رياضة

عندما يلتقي الديوك والمانشافت فالمتعة مضمونة … 7 مواجهات جمعت الزرق بالماكينات

| خالد عرنوس

تتجه أنظار عشاق كرة القدم في أوروبا والعالم الليلة إلى ملعب أليانز أرينا في ميونيخ حيث اللقاء الافتتاحي (الثاني) للمجموعة السادسة بين ألمانيا وفرنسا وقد جمعتهما القرعة إلى جانب البرتغال والمجر فيما عرف بمجموعة الموت أو مجموعة الأبطال، فقد سبق لثلاثة من هؤلاء الأربعة أن توج باللقب الأوروبي على حين اقتصرت إنجازات الرابع (المجري) على المركز الثالث مرة واحدة.

ولن ندخل بتفاصيل القمة الألمانية – الفرنسية الحالية، ففي الصفحة السابعة تقديم مفصل لهذه المواجهة المنتظرة، لكننا سنعود بالذاكرة إلى الخلف لنسرد بسطور قليلة حكاية المواجهات التاريخية بين كبيرين من كبار كرة القدم العالمية والأوروبية حيث يتصدر المانشافت الألماني منتخبات القارة العجوز من حيث الإنجازات بواقع أربعة كؤوس عالمية وثلاثة كؤوس أوروبية، إضافة لثلاث مرات وصيف في كلا البطولتين، على حين الإيكيب الفرنسي توج باللقب العالمي مرتين ومثلهما باللقب الأوروبي وبلغ مربع الكبار في كأس أوروبا ثلاث مرات أخرى، وأربع مرات في المونديال، وحل وصيفاً مرة في كل من البطولتين.

بداية قياسية

لم تكن البداية رسمية ففي عام 1931 بدأت المواجهات التاريخية بين الديوك والماكينات ودياً في باريس وكان الفوز بهدف لأصحاب الأرض وهو الذي تجدد في الشهر العاشر 1954 بنتيجة 3/1 على الأراضي الألمانية ويومها اعتبر الفرنسيون أنفسهم أبطالاً ذلك أنهم تغلبوا على بطل العالم يومها، وانتظر الفريقان نهائيات مونديال 1958 ليلتقيا رسمياً، فعلى المركز الثالث تواجها في غوتبرغ عقب خسارة المانشافت من أصحاب الأرض السويديين 1/3 في حين الإيكيب خسر من البرازيل 2/5، وفي مباراة مفتوحة شهدت تسعة أهداف كاملة ولم يكتف الألمان بخسارتهم اللقب بل خسروا أيضاً المركز الثالث لمصلحة الفرنسيين بنتيجة 3/6، وهي المباراة الأغزر بين الفريقين والأكثر أهدافاً في مباراة ترتيبية في تاريخ كأس العالم وخلالها سجل هداف المونديال جوست فونتين سوبر هاتريك رافعاً رصيده في تلك البطولة إلى 13 هدفاً (رقم قياسي) ومسجلاً الرباعية الرابعة بتاريخ المونديال.

ملحمة أندلسية

وغابت اللقاءات الرسمية حتى مونديال 1982 فتواجها في نصف النهائي على أرض ملعب بيزخوان في إشبيلية وهناك قدما واحدة من السهرات الكروية الجميلة مونديالياً، وقد انتهى وقتها الأصلي بالتعادل 1/1 فلجأ الفريقان إلى التمديد وتقدم الفرنسيون 3/1 عبر تريزور وجيريس قبل أن يعود الألمان بالنتيجة بفضل رومينيغه وفيشر لينتهي الوقتان الإضافيان بالتعادل فكان الحكم إلى ركلات الترجيح للمرة الأولى بتاريخ كأس العالم فابتسمت للمانشافت الذي سجل له كالتز وبريمر وليتبارسكي ورومينيغه وهروبيش وفشل شتيليكه، في حين سجل للإيكيب جيريس وأموروس وروشتو وبلاتيني وتصدى الحارس الشهير شوماخر لركلتي سيكس وبوسيس، وشهدت المباراة حدثاً غريباً عندما انفرد باتيستون بالمرمي الألماني وفي لحظة تسديده للكرة خرج شوماخر واعتدى عليه بعيداً عن الكرة ليخرجه من الملعب مصاباً وبأسنان مكسورة دون أن يحتسب الحكم الهولندي كورفر أي خطأ.

ولم ينس العالم تلك الحادثة حتى موعد المونديال التالي والصلح بين اللاعبين ليتكرر اللقاء في مكسيكو 86 وبالدور ذاته مع ترشيحات النقاد بالثأر الفرنسي خاصة بعدما أقصى بلاتيني ورفاقه السيليساو البرازيلي من ربع النهائي إلا أن أرض الملعب ابتسمت مرة أخرى للألمان الذين جددوا تفوقهم وهذه المرة بهدفين من رودي فوللر وأندرياس بريمه على الرغم من أفضلية الفرنسيين طوال وقت المباراة.

فوز ثالث وثأر

وبعد 28 عاماً تجدد اللقاء رسمياً من خلال المونديال ولكن هذه المرة في ربع النهائي، ففي ملعب ماراكانا في ري ودي جانيرو سنحت الفرصة من أجل الثأر من الهزيمتين التاريخيتين لكن الأمر لم يكن بالسهولة، ففي مطلع المباراة تقدم المانشافت عبر مدافعه مات هوميلس وحاول الفرنسيون تحت قيادة المدرب ديشان ونجومه غريزمان وبنزيمة وماتويدي والنجم الصاعد يومها بوغبا الرد وقدموا مباراة كبيرة تقاسموا خلالها السيطرة مع لام وموللر وكروس وشفانشتايغر وأوزيل بل كانوا الأكثر خطورة لكنهم خرجوا خاسرين هذه المرة بهذا الهدف.

بعد عامين فقط جمعتهما مباراة نصف نهائي من جديد لكن هذه المرة في يورو 2016 على الأراضي الفرنسية، ففي ملعب فيلدروم قدم الفريقان مباراة مثيرة وجميلة وحافلة بالفرص الضائعة وباللعب الجميل إلا أن الحسم جاء فرنسياً عبر أنتوني غريزمان الذي سجل ثنائية أولها من جزاء، فقاد الديوك إلى فوز رسمي أول بعد 58 عاماً على الماكينات بعدما حافظ الحارس لوريس على نظافة الشباك للمرة الأولى في مواجهات المنتخبين الرسمية.

تساوي الكفتين

تاريخياً التقى الفريقان 31 مرة والغلبة على عكس التوقعات للفرنسيين بواقع 14 فوزاً و9 هزائم و8 تعادلات والأهداف كذلك 49/46، إلا أن الألمان تفوقوا حتى وقت قريب على الصعيد الرسمي قبل أن يعدّل الديوك الكفتين عقب فوزهم في دوري الأمم خلال النسخة الأولى 2018 بهدفين مقابل هدف على أرض سان دوني قرب العاصمة باريس وهي المرة الأولى التي ينجح فيها رفاق غريزمان بقلب تأخرهم أمام الماكينات بهدف كروس إلى هدفين سجلهما بنفسه وكان الفريقان تعادلا ذهاباً في النسخة ذاتها سلباً وكان يومها اللقاء الأول لبطل العالم الجديد مع البطل القديم الذي خسر لقبه بطريقة مهينة، ليصبح العدد الإجمالي للانتصارات الفرنسية رسمياً 3 انتصارات مقابل انتصارين وتعادلين، وبالطبع كما يعرف الجميع فإن ركلات الترجيح لا تدخل ضمن خانة الفوز في السجلات الكروية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن