سورية

أكد خلال زيارته مدينة عدرا الصناعية أن الاقتصاد أولوية وأن الدولة ستكون إلى جانب الصناعيين … الرئيس الأسد: لدينا إمكانات حقيقية لتجاوز الحصار وتخفيف تأثيراته

| الوطن

أكد الرئيس بشار الأسد أن الدولة ستكون إلى جانب الصناعيين في سورية وهم «يستحقون كل الدعم لأنهم يخوضون اليوم الحرب على جبهة عمل وجبهة حرب اقتصادية.
وزار الرئيس الأسد أمس، عدداً من المنشآت والمعامل في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، واطلع خلال جولته التي رافقه فيها وزير الصناعة، ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، على واقع الإنتاج في المدينة الصناعية، والتقى الصناعيين وناقش معهم تعزيز الإنتاج وكيفية تجاوز العقبات التي تواجه الصناعة في سورية.
وعبّر الرئيس الأسد في تصريح صحفي له عن سعادته بالزيارة ولقائه مع نخبة من الصناعيين السوريين، وقال: إن «هذه المدينة كانت منذ سنوات قليلة فقط على خط التماس المباشر بين الجيش العربي السوري والإرهابيين، وكانت حقلاً من حقول الرماية على الإرهابيين ولكنها صمدت»، مبيناً أن الزيارة هدفها التأكيد على أولوية الاقتصاد في المرحلة المقبلة، وكيفية تجاوز العقبات التي تواجه القطاع الإنتاجي بشكل عام في سورية.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن ما رآه خلال الزيارة لا يستطيع أن يصفه بأقل من كلمة رائع، «وكلمة رائع ليست مبالغة، وإنما تأخذ بالاعتبار الظروف التي عاشتها هذه المنطقة خلال سنوات الحرب والظروف التي يمر بها الاقتصاد السوري بشكل عام، وأضاف: «أنا لست متفاجئاً فأنا متابع للقطاع الإنتاجي في سورية، ولكن الزيارة مهمة ليس فقط للاطلاع على التفاصيل الموجودة على الأرض وعلى الحقائق، وإنما أعتقد أن هذا النوع من الزيارات مهم لأي شخص لكي ترتفع معنوياته من خلال المعنويات التي يأخذها من القائمين على العمل، أصحاب الصناعات، ومن العاملين في القطاعات الصناعية، وبالوقت نفسه يرى فيها القدرات الحقيقية للصناعة السورية التي صمدت، فعلاً لدينا إمكانات لتجاوز العقبات ولدينا إمكانات حقيقية لتجاوز الحصار ولتخفيف تأثيراته وخلق المزيد من فرص العمل في سورية».
واعتبر الرئيس الأسد، أن هذه الروح الوطنية التي لمسها عند القائمين على المعامل، وعند العاملين تعطي العديد من الرسائل في سورية، وقال: «وأنا أرى هذه المنشآت أول شيء خطر في بالي، هو مقارنة تأتي بشكل عفوي بين من قام بزج رأس المال الوطني في ظروف صعبة من أجل خلق فرص عمل ودعم الاقتصاد، وبين أشخاص فرّوا منذ الأيام الأولى، عندما ظهرت بوادر الحرب، فأخذوا رأس المال الذي جمعوه في بلدهم وهاجروا، وكان في ذلك الوقت المواطن السوري يدخل في نفق، نفق أمني، نفق اقتصادي، معيشي، وكان يعتقد أنه لا بد أن هناك الكثير من الإخوة الذين سيقومون بمد اليد ليساعدوه، هذه المقارنة هي أول شيء خطر في بالي».
وشدّد الرئيس الأسد على أن ما رآه في مدينة عدرا الصناعية يرسل عدة رسائل، وهي رسائل لأشخاص يمتلكون الإمكانات، ويمتلكون المقدرات، وكذلك يمتلكون الموارد، ولكن تنقصهم الشجاعة وتنقصهم روح المبادرة، لكي يبادروا ويتحركوا ويبدؤوا بالعمل ويبدؤوا بالإنتاج، وأضاف: «من الرسائل التي ترسل، هي رسائل باتجاهات أخرى، وهي باتجاه الرسائل التي تأتينا من الخارج والمحملة بالإحباط والمحملة بسوء النيات، أو بعض الرسائل التي تأتينا من الداخل، التي تحمل الكثير من الاتكالية، وأحياناً الكثير من الكسل، وتحمل رسائل فيها الكثير من الأمل والثقة، الثقة بأنه وفي هذه الظروف تمكّن القطاع الصناعي من الصمود وليس فقط من البقاء، طبعاً هناك خسائر بكل تأكيد، فالقطاع الصناعي خسر، وهذا شيء إجباري، ولكن هناك مواقع تمكّن فيها من الاستمرار والصمود، هناك مواقع تمكن فيها من التطوير، وهناك مواقع تمكّن فيها من التأسيس من الصفر والسبب هو الإرادة».
واعتبر الرئيس الأسد أن الرسالة الأهم التي نلتقطها من هذه الزيارة، هي أنه إذا توافرت الإرادة لبناء الوطن فنحن قادرون على البناء، وقال: «صحيح أن رأس المال ضروري والإمكانات المادية ضرورية في كل الظروف وفي كل الأحوال للصناعة، ولكن في ظروف الحرب، وفي ظروف الحصار فرأس المال لا يكفي، نحن بحاجة لرأس المال، وبحاجة للإرادة القوية وبحاجة للحسّ الوطني، وهذه الأشياء الثلاثة، هي ما لمسته في كل من التقيته خلال هذه الزيارة، وأنا متأكد أنه موجود، وأنه هو الأساس الذي يدفع الكثير من المستثمرين للقيام بإنشاء وتأسيس الصناعات في مناطق مختلفة أو استثمارات أو منشآت إنتاجية في مناطق مختلفة في سورية».
وأضاف الرئيس الأسد: «الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص هم من يمكن للمجتمع السوري وللوطن السوري أن يعتمد عليهم، في بناء الاقتصاد وفي بناء الوطن بشكل عام، وبكل تأكيد الدولة ستكون إلى جانبهم، لأنهم يستحقون كل الدعم لأنهم اليوم يخوضون الحرب على جبهة هي دائماً جبهة عمل ولكنها اليوم هي جبهة عمل وجبهة حرب اقتصادية، المواطن السوري ينظر إليكم ويتوقع منكم الكثير والدولة معكم، بهدف أن نعكس هذه الجهود المشتركة التي تبذل أرقاماً في الاقتصاد، وفرص عمل وازدهاراً للوطن».

الدبس: الزيارة الرئاسية دعم وفخر لكل الصناعيين السوريين

اعتبر رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس في تصريح لـ«الوطن»: أن لقاء الرئيس الأسد مع الصناعيين كان مهماً وغنياً بالأفكار والتوجهات، واصفاً الزيارة بالتاريخية إلى مدينة عدرا الصناعية، وبأنها دعم وفخر لكل الصناعيين السوريين وترجمة لشعار الأمل بالعمل.
وأضاف الدبس: «كان لنا شرف مرافقة الرئيس الأسد في زيارة مهمة بكل المقاييس لمدينة عدرا الصناعية، خاصة وأنها جاءت تأكيداً وتجسيداً لشعار الأمل بالعمل، حيث آثر الرئيس الأسد أن تكون زيارته إلى مناطق الإنتاج، واطلع على واقع العمل في عدة مصانع ثم التقى بالصناعيين لمدة ثلاث ساعات، اطلع فيها على هواجسهم والمعوقات وطموحاتهم للمستقبل، في ظل صدور قانون الاستثمار الجديد، وكانت جلسة مفتوحة طرح فيها الرئيس الأسد توجهاته للمرحلة المقبلة، ودعم الصناعة الوطنية لهذا القطاع الوطني الصامد.
وأشار الدبس إلى أن الرئيس الأسد أعجب بحجم الصناعات في منطقة عدرا، واستمع لمشاكل كل الصناعيين صغيراً أو كبيراً، لافتاً إلى أنه تم طرح توجهات سيادته الخاصة للمرحلة القادمة ووضع بوصلة اقتصادية حقيقية للأيام القادمة وكان كل تركيزه على طرح الحلول وآليات للعمل والتعاون بين الحكومة والصناعي، وبين القطاع الصناعي نفسه وإيصال الأفكار والمشاريع والآليات التي يجب العمل عليها خلال المرحلة لكي نطور صناعتنا الوطنية.

مدير مدينة عدرا: التوجيهات الرئاسية برنامج عمل سنقوم بتطبيقه مباشرة

اعتبر مدير مدينة عدرا الصناعية فارس فارس في تصريح لـ«الوطن»: أن لقاء الرئيس الأسد مع الصناعيين واطلاعه على واقع العمل في المدينة، وتوجيهاته حول آليات الأداء الناجح لتعزيز الصناعة وزيادة الإنتاج، ما هي إلا منهاج وبرنامج عمل سنقوم بتطبيقه مباشرة، وهذا يتطلب منا بذل المزيد من تكثيف الجهود وصولاً إلى منتج صناعي متطور يقلل من وطأة الحصار والاحتياجات لمنتجات مطلوبة من الخارج في ظل الحصار الاقتصادي الجائر.

وأضاف فارس: «استمع الرئيس الأسد لكل مطالب الصناعيين والصعوبات، وركّز على أهمية إزالة العقبات عبر اتباع سياسات عمل أكثر مرونة وبرامج من شأنها أن تزيد كميات الإنتاج، الأمر الذي يقلل من آثار الحصار على بلدنا، ومثل هذه التوجيهات المهمة ستتجاوز الصناعة الوطنية بعض الصعاب وستصل إلى مستوى متطور، وسيترافق ذلك أيضاً مع قانون استثمار يلبي طموحات ورغبات كل المستثمرين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن