بمتابعة واهتمام من السيدة أسماء الأسد.. قريباً افتتاح أول مركز لزرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال في سورية
| فادي بك الشريف
بمتابعة واهتمام من السيدة أسماء الأسد، «يبصر النور» خلال الفترة القريبة القادمة أول مركز لزرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال في سورية، ليترجم 15 عاماً من العمل والجهد، مجسداً لكلمة السيدة أسماء الأسد خلال اجتماعها مع القائمين على المركز في مشفى الأطفال الجامعي منذ أيام بأن «الفارق بين النجاح والفشل يشبه الفارق بين الألم والشفاء وبين الحياة والموت».
ويحمل إطلاق المركز الكثير من الأمل بإنقاذ حياة العديد من الأطفال المصابين بالسرطان ومخففاً الأعباء المادية والنفسية عن أسرهم، وخاصة أن المركز الأول هو من نوعه في سورية وهو حقيقة إنجاز طبي وإنساني ووطني، ما كان ليحصل لولا الجهد الكبير الذي بذله المختصون والأطباء وكل الكوادر المعنية بإنجازه.
كما أن الآمال كبيرة بأن هذا المركز سيحدث قفزة مهمة في مجال معالجة أطفال سرطانات الدم والأورام الصلبة ومعالجة الأطفال المصابين بأمراض الدم الوراثية وأمراض نقص المناعة الخلقية والأمراض الاستقلابية الخلقية والوراثية.
«الوطن» رصدت واقع التحضيرات النهائية للمركز وكافة التفاصيل المتعلقة بالعمل والأثر الكبير الذي سيخلقه وانعكاسه المهم، كما عُقد أمس اجتماعاً تخصصياً في المشفى بحضور رئيس اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة، ومدير مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية في مشفى الأطفال الدكتور ماجد خضر، ومدير عام المشفى الدكتور رستم مكية.
وفي ردها على أسئلة لـ«الوطن» بينت العظمة أن علاج زرع الخلايا الجذعية الدموية في المركز «مجاني» وذلك تقديراً للظروف وعدم قدرة العائلة على تحمل النفقات، علماً أن تكلفة العلاج في الخارج قد تصل إلى 150 ألف دولار، مضيفاً: نحن حريصون على العلاج المجاني، كما أننا نعالج السرطانات كلها مجانا رغم التكلفة الباهظة.
وأكدت العظمة لـ «الوطن» أن المركز بإشراف أطباء أخصائيين بزرع النقي، كما أنه سيكون نواة لتدريب الكوادر عند إنشاء مراكز أخرى في سورية لزرع النقي.
وقالت: نحن بصدد إنشاء بنك الخلايا الجذعية (بنك معلومات) للمتبرعين والزمر الخاصة بهم، ليصار إلى استدعائهم عند الحاجة لهم، مضيفة: في حال لم يجد المريض متبرعاً مناسباً من الأهل أو الأقارب، فإنه يتم البحث عن متبرع آخر، وذلك عن طريق سجل المتبرعين.
كما كشفت العظمة عن تأمين جميع الكوادر اللازمة وتدريبها وإطلاع الأطباء المتميزين على أحدث المستجدات في مجال زرع الخلايا الجذعية في إحدى الدول الصديقة، مبينة أن التنسيق معها مهم جداً، سيما وأنه تم تدريب جزء من الكوادر الطبية بمنحة منها على أحدث المستجدات في مجال زرع الخلايا الجذعية، مبينة أن التعاون مستمر لإنشاء بنك دم الحبل السري وفي مجال المعالجة الخلوية.
وقالت العظمة: هناك تحديات كثيرة واجهتها خلال إنشاء المركز، مؤكدة التمكن من إنشاء البنية التحتية المناسبة لهذا المركز من الناحية التقنية والمعمارية ووفق أحدث المعايير العالمية، مع تجهيز غرف العزل التي تحتاج إلى تقنيات خاصة معقدة ومتطورة، إضافة إلى إنشاء كل الأقسام الحيوية اللازمة لعمل المركز، والعمل على أتمتة المركز، ليكون أول مركز طبي مؤتمت بالكامل في سورية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مدير المركز الدكتور ماجد خضر أن هناك نوعين من الزرع، وهو الذاتي من نفس المريض، والغيري من متبرع متطابق بالأنسجة معه.
وأكد أن نسبة الشفاء من دون زرع هي 20 بالمئة، وترتفع نسبة الشفاء إلى الـ 60 بالمئة عند الزرع الذاتي، ويختلف الأمر بالنسبة للزرع الغيري حسب المرض والمتبرع ومرحلة المرض، علماً أن نسبة الشفاء تتراوح بين 60 و90 بالمئة وتصل لـ 100 بالمئة في بعض الحالات.
وقال خضر: خلال أسابيع قليلة ينطلق عمل المركز لاستقبال جميع الأطفال من عمر الشهر وحتى 14 عاماً، مبيناً تأمين كافة التجهيزات والبنية التحتية والكوادر المتخصصة.
كما كشف عن تحضير عدد من الأطفال المرضى لقبولهم في وحدة الزرع، موضحاً أن الطاقة الاستيعابية قد تصل إلى 50 عملية سنوياً.
وحول التفاصيل الكاملة للمركز، يعد بمثابة النواة المستقبلية التي تفسح المجال للعمل والمشاركة في أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الأمراض المستعصية وبالتالي تقليص نسب الوفيات إلى الحد الأدنى واستعادة العافية والشفاء للكثير من المرضى، كما سيتم إجراء هذا النوع من العلاج المعقد بخبرات سورية في هذا المركز بهذا الكم الذي سيقدمه المركز في ظل الظروف.
كما جرت عمليات التأهيل للمركز بحيث تكون مطابقة لأفضل المعايير والشروط العالمية لمراكز زرع الخلايا الجذعية وتم تجهيز الغرف والأقسام والوحدات الموجودة فيه بكل ما يلزم من بنية تحتية وتجهيزات طبية وتقنيات تعقيم وتهوية عالية لإجراء عمليات الزرع، كما تم تزويد المخبر بأحدث الأجهزة التقنية للقيام بكافة المهام المطلوبة حسب البروتوكولات العالمية.
وراعى التصميم المعماري للمبنى الحالة النفسية للمرضى التي تفرضها مراحل العلاج وضرورة عزلهم عن الخارج بإنشاء غرفة زيارة لتواصل المرضى مع أقاربهــم بواســطة الإنترنــت عبر شــاشات التلفاز، وإضافــة النوافــذ العقيمـــة لجــدران الغرف بعد أن كانــت غيــر موجــودة سابقاً.
ومركز الخلايا الجذعية الجديد مزوّد بكادر طبي اختصاصي مؤلف من أطباء مختصين بزرع الخلايا الجذعية عند الأطفال يملكون الخبرة المطلوبة ومؤهلين للعمل على مستوى عالٍ وفق أحدث المعايير العالمية المطبقة، إضافة إلى كادر تمريضي مؤلف من 44 ممرضة تم تدريبهن لتقديم الخدمات اللازمة لمرضى زرع النقي والتعامل مع المريض بعقوبة تامة وتطبيق كل طرق التعقيم، وكادر فني على درجة عالية من الكفاءة مدرّب على استخدام الأجهزة الحديثة الموجودة باحترافية.
ولإتاحة أكبر قدر من الفرص من ناحية إيجاد متبرع متطابق مع المريض في حالات الزرع الـ«غيري» تم إنشاء السجل الوطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية وربطه مع بنك الخلايا الجذعية الدولي، كما ستتم أتمتة جميع الأعمال الطبية في مركز زرع النقي من مراجعة المريض أول مرة لعيادة الزرع وحتى تخرجه من الشعبة بعد تلقيه العلاج وعودته للمتابعة بعد التخرج ليكون أول مركز طبي مؤتمت بالكامل في سورية بما يضمن دقة العمل والتوثيق والمتابعة وانعكاس ذلك على مصلحة المرضى.
ويتألف المركز من قسمين، الأول شعبة زرع الخلايا الجذعية التي تتألف من وحدة زرع الخلايا الجذعية وتضم 5 غرف عزل مجهزة بكل ما يلزم من بنية تحتية وتجهيزات طبية وتقنيات تعقيم وتهوية عالية لإجراء عمليات الزرع بأفضل الشروط وحسب المواصفات العالمية، ووحدة بعد الزرع تضم ثلاث غرف و4 أسرّة، ووحدة الإجراءات النهارية تضم غرفة تحوي 3 أسرّة، وعيادة الزرع للمرضى ا لخارجيين، إضافة إلى غرفة زيارة لتواصل المرضى مع أقاربهم بواسطة الـ skype وشبكة الإنترنت عبر شاشات التلفاز لضمان سلامة الحالة النفسية للمريض وإبعاده عن الإحساس بالعزلة أو الوحدة.
أما القسم الثاني فهو مجهّز بأحدث الأجهزة التقنية للقيام بكافة المهام المطلوبة حسب البروتوكولات العالمية ويضم، السجل الوطني للمتبرعين بالخلايا الجذعية، وحدة فصل الخلايا الجذعية، ووحدة التنميط النسيجي hla، وحدة التجميد التدريجي، الغرفة النظيفة التي تم إنشاؤها حسب أفضل التقنيات والمواصفات العالمية والمخصصة لإجراء كافة عمليات المعالجة الخلوية للخلايا الجذعية ودم الحبل السري بعقامة عالية الدقة.