رياضة

في مباراة الامتحان خسر المعلول الرهان … الصين كشفت المستور واتحاد كرة القدم مسؤول

| ناصر النجار

نبارك للجماهير الكروية تأهل منتخبنا إلى الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال الدوحة 2022، وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي نتأهل بها إلى نخبة الكرة الآسيوية وهذا شرف كبير لكرتنا.
من ناحية الآمال والأحلام فالفرصة ما زالت قائمة لبلوغ كأس العالم، ولكن بمثل هذا الأداء سنؤجل أحلامنا، ونحن لا نلوم لاعبينا فقد بذلوا ما يستطيعون وهذه إمكانياتهم وهذه حدودهم التي رسمها المعلول لهم، وأنا لا ألوم المعلول فمثله مثل شتانغة يأتي ويذهب، لكن ألوم اتحاد كرة القدم الذي تعاقد معه وصبر على أذاه لكرتنا وللاعبينا.
وسبق أن تحدثنا عن أخطاء المعلول الكثيرة وتسيبه وإهماله وعناده الذي أوصلنا إلى هذه النتيجة وهذه الصورة من الأداء والمستوى، وسبق لرئيس اتحاد كرة القدم أن صرح عند تغيير المدرب السابق للمنتخب فجر إبراهيم رغم نيله العلامة الكاملة بالتصفيات أن المنتخب لم يقدم الأداء المنتظر، والمستوى الذي ظهر عليه غير مشرّف لكرتنا، فهل قدم المعلول أداء أفضل؟ على العكس تماماً قدم أداء أسوأ ولم نر له أي بصمة ولم نشعر أن منتخبنا له هوية كروية خاصة به.
لعب المنتخب بقيادة المعلول سبع مباريات فخسر أربع مباريات وفاز بثلاث، المباراة القوية الوحيدة التي لعبها كانت مع إيران وخسرها صفر/3، في حين بقية المباريات التي خسرها كانت مع منتخبات تشبهنا، خسر مع البحرين 1/3 وبالنتيجة ذاتها مع الصين ومع الأردن صفر/1، وفزنا على من هم دوننا المالديف 4/صفر وغوام 3/صفر وأوزبكستان المتراجعة كثيراً وهي دوننا بالتصنيف 1/صفر ولم تتأهل إلى النهائيات، سجلنا تسعة أهداف ودخل مرمانا عشرة، وهذه الأرقام لم تحدث بزمن شتانغة آخر المدربين الأجانب غير المأسوف على رحيلهم.
على المعلول أن يرحل لأنه غير مناسب ولم يحقق لنا ما نطمح، وهو غير قادر على إضافة أي شيء، وقد يزداد المنتخب سوءاً بوجوده، لأن استمراره بالمنتخب سيؤدي إلى كوارث ونذكر منها الإصابات التي طالت العديد من لاعبينا وسوء اختيار اللاعبين بل سوء معاملته لهم، وزاد من سوء الأمر أن المدرب ألمح قبل مباراة الصين إلى الاستقالة بعد المباراة، وهو تصرف ما يجب أن يصدر عن مدرب محترف لأنه يؤثر نفسياً على اللاعبين ويشوش عليهم ويشتت ذهنهم، وهذا ما حدث تماماً، لأننا وجدنا المنتخب في لقاء الصين فاقداً التركيز الذهني وغير مهيأ نفسياً لمثل هذه المباراة.

مقارنة ظالمة

المقارنة بين منتخبنا ومنتخب الصين ظالمة لأسباب أهمها: أن مدرب الصين يعرف ما يريد وقرأ المعلول بشكل جيد واستطاع التغلب عليه، المنتخب الصيني كان محضراً ذهنياً بدرجة عالية لذلك وصلوا إلى ما يريدون بأسهل الطرق ودون عناء، مدربنا لم يكتشف نقاط ضعف المنتخب الصيني، وهجماتنا القليلة كشفت ثغرات عديدة عنده، وتبين للعوام أن دفاع الصين أضعف خطوطه لكن المعلول لم يكتشف ذلك ولم يحاول الضغط بمنطقتهم، وتبين بالدليل القاطع أن منتخبنا عندما هاجم الصين مطلع الشوط الثاني فتح فيه ثغرات واستطاع تسجيل هدف جميل، لكن هذا المشهد لم يتكرر!

من أجل هذا قلنا إن المقارنة ظالمة لأنها مقارنة بين فكر مدربنا وفكر مدربهم.

من المفترض أن يدخل منتخبنا المباراة وهو ممسك بزمامها لأنه يلعب بلا ضغط بعد أن ضمن التأهل مسبقاً، ومن المفترض أيضاً أن يستغل حاجة الصينيين للمباراة ليلعب على أخطائهم التي ستظهر نتيجة استعجالهم الفوز أو التسجيل، لكن ما وجدناه أن العكس هو الذي حدث ورأينا منتخبنا في الشوط الأول متهالكاً يستحق الشفقة ولولا العالمة والقائم لخرجنا متأخرين بثلاثة أهداف.

في الشوط الثاني تحرك منتخبنا لمدة ربع ساعة فقط أدرك من خلالها التعادل مستغلاً خطأ دفاعياً صينياً قاتلاً، ثم استلم الصينيون زمام المبادرة فصالوا وجالوا كما يشاؤون، ولم يتحرك المعلول لإجراء تبديلات مهمة للحفاظ على التعادل أو كسب هدف الفوز، وربما لم يغامر بذلك لعدم قناعته بما تبقى من اللاعبين وخصوصاً أن نصف الفريق صار على (العكازات) المنتخب الصيني سيطر واستغل أخطاء دفاعنا وتمريراته الطائشة فسجل هدفين، واحد من ركلة جزاء والثاني آخر الوقت ففرح بانتصار ثمين 3/1 وهو بذلك رد الدين لمنتخبنا الذي فاز ذهاباً 2/1.

ما بعد الصين

منتخب الصين ليس بأفضل منا وفاز نتيجة أخطائنا وسوء تصرف مدربنا، ونقول هذا لننتبه أن المنتخبات التي سنواجهها في التصفيات النهائية أقوى بكثير من الصين كإيران واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا والسعودية وربما الإمارات والعراق بميزان يفوق ميزان منتخبنا، والمنتخبات المتأهلة القريبة منا هي منتخبات عمان وفيتنام ولبنان، وهذا يعني أن هناك أربعة منتخبات من الوزن الثقيل سنواجههم في النهائيات، فهل نحن قادرون على هذه المواجهات الصعبة بمثل هذا الفكر الكروي المتعفن؟

يجب صرف المعلول وتسريح كامل الجهازين الفني والإداري مع المرافقين ومن في حكمهم، وعلى اتحاد كرة القدم الاستقالة لأنه مسؤول عن تراجع أداء ومستوى المنتخب، وليس له أي علاقة بإنجاز التأهل لأنه من صنع الاتحاد الذي سبقه.

هذه مطالبتنا للقيادة الرياضية، وقد صارت الأدلة كاملة لحجب الثقة عن اتحاد كرة القدم لأسباب موضوعية تتعلق بضعف أداء الاتحاد على الصعيد الداخلي وعدم الجدية بالتعامل مع المنتخب الوطني وترك المعلول يتصرف على هواه وقد دمر المنتخب ولاعبينا، ناهيك عن الصراع القائم داخل الاتحاد وقد أسهم بتخبط الموسم الكروي وتراجع مستواه ووجود أخطاء كارثية على كل المستويات.

ما قلناه سابقاً لن نعيده فواضح للجميع أن اتحاد الكرة الحالي هو اتحاد سياحة وسفر، وكرة القدم هي آخر اهتماماته، وللأسف فإن كل السفرات التي سافر بها رئيس اتحاد كرة القدم ومرافقوه وكانت كثيرة ومتعددة والتي أوهم الجمهور من خلالها أنه يريد أن يرد الحقوق المالية لكرتنا تبين أنها غير صحيحة وكانت مجرد زوبعة في فنجان والدليل أنه لم يتحقق أي تقدم في هذا الملف.

(المكتوب مبين من العنوان) ولو أن عند هذا الاتحاد شيئاً مفيداً لكرتنا لظهرت بوادره ولكن للأسف فإن كرتنا تدهورت عن السابق ولا بد من التحرك السريع وخصوصاً أن الفاصل المتبقي عن التصفيات النهائية لا يتجاوز الثلاثة أشهر، وأعتقد أن أفضل خدمة يقدمها الآن اتحاد كرة القدم لجمهور الكرة السورية أن يقدم استقالته وسنكون له من الممنونين.

بيد أن التصريحات الغريبة التي صدرت عن أغلب لاعبينا بعد انتهاء مباراة الصين والتي تقول: (رح نبقى ضحية الصراعات)! ترسم العديد من إشارات الاستفهام؟ هذا الشعار الذي أطلقه أغلب اللاعبين ينم عن وجود شيء ما، خلل ما في المنتخب، هل هناك صراع داخل المنتخب؟ ومن هم أبطال هذا الصراع؟ ولماذا ظهر هذا الصراع مؤخراً؟

الأيام القادمة ستكشف حتماً نوع هذا الصراع وطبيعته بعد عودة المنتخب إلى سورية.

تحريض صريح

ما صرح به لاعبونا في صفحاتهم على الفيسبوك (رح نبقى ضحية الصراعات) تبين أنه بتحريض من المدرب التونسي، الذي أراد تغطية إخفاقه بالمكافآت التي رفض المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام صرفها على اعتبار أن الفوز على المالديف وغوام أمر طبيعي.

وحاول المدرب التونسي صرف انتباه الجميع عن الخسارة القاسية مع الصين بإثارة هذا الموضوع وتحريض اللاعبين على ذلك.

من جهته أبدى رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا عدم رضاه عن أداء المنتخب والمدرب التونسي وطالب اتحاد كرة القدم باتخاذ الإجراءات المناسبة.

المتأهلون

الدور الحاسم للتصفيات ستجري قرعته في 24 من الشهر الحالي في كوالالامبور بين المنتخبات المتأهلة وهي: في المستوى الأول: اليابان وإيران، المستوى الثاني: كوريا الجنوبية واستراليا، المستوى الثالث: السعودية والعراق، المستوى الرابع: الإمارات والصين، المستوى الخامس: سورية وعمان، المستوى السادس: فيتنام ولبنان.

بطاقة المباراة

سورية × الصين: 1/3

المناسبة: التصفيات الآسيومونديالية

الزمان: الثلاثاء 15/6/2021

المكان: ملعب الشارقة

الأهداف: الهدف الأول للمنتخب الصيني عند الدقيقة 42 سجله زهانغ اكسيزهي بعد تمريرة من وو لي وضعته منفرداً أمام المرمى.

هدف التعادل لمنتخب سورية في الدقيقة خمسين سجله اياز عثمان بعد تمريرة متقنة من علاء الدالي.

الهدف الثاني للصين من ضربة جزاء في الدقيقة 69 سجله وو لي على يمين الحارس، من خطأ للدفاع وإعاقة من الحارس.

الهدف الثالث للصين عن طريق البديل يونينج تشانج مستغلاً سوء التغطية الدفاعية.

البطاقات: الصفراء: كامل حميشة – محمد عنز.

الحمراء: لا يوجد.

الحكام: طاقم من سنغافورة بقيادة محمد جاهاري.

تشكيلة منتخب سورية:

إبراهيم عالمة – ثائر كروما ( يوسف محمد)– عمرو ميداني – فارس أرناؤوط – يوسف الحموي – محمد عنز – مؤيد عجان (خالد كردغلي) – كامل حميشة (محمد الحلاق) – اياز عثمان (ورد السلامة) – محمود المواس – علاء الدالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن