رياضة

مشكلة الأعمار..!

| مالك حمود

في قراءة متعمقة للاعبين الـ 14 الذين تم انتقاؤهم وإدراجهم على لائحة منتخب سورية للرجال بكرة السلة لخوض منافسات النافذة الثالثة نتفاجأ بأن العمر الوسطي عمر الفريق (31.5) سنة..!
ماذا يعني هذا الكلام؟
لو قلنا هذا الكلام على منتخبات أوروبية لكان عادياً، طالما أن اللاعب الأوروبي محترف بكل ما تعنيه الكلمة، وشتان مابين واقعنا الاحترافي ومابين الواقع الأوروبي، على اعتبار أن البعض راح يقيس أعمار منتخبنا بالمنتخبات الأوروبية.
لسنا ضد الأعمار الكبيرة أبداً، ومن ليس له قديم ليس له جديد، ولكن أين الجديد؟!
أين اللاعبون الشباب القادرون على أخذ دورهم الفاعل في المنتخب وتغذيته بالدماء الفتية..؟!
حالة الأعمار الكبيرة ليست مؤشراً إيجابياً أبداً، ومن يقيسها على زمن النجوم الكبار لكرة السلة السورية وكيف عمّروا في الملاعب ليتذكر كيف توجه اتحاد السلة آنذاك لاتخاذ قرار يقضي بتوجيه الشكر لعطاءاتهم وإراحتهم من الدعوة إلى المنتخب بقصد إعطاء الفرصة للاعبين الشبان، ولولا ذلك لما ظهر في تلك الحقبة ميشيل معدنلي وشريف الشريف ورضوان حسب اللـه وحكمت حداد وخالد زيدان ونور السمان وفراس حموي وعبود شكور وفراس المصري وعلي ديار بكرلي وغيرهم.
وظاهرة أعمار اللاعبين المتقدمة حالياً في كرة السلة السورية، هي حالة ليست صحية أبداً، وهي من مخلفات الأزمة التي أدت إلى هجرة الكثير من اللاعبين الشباب والناشئين، وأدت إلى بقاء اللاعبين الكبار في الملعب لعدم وجود البديل الملبي لملء المكان المطلوب.
المسألة ليس الهدف منها تبادل الاتهامات وتحميل المسؤوليات، فالمسألة كبيرة وعميقة وبحاجة لعمل إستراتيجي، وبالطبع لن يكون الحل خلال التصفيات الآسيوية ولا حتى في النهائيات الآسيوية في حال التأهل.
المسألة متوقفة على سؤال واحد: كم لاعباً شاباً قادراً على اللعب كأساسي أو بديل أول أو ثان في المنتخب؟!
الفارق الكبير مابين اللاعبين المخضرمين والشبان يقف عائقاً كبيراً في طريق الحلم بمنتخب شاب، أو منتخب مطعّم بالشباب، وهذا ما يخيف القائمين على المنتخب لدى الإقدام على خطوات التطعيم والتدعيم لاسيما عندما تكون المشاركات تنافسية، وعلى اعتبار أن منتخباتنا لا تتشكل إلا لدى المشاركات الرسمية، وبالتالي فلا مجال للمغامرة بوجوه شابة في بطولة المنتخب مطالب فيها بتحقيق النتائج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن