رياضة

المجموعة الخامسة – يورو 2021 … اللاروخا دون الأمراء يسعى للسيادة والزعامة

| خالد عرنوس

بدأ العد التنازلي للبطولة القارية الأهم في العالم، وما هي إلا ساعات حتى تنطلق منافسات النسخة السادسة عشرة لبطولة كأس الأمم الأوروبية المعروفة اختصاراً بـ«يورو 2021» وبدأ بعض المنتخبات بالوصول إلى أماكن مبارياتها مع كتابة هذه السطور والجميع ينتظر البطولة الأولى (بهذا المستوى) بعد جائحة كورونا والتي يرجو عشاق الكرة في العالم ألا تؤثر على الأداء للاستمتاع بمنافساتها.

ونصل اليوم للحديث عن منتخبات المجموعة الخامسة في إطار تقديمنا للمنتخبات الأربعة والعشرين المشاركة فيها، ويتقدم هذه المجموعة اللاروخا الإسباني أحد الأبطال التاريخيين بل واحد من اثنين استطاعا رفع كأسها ثلاث مرات، ويسعى المنتخب الأحمر إلى استعادة اللقب وبالتالي الانفراد بزعامة البطولة التي يدخلها بحالة استثنائية، ويمكن القول إن اللاروخا مرشح بقوة للصدارة مع بعض المناوشات للمنتخب البولندي الذي يقوده ليفاندوفسكي أحد أفضل هدافي العالم حالياً، ويطمح البلاغولت السويدي للسير بعيداً في البطولة التي لا يملك فيها سجلاً كبيراً ومثله المنتخب السلوفاكي الذي يلعب النهائيات للمرة الثانية فقط وهو الذي كان لاعبوه نصف أبطال 1976، وتقام منافسات هذه المجموعة على ملعبي كارتوخا في إشبيلية الإسبانية وملعب كريستوفسكي في سان بطرسبرغ الروسية.

لافوريا روخا

يعتبر المنتخب الإسباني أقوى فرق المجموعة الخامسة ليس قياساً على التاريخ فحسب بل على أرض الواقع بسبب الطفرة الجديدة بقيادة المدرب لويس إنريكه التي جاءت عقب خسارة اللقب المونديالي 2014 والخروج يومها من الدور الأول ثم اللقب القاري عام 2016 وأخيراً السقوط من الدور الثاني لمونديال 2018، ومنذ استلامه تدريب اللاروخا لفترة 9 أشهر في مرحلة أولى ثم العودة أواخر 2019 فاستعاد بريقه ليعود «لافوريا روخا» كما كان فريقاً مهاب الجانب وبالطبع بين نخبة المرشحين للظفر باللقب وهو ما يطمح إليه عشاق الكرة في بلاد الثيران.

ويعد اللاروخا أحد منتخبين فازا بالكأس ثلاث مرات أعوام 1964 عندما استضافت بلاده النسخة الثانية منتزعاً اللقب من البطل السوفييتي في النهائي، وغاب عن منصة التتويج لأربع وأربعين عاماً قبل أن يعود باللقب الثاني على حساب المانشافت وكان خلال هذه الفترة خسر نهائي 1984 على أرض الفرنسيين، ولم يكن لقب 2008 سوى بداية لحقبة يمكن وصفها بالذهبية فقد توج بلقب مونديال 2010 قبل أن يثني ألقابه الأوروبية عام 2012 يوم أصبح أول منتخب يحتفظ باللقب القاري.

ولأن بعد كل حقبة ذهبية لا بد من فترة ركود لأسباب كثيرة فقد تراجع اللاروخا خلال السنوات الست التالية حتى جاء إنريكه ليعتمد أسلوب سلفيه أراغونيس وديل بوسكي مع طريقة أكثر براغماتية بعدم الاعتماد على لاعبي القطبين (ريال مدريد وبرشلونة) حتى إن إحدى المباريات شهدت مشاركة 11 لاعباً من 11 نادياً مختلفاً معتمداً على نوعية اللاعبين ومدى استفادته من إمكانياتهم بعيداً عن الأسماء والانتماء، ورغم السقوط في النسخة الأولى من دوري الأمم إلا أنه نجح في الثانية وتأهل إلى نصف النهائي بعدما أذاق المانشافت خسارة مذلة بسداسية نظيفة، وبين النسختين سار بثقة قي تصفيات يورو 2020 فحقق 8 انتصارات وتعادلين دون هزيمة محتلاً صدارة المجموعة السادسة على حساب السويد والنرويج ورومانيا وجزر فارو ومالطا، وهاهو يحقق فوزين على جورجيا وكوسوفو ضمن تصفيات مونديال 2022 بعد تعادل افتتاحي على أرض اليونان.

أقل بياضاً

وقبل أيام أعلن إنريكه عن تشكيلته لبطولة الحالية فكانت المفاجأة غياب كلي للاعبي ريال مدريد وهو حدث للمرة الأولى في تاريخ المنتخب الممتد إلى 100 سنة كاملة، وقد اعتبر البعض أنها حركة تنم عن كره المدرب للفريق الملكي إلا أنه برر الأمر بأن اللاعب الوحيد المؤهل لارتداء قميص اللاروخا هذه الأيام (القائد) سيرجيو راموس لم يخض الكثير من المباريات في الآونة الأخيرة بسبب الإصابة وبالتالي لن يكون جاهزاً بدنياً، على حين المدافع الآخر كارفاخال مصاب وكذلك لوكاس فاسكيز، وإيسكو وأسينسيو تراجع مستواهما في الموسم المنصرم، وبالمقابل فقد اعتمد إنريكه على لاعبين من برشلونة الظهير جوردي ألبا ولاعب الوسط الشاب بيدري بعد استبعاد الكابتن بوسكيتس عقب إصابته بالكورونا، ويمكن القول إن اعتماده سيكون بالدرجة الأولى على مجموعة من الشباب في مقدمتهم فيران توريس وأداما تراوري ورودري وإيمريك لابورت وهؤلاء يلعبون جميعاً في الدوري الإنكليزي ومعهم الأكثر خبرة تياغو ألكانتارا والهدافان المحليان جيراردو مورينو وميكيل أويارزابال ومعهما ألفارو موراتا وبابلو سارابيا في خط المقدمة، وفي الوسط هناك داني أولمو (لايبزيغ) وثنائي أتلتيكو مدريد كوكي وماركوس ليورينتي ولاعب نابولي فابيان رويز، وفي الدفاع هناك أزبيلكويتا ودييغو ليورينتي وإيريك غارسيا المنتقل من السيتي إلى البرشا وباو توريس (فياريال) أما الحراسة ففي عهدة دي خيا وروبرت ســانشيز وأوناي سيمون.

بلاغولت بلا لمعان

لم يشكل المنتخب السويدي قوة مؤثرة في الكرة العالمية سوى سنوات قليلة سبقت الحرب العالمية الثانية ما تلاها وقد احتل خلال الفترتين المركز الرابع ثم الثالث وأخيراً وصافة البطل وكذلك توج بالميدالية الذهبية لأولمبياد استوكهولم عام 1948 وقد خلدت حقبة ما بعد الحرب أسماء عاشت في أذهان السويد وأوروبا أمثال ليدهولم وغرين ونوردهال وهامرين، ولأن أفضل إنجازاته على الإطلاق سجلها المنتخب الملقب بالبلاغولت على أرضه فإنه احتل المركز الثالث (نظرياً) في بطولة كأس أمم أوروبا عندما استضافت بلاده النسخة العاشرة 1992، وهي المرة الأولى عملياً التي خاض فيها النهائيات، وهو الأمر الذي لم يستطع تكراره في خمس مناسبات متتالية منذ عام 2000، فسقط من ربع النهائي عام 2004 في حين غادر من الباب الخلفي للدور الأول في المناسبات الأربع الأخرى، وحتى لا ننسى فقد سجل البلاغولت إنجازاً آخر مونديالياً بتوابع جيل 1992 عندما حل ثالثاً في المونديال الأميركي بعدها بعامين لكن الأمر توقف عند هذا الحد ذلك أنه خرج من دور الـ16 لمونديالي 2002 و2006 وغاب عن النسختين التاليتين ثم عاد بزخم أكبر إلى النسخة الأخيرة فبلغ ربع النهائي.

في السنوات الأخيرة حاول السويديون الخروج من عباءة إبراهيموفيتش الذي أخفق بإعادة الألق للبلاغولت وبالفعل غاب عن المونديال لكن تألقه مؤخراً أرغم المدرب يان أندرسون على استدعائه لخوض اليورو إلا أن الإصابة حرمته من هذا الأمر ليعود المدرب ويفكر بحلول بعيداً عن إيبرا، وبالتالي ستكون الآمال معقودة على ثلاثي الدوري الإيطالي ألبين إيكدال وماتياس سفانبرغ وديان كولسوفيسكي، وثلاثي البوندسليغا إيمل فورسبرغ وروبين كويسين وأوغستينسون، ويأمل المدرب البالغ من العمر 58 عاماً بلوغ ربع النهائي على أقل تقدير مثلما فعل بتجربته المونديالية 2018.

ليفا والآمال العريضة

مثلما فعلت السويد كذلك بولندا، فلم يبرز منتخب النسور البيض سوى في حقبة السبعينيات والثمانينيات وفيهما أحرز الذهب الأولمبي واحتل المركز الثالث في المونديال مرتين لكنه لم يحقق أي إنجاز يذكر في كأس أوروبا بل إنه لم يظهر في النهائيات حتى استضافت بلاده نصف نهائي 2008 ورغم ذلك فقد سقط في دورها الأول، وواصل الحضور عقبها فخرج من الدور الأول مرة أخرى في 2012 بل أكثر من ذلك أخفق بتسجيل أي فوز قبل المشاركة الثالثة 2016 عندما بلغ ربع النهائي ليخرج منه أمام البرتغالي (البطل فيما بعد) بركلات الترجيح بعدما تجاوز السويسري بالطريقة ذاتها في الدور الثاني.

وشهد مونديال 2018 عودة النسور البيض بعد غياب عن نسختين لكنه لم يكن على قدر الآمال خاصة بوجود هدافه العملاق روبرت ليفاندوفسكي نجم البايرن فكانت مغادرة الدور الأول مزعجة لاسيما أن المجموعة اعتبرت الأسهل لفريق أوروبي يومها، ومازال ليفا (أفضل لاعب في العالم 2020) أهم أركان الفريق المشارك في البطولة الحالية إلى جانب بيوتر زيلينسكي لاعب (نابولي) وديفيد كوانسكي لاعب (فرانكفورت) وأركاديوز ميليك مهاجم (مرسيليا الفرنسي) وكامل غيليك (بينفينتو) وتبموتوش بوشار (يونيون برلين) ومن ورائهم الحارس فوتشيك تشيزني المتألق مع (اليوفي)، ويقودهم المدرب البرتغالي الجديد باولو سوزا الذي خلف يرزي بيتشنيك مطلع العام الحالي ويطمع بتجاوز إنجاز 2016 رغم صعوبة المهمة عملياً.

النصف الأصغر

توج منتخب تشيكوسلوفاكيا بطلاً للقارة العجوز عام 1976 وكذلك حل بالمركز الثالث عامي 1960 و1980 ويعتبر ذا باع طويل على مستوى المونديال فحل وصيفاً لنسختي 1934 و1962، وعندما انفصل الاتحاد بين الدولتين بقيت الحصة الأكبر للتشيك في حين قنع السلوفاك بأنه النصف الأقل وهذا ما أثبتته الوقائع رغم أن نصف المنتخب الموحد إن لم يكن أكثر انتمى إلى سلوفاكيا في بعض الأحيان، ولم يجد منتخب سلوفاكيا نفسه بين الكبار فعجز الحضور معهم سوى في مونديال 2010 وبلغ فيه دور الـ16 على حساب تراجع البطل الإيطالي يومها وخسر هناك أمام هولندا، وتأخر أوروبياً فلم يصل النهائيات إلا عقب رفع عدد المنتخبات إلى 24 فشارك في النسخة الأخيرة وتجاوز الدور الأول بين أفضل الثوالث ليصطدم في ثمن النهائي بالمنتخب الألماني الذي فاز بسهولة 3/صفر.

ويسعى المنتخب الملقب بالصقور لتحسين سجله في البطولة في مشاركته الثانية تحت قيادة المدرب ستيفان تاركوفيتش (48 عاماً) والذي لا يملك الكثير من الأسماء المرموقة سوى القائد المخضرم مارك هامسيك الذي يلعب لـ(غوتبورغ السويدي) حالياً ومعه مدافع (إنتر ميلانو) ميلان سكرنيار، وعداهما فإن جل اللاعبين موجودون في أندية صغيرة وأبرزهم كوراي كوشكا (بارما) ولوبوتوكا (نابولي) وهاراسلين (ساسولو) ولازلو بينس (أوغسبورغ).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن