رياضة

المجموعة السادسة – يورو 2021 … ثلاثة أبطال وتكسير عظم وجسر عبور

| خالد عرنوس

على بعد ساعات من انطلاق النسخة السادسة عشرة لكأس أمم أوروبا «يورو 2021» مازالت المنتخبات المشاركة تواصل الاستعداد لضربة البداية وسط أخبار عن بعض الغيابات المفاجئة والكثير من التصريحات والضربات الإعلامية، وبعيداً عن هذه الأمور لكن في صلب الموضوع نواصل في «الوطن» تقديم المنتخبات المشاركة ونصل اليوم إلى المجموعة السادسة والأخيرة والتي سميت مجموعة الموت أو الحديدية أو سمها ما شئت من هذه التعابير الرنانة، ذلك أنها تضم ثلاثة أبطال بينها قطبا نهائي النسخة الأخيرة ويومها توج البرتغالي على حساب الفرنسي، أما ثالث الأبطال فليس سوى المانشافت الألماني أحد زعيمي المسابقة بثلاثة ألقاب آخرها قبل ربع قرن ويطمح لاستعادة العرش الأوروبي والانفراد بالزعامة، وبالعودة إلى البطل الأخير نجد أنه حافظ على الكثير من العناصر المتوجة إضافة إلى بعض المواهب الجديدة ولذلك فهو مرشح للاحتفاظ باللقب على حين المنتخب الفرنسي فهو بطل العالم ولديه من الأسلحة بدوره ما يمنحه أصواتاً كثيرة ترشحه للوصول إلى لقب ثالث يعادل به المانشافت واللاروخا، وينظر الكثيرون بعين العطف إلى الفريق المجري رابع هذه المجموعة والذي يرشحه الكثيرون ليكون جسر عبور للثلاثي السابق إن لم نقل حصالة أهداف.

وداعية «لوف»

تعد الكرة الألمانية سيدة القارة العجوز بالمطلق عند الحديث عن المنتخبات الوطنية فالمانشافت سجل أفضل الإنجازات عالمياً وقارياً ولا يسبقه في المجال الأول سوى المنتخب البرازيلي، وقد حاز اللقب العالمي في 4 مناسبات بل يتفوق على السيليساو ببلوغه مربع الكبار في 13 مناسبة مقابل 11، أما أوروبياً فالزعامة للمانشافت من خلال بطولة الأمم بواقع 3 ألقاب توج باثنين منها عندما كان يمثل القسم الغربي لألمانيا عامي 1972 و1980 والثالث في عهد ألمانيا الموحدة عام 1996، إضافة إلى حلوله وصيفاً في 3 مناسبات أخرى ومثلها في نصف النهائي، أي إن سجله يمنحه نصيباً من الترشيحات للمنافسة على اللقب بغض النظر عن العراقة والتاريخ والشخصية المعروفة عن اللاعبين الألمان وبغض النظر كذلك عن سوء الحال أو حالة الوهن التي تصيب الكبار من وقت لآخر كما هو حاله هذه الأيام.

فمنذ تتويجه باللقب العالمي للمرة الرابعة على الأراضي البرازيلية عام 2014 عاش المناشافت حالة من التراجع بدأت بالخسارة في نصف نهائي يورو 2016 وجاءت الضربة القاصمة بمغادرة المونديال الروسي منذ الدور الأول للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد هزيمتين أمام المكسيك وكوريا الجنوبية، وتوقع الجميع إقالة المدرب يواكيم لوف على أثر هذا الحدث الجلل لكن الألمان المتحفظين جداً أبقوا عليه كأقدم مدرب يقود منتخباً بين أقرانه الأوروبيين على أن يكون الرهان يورو 2020، لكن سقوطه في نسختي دوري الأمم 2018 و2020 أرغم الاتحاد الألماني على الإسراع بتغييره، وزاد الطين بلة الخسارة المذلة أمام اللاروخا في ختام دوري الأمم بسداسية نظيفة وكذلك الخسارة المؤلمة بالتصفيات المونديالية أمام مقدونيا الشمالية في ديسبورغ، وجاء الخبر قبل أيام قليلة بإنهاء عقد لوف والتعاقد مع المدرب هانز بيتر فليك ليكون المدرب الجديد للمانشافت عقب يورو 2021.

ويعني هذا الأمر أن يواكيم لوف سيخوض امتحانه الأخير مدرباً بعد 15 سنة على تسلمه المهمة من كلينسمان، وفي هذا المناسبة يسعى المدرب البالغ من العمر 61 عاماً ليكون الختام مسكاً، ولعل التتويج باللقب سيكون خير مكافأة لنهاية مسيرته مع المنتخب وهو الذي خسر النهائي عام 2008 وبلغ نصف النهائي في النسختين التاليتين، ولذلك فقد جهز تشكيلته الضاربة بقيادة توني كروس نجم الريال ومعه ليروي ساني ولوكاس موللر وسيرج غنابري وغوريتسكا وجوشوا كيميش ونيكلاس زوله ومانويل نوير وكل هؤلاء من بايرن ميونيخ، إضافة إلى ثنائي دورتموند مات هوميلس وإيمري تشان وثلاثي مونشن غلادباخ ماتياس غينتر ويوناس هوتمان وفلوريان نيوهاوس، ووثنائي لايبزيغ لوكاس كلوسترمان ومارسيل هليسنتنبرغ، ومن الخارج استدعى روبين غوسينس (أتلانتا) وروبين كوش من ليدز وإلكاي غوندوغان (مان سيتي) وكيفن فولاند (موناكو) وثنائي تشيلسي تيمو فيرنر وكاي هافيرتز.

ويملك المانشافت سجلاً حافلاً في البطولة فهو الأكثر ظهوراً في النهائيات بواقع 12 مرة متتالية منذ 1972 والأكثر خوضاً للمباريات بواقع 49 مباراة فاز بـ26 منها مقابل 12 تعادلاً و11 هزيمة والأهداف 72/48.

بطل العالم والصيحة الثالثة

ويعتبر المنتخب الفرنسي أحد كبار البطولة فقد سبق له التتويج باللقب مرتين، الأولى في عهد المدرب هيدالغو وجيل ذهبي بقيادة الهداف التاريخي للنهائيات عام 1984 والثانية في 2000 بقيادة جيل آخر أكثر روعة بقيادة زيدان، وعدا ذلك فهو أحد أوائل المتأهلين إلى النهائي في النسخة الأولى التي استضافتها بلاده إلى جانب ثلاثة منتخبات من المعسكر الشرقي للقارة وقد حل رابعاً يومها وبلغ نصف النهائي عام 1996 والنهائي في النسخة الأخيرة التي جرت في فرنسا أول بلد ينظم البطولة ثلاث مرات، ودخلت فرنسا نادي الكبار بعد تاريخ طويل من الفشل على الرغم من أن الفرنسيين هم أصحاب الأفكار الخلاقة في الكرة الأوروبية والعالمية فكان لقب يورو 1984 فاتحة خير لأمجاد كبيرة على الصعيدين وأصبح منتخب الديوك أو الزرق أو الإيكيب سابع أبطال العالم أيضاً على أرضه في عام 1998 قبل أن يثني ألقابه العالمية في النسخة الأخيرة على الأراضي الروسية.

ومثلما كان تسلم ميشيل هيدالغو لتدريب المنتخب عام 1976 نقطة تحوّل في تاريخ الديوك للظفر بأول ألقاب القارة جاء تعيين ديديه ديشان مدرباً للإيكيب نقطة تحول أخرى رائعة في مسيرته، فبعد الوصول إلى ربع نهائي مونديال 2014 جاء التأهل إلى نهائي يورو للمرة الأولى بعد 16 عاماً كإنجاز أفضل للمدرب الذي كان قائداً للفريق المتوج باللقب العالمي والقاري أواخر القرن العشرين لكن الوقت الإضافي خذله ليخسر أمام نظيره البرتغالي بهدف في النهائي الثالث، وما فات الديوك في يورو عوضه نجوم ديشان (مبابي وغريزمان وبوغبا ولوريس وكانتي ..والبقية) فنجحوا بالتتويج أبطالاً للعالم.

ورغم تراجع الفريق خاصة في دوري أمم أوروبا إلا أنه مازال مرشحاً رئيساً للظفر باللقب القاري خاصة بوجود النجوم السابقين الذين ازدادوا خبرة وخاصة كليان مبابي أحد نجوم العالم الذين يشار إليهم بالبنان إضافة إلى جيرو وبافار ولينغليه ولوكاس هيرنانديز ورابيو بن يدر وكومان وعثمان ديمبلي وتوليسو وليمار وموسى سيسوكو وماركوس تورام وأخيراً النجم العائد بعد غياب كريم بنزيمة.

بطل وأسطورة

عاش منتخب البرتغال ردحاً طويلاً في الظل قبل أن يصحو على المركز الثالث في أول مشاركة مونديالية عام 1966، غاب بعدها السيلكيسيون عن العرس العالمي عشرين عاماً ثم 18 عاماً أخرى حتى أصبح أحد أركان المونديال منذ 2002، وتأخر أوروبياً كذلك حتى ظهر للمرة الأولى عام 1984 ويومها خسر نصف النهائي قبل أن يغيب مجدداً حتى بطولة 1996 التي أصبحت عملياً نقطة انطلاق للكرة البرتغالية نحو القمة التي وصلها منتخبهم عام 2016 عندما توج بكأس أوروبا للمرة الأولى فأصبح البطل العاشر بتاريخها بعد محاولة أولى على أرضه انتهت بأكبر مفاجأة بتاريخ المسابقة عندما خسر النهائي أمام اليونان، ويمكن القول إن تاريخ المنتخب البرتغالي في كأس أوروبا يختلف عنه في كأس العالم رغم حلوله رابعاً في مونديال 2006 وقبلها ثالثاً في 1966، لكنه في اليورو لم يسقط من الدور الأول في مشاركاته السبع السابقة وبلغ مربع الكبار في أربع مناسبات.

ومنذ تتويجه باللقب الأول لم يتراجع كثيراً رغم غياب بعض نجومه المؤئرين وتراجع مستوى البعض الآخر فجاء سقوطه في الدور الثاني لمونديال روسيا 2018 نذيراً بالتجديد وبالفعل استطاع السيلكسيون التتويج بطلاً للنسخة الأولى لدوري الأمم 2019، لكنه فشل بالحفاظ على لقبه فحل ثانياً في مجموعته خلف بطل العالم، ورغم ذلك فمازال مرشحاً للاحتفاظ بلقبه كبطل لأوروبا بوجود المدرب الخبير فرناندو سانتوس الذي كسب معه أهم لقبين في تاريخه ويعد ثالث أقدم المدربين في البطولة بعد منافسيه في المجموعة (لوف وديشان)، وبوجود القائد الأسطوري رونالدو يتوقع الكثيرون أن يكون ختام مسيرة الهداف التاريخي مسكاً وخاصة أنه يحظى بكتيبة من اللاعبين لا تقل شأناً عن تلك التي قادها إلى اللقب في المرة الأولى.

وفي مقدمة هؤلاء النجم المخضرم بيبي (38 عاماً) والحارس المتالق باتريسيو ونجم الدوري الإنكليزي روبن دياز وزميليه في السيتي كانسيلو وبرناردو سيلفا والدينامو برونو فيرناديز من الجار اليونايتد، ومن ليفربول دييغو جوتا ومن الدوري الإسباني هناك جواو فيليكس وغويديش وويليام كارفاليو ومن باريس دانيلو بيريرا وكذلك هداف فرانكفورت أندريه سيلفا، إضافة إلى المحليين رافا سيلفا وغونشالفيش وجواو بالينيا ونونو مينديز.

جسر العبور

الكل يخشى على المنتخب المجري رابع المجموعة من بطش الجبابرة الثلاثة ويرأف لحال الفريق الذي لا يملك سوى اسم يذكر الجميع بالمنتخب الذهبي في الخمسينيات رغم أن الفريق سبق له أن بلغ نهائيات اليورو عامي 1964 و1972 لكن تراجعه المخيف جعله بين فرق الصف الثالث والرابع في القارة العجوز ولولا زيادة عدد الفرق في النهائيات لما شاهدناه فيها حتى حين، إلا أن هذا السبب ربما جعله يظهر للمرة الثانية على التوالي في النهائيات بعد غياب طويل، والغريب أنه تجاوز الدور الأول يومها متصدراً لمجموعته على حساب آيسلندا والبرتغال والنمسا قبل أن يسقط في ثمن النهائي أمام بلجيكا بالأربعة.

ويقود المجريين في البطولة مدرب إيطالي مغمور يدعى ماركو روسي رغم كبر سنه (56 عاماً) ويأمل بالخروج بمفاجأة على حساب أحد الكبار وأبرز نجومه أدام زالاي وورولاند سالاي وويلي أوربان والحارس بيتر غولاشي وأربعتهم يلعبون في البوندسليغا إضافة إلى أتيلا زالاس لاعب فنربخشه التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن