أتمنى أن تعود الدراما السورية إلى وضعها الريادي… وهي الآن عبارة عن دكاكين متنافسة … عدنان أبو الشامات لـ«الوطن»: سيف الدين سبيعي هو الوحيد الذي وقف إلى جانبي
| هلا شكنتنا
عدنان أبو الشامات ممثل سوري قريب من القلب في أعماله التي قدمها، له مشاركات درامية كثيرة خلال مسيرته الفنية منها ما هو درامي وتاريخي وبيئة شامية، فقد شارك في عدد من أعمال البيئة، وكانت آخر مشاركاته من خلال مسلسل «على صفيح ساخن» في رمضان 2021، وقد أدى في العمل شخصية جديدة، وترك انطباعاً مهماً لدى متابعي العمل، وأظهر صورة مختلفة عن هذا الفنان المثقف، إضافة إلى مشاركات لم تعرض في هذا الموسم.
في البداية أخبرنا عن دورك ضمن مسلسل «بروكار» الذي تأجل عرضه؟
دوري في مسلسل «بروكار» سوف يكون من خلال تأديتي لشخصية ضابط فرنسي «الكولونيل»، وهي ليست المرة الأولى التي أقوم بتقديم من خلالها مثل هذه الأدوار، لكن في الحقيقة المخرج محمد زهير رجب قدم لي دورين لكنني اخترت دور الضابط لأن الدور الآخر يعد نمطياً.
لك مشاركات عديدة في أعمال البيئة الشامية، ما الذي يجذبك في أعمال البيئة التي قد تنمّط الفنان؟
خلال مسيرتي الفنية قمت بتقديم عدة أدوار فنية متنوعة بين الدرامي والبيئة الشامية، لكن لاحظت أن أغلب المتابعين لي يفضلون مشاركتي في هذه الأعمال، وعندما يريدون التحدث إلي يختارون أسماء شخصياتي في البيئة الشامية، وأريد أن أوضح أمراً أن العمل في البيئة الشامية متعب لكنه مغرٍ وجمهوره واسع.
كيف تصف مشاركتك في العمل الدرامي «على صفيح ساخن»، وكيف تلقيت ردود الأفعال الإيجابية حول العمل؟
مشاركتي في مسلسل «على صفيح ساخن» تعني لي الكثير، لأن الأخ والصديق المخرج سيف الدين سبيعي كان له الفضل الكبير في مساعدتي عندما قررت العودة إلى سورية، وذلك من خلال مشاركتي في عدة أعمال من إخراجه، وهو الوحيد الذي وقف إلى جانبي وقام بتشجيعي حتى أعود للدراما السورية، وأنا سوف أكون سعيداً حتى لو قدم لي سيف الدين سبيعي دور كومبارس في عمل له، وبالتأكيد العمل استطاع أن يحقق نجاحاً حقيقياً لأن النص جيد جداً والإخراج متميز أيضاً، كما أن العمل ضم مجموعة أسماء مهمة من نجوم الدراما السورية، في الحقيقة العمل يحمل كل العناصر التي تمكنه من النجاح والجهد الذي بذل من أجله.
ما الأعمال التي تفضل أن تشارك بها، وهل من أعمال جديدة يتم التحضير لها؟
أفضل المشاركة في جميع الأعمال التي تكون قريبة من الجمهور وتقوم بتسليط الضوء على مشاكل حياتهم، أما بالنسبة لتحضير الأعمال في الوقت الحالي فليس هناك أي أعمال جديدة، لكنني شاركت ضمن عشارية من إخراج تامر إسحاق، لكن من الصعب أن أتحدث عنها وذلك بسبب حرص الشركة المنتجة على تفاصيلها.
من جانب آخر شهد الموسم الرمضاني تنوعاً في الأعمال الدرامية، ما رأيك بالمستوى الدرامي لهذا العام؟
لا شك أن الأعمال الرمضانية هذا العام استطاعت أن تحقق تحسناً نوعياً، وخاصة أن الجهد المبذول كان واضحاً جداً من أجل عودة الدراما السورية لكي تستعيد قوتها ضمن الوسط الفني العربي وتستعيد عافيتها، ولكن شركات الإنتاج اليوم نلاحظ أنها تقوم بتوفير الكثير من التكاليف وذلك حسب خطتهم التسويقية حسب قولهم، لكنني أتمنى أن الإجحاف الذي يحصل بحق الممثلين ينتهي عن قريب وتعود الأمور إلى سابق عهدها.
ما أكثر الأعمال التي نالت إعجابك، وبرأيك هل استطاعت الدراما السورية أن تحقق نجاحاً في جذب أنظار المتابعين؟
اليوم كل شخص يقوم بمراقبة المحطات التلفزيونية الخليجية يلاحظ عودة الاهتمام بالدراما السورية، سواء كان من خلال الأعمال السورية الخالصة أو المشتركة التي تنفذ بشكل جميل جداً، ومنها مسلسل «2020» الذي استمتعت بمشاهدته، وبالتأكيد إن الممثلة نادين نسيب نجيم أصبحت ممثلة من الطراز الرفيع وقصي خولي لا شك أنه من الممثلين المهمين بين أبناء جيله.
بالحديث عن الدراما السورية ما الشيء الذي ينقصها حتى تستعيد تألقها؟
الشيء الوحيد الذي يعيد الدراما السورية إلى ما كانت عليه سابقاً هو العمل من أجل الفن فقط لا شيء ثانياً، وبالتالي تحقيق الهدف الوحيد وهو استمتاع الجمهور بما يشاهد، وبالتأكيد الأزمة السورية كان لها تأثير في الدراما من ناحية المنافسة الشديدة بين الممثلين والشركات الذين أصبحوا يشاركون في أي عمل مقابل ضمان بقائهم على الساحة الفنية واستكمال حياتهم بكرامة وراحة البال.
إذا أردنا الابتعاد عن الأعمال الدرامية، نجدك نشيطاً جداً على مواقع التواصل الاجتماعي فما أهمية هذه المواقع بالنسبة لك؟
بالتأكيد مواقع التواصل الاجتماعي مهمة جداً بالنسبة لي، وأعتبرها وسيلة تواصل مع المتابعين لكونها تمكنني من معرفة رأي المتابعين بأعمالي وما الفكرة المأخوذة عني من قبلهم، وفي حال وجود نقد بناء من المتابعين سوف يستطيع الممثل أن يعمل على تغيير وجهة نظرهم وتطوير نفسه في حال وجود أخطاء.
وبماذا تتوجه إلى متابعي الدراما السورية عن واقعها ومستقبلها؟
أود من الجمهور الذي يريد أن ينتقد الدراما السورية بأن يراعي الظروف التي تمر بها في الوقت الحالي، إضافة إلى الكارثة التي حصلت في السنوات السابقة عندما كان الممثل يقوم بتصوير أعماله في أوضاع سيئة جداً أثناء سقوط القذائف، وبالنسبة لكل من يقول: إن الدراما أصبحت سيئة يجب عليه أن لا ينسى أن الكاتب في الوقت الحالي يعيش في حالة الضياع لأنه لا يعرف ماذا يكتب، وكل هذه الأمور أثرت في ابتعاد الدراما عن الجمهور، وأتمنى من الجمهور أن يدعم جميع الممثلين لأنهم يعملون في ظروف صعبة جداً مقارنة مع ممثلي الدول الأخرى، وأريد القول: إن الدراما السورية لم تصل حالياً إلى صناعة محترمة، بل هي عبارة عن دكاكين متنافسة والتقاليد التي كانت تحكمها قديماً قد رحلت وكأننا نعيد بناءها من جديد، وأتمنى أن تعود الدراما السورية إلى وضعها الريادي، لأنها تمتلك طاقات وممثلين هائلين.