ثقافة وفن

من دمشق إلى الدار البيضاء … «فلة والأقزام السبعة».. أوبريت غنائي بمرافقة تقنيات بصرية وغرافيك

| وائل العدس

شهد العرض المسرحي الغنائي البصري «فلة والأقزام السبعة» الموجه للأطفال إقبالاً كبيراً، وخاصة أن الدعوة كانت مفتوحة وعامة لكل الراغبين في الحضور على مسرح الحمراء في دمشق، ما اضطر القائمين عليه إلى التمديد أياماً إضافية.
ويعتبر العرض الأول من نوعه في سورية بما يحمله من تقنيات بصرية عالية، تحترم عقل الطفل والأسرة عامة، وترتقي بالذائقة الفنية في هذا المجال، فحقق تفاعلاً إيجابياً وحضوراً جماهيرياً كبيراً على مدار عشرة أيام.

وقدم العمل بأسلوب تقني جديد يقدم للمرة الأولى على خشبات المسارح في سورية على مدار 55 دقيقة، وهو عبارة عن أوبريت غنائي طويل للقصة التي يعرفها كل أطفال العالم بمشاركة 14 ممثلاً رافقها تقنيات بصرية من ديكور ملون بالإضاءة وأجهزة الإسقاط التي تنتقل من زاوية لأخرى على الخشبة بإبهار بصري من دون أن يكون هنالك ديكور موجود على المسرح.

واستغرق إنجاز العرض ليخرج بهذه الصورة عدة شهور ليكون انطلاقة نحو مرحلة جديدة من العروض المسرحية تحمل مستوى جديداً يحاكي عقل الطفل في زمننا الحالي ويجذبه لارتياد المسرح.

واعتمد العرض بالدرجة الأولى على الغرافيك للإيحاء بأجواء وديكورات غنية ومدهشة للطفل إضافة إلى مؤلف العرض الذي قام بكتابة النص والحوارات كتابة شعرية موزونة.

وشارك في المسرحية كل من الممثلين تماضر غانم وداوود الشامي ومي مرهج وناصر الشبلي وزهير بقاعي وفادي الحموي وخوشناف ظاظا وجمال تركماني وماجد الشيخ وشهد عباس وفيصل سعدون وماريا عيد وربيع وشادي جان.

العرض من تأليف هشام كفارنة وسينوغرافيا وإخراج بسام حميدي وتأليف موسيقي إيهاب مرادني والإدارة العامة ماهر رمضان والإشراف العام زياد الموح.

أصل الحكاية

هيَ قصة شعبية تدور أحداثها في حياة فتاة تدعى «فلة» تعيش مع أبيها وزوجته الملكة الشريرة بعد وفاة والدتها، حيث تكون «فلة» أجمل من زوجة أبيها فتقرر الملكة قتلها، فتلجأُ «فلة» إلى بيتِ أقزامٍ وسط الغابة لتحمي نفسها من شر الملكة.

نشأت الحكاية لأول مرة في ألمانيا، ثم بدأت تنتشر عبرَ أوروبا، حتى أصبحت إحدى أشهر الحكايات الشعبية في يومنا هذا. تبنّى الحكاية الأخوان جريم فنشراها لأول مرة عام 1812 في كتابٍ يضم مجموعة من القصص الخيالية، وكانت القصة قديماً تحمل طابعاً مظلماً وعنيفاً، ثم تطورت الحكاية مع الوقت وأصبحت مناسبة للأطفال، وتبنت والت ديزني القصة وصنعت منها فيلماً عام 1938م.

تعد الحكايات الشعبية قصصاً خيالية، كانت تنتقل من جيل إلى جيل عبر مئاتِ السنين، فيقصها الكبار على الصغار في مختلف المناسبات، ولا أحد يعرف من مؤلفها الأصلي، وتحمل طابعاً خيالياً، فتقصّ حكاياتِ الصراعِ بين الخير والشر، والسحر والحظ، وتوصل رسائلَ الحب والشجاعة والإحسان.

إلى الدار البيضاء

بعد نجاح عرضها في دمشق، شاركت المسرحية في المسابقة الرسمية لمهرجان الدار البيضاء لفنون الطفل العربي بدورته الأولى لفئة مسرح الطفل الذي يقام تحت شعار «الطفل العربي قاطرة الأمة».

وأقيمت فعاليات المهرجان من 22 أيار واستمرت حتى 26 من الشهر نفسه، وأقيمت بطريقة افتراضية وذلك للحفاظ على التباعد الاجتماعي بسبب وباء كورونا.

وشدد مخرج العرض بسام حميدي على أهمية المشاركة في المهرجان حاملاً رسالة للطفل العربي من سورية للعالم، وعاكساً للوجه الفني الحضاري للبلد.

ولفت إلى أن هذه التجربة مع مؤسسة ميّار لن تكون الأخيرة بل هناك خطة لاستمرارية هذا النوع من الأعمال للارتقاء بمسرح الطفل، وتقديم عروض تليق باسم سورية داخل البلد وعلى امتداد الوطن العربي.

وبدوره أعرب مدير عام مؤسسة ميّار زياد الموح عن سعادته وفخره بمشاركة العرض بعد النجاح الكبير الذي حققته العروض كافة على مسرح الحمراء في دمشق على مدار 11 يوماً متواصلة.

شخصيات العمل

قدمت تماضر غانم دور «الملكة الشريرة» التي تغار من «فلة» وتسعى جاهدة للتخلص منها، لتتمكن في النهاية من تسميمها من خلال إطعامها «تفاحة» إلا أنها تفشل وتنال جزاءها العادل.

بينما ظهرت مي مرهج بدور «فلة» الفتاة الطيبة والجميلة التي تتعرض للظلم من الخالة الشريرة وتقع في فخها قبل أن تلتقي الأقزام السبعة الذين يشكلون طوق النجاة.

وأدى خوشناف ظاظا دور «الخفاش» مرافق الخالة الشريرة، في حين أدت شهد عباس دور «الفراشة» التي تطير وتغني وتحكي الحكاية وتتصادم مع المرأة الشديدة بسبب جرأتها.

جسد داوود الشامي دور «الحكيم» وهو أكبر الأقزام ويتمتع بشخصية طيبة ومرحة ويسهم في نهاية العرض بإنقاذ «فلة».

وأدت ماريا عيد دور «قزومة» وهي فتاة جميلة وعفوية، شعرها أشقر اللون كما أنها القزمة الوحيدة بين الأقزام الذكور.

وقدّم ماجد الشيخ دور «دن داون دون» الذي يقود الأقزام من خلال موسيقاه التي يعزفها على «المزمار».

وظهر ناصر الشبلي بدور «كسلون» وهو قزم يهوى النوم وغير مبال لما يجري من حوله من أحداث وشاهدناه طوال العرض بصوت خافت وجسد هزيل.

وأدى شادي جان دور «غضبون» وهو مهندس منفعل وعصبي، ويقع جل اهتمامه بكل ما يتعلق بالبناء والهندسة، وأدى فيصل سعدون دور «القوي» وهو قزم ذو بشرة سمراء، يحب الرياضة، ويساعد أصدقاءه الأقزام، ويتولى مهمة حمل «كسلون» عندما ينام.

وشارك جمال التركماني بدور «الراعي» الذي يهوى العزف على الربابة، ويساعد الأقزام في القبض على الشريرة، في حين ظهر ربيع جان بشخصية «عشبون» المختص بعلم الأعشاب الذي يصنع المراهم والأدوية الطبيعية وينقذ «فلة» بعد تعرضها للتسمم.

زهير بقاعي وفادي الحموي قدما شخصيتي «طريوق وزقزوق» اللصين اللذين يتعاركان دوماً من أجل الحصول على غنيمة، وحينما يلتقيان بـ«فلة» يتحولان إلى شخصين طيبين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن