ثقافة وفن

الدراما السورية ودورها في إعادة الألق إلى السياحة … توظيف الدراما في تسليط الضوء على المناطق التراثية والأثرية

| وائل العدس

لا يختلف اثنان على أن الدراما السورية وصلت إلى كل منزل عربي رغم كل ما عصف بالبلد من حروب سياسية وعسكرية وحصار اقتصادي، فنجحت في فرض نفسها على كل الشاشات في رمضان أولاً وعبر كل الأشهر ثانياً.

كما تعد درامانا الواجهة الحضارية لسورية لما تقدمه من فن راقٍ وصل في بعضه إلى العالمية.

قبل عام 2011، كانت سورية القبلة السياحية الأولى لكل العرب وكثير من الأجانب باعتبارها صاحبة إرث تاريخي كبير وغنية بالتحف والآثار، إضافة إلى امتلاكها طبيعة ساحرة على امتداد مدنها ومحافظاتها وقراها.

بعد الحرب الإرهابية على سورية، ونظراً للجرائم غير المسبوقة التي ارتكبتها العصابات المسلحة وما خلفته من تدمير للحجر والبشر، عانى قطاع السياحة كثيراً بعد أن تراجع تراجعاً كبيراً، فكيف للدراما أن تساعد في إعادة الألق إلى السياحة؟

لا شك أن السياحة قاطرة التنمية وقد تأثر الاقتصاد بعد تراجعها خلال السنوات الأخيرة بفعل الإرهاب، لكن الحكومة تبدو عازمة على تنمية ورفع كفاءة القطاع السياحي.

وهنا يجب إعادة توظيف الدراما في تسليط الضوء على المناطق السياحية والتراثية والأثرية والمناظر الخلابة الجميلة لمعالم سورية، خاصة أننا مقبلون على تصوير مسلسلات موسم دراما رمضان لعام 2022.

إن تصوير المسلسلات في المناطق السياحية والتراثية هو أفضل دعاية للسياحة السورية، خاصة أن الدراما السورية تجتاح الشاشات العربية كافة ويعشقها كل العرب، وهي فرصة للتسويق للسياحة من خلال الأعمال الفنية، وهو ليس بجديد ولكن نريد التركيز عليه أكبر.

ولا شك أن القائمين على الدراما يسعون لإبراز معالم سورية الجمالية، وهناك مؤلفون ومخرجون لديهم الخبرة والحنكة في تسليط الضوء على هذه التفاصيل.

وهنا ندعو وزارة السياحة إلى ضرورة تسهيل إجراءات الحصول على تراخيص تصوير الأعمال الدرامية وحتى الإعلانية الملائمة في المناطق الأثرية والسياحة بأسعار مناسبة، طالما أن هذه الأعمال سيكون له دور في تنشيط السياحة، خاصة أن للدراما قاعدة كبيرة ومن الممكن توظيفها كدعاية غير مباشرة للسياحة.

مسلسلات البيئة

احتلت المسلسلات الشامية المساحة الأكبر في السنوات الأخيرة نظراً لسهولة تسويقها ولأنها سلعة مسجلة باسم الدراما السورية فقط.

قليل من هذه الأعمال أظهرت الوجه الحضاري الحقيقي لدمشق، أقدم عاصمة مأهولة عبر التاريخ، وكثير منها قدّم البيئة الشامية بشكل مشوه وموبوء، وحصرها بثرثرات النساء و«خناقات» الرجال.

وإن صوبنا هذا النوع من الدراما فإنه بلا شك سيكون له دور في رسم الوجه الجميل لدمشق، وتذكير العالم العربي بهذه المدينة التي كانت وما زالت عصية على أعدائها.

والكلام ينطبق على الدراما الحلبية التي اختفت عن الساحة الدرامية بعدما كانت تتصدر المشهد، وكذلك أيضاً الدراما الساحلية والحمصية وإلخ، وكلنا يذكر كيف نالت قرية «السمرا» شهرة واسعة في سورية والوطن العربي بعد عرض مسلسل «ضيعة ضايعة» حيث أصبحت المقصد الأول لكل الراغبين بالاستمتاع بالطبيعة الخلابة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن