سورية

ريان طالب بإسترتيجية «متماسكة».. ومكين اعتبر القرار لا يتوافق مع حجم المشكلة … كارتر يقر بمخاطر إرسال قوات أميركية إلى سورية.. وروسيا تحذر من «حرب بالوكالة»

وكالات :

أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن القوات الخاصة التي قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسالها إلى شمال سورية بهدف المساعدة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ستكون «معرضة للخطر».
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، على ما ذكرت شبكة CNN الإخبارية الأميركية أن الولايات المتحدة ستنشر قوات أميركية خاصة لمساعدة «مقاتلي المعارضة» في مواجهة تنظيم داعش.
وقال إرنست في مؤتمر صحتفي: إن أميركا سترسل أقل من 50 عنصراً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد شمال سورية، رافضاً اعتبارها قوة صغيرة «بل مهمة ولها تأثير كبير».
وقال كارتر خلال زيارة إلى فيربانكس في ولاية آلاسكا، حسب وكالة «سانا» للأنباء: «إن دورنا وإستراتيجيتنا بالأساس دعم القوات التي تحارب داعش ولكن ذلك سيعرض القوات الأميركية للخطر ولا شك في ذلك».
وحسب وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» ستصل القوات الخاصة خلال الشهر المقبل إلى شمال سورية.
وأكد ممثل «البنتاغون» حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن واشنطن لا تنوي تقديم الذخيرة مباشرة للمقاتلين الأكراد، لكنها ستواصل دعم الفصائل الكردية وغير الكردية التي تحارب داعش.
وعبر ممثل وزارة الدفاع الأميركية عن أمل «البنتاغون» في «عدم اقتراب المقاتلات الروسية من مناطق عمليات القوات الخاصة الأميركية في سورية»، وقال: إن الولايات المتحدة تنتظر من روسيا الحفاظ على مسافة آمنة عن مكان العمليات الأميركية.
وتجري واشنطن حالياً، حسب البنتاغون، مشاورات مع حلفائها حول إمكانيات نشر الآليات العسكرية والعتاد في قاعدة إنجرليك بتركيا.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية أنشأت منذ عام تحالفاً دولياً ضم نحو 60 دولة بهدف محاربة تنظيم داعش وشنت آلاف الغارات الجوية ورغم ذلك واصل التنظيم تمدده وارتفعت نسبة جرائمه البشعة وهو ما دفع العديد من الدول والقوى إلى الاقتناع بأن واشنطن تريد احتواء التنظيم ورسم حدوده فقط وليس القضاء عليه. ولم يستبعد كارتر إمكانية إرسال المزيد من القوات الخاصة إلى شمال سورية إذا حقق الانتشار الأول نجاحاً وقال: «سنواصل الابتكار والبناء على ما يتحقق وسندرس ذلك وسننقل توصيات للرئيس».
يشار إلى أن العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية أكدت أن الولايات المتحدة ساهمت في نشوء تنظيم داعش كنتيجة لسياساتها الأمنية في العراق بعد غزوه.
على خط مواز قال الرئيس الجديد لمجلس النواب الأميركي بول ريان وهو من الحزب الجمهوري «هذا الالتزام بخصوص القوات الأميركية يجب أن يأتي بإستراتيجية متماسكة لهزيمة داعش وإلا فسنرى على الأرجح نفس النتائج في المنطقة»، في حين اعتبر رئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ جون ماكين أن قرار البيت الأبيض إرسال مجموعة صغيرة من القوات الخاصة إلى سورية للمساعدة في محاربة داعش لا يتوافق مع حجم المشكلة. وقال ماكين: إن هذه المبادرة ستصبح «خطوة أخرى غير كافية في سياسة إدارة أوباما»… «هذا الموقف المتردد يخالف حجم المشكلة بشكل فاجع».
من جانبه قال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب ماك ثورنبيري: «لا توجد إستراتيجية أوسع تناسب الموقف لكن هذه الخطوات قد تكون محدودة جداً ومتأخرة جدا. لا أراها إستراتيجية للنجاح بل يبدو أن الإدارة تحاول تجنب كارثة مع انقضاء الوقت بالنسبة للرئيس».
بدوره قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس: إن التحركات الأميركية لن تؤدي على الأرجح لتغيير جذري على الأرض في سورية ولن تسهم كثيراً في تسريع وتيرة الجهود الدبلوماسية.
وأضاف لانديس: إن هذه محاولة شكلية للإصلاح «وستساعد أميركا في زيادة دورها وستسمح لها أن تذهب للعراقيين وأن تذهب للروس وللجميع وتقول إنها تبذل جهداً إضافياً.. لكن هذا لن يؤدي لأي تغيير جذري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن