عربي ودولي

الصراع السياسي الداخلي يحتدم و«معسكر التغيير» يتفاوض لإبعاد نتنياهو عن الكنيست

| وكالات

على وقع اشتداد حدة الصراع في الداخل الإسرائيلي قبيل التصويت على حكومة يائير لابيد الأحد المقبل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أطراف «معسكر التغيير» الذي يستعد لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل تبحث مشروع قانون جديد قد يحرم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو من مقعده في الكنيست.
وأفادت القناة الـ12 بأن الأحزاب التي ستدخل «حكومة التغيير» اتفقت على تمرير تشريع يقضي بمنع شخص يترأس الحكومة على مدى ولايتين من الترشح إلى الكنيست في غضون السنوات الأربع اللاحقة.
ورد حزب نتنياهو «الليكود» بشدة على هذه الأنباء، وخاصة أن رئيس الوزراء الحالي هو الشخص الوحيد الآن الذي تخصه هذه المبادرة.
من جانبه، أصدر حزب «يمينا» اليميني الذي من المتوقع أن يترأس زعيمه نفتالي بينيت «حكومة التغيير» بالتناوب، بياناً نفى فيه صحة ذلك التقرير، قائلاً إنه لم يكن هناك أي اتفاق متعلق بمنع أحد من الترشح إلى الكنيست.
لكن القناة الـ12 أفادت بأن «يمينا» وافق أصلاً على المقترح وتراجع فقط بعد أن أحدث تسريب تفاصيله إلى وسائل الإعلام صدى واسعاً، مضيفة إن حزب بينيت يسعى إلى تبني نسخة مختصرة من التشريع، بينما يصر رؤساء أحزاب «هناك مستقبل» يائير لابيد و«الأمل الجديد» جدعون ساعر و«إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان على ضرورة أن يتضمن القانون الجديد منع نتنياهو من الترشح إلى الكنيست.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن أحزاب «معسكر التغيير» تبحث حالياً إمكانية تحقيق نتيجة مماثلة بصيغة أخرى.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» تحذيرات الزعيم المسيحي الإنجيلي الأميركي البارز مايك إيفانز، من أن «إسرائيل» قد تفقد دعم أتباعه البالغ عددهم 77 مليوناً، إذا صدق الكنيست على ما تُسمى «حكومة التغيير» وأطاحت برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من السلطة.
وفي حديث له في مؤتمر صحفي، انتقد إيفانز، الذي يدير «فريق صلاة أورشليم القدس»، أعضاء «حكومة الوحدة» الذين سيتم التصويت على منح ائتلافهم الثقة يوم الأحد المقبل في الكنيست، واصفاً إياهم «بتحالف عربي مناهض للصهيونية يضم مجموعة من تيار ما بعد الصهيونية»، الذي سوف «يلوّح بالعلم الأبيض» ويستسلم للإسلام الراديكالي، وفق تعبيره.
وقال إن تصويت الكنيست المقبل سيكون «مع أو ضد الصهيونية». وتابع قائلاً «نتنياهو هو الرجل الوحيد في العالم الذي يوحّد الإنجيليين»، مضيفاً إن «الإنجيليين سيقفون إلى جانب نتنياهو، وإذا انضم نتنياهو إلى المعارضة فإن الإنجيليين، أتباعي البالغ عددهم 77 مليوناً، سينضمون معه إلى المعارضة».
ورداً على سؤال للصحفيين في وقت لاحق عما إذا كان سيعمل ضد حكومة «إسرائيل»، قال «سنظل ندعم دولة إسرائيل ولكن لن يكون لدينا الموقف نفسه الذي كان لدينا من قبل، لأنه لن تكون لدينا الثقة، والثقة هي كل شيء».
وقلل إيفانز من شأن زعيم حزب «يمينا» نفتالي بينيت، واصفاً إياه مراراً بأنه «ذو المقاعد السبعة»، في إشارة إلى قلة عدد المقاعد التي فاز بها حزبه في الانتخابات التي أجريت في شهر آذار، وقال إن «قادة العالم لن يتعاملوا معه بجدية ولن يتذكروا اسمه حتى».
وأضاف إنه «لديكم رئيس وزراء غير محبوب، لكني سأخبركم بشيء واحد: سماسرة السلطة في العالم يثقون به»، مضيفاً إنه «متحمس لمعارضة الحكومة الجديدة لأنه سئم من الذهاب إلى جنازات ضحايا الإرهاب، حكومات الوحدة تنتج الأرامل والأيتام لأنها لم تكن لديها القوة للوقوف ضد الشياطين».
كما انتقد إيفانز الإسرائيليين لعدم امتنانهم لكل ما فعله الإنجيليون الأميركيون لـ«إسرائيل»، ناسباً للإنجيليين الأميركيين الفضل في قرار إدارة ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل». وقال «لم تحصلوا على ذلك من الجالية اليهودية في أميركا، لقد حصلتم عليه من الإنجيليين. لم يكن دونالد ترامب ليعطيكم شيئاً واحداً خلال أربع سنوات لولانا».
وكان لنتنياهو دور فعال في السنوات الأخيرة في تحويل التركيز الدبلوماسي الإسرائيلي في الولايات المتحدة من الاعتماد على دعم الجالية اليهودية الأميركية، الليبرالية والمنتقدة إلى حدٍ كبير لـ«إسرائيل»، إلى السعي للحصول على الدعم الإنجيلي.
إلى ذلك، أصدر الكنيست الإسرائيلي قراراً يقضي بتوفير الحراسة الشخصية لرئيس حزب «تيكفا حداشا»، جدعون ساعر، على خلفية التوترات السياسية المتصاعدة في البلاد.
وكان جدعون ساعر قد اجتمع في منزله مع رئيس الوزراء المكلف، نفتالي بينيت، ونظيره بالتناوب، يائير لابيد، حيث قالوا في بيان مشترك لهم إن «كل ما نشر في وسائل الإعلام من خلافات بين مركبات الائتلاف الحكومي مجرد مناورات سياسية».
وأقر الكنيست الإسرائيلي، سابقاً، حراسة مشددة لاثنين آخرين من النواب عن حزب «يمينا» اليميني، بعد إعلانهما عن تعرضهما لملاحقة، على خلفية التوترات السياسية المتصاعدة في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن