رياضة

باراغواي وبوليفيا في مواجهة صغيرة بكوبا أميركا.. وميسي لم يشبع ثأراً من اللاروخا

| خالد عرنوس

بدأت أمس أو فجر اليوم فعاليات بطولة كوبا أميركا لكرة القدم بنسختها السابعة والأربعين على الأراضي البرازيلية من خلال مباراتين في المجموعة الثانية، وتتواصل اليوم بمواجهتين في المجموعة الأولى، حيث يشهد ملعب نيلتون سانتوس الأولمبي في ريو دي جانيرو قمة بين الألبيسيلستي الأرجنتيني واللاروخا التشيلياني في إعادة لنهائي النسختين السابقتين للنسخة الأخيرة، عندما حرم الأخير ميسي ورفاقه من العودة إلى منصات التتويج، وتأتي هذه المواجهة بعد عشرة أيام فقط من تعادلهما ضمن تصفيات مونديال 2022، تبدأ هذه المباراة عند الساعة 12 منتصف ليلة الإثنين – الثلاثاء، وفي الساعة الثالثة فجراً يلتقي البيروخا الباراغوياني مع الأخضر البوليفي في سعيهما لخطف ثلاث نقاط أولى في هذه البطولة وذلك على ملعب بيدرو لوديفيكو في غويانا.

أحلام متجددة

في عام 1993 توج راقصو التانغو بلقبهم الأخير في كوبا أميركا بفضل سيميوني وروجيري وريدوندو وباتيستوتا، وكان لقبهم الأخير على مستوى البطولات الكبرى إلا إذا استثنينا ذهبيتي أولمبياد 2004 و2008، ومنذ ذلك الحين يدخل المنتخب الأرجنتيني كل بطولة عالمية أو بطولة كوبا أميركا مرشحاً للمنافسة على اللقب، لكن بقي الأمر أضغاث أحلام على الرغم من الأسماء المتوهجة الني مثلت الألبيسيليستي طوال أكثر من ربع قرن، ومنذ صعود نجم ليونيل ميسي زادت الآمال بالعودة إلى منصات التتويج، واقترب الحلم في مونديال 2014، وكذلك في كوبا أميركا 2015 و2016 إلا أن الخطوة النهائية جاءت فاشلة لينتظر أبناء بلاد الفضة على قائمة الانتظار من جديد.

اليوم لا يختلف الأمر كثيراً، فالمنتخب الذي يقوده المدرب الجديد سكالوني مرشح للمنافسة على لقب كوبا أميركا ولم يغير إقامتها في البرازيل التوقعات كثيراً، فيبقى الأرجنتينيون مرشحين بحكم التاريخ والعراقة وبوجود قائمة متجددة من النجوم في مقدمتهم ميسي صاحب الكعب الأعلى في 15 سنة أخيرة، والذي يستحق أن ينال لقباً دولياً يضيفه إلى سجله المتخم بالألقاب على مستوى الأندية وعلى الصعيد الفردي.

جرح لم يندمل

اليوم يبدأ أبناء التانغو رحلة البحث عن المجد المفقود، وقد يكون من المصادفة أن اللقاء الافتتاحي سيواجه فيه اللاروخا التشيلياني صاحب الحظ الرفيع في نهائيي الحزن الأرجنتيني وكان الفريقان اختتما مواجهاتهما التاريخية في البطولة بمواجهة جمعتهما على المركز الثالث في 2019 ويومها حقق رفاق ميسي (المطرود خلال المباراة) الفوز 2/1، علماً أنهم بدؤوا نسخة 2016 بالفوز على تشيلي في موقف مشابه بعد خسارة نهائي 2015، لكن في النهائيين تخلى الحظ عنهم فخسروا بالترجيح، علماً أن الخسارة الرسمية الأخيرة أمام اللاروخا كانت في تصفيات مونديال 2010،

ولا يعيش المنتخب الأرجنتيني أياماً جميلة، فمنذ خروجه المخيب من ربع نهائي مونديال روسيا خسر في نصف نهائي كوبا 2019، وهاهو يتعثر في التصفيات المونديالية رغم أنه لم يخسر في ست جولات أقيمت حتى الآن، لكن دخوله البطولة من الباب العريض يستند إلى وجود ميسي وحوله القوة الضاربة المتمثلة بخواكين كوريا ولاوتارو مارتينيز وأنخيل كوريا والمخضرمين سيرجيو أغويرو وأنخيل دي ماريا وليوناردو باريديس وكريستيان روميرو، ومن تابع هؤلاء مع أنديتهم الأوروبية يدرك مدى أهميتهم.

أفضلية التانغو

بدوره يمر منتخب تشيلي بمرحلة أكثر سوءاً منذ تتويجه بكوبا المئوية 2016 ففشل بالتأهل إلى المونديال، واحتل المركز الرابع في رحلة الدفاع عن لقبه القاري، وهاهو يترنح في التصفيات المونديالية، حيث لم يحقق أكثر من فوز يتيم وثلاثة تعادلات وهزيمتين، ومنها فوز وتعادلان في عهد المدرب الأورغوياني مارتن لاسارتي الذي تسلم المهمة مطلع العام الحالي خلفاً لرونالد رويدا، ورغم محاولات لاسارتي التجديد إلا أنه قلد سابقه بالاعتماد على نخبة مخضرمي اللقبين التاريخيين أمثال غاري ميديل وأرتورو فيدال وألكسيس سانشيز وماوريسيو إيسلا والحارس كلاوديو برافو وإيغينيو مينا وبوسينجور، الذين مازالوا يشكلون عماد التشكيلة المعتمدة من المدرب مع محاولات إشراك بعض الشباب كما حدث في لقاء الأرجنتين بالذات الذي انتهى بالتعادل قبل عشرة أيام.

ويعد اللاروخا الصيد السهل للألبيسيليستي تاريخياً حيث تقابلا في 92 مباراة ففاز الأرجنتيني في 60 منها مقابل 6 مرات فقط لتشيلي والتعادل في 26 مباراة، ومنها 29 مرة ضمن كوبا أميركا من دون أي هزيمة لأبناء التانغو الذين فازوا بـ23 مباراة.

من جهة أخرى خاضت تشيلي 183 مباراة سابقة في كوبا أميركا وحقق خلالها 60 فوزاً و31 تعادلاً و81 هزيمة، على حين الأرجنتين خاضت 195 مباراة في البطولة وحققت خلالها 122 فوزاً (رقم قياسي) مقابل 40 تعادلاً و33 هزيمة.

بعد 22 عاماً

وفي المجموعة ذاتها يبحث منتخبا بوليفيا والباراغواي عن بداية مثالية عندما يتواجهان للمرة الأولى بعد 22 عاماً في البطولة ويومها للمصادفة كان اللقاء افتتاحياً وانتهى سلباً، ولا يعتبر المنتخبان من الكبار، فالأخضر سبق له التتويج باللقب مرة واحدة، على حين البيروخا توج مرتين وعقب التتويج بلغ البوليفي النهائي عام 1999 وخسره أمام البرازيل، بينما الباراغوياني بلغ نهائي 2011 وخسر من الأورغواي وبلغ نصف النهائي 2015، وفشل البوليفي ببلوغ المونديال منذ 1994، على حين الباراغواي سجل حضوره الأخير في مونديال 2010، وفي التصفيات الحالية لم يخسر البيروخا في خمس جولات أولى، لكنه تعادل في أربع منها قبل أن يسقط في ملعبه أمام البرازيل في حين نظيره البيروفي بدأ بثلاث هزائم قبل أن يتعادل مرتين ويحقق فوزه الوحيد بينهما فاحتلا المركزين السادس والثامن، ويخوض المدرب الأرجنتيني بيريزو البطولة للمرة الثانية بقيادة الباراغواي حيث خرج من ربع النهائي في 2019 أمام البرازيل بركلات الترجيح ويسعى للوصول أبعد من ذلك في النسخة الحالية، على حين يسجل سيزار فارياس حضوره الأول في كوبا أميركا بعد إعادة تعيينه مدرباً لمنتخب بوليفيا الأول مع الفريق الأولمبي ويطمح لتحسين سجل الخضر في البطولة حيث خرج من الدور الأول في سبع من ثماني مشاركات منذ حلوله وصيفاً عام 1999.

تاريخياً لعب المنتخب البوليفي 115 مباراة في البطولة ففاز بـ20 منها مقابل 26 تعادلاً و69 هزيمة، على حين لعب الباراغوياني 168 مباراة ففاز بـ61 وتعادل بـ41 وخسر 66 مرة، وتقابل الفريقان 67 مرة انتهت 34 منها لمصلحة البيروخا مقابل 15 فوزاً للفيردي وتعادلا 18 مرة، ومنها 10 مرات في كوبا أميركا ففازت الباراغواي 7 مرات وتعادلا مرتين وفازت بوليفيا مرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن