سورية

أهالي حي طي متخوفون من العودة بسبب ثقافة الانتقام لدى «قسد»

| وكالات

لا يزال أهالي حي طي بمدينة القامشلي، متخوفون من العودة إلى منازلهم في القسم الذي تسيطر عليه ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وذلك بسبب ممارساتها الإجرامية وثقافة الانتقام الموجودة لديها، في وقت ازداد الوضع الأمني، في مناطق سيطرة الميليشيات في دير الزور، سوءاً بعد إسهامها في فوضى انتشار حمل السلاح العشوائي.
وقال شخص يدعى عبد الرحمن، ( 40 عاماً) في تصريح نقلته مواقع إلكترونية معارضة حول معاناة أهالي الحي بشأن عودتهم إلى بيوتهم التي هجروها منذ سيطرة ميليشيات «قسد» عليها في نيسان الماضي: إن «أغلب الذين عادوا إلى الحي هم من كبار السن».
وأضاف: الخوف من العودة إلى الحي، كان له تأثير سلبي على بيوتهم، إذ إن ذلك يؤدي إلى الاستيلاء عليها بسهولة، بالإضافة إلى انخفاض الحركة التجارية في الحي بشكل كبير، حيث بقيت معظم المحال والورشات الصناعية مغلقة حتى الآن.
وأشار عبد الرحمن، إلى أن سوء الوضع العام في الحي من حيث الخدمات وانعدام الأمن، كان عاملاً أساسياً في اتجاه أهالي الحي للتفكير في تهريب أبنائهم إلى خارج سورية، إضافة إلى أن 60 بالمئة من الأهالي لا يفكرون بالعودة إلى الحي، وفق تعبيره.
من جانبه، قال أحد سكان الحي ويدعى عدنان في تصريح مماثل: «لا يخلو أسبوع من المداهمات التي تنفذها ميليشيات «قسد» لعدة منازل في حي طي بحجة البحث عن السلاح واعتقال المنتسبين إلى الدفاع الوطني».
وأضاف: «هناك انتهاكات بالجملة ترتكبها الميليشيات حيث طوّق مسلحوها الأسبوع الماضي القسم الغربي من الحي بدءاً من شارع الحمّام وحتى امتداد شارع القوتلي غرباً، واعتقلوا عدة أشخاص من آل العيسى، وآل عباوي، وآل ثلاج، بعد تفتيش المنازل وترهيب الأهالي».
المدعو مضر الأسعد الذي زعمت المواقع أنه المتحدث الرسمي باسم «مجلس القبائل والعشائر السورية» من جهته، أرجع ما تقوم به ميليشيات «قسد» في الحي، إلى ثقافة الانتقام الموجودة لديها، موضحاً أن هدف «الميليشيات ليس كسب الحاضنة الاجتماعية، بل الضغط والتأثير الأمني عليها، وكسب تأييد الأهالي بالقوة وليس بالمراضاة، عن طريق الترهيب وسرقة ثروات المنطقة، وتجنيد الشباب لتنفيذ مشاريعها الخاصة.
وفي 26 من نيسان الماضي سيطرت ما تسمى «قوات الأسايش» الذراع الأمنية لميليشيات «قسد» على جزء كبير من حي طي بعد أسبوع من اشتباكات جرت جراء اعتداءات من قبلها، على قوات الدفاع الوطني الرديفة للجيش العربي السوري.
وبعدها جرى اتفاق بين ضباط في الجيش العربي السوري وممثلين عن ميليشيات «قسد» برعاية روسية نص على انسحاب الميليشيات من الأماكن التي توغلت فيها بالحي وانتشار قوى الأمن الداخلي التابعة للحكومة السورية الشرعية وعودة الأهالي إلى منازلهم وإيقاف الاشتباكات، إلا أن ميليشيات «قسد» لم تنفذ الاتفاق.
بموازاة ذلك، وبالتزامن مع الفلتان الأمني الذي تشهده مناطق سيطرة ميليشيات «قسد» في دير الزور، تحدثت مواقع معارضة عن تزايد حالات الاعتداء على المدنيين من أشخاص يحملون السلاح عشوائياً دون مراقبة أو مساءلة، ما يهدد السلم المجتمعي في المنطقة ويؤثر سلباً على الوضع الأمني الهش أساساً فيها.
وعن أسباب ازدياد هذه الظاهرة، أكد حمدان العبد العزيز الذي يعمل تاجراً للمواد الغذائية، في تصريح نقلته المواقع، أن «التراخي الذي تبديه ميليشيات «قسد» تجاه انتشار السلاح في مناطق سيطرتها، يسهم في هذه الفوضى».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن