رياضة

الليلة افتتاح كوبا أميركا بنسختها الـ47 في البرازيل … العمالقة الثلاثة مرشحون والسيليساو أقرب للعاشر

| خالد عرنوس

تنطلق منتصف ليلة اليوم الأحد – الإثنين منافسات النسخة السابعة والأربعين لكأس أميركا الجنوبية للمنتخبات بكرة القدم والتي تعرف اختصاراً بـ«كوبا أميركا» بمشاركة عشرة منتخبات هي قوام اتحاد أميركا اللاتينية «الكونيميبول» بعد أخذ وردّ وتأجيل أولي منذ العام الماضي بسبب تفشي وباء كوفيد 19 «كورونا» ولغط كبير حول مكان إقامتها في الأيام الأخيرة أو حتى إلغائها برمتها لأسباب عديدة ومعظمها تتعلق بجائحة فيروس كورونا المستجد، إلا أن الأمور انتهت إلى انتصار لعبة كرة القدم في النهاية وتقرر إقامة البطولة على أرض البرازيل التي ستنظمها للمرة الثانية على التوالي.

وتشارك في هذه النسخة عشرة منتخبات على عكس ما اتبع في النسخ الـ11 الفائتة عندما كانت بمشاركة ضيفين من آسيا أو أميركا الشمالية والوسطى وقد اضطر الكونيميبول الاكتفاء بمنتخباته لانشغال كل المنتخبات الأخرى بتصفيات كأس العالم أو البطولات القارية الأخرى، وستقام البطولة دون حضور جماهيري للسبب آنف الذكر.

القفز فوق الموانع

على طريقة ألعاب القوى في سباق الحواجز تخطى اتحاد أميركا الجنوبية كل الموانع التي كادت تنسف البطولة برمتها، بدءاً من المشاكل الداخلية التي تعيشها كولومبيا وانتهاءً بالموقف المعارض للكثير من البرازيليين حول إقامة البطولة في بلادهم، فقبل أسابيع قليلة زادت المشاكل في كولومبيا وكان من الصعب إقامة أي تجمع كروي بحجم كوبا أميركا وارتأى الكونيميبول نقلها من بلاد الكافيتيروس، ولما وجد صعوبة إقامتها في الأرجنتين بسبب الأرقام الهائلة لإصابات ووفيات كورونا والوضع المتردي (صحياً) فيها قرر نقلها إلى البرازيل التي لم تكن أفضل حالاً على هذا الصعيد لكن الاتحاد البرازيلي والسلطات هناك أبديا استعدادهما للاستضافة، وبرزت مشكلة أخرى تمثلت برفض بعض اللاعبين هذا الأمر ومنهم بعض نجوم المنتخب البرازيلي، وحلّت هذه المسألة لتبرز مشكلة أكبر وهي انسحاب شركتين من الشركات الممولة للبطولة والراعية مادياً لها لكن ذلك لم يفت من عضد البرازيليين والكونيميبول على حدِ سواء وانتظروا القرار القضائي من المحكمة البرازيلية العليا بعد رفع عدد من الأحزاب المعارضة وبعض الجهات الرسمية قضية يطالبون فيها بعدم إقامة البطولة في بلادهم وجاء القرار مساء الخميس بإعطاء الضوء الأخضر لإقامتها في البرازيل.

تاريخ وتخبط قديم

تعتبر بطولة أميركا الجنوبية للمنتخبات أقدم بطولة قارية فقد انطلقت إبان الحرب العالمية الأولى عام 1914 بمشاركة أربعة منتخبات هي الأرجنتين والأورغواي والبرازيل وتشيلي وقد سبقتها تجربة عام 1910 إلا أن النسخة الأولى التي أقيمت في الأرجنتين اعتبرت النسخة الأولى رسمياً على أن تقام سنوياً وبقيت كذلك حتى دخلت البارغواي على خط المشاركة في 1921 لكنها شاركت عوض تشيلي التي عادت في العام التالي، فزاد العدد إلى خمسة، وتوقفت للمرة الأولى عام 1923 وعادت إلى أربعة منتخبات ثم إلى ثلاثة في النسخة التالية وشاركت بوليفيا للمرة الأولى عام 1926 ثم لحقت بها البيرو عام 1927 ولم تكتمل البطولة بعشرة منتخبات حتى عام 1975 عندما تقرر إقامتها بنظام الذهاب والإياب (دون بطولة مجمعة) فبعد الحرب العالمية الثانية بقيت دون تنظيم دقيق بالمواعيد والمشاركة حتى إن عام 1958 شهدت تنظيم نسختين من البطولة ودخلت الدول العشر لكنها شهدت انسحابات عديدة، وتقرر إقامتها كل أربع سنوات مطلع الستينيات لكنها غابت لثماني سنوات بين 1967 و1975 وعادت عام 1987 إلى التجمع وإلى تنظيمها كل سنتين، وأدخل الكونيميبول ضيفين في كل نسخة منذ 1993 حتى النسخة الأخيرة، إلا أنه قرر عام 2004 إقامتها كل أربع سنوات على أن تقام في العام التالي للمونديال، وفي عام 2016 أقيمت نسخة استثنائية بمناسبة مئوية البطولة ونظمتها الولايات المتحدة (بمشاركة 16 منتخباً) على أن تعود البطولة إلى الأعوام الفردية، فنظمت البرازيل النسخة 46 عام 2019 لكن التخبط عاد من جديد فتقرر أن تقام كل أربع سنوات مرة لكن هذه المرة بالتزامن مع كأس أوروبا لكن النسخة الحالية تأجلت إلى العام الحالي على أن تقام النسخة القادمة عام 2024.

سيادة سماوية

ثمانية منتخبات سبق لها التتويج بلقب المسابقة التي بدت ثلاثية بين الأورغواي والأرجنتين اللتين تناوبتا على السيادة خلال 70 عاماً مع بعض الألقاب للبرازيل مع اختراق أولي لبيرو عام 1939 ثم بوليفيا عام 1963 وعادت البيرو لتخطف اللقب عام 1975 وتلتها الباراغواي للمرة الوحيدة وانتظرت تشيلي حتى 2015 لتتوج باللقب الأول ثم الثاني في المئوية، ومع تتويج السيليستي الأورغوياني بلقب 2011 انفرد بالمقدمة بواقع 15 لقباً على حساب الألبيسيليستي الأرجنتيني (14 لقباً) آخرها عام 1993 واقترب منهما السيليساو البرازيلي خلال ثلاثة عقود أخيرة توج خلالها بستة ألقاب ليصل في 2019 إلى 9 ألقاب.

عشرة منتخبات

وتقام النسخة الحالية بمشاركة عشرة منتخبات هي قوام الاتحاد الكروي في القارة اللاتينية وقد قسمت إلى مجموعتين ضمت الأولى: الأرجنتين والأورغواي وتشيلي والبارغواي وبوليفيا، على حين ضمت الثانية: البرازيل وكولومبيا والبيرو والإكوادور وفنزويلا، ولأن الشركات الراعية بالأساس كانت تبحث عن عدد أكبر من المباريات فقد تقرر إقامة الدور الأول من مرحلة واحدة على أن تتأهل أربعة منتخبات إلى دور الثمانية بحيث يلتقي هناك أول كل مجموعة مع رابع المجموعة الأخرى ويلتقي ثالث المجموعة الأولى مع ثاني الثانية وبالعكس ومن ثم يتأهل الفائزون الأربعة إلى نصف نهائي والفائزان منه يلتقيان في النهائي، وتقام المباريات على ملعب ماني غارينشيا في برازيليا وملعب نيلتون سانتوس في ري ودي جانيرو وملعب بيدرو لوديفيكو في غويانا وفي ملعب أرينا بانتانال في كويابا.

افتتاح سهل للسيليساو

عند انتصاف ليلة الأحد – الإثنين ستكون ساعة الصفر للنسخة السادسة على الأراضي البرازيلية ويجمع الافتتاح كالعادة صاحب الضيافة (البرازيلي) بنظيره الفنزويلي في واحدة من أسهل مباريات السيليساو تاريخياً حيث لم يسبق للعنابي أن فاز على السيليساو في مباراة رسمية حتى تاريخه، وتعتبر المواجهة فرصة لمواصلة الفريق الذي يقوده المدرب تيتي لحصد الانتصارات عقب بدايته المثالية في التصفيات المؤهلة إلى مونديال الدوحة 2022 والتي أسفرت عن 6 انتصارات كاملة، وبإضافة ما فعله فريق «الكناري» البرازيلي خلال النسخة الأخيرة عام 2019 فإنه سيصل إلى 13 مباراة دون هزيمة، علماً أنه بلغ 23 مباراة دون هزيمة على مستوى التصفيات العالمية بالفعل ما يدل على قوة التشكيلة التي يقودها نيمار ويديرها المدرب تيتي رغم إخفاقه بتجاوز ربع نهائي مونديال روسيا 2018.

ولا يمكن المقارنة بين السيليساو والعنابي على مستوى التاريخ ولا حتى الحاضر من حيث جودة اللاعبين وقيمتهم السوقية والفنية، فعلى الرغم من استبعاد ألفيس وميراندا وكوتينيو وأرثور إلا أن الفريق سيدخل مرشحاً للاحتفاظ باللقب والوصول إلى النجمة العاشرة بفضل وجود نيمار وخيسوس وريتشارلسون وباربوزا وكاسيميرو وفابينيو وفريد وفيرمينيو وفينيسيوس وكل هؤلاء في المقدمة إضافة إلى تياغو سيلفا ودانيللو وألكيس ساندرو ولودي وفيليبي ميليتاو وماركينيوس وإيمرسون في الصفوف الخلفية ومن ورائهم جميعاً الحارسان أليسون أو إيدرسون، وبالمقابل فإن صفوف فنزويلا تزخر بالمحترفين في أميركا الشمالية والقارة العجوز وحتى في البرازيل نفسها إلا أنهم غير معروفين وحتى روندون أشهر هدافي فنزويلا في الآونة الأخيرة غائب، ولم يحقق المنتخب الفنزويلي أكثر من فوز وتعادل خلال 6 مباريات في تصفيات المونديال وعليه فإن المهمة ستكون صعبة على المدرب «الأرجنتيني» بيسيرو ولاعبيه.

تاريخياً بدأ العنابي مشاركاته في البطولة عام 1967 وحقق أفضل نتائجه في نسخة 2007 عندما استضافت بلاده البطولة وحل يومها بالمركز الرابع، وقد خاض في مشاركاته الـ18 السابقة 62 مباراة وسجل الفوز في ثمان منها مقابل 13 تعادلاً و42 هزيمة، على حين خاض السيليساو 184 في البطولة وقد فاز في 103 مباريات سابقة مقابل 37 تعادلاً و44 هزيمة، وسبق للفريقين أن تقابلا في 26 مباراة، ففازت البرازيل 22 مرة مقابل 3 تعادلات وهزيمة واحدة كانت ودية عام 2008، أما في كوبا أميركا فقد تواجها في 9 مناسبات ويحسب للفنزويلي أنه فرض التعادل صفر/صفر على آخر مواجهة في النسخة الأخيرة وهو التعادل الثاني تاريخياً مقابل 7 هزائم.

قمة القهوجية

هما المنتخبان الشهيران باللون الأصفر وبلقب «الكافيتيروس» القهوجية، كولومبيا حاملة اللقب مرة واحدة والإكوادور التي لم يسبق لها الوصول إلى هذا الشرف وهما بالمناسبة يتنافسان على مقعد في مونديال قطر 2022، فيحتل الإكوادوري المركز الثالث في حين الكولومبي الخامس والفارق بينهما نقطة واحدة، وكان الإكوادوري فاز في لقائهما ذهاباً بنتيجة ثقيلة بلغت 6/1، ما يعني أن الفريق الذي يقوده المدرب الخبير رونالدو رويدا وقد تسلم المهمة مطلع العام الحالي ولديه كتيبة هجومية رهيبة (مورييل وزاباتا وكوادرادو وكويار وبوري) لن يتنازل عن رد الاعتبار لاسيما أنه مرشح عملياً للمنافسة إن لم يكن على الصدارة فعلى وصافة المجموعة الثانية، ولا تقل رغبة الإكوادوري بالفوز في محاولة لبلوغ ربع النهائي أولاً خاصة أنه غادر من دور المجموعات في النسخة الأخيرة وأسلحته تتمثل ببعض المحترفين أمثال: جوردي وموزيس سالسيدو وفرانكو وأربوليدا وميشيل إسترادا ويقودهم المدرب الأرجنتيني غوستافو ألفارو.

تاريخياً تقابل المنتخبان 38 مرة، ففاز الإكوادوري 9 مرات مقابل 21 للكولومبي وتعادلا في 8 مباريات ومنها 12 مرة في كوبا أميركا والغلبة للأخير بتسعة انتصارات وتعادل وفوزين للإكوادوري ثانيهما عام 1963.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن