رياضة

كرة الاتحاد بعد موسم غير لائق … تعاقدات عشوائية والجميع شركاء فيما حدث

| حلب - فارس نجيب آغا

موسم خالي الوفاض خرج به فريق الاتحاد مع ظروف أدت لتراجعه على سلم ترتيب فرق الدوري الممتاز لكرة القدم، ونتائج دون الوسط رغم الكلفة المالية الباهظة التي دفعت جراء التعاقدات قبل بداية الموسم مع لاعبين تم اختيارهم من قبل مشرف اللعبة والمدرب حينها، فلا المدرب تمكن من إكمال المشوار مع الفريق ولا مشرف الكرة هو الآخر واصل عمله نتيجة دوامة التخبط الفني والإداري التي أدخلوا بها الفريق مع صمت لباقي أعضاء المجلس الذين غابت عنهم الخبرة والنظرة الثاقبة وفراسة العمل الرياضي.
فريق الاتحاد لم يكن إلا جسر عبور لأغلب الفرق ولعل الحسنة الوحيدة التي يمكن الإشارة إليها هو تعيين المدرب أحمد هواش لفترة وجيزة حيث تمكن من انتشال الفريق وحقق الفريق فوزه الأول في الجولة السابعة من بطولة الدوري الممتاز وتمكن من خطف عدة نقاط مكنته من التقدم واحتلال مكان دافئ له على جدول الترتيب، عملية التخبط الإداري والفني بلغت ذروتها لذلك تراجع الاتحاد هذا الموسم بصورة مريبة لم تكن متوقعة رغم الكم الهائل من اللاعبين الذين حضروا مع الفريق الأحمر.

سياسة عمل

لعل البداية كانت واضحة المعالم بالنسبة لمجلس الإدارة الذي فضل الاعتماد على لاعبي النادي وترتيب الأوراق من جديد عبر مؤتمر صحفي معتبرين أن العمل سيكون وفق الإمكانيات المتاحة أملاً في بناء فريق لسنوات قادمة، لكن بعد أيام قلبت الصورة مئة درجة وبدأت الطموحات في المنافسة على اللقب وتغيرت سياسة العمل كلياً إثر الإعلان عن تعاقدات من خارج نادي الاتحاد وهم الثلاثي (عبد الرزاق الحسين، منهل طيارة، برهان صهيوني) ثم واصلت الكرة تدحرجها في صفقات اعتبرت ضعيفة قياساً لاسم نادي الاتحاد بعد جلب (محمد الكيالي، مصطفى تتان، محمد عدرة) من الجار، الحرية في تصرف لم يكن له معنى، فمن يرد المنافسة يتجه نحو لاعبي النخبة مع احترامنا لتلك الأسماء التي ثبت فيما بعد عدم نفعها بدليل ضعف مشاركتهم وخاصةً الكيالي الذي لم يسجل اسمه على ضبط مباراة واحدة طوال الموسم الكروي نتيجة التعاقد معه وهو يحمل إصابة، هكذا كانت رؤية المدرب مهند البوشي ومشرف اللعبة مجد حمصي حيث تركت لهم الخيارات في عملية الانتقاء بعيداً عن سياسة العمل التي أطلقها مجلس الإدارة والتي كانت تعتمد على تشكيل لجان وخبرات لجميع الألعاب وهذا ما لم يحدث.

هزائم متلاحقة

الاتحاد حضر في دورة تشرين الكروية مع كوكبة اللاعبين الجدد تحضيراً لبطولة الدوري الممتاز حيث جاءت النتائج متواضعة جداً على اعتبار أنها مرحلة تجريب والرسمي سيكون في الدوري، لكن الجميع فوجئ بما حدث إثر بداية صاعقة حصدت الأخضر واليابس وحتى اللون الأحمر لم يعد له وجود جراء النتائج التي كشفت أن عملية الانتقاء والتحضير لم تكن مثالية، وهو ما أفرزته نتائج الدوري بعد هزيمة من الجيش في لقاء الافتتاح ومن ثم من الكرامة في حلب وتبعه تعادل سلبي مع الجار الحرية وثلاث هزائم متلاحقة مع الطليعة والوثبة وحطين، وبعدها جاء الفرج على يد الخبير أحمد هواش الذي تمكن من إنهاء حالة الجفاء عبر الفوز على الشرطة في دمشق بثلاثة أهداف لهدف.

بين المحلي والأجنبي

الأسابيع الأولى من الدوري ونتائجه الكارثية حملت هزات ارتدادية فبعد الأسبوع الثالث تمت إقالة مهند البوشي وهو المدرب الأسرع الذي تلقى قرار رحيله للموسم الكروي 2020 /2021 تبعه عضو مجلس الإدارة ومشرف الكرة مجد حمصي نتيجة الاعتداء بالضرب على لاعب منتخبنا الوطني محمد ريحانية، وفي الجولة السادسة تقدم المدرب أسامة حداد باستقالته إثر توليه قيادة الفريق بعد مهند البوشي ليتصدى أحمد هواش للمهمة بطلب من مجلس الإدارة في ظل حالة التوتر والتدهور التي أصابت فريق الاتحاد واحتلاله المركز الثالث عشر ما قبل الأخير على جدول الترتيب مع غليان جماهيري غير مسبوق، وبالفعل كان الهواش على قدر المسؤولية ومن أول لقاء له تمكن من الفوز وحصد النقاط كاملة حين قابل الشرطة في دمشق ومن ثم سارت الأمور بشكل جيد وبدأ الاتحاد يستعيد عافيته من أسبوع لآخر لكن ذلك لم يكن مقنعاً على ما يبدو لمجلس الإدارة الذي أعلن عن تعاقده مع المدرب البرازيلي آرثر داسيلفا وتسلم مهامه بشكل رسمي في الجولة التاسعة عشرة أمام حطين في اللاذقية.

تعاقد واستقالة

التعاقد مع مدرب برازيلي من دون علم اللجنة الكروية التي شكلت لحفظ ماء الوجه والتي ضمت: جمعة الراشد، أحمد هواش، رضوان الأبرش، أنس صاري، أمين آلاتي لم تدم طويلاً حيث سارعت اللجنة لتقديم استقالتها بعد أسابيع قليلة من تعيينها نتيجة عدم علمها بما يدور في خلد الإدارة وتعاقدها من خلف ظهرها مع مدرب برازيلي من دون مشاورتها والأخذ برأيها علماً أن النادي في ذلك الوقت يعاني ضعفاً في السيولة المالية وغير قادر على سداد مستحقات لاعبيه كما أن الكثير انتقد هذه الخطوة التي لم تكن ذات فائدة وخاصة أن الفريق لم يعد لديه شيء وسيكمل الموسم كتأدية واجب لا أكثر فما الهدف من التعاقد مع مدرب أجنبي في وقت يعتبر منتهياً والنادي يعاني أزمة مالية خانقة.

حصيلة متواضعة

المدرب البرازيلي آرثر جلبته إدارة نادي الاتحاد بعقد يمتد لموسم ونصف مؤكدين أن المرحلة الحالية هي لتكوين فكرة عن اللاعبين الذين سيضمهم للموسم القادم، لكن الحسابات لم تتطابق على أرض الواقع ولم يشكل داسيلفا أي إضافة بل على العكس عاد خط الفريق البياني للهبوط من جديد بعد أن خاض الاتحاد تحت إشرافه ثماني مباريات على مستوى الدوري حيث فاز في واحدة على الحرجلة وكانت المباراة الختامية وتعادل في ثلاثة مع الشرطة وجبلة والوحدة وهزم في أربع مواجهات ضد حطين وتشرين والفتوة والساحل، وعلى صعيد الكأس تغلب على الوحدة بفارق ركلات الترجيح وعاد ليهزم من حطين وبركلات الترجيح أيضاً وخرج من دون أن يترك بصمة يمكن الحديث عنها، في المحصلة الجميع شركاء فيما حدث من مجلس إدارة ولاعبين وهم يتحملون تبعات النتائج التي خرج بها الفريق هذا الموسم.

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد احتل المركز الثامن على جدول ترتيب فرق الدوري الممتاز برصيد 28 نقطة من أصل 26 مباراة خاضها، فاز في 7 وتعادل في 8 وخسر 11 مواجهة، سجل 22 هدفاً وتلقت شباكه 26 هدفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن