الخبر الرئيسي

قوات أميركية لاحتلال جزء من الأراضي السورية بالتعاون مع الأكراد.. ومشروع التقسيم قائم … «مسار فيينا».. سلّم روسي لإنزال واشنطن وحلفائها عن مواقفهم.. وصياغة جديدة لجنيف1.. وانتصار لمواقف دمشق

كتب المحرر السياسي :

بدأ «مسار فيينا».. مسار يبدو طويلاً ومعقداً لكنه يفتح الباب أمام تسوية سياسية، أساسها كما كانت تطالب دمشق الحرب على الإرهاب، والتي باتت مطلباً دولياً بعد أن كانت مطلباً سورياً حصراً منذ أعوام لكنه بقي دون استجابة إلى أن دخلنا «مسار فيينا».
«مسار فيينا» يبدو مطابقاً لمواقف دمشق وموسكو من حيث الجوهر، حيث تم التأكيد في أكثر من فقرة في البيان الذي صدر عن اجتماعات الدول الـ15 المعنية بالملف السوري إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، على حق وحرية السوريين في تقرير مصيرهم دون تدخل وإملاء خارجي، (النص الكامل للبيان في الصفحة2) لكن في الباطن لا يزال يتضمن الكثير من التدخل الخارجي وخاصة تجاه «تعيين» معارضين ممولين غربياً وتابعين، من أجل إطلاق عملية التفاوض التي ستؤدي في نهاية المطاف، وفقاً للبيان ذاته، إلى حكومة وحدة وطنية تعمل على صياغة دستور جديد للبلاد والتحضير لعمليات انتخابية، وهذا من شأنه وهدفه إخراج موضوع قيادة سورية ورئاستها من التداول السياسي في عواصم الغرب وحصره بيد السوريين المؤهلين وحدهم لاختيار قادتهم وشكل الدولة التي يتطلعون إليها والدستور الذي يناسبهم.
التدخل الخارجي لن يتوقف عند موضوع تعيين المعارضة، أو جزء كبير منها، والتي ستفاوض وربما تدخل في تشكيل الحكومة الجديدة، بل تجاوز ذلك من حيث السماح للسوريين اللاجئين بالمشاركة في عملية الانتخاب وهم معرضون لكل أنواع الابتزاز المادي والمعنوي وحتى الإداري، الأمر الذي تم فرضه في فيينا ليستغله أعداء سورية لكسب الأصوات والتدخل بشكل غير مباشر في صياغة مستقبل البلاد.
«مسار فيينا» هو مسار تفاوضي طويل ومعقد جداً، وهذا ما اعترف به دي ميستورا الذي أوكلت إليه مهمة جمع الدولة والمعارضة حول طاولة التفاوض، وسيحاول أعداء سورية استغلاله لتحقيق مآربهم وأهدافهم وأطماعهم، وهو بمثابة صياغة جديدة لجنيف1 يعتمد على مقاربة ما آلت إليه الأمور في سورية، أي هو «سلّم» روسي، كان أساس مؤتمر فيينا ونواة مجموعة الاتصال الدولية التي شكلت من أجل حل الأزمة، يتم عبره تنزيل الدول الغربية عن مواقفها السابقة تجاه سورية وقيادتها، ويقدمها على أنها دول تحارب الإرهاب على حين كانت هي من أسسه وزرعه وورده إلى سورية ليقتل السوريين ويدمر البنى التحتية ويضعف الجيش السوري.
وبالتوازي مع «مسار فيينا» الذي شدد على حرية السوريين في تقرير مصيرهم وعن وحدة واستقلال الأراضي السورية، كانت وزارة الدفاع الأميركية تبشر المجتمعين أنها اتخذت قراراً أحادي الجانب بإرسال قوات خاصة إلى شمال سورية في خرق جديد واضح ومعلن للسيادة السورية وفي إطار أطماع واشنطن بتقسيم المنطقة والتأسيس لدويلات جديدة ومنع العودة إلى الحدود السابقة، وتعتمد واشنطن بذلك على حلفائها من الأكراد بذريعة «محاربة داعش» بعد أن دعمتها ونمتها وسمحت بتمددها.
إذاً فيينا هو البداية، والمسار كما ذكرنا طويل والكلام عن وحدة الأراضي السورية بات مخترقاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي توحي أنها تسابق روسيا الآن في «الحرب على الإرهاب»، لكنها في حقيقة الأمر تأمل وتعمل على «تحرير» الرقة من داعش والبقاء فيها من خلال عناصر تتبع لها وخلق كيانات طائفية وإثنية ومناطق حكم ذاتي موالية لواشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن