شيخ عشائر بني سعيد أكد أنهم مع أهالي الشهداء والجرحى واعتذر عن بيان قزّم مطالب الأهالي … هدوء حذر في منبج وإصرار شعبي على خروج ميليشيات «قسد»
| موفق محمد
يسود هدوء حذر مدينة مبنج وريفها، وسط إصرار من شيوخ العشائر والقبائل والأهالي الذين خرجوا بتظاهرات واحتجاجات عاتية عمت المدينة وريفها، على خروج ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي من المنطقة. كما «اعتذر» الشيخ إبراهيم متعب الشلاش شيخ عشائر بني سعيد عن بيان صادر عن «وجهاء وشيوخ العشائر في مدينة منبج» قزم مطالب الأهالي شرقي حلب وحصرها بأمور معيشية.
وفي تصريح لـ«الوطن»، ذكر رئيس مجلس مدينة منبج ناصر حسين العلي، أن هناك هدوءاً حذراً في المدينة وريفها، ومفاوضات تطالب خلالها العشائر والأهالي بخروج ميليشيات «قسد» من المنطقة، وأن «يحكم منبج سكانها العرب الأصليون كمرحلة أولى».
وقلل العلي من أهمية بيان ذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن من سمتهم «وجهاء وشيوخ العشائر في مدينة منبج» أصدروه وتضمن ما وصفته بـ«مطالب» تقدموا بها لـما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد»، بعد التظاهرات الشعبية العارمة التي واجهتها الميليشيات بالنار وسقط شهداء مدنيون برصاصها، حيث تم حصر تلك المطالب بالأمور «المعشية» من دون التطرق إلى خروج الميليشيات من المنطقة.
ولفت العلي، إلى أن هؤلاء «غير معروفين وهم يمثلون أنفسهم» وأن العشائر والقبائل المعروفة في منبج والتي لها الثقل الكبير هناك لم يحضر أحد منها الاجتماع الذي سبق إصدار البيان.
وأوضح رئيس مجلس مدينة منبج، أن الشيخ إبراهيم متعب الشلاش شيخ عشائر بني سعيد، أصدر أمس بياناً ممهوراً بتوقيعه وخاتمه يتضمن اعتذاره عما ورد في البيان، لافتا إلى أن صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الخاصة بمنبج يبدو واضحاً فيها أن الأهالي والعشائر والقبائل يرفضون كل ما ورد في البيان.
وجاء في بيان شيخ عشائر بني سعيد الذي نشره في صفحته الخاصة بموقع «فيسبوك»: بما يخص البيان الصادر شيوخ ووجهاء منطقة منبج: بعد التشاور مع ذوي الشهداء والجرحى يوم الثلاثاء 8-6-2012 وكونهم حملوني مسؤولية تمييع دماء أبنائهم، وبعد التشاور مع وجهاء قبيلة بني سعيد فإننا نعتذر عن البيان الذي صدر يوم الإثنين بتاريخ 6-6-2021 ونحن مع أهالي الشهداء والجرحى صفاً واحداً».
وفي تصريح سابق لـ«الوطن»، أوضح عضو مجلس الشعب عن منطقة منبج مجيب الدندن، أنه «بعد سقوط الشهداء خلال الأيام الماضية الوضع متوتر وهناك مساعٍ للتصالح والمصالحة».
ولفت إلى تواصل محاولات ميليشيات «قسد» لتطويق الانتفاضة الشعبية ضدها في منبج، «لكن العشائر التي سقط منها شهداء حتى الآن لا تقبل بالتفاوض ولا التصالح بهذا الخصوص».
كما لفت الدندن إلى الموقف الذي اتخذته القبائل والعشائر في حلب تأييداً للأهالي في منبج، موضحاً أنهم أكدوا في بيان أن دماء الشهداء الذين سقطوا برصاص عصابة «قسد» لا مساومة ولا تصالح عليها، وأن ثمنها هو خروج عصابة «قسد» من سائر المنطقة وأيضاً خروج الاحتلال الأميركي.
وذكرت المواقع الالكترونية المعارضة أن بيان من سمتهم «وجهاء وشيوخ العشائر في مدينة منبج» الذي أصدروه الإثنين تضمن المطالبة بإلغاء التجنيد الإلزامي في مدينة منبج وريفها، وعدم تجنيد أبنائها إلزامياً في جميع مناطق شمال وشرق سورية، وتعويض ذوي الجرحى والشهداء مادياً ومعنوياً، ومحاكمة العسكريين الذين اعتدوا على المتظاهرين السلميين محاكمة علنية عادلة.
كما تضمن إيقاف الاعتقال العشوائي وحصره بقرار من «المحكمة»، وإنهاء عمل «البوليس السياسي» وظاهرة «الملثمين العسكريين»، ومنع «العسكريين» من التجول بسلاحهم بين التجمعات السكنية، وتثبيت جميع المدرسين الوكلاء وتأمين المستلزمات للمدارس، وإلغاء القيمة الجمركية على المستلزمات الطبية والدوائية، وتفعيل دور ما تسمى «هيئة الصحة» في متابعة أسعار المستشفيات والأدوية، وتأمين الدواء المجاني لذوي الأمراض المزمنة، وعودة أهالي بلدة الشيوخ إلى منازلهم، وإعادة الوثائق المصادَرة من قبل ما يسمى «الدفاع الذاتي» لأصحابها، واعتبار الكفالة صالحة من دون مدة زمنية محددة، وإلغاء كل القوانين التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
ودعا البيان إلى ضرورة تأمين المحروقات والغاز المنزلي بكميات ونوعيات جيدة، وتحسين مادة الخبز وزيادة كميتها، وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية، وتعويض أصحاب المنازل التي هُدمت عمدًا في أثناء الأعمال الحربية، وإعادة الأملاك والعقارات المصادَرة إلى أصحابها.