الحديث عن مسلسل «Friends» أو «الأصدقاء» فبعد نحو سبعة وعشرين عاماً على انطلاقه عبر قناة «إن بي سي»، لا يزال حتى الآن من المسلسلات النادرة من القرن العشرين، ونجاحها مستمر.
من أسباب النجاح
النجاح لا يأتي بالمصادفة، ولا يرتبط بالحظوظ. النجاح يحتاج إلى تفكير وتمحيص وتخطيط مسبق للتنفيذ، إضافة إلى حُسن المتابعة والمراقبة لتجاوز الثغرات، وتلافي المطبات التي يمكن أن يصطدم النجاح بها مستقبلاً، وبالنسبة للأسباب التي جعلت من مسلسل «Friends» ناجحاً ومرغوباً، هي كثيرة ولكننا سنقف عند بعضها.
مسلسل «Friends» من مسلسلات «السيت كوم» أو كوميديا الموقف، والتي انطلقت بداية في الولايات المتحدة الأميركية، وبطبيعتها يتم تصويرها في أماكن محددة، وبشخصيات ثابتة أيضاً، وتدور حولهم الأحداث والقصص، ومدة الحلقة بين 20 إلى 25 دقيقة، مستمرة ضمن مواسم متعددة، والأخيرة طالما استمرت فهي دليل على نجاح المسلسل.
من جانب آخر هذه النوعية من المسلسلات، قد تمّ إنتاجها لتجمع كل أفراد العائلة، فيمكن للمشاهدين من الكبار والصغار والمراهقين متابعتها، فهي بالنسبة لهم كملاذ يبعث على الراحة والمتعة هذا من جهة.. ومن جهة أخرى من أسباب التعلّق لدى الجمهور بالشخصيات والقصص، لكون مشكلاتهم تُطرح وتُحل بصورة مُرضية في حلقة واحدة.
وأخيراً هنا مسلسل «Friends» وهو من تأليف (ديفيد كران ومارتا كوفمان)، من المسلسلات التي لم تغب عن الشاشة التلفزيونية، حيث يتكرر عرضه على المحطات بشكل غير منقطع، لأنه صنّف نفسه بقائمة أقوى المسلسلات الدرامية في العالم، بعدما أخذ حيزاً كبيراً من وجدان وذكريات فتيات وشباب التسعينيات، على مدار 10 أعوام بداية من 1994 إلى عام 2004.
حلقة «Friends:The Reunion»
كثُر الحديث في الأوساط الإعلامية عن حلقة لمّ الشمل أو (Friends: The Reunion) لنجوم مسلسل «Friends»، وما بين الاتصالات معهم والتحضيرات التي استمرت لسنوات، جاء الظهور وأخيراً بعد نحو 27 عاماً، ولكن بعد أن تمّ الاتفاق بأن يحصل كل من الممثلين الستة على مليونين ونصف المليون دولار، مقابل الظهور في هذه الحلقة، والتي لم تكن الحلقة الرقم 237 من المسلسل، بل جاءت تحت عنوان «مقابلة مسلية جداً».
تم تصوير هذه الحلقة في مكان عام، حيث جاء الديكور مطابقاً تماماً لديكور شقة كل من النجمتين في المسلسل (مونيكا) و(ريتشل)، الشهير في الإستوديوهات في ولاية كاليفورنيا، واستمرت الحلقة لمدة ساعة و43 دقيقة، شملت عدة محاور رئيسية تم التنقل بينها عبر المونتاج، أولها عودة الممثلين إلى الإستوديو واللقاء بينهم، وهو اللقاء الثاني الذي يجتمعون فيه معاً مكتملين منذ نهاية المسلسل، أما المحور الثاني فهو حوار مع الممثلين، في حين المحور الثالث جلسة قراءة لمجموعة من أهم مشاهد المسلسل، حيث يستعيد الممثلون اللحظات القديمة ويعيدون تقديم المشاهد من جديد، مع مشاركة كوكبة من المشاهير: جاستن بيبر، ليدي غاغا، ديفيد بيكهام، وحتى فرقة «بي تي إس» الكورية الجنوبية.
وكانت الحلقة زاخرة بالعواطف والمشاعر الجياشية حتى أن هؤلاء الأصدقاء الستة والذين تدور حولهم أحداث المسلسل وهم: جينفر أنيستون بشخصية (رايتشل كارين غرين)، كورتني كوكس بشخصية (مونيكا غيلر)، ليزا كودرو بشخصية (فيبي بوفيه)، مات لوبلان بشخصية (جوي تريبياني)، ماثيو بيري بشخصية (تشاندلر ميرييل بينغ)، وأخيراً ديفيد شويمر بشخصية (روس غيلر)، لم يستطيعوا إخفاء مشاعر الحنين والشوق للسنين التي جمعتهم بالمسلسل، ودموعهم جاءت أبلغ بصدق مشاعرهم. وتجدر الإشارة هنا إلى أن تصوير الحلقة مثّل عبئاً إضافياً على الممثلين الستة لأنهم واجهوا نوعين من التمثيل: الأول تلفزيوني مع الإعادات المختلفة للمشاهد عند الحاجة، والثاني مسرحي وتطلب التواصل مع الجمهور في المسرح طوال الوقت.