ثقافة وفن

مسلسل «طيبة».. يدخل المنافسة ويحصد جائزة أفضل مسلسل عراقي … إياد نحاس لـ«الوطن»: الدراما تحتاج إلى المغامرة

| سارة سلامة

يحقق المخرج السوري إياد نحاس نجاحاً خاصاً في تجربة دراما عراقية، وهو الذي قدم أنواعاً مختلفة من الدراما العربية من الأردنية والخليجية والبدوية والسورية، إلا أن مسلسل «طيبة» كتابة محمد حنش، الذي حصل على جائزة أفضل عمل عراقي، بحسب استفتاء برنامج «et» بالعربي، شكل حالة مختلفة متفردة في دراما رومانسية شائقة، جعلت الأنظار تلتفت إلى الدراما العراقية.

بقدرات ومهارات فنية وصورة مهمة استطاع إمتاع الجمهور وشده إلى العمل، واستطاع أن يجعل عبق الدراما العراقية يفوح عربياً، هي مهمة ليست سهلة تماماً إلا أنها تحتاج إلى روح المغامرة والإيمان بالقدرات، ها هو اليوم يحصد نجاحه، التقيناه ليخبرنا أكثر عن هذه التجربة.

صراع الطبقات

وتروي قصة العمل ضمن إطار دراما رومانسية، حياة شابة عراقية تنتمي إلى أسرة فقيرة، يعمل والدها حارساً، ولأنها متفوقة وطَموحة تتمكن من إقناع والدها «محمود» بالموافقة على دخولها الجامعة، فتُخفي هويتها الحقيقية مدّعيةً أنها ابنة عائلة ثرية، وضمن هذه الأجواء تقع «طيبة» في حب «وسام»، وهو ابن أسرة ثرية، ليعيشا قصة جميلة يعكّر صفوها المؤامرات وإخفاء الحقيقة.

أي بيئة هي مغامرة

وكشف المخرج إياد نحاس في تصريح خاص لـ«الوطن» أن الخوض في الدراما مهما كان نوعها يعتبر مغامرة بالنسبة له قائلاً: «أي عمل في أي بيئة بالنسبة لي هو مغامرة، لذلك يجب أن نبحث في العمل عن أشياء ننتجها للمرة الأولى، غير معتادين على القيام بها من قبل، هنا تكون المنافسة بيني وبين ذاتي، وسبق أن قدمت دراما خليجية، أردنية، عراقية، لبنانية وبدوية، لذلك لم تكن لديّ مشكلة باللكنة العراقية، أو طبيعة المجتمع لأن كل عمل له جوه الخاص، وهذه مسؤولية المخرج أن يفرضها من خلال رؤيته، لأن اللهجة والمجتمع هما أحد أركان هذه المغامرة».

وبالنسبة لميزات العمل في الدراما العراقية بيّن نحاس أن: «الدراما العراقية مرت في مرحلة ما كانت مهمة جداً، ولاشك أن الشعب العراقي هو شعب مثقف، إلا أن الأزمات والحروب التي مر بها البلد كانت سببا في التخفيف من قدرة هذه الدراما على المنافسة، ولكن ذلك لا يخفي أن لديهم مواهب تمثيلية وخبرات مسرحية مهمة جداً، إلا أن ما ينقصهم هو أنهم لا يملكون رصيداً أو كماً إنتاجياً كبيراً أو عدد سنوات ليحققوا نوعاً من التراكم، وكما هو معلوم فإن العمل في الدراما والخبرات والحرفية وتكتيك الشغل، لايتطور إلا مع كم الكبير للأعمال، هو الذي يخلق الحرفية للفنيين وفريق التصوير بأكمله».

واعتبر نحاس أن أهم الأشياء التي طرحها من خلال مسلسل «طيبة» أننا: «طرحنا أسلوب تفكير جديداً من خلال هذا النوع من الأعمال، وكانت مغامرة قابلة للنجاح أو الفشل، لكننا راهنا عليها، وهذا دليل نثبته من خلال أي نوع من الدراما سواء كانت سورية أم عربية أو أي نوع بأنها تحتاج أولا وأخيراً إلى عنصر المغامرة، هو شيء ضروري، لا يجب أن نبقى ندور في فلك الأطر القديمة، لأننا بذلك ندور بحلقة مفرغة، ولا يمكن أن نطور أنفسنا إلا بطرق تفكير مختلفة بعيدة عن الطرق التي تعودنا عليها سابقاً، نحن بحاجة دائماً للتجريب بأشياء مختلفة، من خلال طاقات جديدة من الشباب والصبايا، ولن تتطور الدراما السورية والعربية إلا من خلال ذلك».

وعبر نحاس عن شعوره بعد أن تصدر المسلسل قائمة أفضل عمل عراقي في رمضان 2021، موضحاً إنني «فخور جداً وأشكر كل الذين آمنوا بهذه التجربة من فنيين وممثلين وإنتاج وقناة منتجة إلى المنتج المنفذ والإشراف، وكل من آمن بهذه التجربة الجديدة، وراهن على أننا نستطيع بناء دراما عراقية متطورة، تستطيع أن تنافس الدراما العربية، لقد نجحنا وهذا لا يعود لي بل يعود لكل الناس التي آمنت بهذه المغامرة.

يذكر أن العمل تمثيل كل من: (هند نزار، بدور «طيبة»، تميم التميمي بدور «وسام»، صبا إبراهيم، بدور «هناء»، آسيا كمال بدور «سلوى»، ذو الفقار خضر بدور «سعد»، محمد هاشم بدور «محمود»، رياض شهيد، بدور «حامد»، أساور عزت بدور «سارة»، رضا طارش، حسين عجاج بدور «ماجد»، ضياء الدين سامي، بيداء المعتصم، تيسير أحمد، ريهام فؤاد، أحمد حمود، مكي حداد، أحمد البياتي بدور «هيثم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن