ثقافة وفن

حنين ووجع راهن وشوق واشتهاء لأيام أجمل … «نبتدي منين الحكاية».. احتفاء بالحب والحياة والتعامل مع المصاعب

وائل العدس :

في دمشق، أسدل المخرج سيف الدين سبيعي الستار على مشاهده كافة في مسلسل «نبتدي منين الحكاية» عن نص لفادي قوشقجي، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.
يؤدي أدوار البطولة فيه كل من: غسان مسعود، وسلافة معمار، ووفاء موصللي، وجرجس جبارة، وجلال شموط، ومحسن غازي، ويحيى بيازي، وسامر عمران، وهيا مرعشلي، ومحمد قنوع، وجفرا يونس، وإيمان خضور، ورامز عطا الله، وروبين عيسى، ورشا بلال، وفاتح سلمان، ومؤيد الخراط، وسالي بسمة، وصبا سبيعي، وميريانا المعلولي.
يحتفي العمل بالحب ويشكل فسحة أمام المشاهد نحو الحياة والتعامل مع المصاعب المختلفة بحس دعابة ساخر، متناولاً حكايات محورها الأساسي الحب.

فكرة العمل
العمل اجتماعي معاصر تدور أحداثه حول قصة حب طويلة ومديدة شاء العديد من الظروف والملابسات أن تكون لها بدايات ونهايات متعددة.
إنه نص يحتفي بالحب الذي يشكل موضوعه الأساسي وشبه الوحيد ويحتفي بالحياة، ويهدف إلى تشكيل فسحة مريحة لأعصاب المشاهد، وإن كانت راحة أعصابه ليست هدفاً وحيداً، بل الهدف الأهم إثارة شهية المشاهد على الحياة، والحب، بل ربما التعامل مع المصاعب المختلفة بحس دعابة ساخر.
إن الهدف الأساس للعمل التعاطي مع الحياة ومصاعبها ومتعها المختلفة بإيجابية وكفاحية عاليتي المستوى، إنه نص مكتوب على إيقاع البهجة، والآلام فيه حاضرة لكنها زائلة، والانتصار النهائي لمعاركه يسير باتجاه النهايات السعيدة.
يبدأ العمل حلقاته وينهيها بالعلاقة الأكثر قداسة وهي الحب مستعيداً حكاية روميو وجولييت، وتسير الأحداث بمنطق بسيط، من دون إلقاء مواعظ، وفي الحكاية نسيج درامي يعتمد أسلوب الـ«فلاش باك» على مدى خمسة عشر عاماً (بين عامي 2000 و2015) من عمر علاقة الحب التي تتعرّض للانفصال أكثر من مرّة، إثر خلافات غير جوهريّة. ويحدث ما لم يكن بالحسبان، فالتطور المفاجئ لحالة «بشير» الصحية يفجّر الحواجز الموجودة بينه وبين حبيبته «ليال» المُنفصلة عنه منذ سنة ونصف السنة، وهي التي بدأت قصة عشقها له في الخامسة والعشرين من عمرها، ولكن طوال تلك المدة لم يستطع كل منهما نسيان الآخر ولو كان بعيداً عنه، ليأتي المرض فيكسر حواجز الخلاف ويجد المشاهد أن العمل انتقل إلى محاور زمنية متعددة، مستوى راهن للأحداث التي تدور خلاله، ومستوى الماضي والسنوات الخمس عشرة لحبهما، ومستوى مستقبلي هو ما سينتهي إليه المسلسل.
ويتضمن العمل حنيناً ووجعاً راهناً وشوقاً واشتهاء لأيام قادمة أجمل، طرح الحب كبديل يجب أن يكون هو الأساس في علاقتنا مع وطننا.

شخصيات العمل
كل الشخصيات التي تقدم هي نتاج الواقع والمجتمع وكل علاقة تتطور حسب الظرف المعيش والعامل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
يقدم غسان مسعود شخصية «بشير» الذي تربطه علاقة حب بسيدة كلما هجرها يشعر بصداع حاد في الرأس وهذا له معنى مقصود مرتبط بقربه منها وعلاقته إيحائياً مع بيته والحي الذي يسكنه ووطنه.
تجسد سلافة معمار شخصية «ليال» وهي امرأة أربعينية تعيش قصة حب مع «بشير» بدأت منذ عام2000 وتستمر خمسة عشر عاماً وخلال هذه الفترة تتطور الشخصيات درامياً بطرق مختلفة لكن ما يوحدها الانتماء لهذا الحب والدفاع عنه، وبعد انفصال دام عامين يُقرّران العودة أحدهما للآخر بعد أن يصاب «بشير» بمرض السرطان ليحتفي أحدهما بالآخر مجدّداً. وهي حالة رمزية عبر تمسكها به وحبها له رغم مرضه ورغم الخلافات بينهما في دلالة على تشبث الإنسان بوطنه بما فيها من العمق والإخلاص تعبر عما نحتاجه اليوم وأننا لا نستطيع العيش دون أمل.
يقف جرجس جبارة للمرة الأولى أمام كاميرا سبيعي، بدور «رباح» شقيق «ليال» الأخ الأكبر في العائلة. وهي شخصيّة رئيسيّة تمتدّ مشاهدها على ثلاثين حلقة، طيبة لكنها حازمة عند الطلب، ومحبوبة من الجميع، وهو إنسان واقعي غير متعنّت برأيه ومتقبّل للآخر، وهو محطّ استشارة الجميع لأن كلمته مسموعة. يحمل الدور دعابة إنسانية بسيطة تشبه دعابة الحياة.
ويظهر سامر عمران بشخصية «تامر» صديق «بشير» وتمتاز بامتلاكها جانباً إنسانياً شفافاً وحرصاً على علاقة الصداقة الحميمة.
وتؤدي إيمان خضور شخصية «هنادي» وهي امرأة تحب المال والسلطة ولكن يتغير خطها مع تطور العمل إلى امرأة متمردة على زوجها تنجح في الطلاق منه لتتخلص من سيطرته.
أما رامز عطا اللـه فيقدم شخصية الدكتور «رامز» وهي شخصية محبة وطيبة، وهو الطبيب الذي يشرف على علاج بطل العمل.
وتلعب وفاء موصللي دور أرملة لأحد التجار وتقع مشكلات في العائلة بسبب اختلاف في وجهات النظر حول قضايا اجتماعية وحياتية ويومية، وتأخذ على عاتقها متابعة شؤون ابنها وابنتيها بعد وفاة زوجها، فتعمل على حل مشاكلهم الكثيرة التي ازدادت نتيجة غياب الأب، فتبدأ الأحداث بالتصاعد، لكنها لا توفر جهداً في سبيل راحة أبنائها وحل مشاكلهم.
ويقدم جلال شموط دوراً مركباً يشمل الكثير من الأحداث المتناقضة مع الواقع، فهو يلعب دور رجل مهم يشغله موضوع عيش ابنته مع شقيقة زوجته، بين رفضه للفكرة واصطدامه برغبة المحيط، تدور الكثير من الأحداث التي تنتهي إلى توترات مهمة.
وتظهر روبين عيسى بشخصية «وردة» وهي فتاة لها أفكارها الخاصة تدخل بصراعات ومشاكل دائمة مع شقيقها، وتضطر لمغادرة المنزل نتيجة خلاف كبير معه.
رشا بلال التي تأخذ فرصتها الأولى للظهور على الشاشة الفضية فتؤدي شخصية «نور» وفيها الحب والحزن والخير والحنان، وهي شخصية ترفض السلوك غير الصحيح لوالدها صاحب النفوذ والغني لأنه من تجار الأزمة لذلك تعيش مع خالتها «ليال» وتستقل عنه وفي ذلك إسقاط لبعض الحالات الاجتماعية التي نتجت عن الأزمة والأشخاص المستفيدين منها.
بدورها فإن سالي بسمة تقدم شخصية «كندا» وهي فتاة قوية ومتسلطة تتحكم بزوجها «لبيب» الذي لا يرفض لها أي طلب، حتى إنه يدخل في خلافات مع عائلته بسببها.
وأخيراً تؤدي جفرا يونس شخصية «تغريد» وهي فتاة تتحدى العرف الاجتماعي بالزواج من شاب من غير دينها فتدخل في صراع مع عائلتها التي تحاول استدراجها لاحقاً بحجّة مصالحتها، في حين يتخلى عنها الزوج بسبب صورة لها مع حبيب سابق، فتقع الفتاة بينه وبين حبيب سابق يحاول إفساد حياتها بشتّى الطرق وبين أسرتها التي ترفض الصفح عنها فتلجأ إلى «بشير» الرجل الذي تأثرت به سابقاً من خلال برنامج تلفزيوني اعتاد تقديمه وكان أحد أسباب تمردها على المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن