عربي ودولي

«الشيوخ» الأميركي يقر مشروعاً لمواجهة «النفوذ الصيني».. وبكين تعارض بشدة … قبيل رحلته الأولى التي تشمل لقاء بوتين البيت الأبيض: «بايدن يستعد منذ 50 عاماً»!

| وكالات

أعلن البيت الأبيض في معرض الحديث عن استعدادات الرئيس الأميركي جو بايدن لجولته الخارجية الأولى التي ستستمر أسبوعاً كاملاً، يلتقي في ختامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه «كان يستعد منذ 50 عاماً».
يأتي ذلك في حين أقر مجلس الشيوخ الأميركيّ، أمس تشريعاً يهدف إلى مواجهة ما وصفوه بـ«النفوذ المتزايد للصين»، بينما أعربت الصين بدورها أمس عن معارضتها الشديدة لمشروع قانون أميركي من شأنه أن «يشوه طريق التنمية الصينية».
وقالت جين ساكي السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض في مؤتمر صحفي حسبما نقل عنها موقع «روسيا اليوم»: إن «بعد عقود في مجلس الشيوخ وثماني سنوات كنائب للرئيس في عهد باراك أوباما.. قام بايدن بواجبه»، مضيفة: «لقد كان يستعد منذ 50 عاماً».
بدوره، قال بايدن في مقال رأي نشره عبر صحيفة «واشنطن بوست»: إنه «غادر (أمس) الأربعاء إلى أوروبا في أول رحلة خارجية خلال رئاسته، حيث تدور الرحلة حول إدراك التزام أميركا المتجدد تجاه حلفائها وإثبات أن الديمقراطيات يمكنها مواجهة التحديات وردع تهديدات هذا العصر الجديد».
ويتوجه بايدن (78 عاماً) من البيت الأبيض أولاً إلى بريطانيا لحضور قمة مجموعة السبع التي تعقد من الجمعة إلى الأحد، حيث يجري سلسلة مكثفة من اللقاءات مع قادة الدول.
ثم من المقرر أن يتوجه إلى قلعة وندسور للقاء الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، ويطير إلى بروكسل لحضور قمم مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ثم ينتهي في جنيف، حيث سيلتقي الرئيس الروسي الأربعاء المقبل.
وفي سياق آخر أقر مجلس الشيوخ الأميركيّ، أمس الأربعاء، تشريعاً جاءت نتيجته ثمانية وستين صوتاً مقابل 32، يهدف إلى مواجهة ما وصفوه بـ«النفوذ المتزايد للصين».
وانضمّ تسعة عشر عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين الذين صوّتوا لمصلحة إقراره. بينما صوّت السيناتور عن الحزب الديمقراطيّ بيرني ساندرز ضدّ مشروع القانون.
وأفادت وسائل إعلام غربية، بأن مجلس الشيوخ الأميركي حصل على عدد كافٍ من الأصوات للموافقة على نحو 250 مليار دولار من الميزانية، للتصدي لـ«التهديد التكنولوجي من الصين»، وما زال التصويت مستمراً.
وترصد هذه الخطة أكثر من 170 مليار دولار لأغراض البحث والتطوير، وترمي خصوصاً إلى تشجيع الشركات على أن تنتج على الأراضي الأميركية أشباه موصلات تتركّز صناعتها حالياً في آسيا.
وأقرت الخطة بتأييد 68 سيناتوراً ومعارضة 32 ويفترض أن يتم تبنيها نهائياً في مجلس النواب في موعد لم يُحَدد بعد، ثم يوقعها الرئيس بايدن.
ورحب بايدن مساء أول من أمس الثلاثاء، بتبني النص في مجلس الشيوخ، مؤكداً أن الولايات المتحدة «تخوض منافسة لكسب القرن الحادي والعشرين».
كما أضاف بايدن: «مع مواصلة البلدان الأخرى الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير الخاصة بها، لا يمكننا أن نتخلف عن الركب»، مؤكداً ضرورة أن «تحافظ أميركا على مكانتها باعتبارها الدولة الأكثر إبداعاً وإنتاجية في العالم».
وبدورها نقلت وكالة «شينخوا» عن لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني قولها في بيان: إن «مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الأميركي مملوء بالتحيز الايديولوجي ومدفوع بعقلية الحرب الباردة وهو يشوه طريق تنمية الصين وسياساتها الخارجية والداخلية ويتدخل في الشؤون الداخلية للصين كما أنه يحاول احتواء تنمية الصين تحت شعار الابتكار والمنافسة.
يذكر أنه منذ أيام، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن مسؤولَين رفيعي المستوى من الصين والولايات المتّحدة، مكلّفين الملفّ التجاري بين البلدين، أجريا محادثة هاتفية هي الأولى من نوعها في عهد بايدن.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين كانت قد تدهورت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وطغى عليها نزاع تجاري دار بين أكبر قوّتين اقتصاديتين في العالم.
وفي كانون الثاني 2020 وقّع البلدان اتفاقاً تجارياً لإنهاء حربهما التجارية التي استمرّت سنتين، وقد تضمّن الاتفاق أحكاماً تتعلق بحماية الملكية الفكرية وشروط نقل التكنولوجيا، وهي متطلّبات رئيسية للولايات المتّحدة.
لكنّ إدارة بايدن الجديدة أعلنت في نيسان أنها بصدد تقييم الوعود التي قطعتها الصين بموجب هذا الاتّفاق لتبيان مدى التزامها بها.
وفي الجهة المقابلة، تسعى الصّين مع دول عديدة، من بينها إيران، لإعادة إحياء «طريق الحزام والحرير»، الذي يعدّ تاريخياً سلسلة من الطرق البريّة والبحرية، بطول يمتدّ إلى نحو 12 ألف كيلومتر، كانت تشكّل صلة وصل بين آسيا والمنطقة العربيّة وأوروبا لمئات السنين، بهدف تبادل السلع التجارية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن