سورية

استمرار حصار المدينة ورفع حظر التجوال لحقن التوتر … منبج تغلي ومطلب الأهالي والعشائر رحيل ميليشيات «قسد»

| حلب - خالد زنكلو

فشلت المحاولات التي قامت بها «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية لاحتواء حالة الغليان التي تسود نفوس أهالي وعشائر منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، الذين خرجوا بتظاهرات واحتجاجات كبيرة عمت المدينة وأريافها، حيث تشبث المنتفضون ضد الميليشيات برحيلها من المنطقة.
وأكدت مصادر محلية في منبج لـ«الوطن»، أن الحراك السلمي ضد ميليشيات «قسد» العميلة للاحتلال الأميركي وما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع لها، متواصل حتى تحقيق أهم مطلب للأهالي والعشائر العربية المنتفضة بدحر تلك الميليشيات بالرغم من الإغراءات التي قدمتها بغية تهدئة النفوس وتقديم مكاسب اقتصادية لهم على الأرض عبر تحسين الحال المعيشية المتردية بفعل اغتصاب المنطقة وإقصاء أهلها الفعليين من إدارة شؤونها.
ولفتت المصادر إلى أن تراجع حدة الاحتجاجات في منبج منذ يوم الجمعة الماضي، بعد اندلاعها نهاية الشهر الفائت، ليس انتفاصاً ولا تراجعاً عن المطلب الرئيس المتمثل بطرد المرتزقة الغرباء منها إنما هو نوع من التهدئة وإعطاء مهلة أخيرة لـميليشيات «قسد» للانسحاب طواعية منها بحلول يوم الجمعة القادم أو السبت، قبل تجدد التظاهرات بقوة أشد من سابقتها ما لم تستجب للمهلة التي سبق أن بلّغها زعماء عشائر لمتزعمي الميليشيات.
وقالت: إن الأهالي والعشائر ينظرون بعين الريبة للمطالب التي قدمها بعض ضعاف النفوس لمتزعمي ميليشيات «قسد» وتنحصر بأمور حياتية ومعيشية هي حق مكتسب لأهل المنطقة بوصفهم المالكين الأساسيين لها ويشكلون أغلبية سكانها.
وأضافت: نرفض الالتفاف على حقنا بالعيش بكرامة كجزء من الدولة السورية، والاكتفاء بما تقدمه الميليشيات من زيادة حصتنا من المحروقات والإسمنت وغيرهما من المغريات المادية، إذ لا تزال المدينة محاصرة وتقطع أوصالها الحواجز وتجوب الدوريات مدججة بالسلاح في شوارعها الخالية من السكان بحثاً عن مطلوبين.
ولفتت المصادر إلى أن رفع حظر التجوال في مدينة منبج، إثر فرضه لستة أيام متتالية، لا يعني أننا على توافق مع مغتصبي أرضنا وحقوقنا، حيث لم يطلق سراح معظم المعتقلين بسبب الاحتجاجات ولم يدفع «مجلس منبج العسكري» تكاليف علاج جرحى التظاهرات ولم يتوقف عن ملاحقة المطلوبين للتجنيد الإجباري أو ما يسمى «واحب الدفاع الذاتي» بعد إصدار قرار بتجميد العمل بالقانون الخاص به إلى أجل غير مسمى.
مصادر عشائرية في منبج، شددت لـ«الوطن» على أن جميع العشائر العربية مع سكان منبج في الريف والمدينة متمسكون بالإضراب الشامل الذي يشل حياة المدينة وأن الأيام القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت لميليشيات «قسد» وعملائها المتواطئين معها.
وأوضحت أن التظاهرات في أرياف منبج لم تتوقف يوماً وستتصاعد مستقبلاً حتى رحيل المحتل وأعوانه عن المنطقة، ولفتت إلى أن يوم أمس شهد سقوط جريحين في صفوف المحتجين في أطراف بلدتي الهدهد والكرسان خلال تصدي ميليشيات «قسد» لهم بالرصاص الحي.
وكانت ميليشيات «قسد»، التي تسيطر على ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، استقدمت أكثر من 4000 مسلح إلى منبج للتصدي للمتظاهرين وفرض الهدوء بالعنف بعد أن تسببت المواجهات بسقوط 8 شهداء وأكثر من 50 جريحاً في صفوف المتظاهرين السلميين.
كما دعمت العشائر العربية ونخب سورية الوطنية في حلب انتفاضة منبج في وجه ممارسات الميليشيات الإجرامية والاحتلالين التركي والأميركي عبر وقفات تضامنية في ممر «التايهة» الذي يصل منبج بمناطق الحكومة السورية، وخرج أهالي البلدات والمدن التي تهيمن عليها ميليشيات «قسد» بتظاهرات داعمة لأهالي منبج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن