رياضة

متى يتم تحطيم رقم مينديز وزيزينيو؟ … نيمار بعيد وفارغاس وميسي أقرب

| خالد عرنوس

رغم تاريخها العريق كأقدم مسابقة كروية قارية للمنتخبات فقد انطلقت كوبا أميركا قبل مئة وخمس سنوات ورغم أنها أنهت 46 نسخة خلال هذه الفترة إلا أن أرقامها القياسية تبقى مجهولة نسبياً أو غير معروفة للشريحة الأوسع من متابعي كرة القدم العالمية، إما لقلة شهرة اللاعبين فيها وإما لأن نجومها على هذا الصعيد ليسوا من نجوم النخبة اللاتينية الشهيرة عالمياً، فالملك بيليه أو الساحر مارادونا على سبيل المثال أرقامهما مخجلة في هذه البطولة، وحتى زيكو أو سقراط أو كيمبس أو أغويرو أو هيغوين ليس لديهم أرقام تذكر فيها، ونجد أن معظم هذه الأرقام القياسية بالطبع للاعبين ينتمون للثلاثي الكبير (الأرجنتين والأورغواي والبرازيل) لكن هناك أرقاماً للاعبين من الدول الصغيرة، في السطور التالية نبرز بعض هذه الأرقام وإمكانية تحطيم بعضها في النسخة الحالية.

هدّافان عملاقان

يتصدر قائمة الهدافين اللاعب الأرجنتيني نوربرتو مينديز بمشاركة البرازيلي زيزينيو، وقد سجل كل منهما 17 هدفاً، ويتقدم مينديز منطقياً ذلك أنه سجل أهدافه في 3 نسخ مع نهاية الحرب العالمية الثانية وخاض خلالها منتخب التانغو 18 مباراة وتوج بلقبها جميعاً ورغم ذلك فقد توج مينديز الذي لعب في تلك الفترة لهواركان وراسينغ المحليين بلقب الهداف مرة واحدة كانت عام 1945 برصيد 6 أهداف وحل وصيفاً في النسختين التاليتين، فسجل 5 أهداف في 1946 و6 أهداف في نسخة 1947، والطريف أن في سجله الدولي 19 هدفاً فقط سجلها خلال 31 مباراة ويبدو أنه متخصص بالتسجيل في كوبا أميركا بالذات.

أما زيزينيو فهو أشهر من منديز رغم أنه لم يتوج بكأس البطولة إلا مرة واحدة مع السيليساو عام 1949 عندما استضافت البطولة لكنه كأن أحد نجوم هزيمة البرازيل في نهائي كأس العالم في العام التالي، وقد سجل 17 هدفاً خلال 34 مباراة (رقم قياسي آخر سنأتي على ذكره) وقد شارك في ثماني نسخ على الأقل، ورغم ذلك لم يتوج بلقب الهداف في أي منها، وتقول السجلات إنه سجل 30 هدفاً دولياً (خلال 53 مباراة) في مسيرته التي استمرت دولياً لمدة 15 عاماً بين 1942 و1957 كان لاعباً خلالها لفلامنغو وبانغو، ومثّل البرازيل في مونديال 1954 أيضاً.

نجمان مجهولان

ويحتل الأروغوياني سفيرينو فاريللا والبيروفي تيوديور فيرنانديز المرتبة الثانية في لائحة الهدافين برصيد 15 هدفاً، وسجل فاريللا 19 هدفاً بالمجمل مع السيلستي خلال 24 مباراة فقط خاضها بين 1935 و1942 وفي عامه الأخير توج مع الأورغواي بلقب البطولة واختير أفضل لاعب فيها وسجل خلالها 5 أهداف كثالث الهدافين وسجل 5 أهداف في نسخة 1937 كثاني الترتيب و5 أهداف في نسخة 1939 وغاب عن نسخة 1941، وعملياً سجل أهدافه الـ15 في 16 مباراة.

ويعتبر فرنانديز الملقب بـ«لولو» أحد أساطير البيرو قبل كوبيلاس ورفاقه ولاعبي العصر الحالي وقد سجل أهدافه الـ15 خلال 21 مباراة في البطولة ويعد النجم الأول لنسخة 1939 يوم توج منتخب بلاده بلقبه الأول حيث كان هداف البطولة برصيد 7 أهداف خلال 4 مباريات فقط واختير أفضل لاعب فيها، وسجل هدفاً في 1935 خلال 3 مباريات وهدفين في 4 مباريات عام 1937 و3 أهداف في 4 مباريات عام 1941 وهدفين في 6 مباريات عام 1942 وفشل بالتسجيل خلال 3 مباريات في نسخة 1947، ورصيده الدولي بالمجمل بلغ 24 هدفاً خلال 32 مباراة ومنها 6 أهداف في مباراتين ضمن ألعاب برلين الأولمبية عام 1936.

فرصة ضائعة

خامس الترتيب أو ثالث الترتيب عملياً اسم معروف تقريباً لأبناء الجيل الحالي من متابعي كرة القدم في أميركا اللاتينية والألمانية ذلك أن باولو غيريرو مثّل منتخب بيرو منذ 2004 وحتى النسخة الفائتة في البرازيل وقد سجل 14 هدفاً خلال 6 نسخ أخيرة والطريف أنه توج هدافاً في ثلاث نسخ منها، فانفرد بصدارة الهدافين عام 2011 برصيد 5 أهداف ثم بالمشاركة مع التشيلياني إدواردو فارغاس في 2015 برصيد 4 أهداف وأخيراً بالمشاركة مع البرازيلي إيفرتون في 2019 برصيد 3 أهداف، ولعب غيريرو الذي احترف في بايرن ميونيخ وهامبورغ الألمانيين وكورينثيانس وفلامنغو وإنترناسيونالي في البرازيل 104 مباريات دولية وسجل 38 هدفاً دولياً (الهداف التاريخي لمنتخب البيرو)، لكنه لم يستدع للمنتخب منذ حلول منتخب بلاده وصيفاً في النسخة الأخيرة، علماً أنه يبلغ السابعة والثلاثين من العمر، وبالتالي فقد فرصة تاريخية ربما للوصول إلى صدارة هدافي البطولة.

وفرصة قائمة

وهناك لاعب في النسخة الحالية يمكنه تحقيق ما عجز عنه غيريرو وغيره من النجوم العمالقة، ونعني هنا المهاجم التشيلياني إدواردو فارغاس اللاعب الذي خاض بالأمس مباراته رقم 96 أمام الأرجنتين وسجل هدف فريقه الوحيد والطريف أنه لم يسجل أي هدف دولي منذ تسجيله ثنائية بمرمى اليابان في النسخة الأخيرة من كوبا أميركا، فتقدم إلى المركز السادس على لائحة الهدافين التاريخيين وسبق لفارغاس الذي توج باللقب مرتين مع اللاروخا 2015 و2016 أن توج بلقب الهداف في 2015 برفقة غيريرو برصيد 4 أهداف في حين توج منفرداً بلقب هداف 2016 برصيد 6 أهداف، ويبلغ إدواردو من العمر 31 سنة وسجل 38 هدفاً دولياً.

وستكون الفرصة قائمة أمام ليونيل ميسي للاقتراب من كوكبة الصدارة خاصة أنه سجل هدف العاشر أمس بمرمى تشيلي وسيكون لنا وقفة أخرى مع النجم الأرجنتيني الذي بإمكانه الوصول إلى رقم آخر خلافاً لنيمار الذي مازال بعيداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن