذ تصدى لركلة جزاء إضافة لركلة أخرى ردتها الأخشاب على مدار الشوطين ثم أجهض ركلتين ترجيحيتين إضافة لركلة ثالثة خارج الأخشاب، عدا شلال الفرص التي كانت طبيعية لمنتخب يلعب فوق ميدانه بزيادة عددية قرابة 90 دقيقة، فكتب على هولندا الخروج بالترجيح كما حدث في السويد 1992 وإنكلترا 1996 ومونديال 1998.

المباراة الثانية كانت إعادة لنصف نهائي 1984 بين فرنسا والبرتغال واستمرت المباراة بين أخذ ورد حتى الدقيقة 117 عندما أعلن الحكم النمساوي بينكو عن جزاء بناء على طلب مساعده فكان الهدف الذهبي الذي وقّعه زيدان، فعاش الفرنسي ديشان ليلة سعيدة لكونه أول فرنسي يلعب المباراة الدولية المئة.

الكرة تريد فرنسا

لم تعبس الكرة بوجه إيطاليا مثلما عبست في نهائي 2000، ومن حق كل إيطالي توجيه اللوم إلى ديل بييرو الذي لم يقتل المباراة بهدف ثانٍ، كما أن المخضرم مالديني لم يحسن التعامل في قطع كرة رأسية كما ينبغي، والأهم أن الحارس تولدو لم يرد كرة لم تكن صعبة حملت التعادل في الوقت بدل الضائع، فدخلت فرنسا الوقت الإضافي بمعنويات أعلى وأفضلية ظاهرة فكان الهدف الذهبي المتوقع وفيما يلي سجل النتائج:

المجموعة الأولى

12/6/2000: ألمانيا * رومانيا 1/1 سجل لألمانيا محمد شول (28)، ولرومانيا مولدوفان (5).

12/6/2000: البرتغال * إنكلترا 3/2 سجل للبرتغال فيغو (21)، وجواو بينتو (37) ونونو غوميز (58)، ولإنكلترا سكولز (3) ومكمنامن (18).

17/6/2000: إنكلترا * ألمانيا 1/صفر شيرر (53).

17/6/2000: البرتغال * رومانيا 1/صفر كوستينيا (90).

20/6/2000: رومانيا * إنكلترا 3/2 سجل لرومانيا تشيفو (22)، مونتيانو (48) وغانيا من جزاء (89)، ولإنكلترا شيرر من جزاء(41) وأوين (45).

20/6/2000: البرتغال * ألمانيا 3/صفر سيرجيو كونسيساو (35 و54 و71).

المجموعة الثانية

10/6/2000: بلجيكا * السويد 2/1 سجل لبلجيكا غور ومبينزا (43 و46)، وللسويد ميالبي (53).

11/6/2000: إيطاليا * تركيا 2/1 سجل لإيطاليا انطونيو كونتي واينزاغي من جزاء (52 و70)، ولتركيا أوكان (61).

14/6/2000: إيطاليا * بلجيكا 2/صفر توتي وفيوري (6 و66).

15/6/2000: السويد * تركيا صفر/صفر.

19/6/2000: تركيا * بلجيكا 2/صفر هاكان سوكور (45 و70).

19/6/2000: إيطاليا * السويد 2/1 سجل لإيطاليا دي بياجيو وديل بييرو (39 و88)، وللسويد لارسون (77).

المجموعة الثالثة

13/6/2000: يوغسلافيا * سلوفينيا 3/3 سجل ليوغسلافيا ميلوسفيتش (67 و73) ودرولوفيتش (70)، ولسلوفينيا زاهوفيتش (23 و57) وبافلين (52).

13/6/2000: النرويج * إسبانيا 1/صفر ايفرسن (65).

18/6/2000: يوغسلافيا * النرويج 1/صفر ميلوسفيتش (8).

18/6/2000: إسبانيا * سلوفينيا 2/1 سجل لإسبانيا راؤول وايتشبيريا (4 و60)، ولسلوفينيا زاهوفيتش (59).

21/6/2000: النرويج * سلوفينيا صفر/صفر.

21/6/2000: إسبانيا * يوغسلافيا 4/3 سجل لإسبانيا ألفونسو (38 و90)، مونيتيس (52) ومندييتا من جزاء (90)، وليوغسلافيا ميلوسفيتش (30)، غوفيداريتشا (51) وكوميلينوفيتش (75).

المجموعة الرابعة

11/6/2000: فرنسا * الدانمارك 3/صفر بلان هنري وويلتورد (16 و64 و90).

11/6/2000: هولندا * تشيكيا 1/صفر فرانك دي بوير من جزاء (89).

16/6/2000: فرنسا * تشيكيا 2/1 سجل لفرنسا هنري ودجوركاييف (7 و60)، ولتشيكيا بوبورسكي من جزاء(35).

16/6/2000: هولندا * الدانمارك 3/صفر كلويفرت رونالد دي بوير وزيندن (57 و66 و77).

21/6/2000: تشيكيا * الدانمارك 2/صفر سميتشر (64 و67).

21/6/2000: هولندا * فرنسا 3/2 سجل لهولندا كلويفرت وفرنك دي بوير وزيندن (14 و51 و59)، ولفرنسا دوغاري (8) تريزيغيه (31).

ربع النهائي

24/6/2000: البرتغال * تركيا 2/صفر نونو غوميز (44 و56).

24/6/2000: إيطاليا * رومانيا 2/صفر توتي وفيليبو اينزاغي (33 و43).

25/6/2000: هولندا * يوغسلافيا 6/1 سجل لهولندا كلويفرت (24 و38 و54)، غوفيداريتشا (51) خطأ في مرماه واوفرمارس (78 و90)، وليوغسلافيا ميلوسيفيتش (90).

25/6/2000: فرنسا * إسبانيا 2/1 سجل لفرنسا زين الدين زيدان وجوركاييف (32 و44)، ولإسبانيا مندييتا من جزاء (38).

نصف النهائي

28/6/2000: فرنسا * البرتغال 2/1 بهدف ذهبي سجل لفرنسا هنري وزين الدين زيدان من جزاء(51 و117)، وللبرتغال نونو غوميز (19).

29/6/2000: إيطاليا * هولندا صفر/صفر ثم بركلات الترجيح 3/1.

النهائي

2/7/2000: فرنسا * إيطاليا 2/1 بهدف ذهبي سجل لفرنسا ويلتورد وتريزيغيه (90 و103)، ولإيطاليا ديلفيكيو (55).

أرقام

• شهدت النهائيات تسجيل 85 هدفاً خلال 31 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً فرنسا وهولندا بثلاثة عشر هدفاً والأقل الدانمارك دون تسجيل.

• أسرع هدف سجله الإنكليزي سكولز بمرمى البرتغال في الدقيقة الثالثة.

• تساوى اليوغسلافي ميلوسيفيتش والهولندي كلويفرت بصدارة الهدافين برصيد خمسة أهداف.

• أفضل حارس هو الإيطالي تولدو.

• احتسبت اثنتا عشرة ركلة جزاء ضاعت أربع منها.

• شهدت البطولة عشر بطاقات حمراء.

بطاقة النهائي

الزمان: 2 تموز 2000.
المكان: استاد دي كويب في روتردام.
الحضور: 50000 متفرج.
المنتخبان: فرنسا × إيطاليا.
النتيجة: فوز فرنسا 2/1 بعد التمديد بالهدف الذهبي.
الأهداف: سجل لفرنسا ويلتوود وتريزيغيه (90 و103)، ولإيطاليا ديلفيكيو (55).
مثل فرنسا: بارتيز، تورام، بلان، ديسايي، ليزارازو (بيريس 86)، فييرا، ديشامب، زيدان، جوركاييف (تريزيغيه 76)، هنري، دوغاري (ويلتورد 58).
مثل إيطاليا: تولدو، يوليانو، كانافارو، نيستا، مالديني، بيسوتو، البرتيني، دي بياجيو (امبروزيني 66)، فيوري (ديل بييرو 53)، توتي، ديلفيكيو (مونتيلا 86).
الحكم: السويدي فريسك.

النسخة الثانية عشرة.. البرتغال 2004 – فلاسفة الإغريق كتبوا آخر المعجزات

لم يكن مفاجئاً وقوع الخيار على البرتغال لتستضيف الحلقة الثانية عشرة من عرس القارة، حيث منتخبها بصم في المونديال قبل نحو أربعة عقود كما أنها لم تكن نكرة في البطولة الأوروبية في مشاركاتها الثلاث السابقة، ولأجل هذا العرس استقدمت المدرب البطل للعالم كله قبل عامين سكولاري على أمل تسيد القارة وهذا حق مشروع، فأسقطت المنتخبات الكبرى التي واجهتها دون أن تفك اللغز المحير الذي أعيا أطباء الكرة في العالم وهو فيروس اليونان التي سطّرت معجزة في زمن انتهت فيه المعجزات.

وزعت المنتخبات الخمسون على عشر مجموعات يتأهل أبطالها ثم يتأهل خمسة منتخبات بموجب البلي أوف بين أصحاب المراكز الثانية، إضافة للبرتغال المستضيفة ووزعت في النهائيات وفق التالي بعد ترؤس البرتغال المستضيفة وفرنسا حاملة اللقب إضافة لتشيكيا والسويد:

مج1: البرتغال، إسبانيا، روسيا، اليونان.

مج2: فرنسا، إنكلترا، كرواتيا، سويسرا.

مج3: السويد، إيطاليا، الدانمارك، بلغاريا.

مج4: تشيكيا، ألمانيا، هولندا، لاتفيا.

شبح اليونان

عندما أطلق حليق الرأس كولينا صافرة البداية، كان العالم كله ينتظر فوزاً برتغالياً على اليونان ولكن بعد سبع دقائق هرعت البرتغال بكل ما أوتيت للتعديل دون جدوى، حيث امتاز الإغريق بالرشاقة وخفة الحركة، فسجل الأرشيف أن البرتغال المنظم الوحيد الذي يخسر افتتاحاً في الشكل الجديد للمسابقة، وبناء على ذلك تحسب الإسبان لأي مفاجأة روسية لكنهم تعذبوا حتى سجلوا هدف النقاط الثلاث عبر البديل فاليرون الذي سجل بعد 36 ثانية من دخوله المستطيل الأخضر والفوز لم يكن سهلاً لأن كاسياس رد هدفين محققين.

شبح اليونان استمر في المباراة الثانية حيث لم تتعلم إسبانيا من درس التصفيات فخطفت اليونان التعادل الذي وضع إسبانيا بموقف صعب أمام المستضيفين المطالبين بالفوز ولا شيء سواه بعد أن أسقطوا الدب الروسي معيدين الابتسامة للشفاء.

جولة توزيع الجلاءات عرفت انتصاراً صعباً للبرتغال على الماتادور الذي بدا في طريقه للتأهل مستفيداً من سقوط اليونان للمرة الأولى في تسع مباريات رسمية خلال التصفيات والنهائيات غير أن هدف التقليص بمرمى روسيا أعطاها البطاقة.

1077 دقيقة

فرنسا وإنكلترا كانتا من ضمن أربعة منتخبات لم تهزم في التصفيات، غير أن فرنسا كانت تنفرد بكونها فازت بكل مبارياتها رغم أنها دخلت البطولة غير متلقية أي هدف خلال 1039 دقيقة متتالية إلا أنها تلقت هدفاً بعد 38 دقيقة برأسية لا ترد أطلقها لامبارد، وبدت فرنسا في طريقها لخسارة لا محالة، ولكن قائد إنكلترا بيكهام أخفق في ترجمة ركلة جزاء فدفعت إنكلترا فاتورة صحوة زيدان في الثواني الأخيرة فسجل من ركلة حرة أولاً ومن علامة الجزاء ثانياً جاعلاً فرنسا في موقع مثالي للعبور، وبعد أداء سلبي في كل شيء صمتت الشباك في لقاء سويسرا وكرواتيا.

وفي المشهد الثاني وجدت إنكلترا نفسها بثلاثية بمرمى سويسرا سجل اثنتين منها روني، وتجنبت كرواتيا الهزيمة أمام فرنسا التي خدمتها الظروف لتخرج بنقطة.

المشهد الثالث دخلته فرنسا بحاجة لنقطة التعادل لتتأهل وللفوز لتبقى متصدرة، وكان لها ذلك غير أن السويسري فونلانتين كانت فرحته أكبر لأنه بات المسجل الأصغر في النهائيات، وتعاونت إنكلترا وكرواتيا على تقديم وجبة كروية ساخنة شهدت ستة أهداف أربعة لإنكلترا التي سجل لها روني ثنائية أخرى.

مباراة مثار جدل

سيناريو المجموعة الثالثة بدأ بتعادل سلبي بين الدانمارك التي لعبت دون كرونكيار لأسباب عائلية وإيطاليا والسبب تألق الحارسين بوفون الذي رد كرتي توماسون وروميدال، وسورنسن الذي رد كرتي توتي وديل بييرو، وسحقت السويد بلغاريا بخماسية هي الأعلى للسويد والأثقل لبلغاريا بتاريخ البطولة.

السيناريو الثاني عرف فوز الدانمارك بهدفين سجل أحدهما الهداف الأعلى للدانمارك توماسون فحزمت بلغاريا حقائبها، وكان لهدف إبراهيموفيتش البهلواني بمرمى بوفون مفعول السحر من أجل التأهل بخلاف إيطاليا التي لم تعد تملك مصيرها بيدها، وهذا ما تأكد في السيناريو الثالث حيث لم ينفع إيطاليا فوزها على بلغاريا لأن النتيجة التي تُخرج إيطاليا من خلال التعادل الإيجابي بأكثر من 1/1 تحققت في لقاء الجارتين، حيث بدا للمتابعين أن النتيجة مدبرة وخارج إطار النزاهة.

تشيكيا عال العال

بدأت تشيكيا غير المهزومة في التصفيات بانتصار صعب على لاتفيا التي حضرت للمرة الأولى، في حين انتهت مباراة المرشحين الهولندي والألماني بأنصاف الحلول، وتأكد أن الألمان عاديون جداً عندما تعادلوا مع لاتفيا دون أهداف بعد أداء هزيل لحكم اللقاء الإنكليزي رايلي، حيث أظهرت كاميرات الإعادة أن هناك حالات عدة تستوجب ركلات جزاء فأنجزت ألمانيا مباراتها الخامسة توالياً في النهائيات دون فوز!

ووجهت تشيكيا صفعة قوية لهولندا التي تقدمت بهدفين ولكنها خرجت خاسرة فباتت هولندا على مشارف الخروج في وقت كانت فيه تشيكيا أول المتأهلين متصدرة، وكانت ألمانيا تحتاج للفوز على تشيكيا فذاقت علقم الخسارة رغم تقدمها فأدركت تشيكيا ثأراً عمره ثماني سنوات، علماً أنها لم تبدأ بتسعة لاعبين ساهموا بالفوز على هولندا التي تأهلت بالفوز المتوقع على لاتفيا.

سكولاري يقصي إنكلترا

قضى تموضع البرتغال وإنكلترا في دور المجموعات مواجهتهما، بمعنى أن سكولاري وإريكسون يتنازعان على بطاقة المربع الذهبي كما حدث قبل عامين في المونديال، ومرة أخرى افتتح أوين أهداف الإنكليز والمباراة ولكن أولى الصدمات تلقاها إريكسون بإصابة روني وخروجه بمنتصف الشوط الأول.

وبقي بين إنكلترا والمربع الذهبي سبع دقائق وهي تدافع عن هدفها دون فيرديناند الذي كان ينفذ عقوبة الإيقاف الطويلة عندما سجل أصحاب الأرض هدف نقل المباراة للتمديد، فسجلت البرتغال أولاً وعدلت إنكلترا فاحتكم الفريقان لركلات ترجيح فأضاع بيكهام للمرة الثالثة خلال فترة وجيزة.

وإذا كانت ركلات الترجيح أبعدت إنكلترا فإن اليونان أقصت فرنسا محققة فوزها الأول على الديوك، حيث دخل الفرنسيون مستهزئين متعالين مقابل انضباط تكتيكي عالٍ ودفاع صلب متماسك، وحقيقة لم يكن زيدان عنده الإلهام والتبديلات الهجومية بدخول ساها وويلتورد لم تعط المفعول فكانت الهزيمة.

السويد نجحت بإيصال المباراة مع هولندا لركلات الترجيح التي أبعدت هولندا عن أربع بطولات كبرى ولكن الابتسامة كانت استثناء للطواحين، وقاومت الدانمارك شوطاً وانكشفت في الثاني أمام المد التشيكي فحققت تشيكيا الفوز التاسع على التوالي في التصفيات والنهائيات.

هدف فضي وتتويج استثنائي

رغم الفوز الضئيل للبرتغال إلا أنها لم تجد صعوبة في تحقيقه على الطواحين فاحتفل البرتغاليون كما لم يحتفلوا من قبل، وبات العالم يترقب تشيكيا كطرف ثان استناداً للنتائج المقرونة بالعروض، ولكن اليونان مارست دور رسم السيناريوهات الغريبة وحسمت المباراة بهدف فضي.

وعندما حانت ساعة الحقيقة وتأهب العالم لتتويج برازيليي أوروبا وليصبح مدربهم سكولاري ثاني مدرب يتوج بلقب المونديال ولقب اليورو، تأكد للجميع أن الوصول لمرمى نيكوبوليدس أصعب من الوصول لقمة جبل إيفرست، فتسابق البرتغاليون على إهدار الفرص وعندما سجل خاريستياس هدف التقدم في الدقيقة 57 عضّ أبناء الإغريق على الهدف بالنواجذ فذرفوا دموع الفرح تاركين أصحاب الأرض وعلى رأسهم رونالدو يذرفون دموع الحزن، وإليكم سجل النتائج:

المجموعة الأولى

12/6/2004: اليونان × البرتغال 2/1 سجل لليونان كاراغونيس وبازيناس من جزاء (7 و51)، وللبرتغال كريستيانو رونالدو (90).

12/6/2004: إسبانيا × روسيا 1/صفر خوان كارلوس فاليرون (60).

16/6/2004: اليونان × إسبانيا 1/1 سجل لليونان خاريستياس (66)، ولإسبانيا موريانتس (28).

16/6/2004: البرتغال × روسيا 2/صفر نونو مانيش وروي كوستا (7 و89).

20/6/2004: البرتغال × إسبانيا 1/صفر نونو غوميز (57).

20/6/2004: روسيا × اليونان 2/1 كيريشينكو ودميتري بوليكين (2 و17)، ولليونان فريزاس (43).

المجموعة الثانية

13/6/2004: سويسرا × كرواتيا صفر/صفر.

13/6/2004: فرنسا × إنكلترا 2/1 سجل لفرنسا زيدان (الوقت بدل الضائع والثاني من جزاء)، ولإنكلترا فرانك لامبارد (38).

17/6/2004: إنكلترا × سويسرا 3/صفر روني (23 و75) وجيرارد (82).

17/6/2004: كرواتيا × فرنسا 2/2 سجل لكرواتيا رابيتش من جزاء (48) ودادو بريسو (52)، ولفرنسا ايغور تيودور بمرماه وتريزيغيه (22 و64).

21/6/2004: إنكلترا × كرواتيا 4/2 سجل لإنكلترا سكولز (40)، روني (45 و68) ولامبارد (79)، ولكرواتيا روبرت كوفاتش وايغور تيودور (5 و73).

21/6/2004: فرنسا × سويسرا 3/1 سجل لفرنسا زيدان (20) وتيري هنري (76 و84)، ولسويسرا فونلانتين (26).

المجموعة الثالثة

14/6/2004: الدانمارك × إيطاليا صفر/صفر.

14/6/2004: السويد × بلغاريا 5/صفر سجلها فريدريك ليونبيرغ (32)، هنريك لارسن (57 و58)، إبراهيموفيتش من جزاء (78) وماركوس ألباك (90).

18/6/2004: الدانمارك × بلغاريا 2/صفر سجلهما يون دال توماسون ويسبر غرونكيار (44 و90).

18/6/2004: إيطاليا × السويد 1/1 سجل لإيطاليا أنتونيو كاسانو (37)، وللسويد إبراهيموفيتش (85).

22/6/2004: إيطاليا × بلغاريا 2/1 سجل لإيطاليا سيموني بيروتا وكاسانو (48 و90)، ولبلغاريا مارتن بيتروف من جزاء (45).

22/6/2004: الدانمارك × السويد 2/2 سجل للدانمارك يون دال توماسون (28 و66)، وللسويد هنريك لارسن من جزاء وماتياس يونسون (47 و89).

المجموعة الرابعة

15/6/2004: تشيكيا × لاتفيا 2/1 سجل للتشيك ميلان باروش ومارك هاينز (73 و85)، وللاتفيا ماريس فيرياكوفسكيس (45).

15/6/2004: ألمانيا × هولندا 1/1 سجل لألمانيا تورستن فرينغز (30)، ولهولندا نيستلروي (81).

19/6/2004: ألمانيا × لاتفيا صفر/صفر.

19/6/2004: تشيكيا × هولندا 3/2 سجل لتشيكيا يان كولر وباروش وفلاديمير سميتشر (23 و71 و88)، ولهولندا ولفريد بوما ونيستلروي (4 و19).

23/6/2004: هولندا × لاتفيا 3/صفر نيستلروي (27 و35 والأول من جزاء) وروي ماكاي (84).

23/6/2004: تشيكيا × ألمانيا 2/1 سجل لتشيكيا مارك هاينز وباروش (30 و77)، ولألمانيا بالاك (21).

ربع النهائي

24/6/2004: البرتغال × إنكلترا 2/2 ثم 6/5 بالترجيح سجل للبرتغال هيلدر بوستيغا وريكاردو كوستا (83 و110)، ولإنكلترا مايكل أوين ولامبارد (3 و115).

25/6/2004: اليونان × فرنسا 1/صفر خاريستياس (65).

26/6/2004: هولندا × السويد صفر/صفر ثم 5/4 بالترجيح.

27/6/2004: تشيكيا × الدانمارك 3/صفر يان كولر (49) وباروش (63 و65).

نصف النهائي

30/6/2004: البرتغال × هولندا 2/1 سجل للبرتغال كريستيانو رونالدو ونونو مانيش (26 و58)، ولهولندا جورج اندراده في مرماه (63).

1/7/2004: اليونان × تشيكيا 1/صفر بالهدف الفضي ترايانوس ديلاس (104).

النهائي

4/7/2004: اليونان × البرتغال 1/صفر خاريستياس (57).

أرقام

• شهدت النهائيات تسجيل 77 هدفاً خلال 31 مباراة والمنتخب الأكثر تسجيلاً تشيكيا وإنكلترا بعشرة أهداف والأقل بلغاريا دون تسجيل.

• أسرع هدف سجله الروسي كيريشينكو بمرمى اليونان في الدقيقة الثانية.

• تصدر التشيكي باروش قائمة الهدافين برصيد خمسة أهداف، وأفضل حارس التشيكي بيتر تشيك.

• احتسبت سبع ركلات جزاء ضاعت واحدة، وأشهر الحكام ست بطاقات حمراء.

بطاقة النهائي

الزمان: 4 تموز 2004.
المكان: استاد سبورت بنفيكا في لشبونة.
الحضور: 40000 متفرج.
المنتخبان: اليونان × البرتغال.
النتيجة: فوز اليونان 1/صفر.
الأهداف: خاريستياس (57).
مثّل اليونان: نيكوبوليديس، ساتيريديس، دالاس، بازيناس، زاغوراكيس، جياناكوبوليس (فينتيديس)، خاريستياس، فيسياس، فرايزس (بابادوبولوس)، كابسيس، كاتسورانيس.
مثّل البرتغال: ريكاردو، أندرادي، كوستينيا (روي كوستا)، فيغو، باوليتا (نونو غوميز)، ميغيل (فيريرا)، نونو فالنتي، كارفاليو، كريستيانو رونالدو، مانيش، ديكو.
الحكم: الألماني ماركوس ميرك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن