سيكون فجر غدٍ الجمعة وفجر السبت حافلاً في كوبا أميركا فتشهد الجولة الثانية من الدور الأول للنسخة السابعة والأربعين لقاءي قمة، الأول يجمع صاحب الأرض السيليساو البرازيلي مع البيرو في إعادة لنهائي النسخة الماضية يوم توج أبناء السامبا باللقب التاسع ويقام على ملعب نيلتون سانتوس في ري ودي جانيرو بداية من الثالثة فجر الجمعة، أما الثاني فيجمع السيليستي الأورغوياني مع الألبيسيليستي الأرجنتيني في قمة كلاسيكية هي الأكثر تكراراً في تاريخ البطولة ويحتضنها ملعب ماني غارينشيا في العاصمة برازيليا بداية من الثالثة فجر السبت، وفي المجموعة الثانية كذلك يسعى المنتخب الكولومبي لحجز مكان في الدور الثاني على حساب نظيره الفنزويلي وتقام المباراة على ملعب بيدرو لوديفيكو في غويانا منتصف لبيلة الخميس – الجمعة، في حين في الأولى يلتقي منتخبا تشيلي وبوليفيا بداية من منتصف ليلة الجمعة – السبت في ملعب باناتانيا في كويابا حيث يطمح الأخير لتعويض الهزيمة الافتتاحية في حين الأول يبحث عن فوز يعزز آماله ببلوغ ربع النهائي.
جبل وواد
هو نهائي النسخة الأخيرة وجمع يومها منتخبي البرازيل صاحب الأرض كذلك بالمنتخب البيروفي والذي كان في أوج عطائه خاصة أنه كان عائداً من مشاركة مونديالية بعد غياب طويل وقد سجل تأهله إلى النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه الثاني عام 1975 لكن الواقعية البرازيلية يومها نجحت في كسب المواجهة واللقب التاسع، أما اليوم فتبدو الأمور مختلفة تماماً فالمنتخب البيروفي عاد إلى حجمه التاريخي الطبيعي يصارع الصغار رغم أنه كان أحد فريقين تغلبا على السيليساو عقب تلك البطولة عندما فاز في لقاء ودي في خريف 2019 بهدف، أما المنتخب البرازيلي فقد واصل منذ تلك البطولة فلم يخسر رسمياً منذ خروجه من ربع نهائي المونديال الروسي وهاهو ينطلق بسرعة الصاروخ في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، وكذلك سجل بداية مثالية في البطولة الحالية بالفوز افتتاحاً على نظيره الفنزويلي، علماً أنه لم يخسر تاريخياً على أرضه في كوبا أميركا سوى مرة واحدة عندما توج باللقب عام 1949 أمام الباراغواي يومها قبل أن يرد الصاع في النهائي بسباعية دون ردّ.
ويعيش منتخب البلانكوروخا (البيروفي) وضعاً سيئاً قبل خوضه المباراة الأولى فلم يسجل سوى فوز وحيد في مباراته السادسة ضمن تصفيات مونديال قطر 2022 وبشكل مفاجئ على أرض الإكوادور بعد تعادل و4 هزائم وإحداها كانت على أرضه أمام راقصي السامبا بنتيجة 2/4، وكذلك خسر أمام الأرجنتين وكولومبيا في ليما، ومازال يقوده المدرب الأرجنتيني ريكاردو كاريكا منذ 6 سنوات أي إنه يملك الخبرة اللازمة في مثل هذه البطولات خاصة أنه كان على رأس الإدارة الفنية في كوبا 2016 ويومها خرج من ربع النهائي دون هزيمة، فبعد فوزين وتعادل في الدور الأول خانته ركلات الترجيح أمام كولومبيا، في البرازيل 2019 بلغ النهائي على الرغم من هزيمته من البرازيل في الدور الأول بخماسية نظيفة، ففاز على بوليفيا وتعادل مع فنزوبلا وفي الدور الثاني تخطى الأورغواي بالترجيح قبل أن يهزم البطل التشيلياني يومها بثلاثية في نصف النهائي لكنه خسر 1/3 في النهائي.
هل تتغير المعطيات؟
السيليساو البرازيلي بنجومه الحاليين (نيمار وكاسيميرو وخيسوس وماركينيوس وأليسون) والبقية يقدم نتائج جيدة إضافة إلى عروض مقنعة ولم يتأثر كثيراً ببعض التغييرات التي أجراها المدرب تيتي على الشكل العام، ويبدو أنه لن يجد صعوبة تذكر في الطريق إلى ربع النهائي حيث تبدأ المهمة الحقيقية في رحلة الدفاع عن لقبه، وبالمقابل فإن المنتخب البيروفي تأثر برحيل فارافان وغيريرو وقبلهما كاردوزو، ولا تبدو الخيارات كبيرة لدى المدرب غاريكا مع غياب الأسماء الكبيرة القادرة على الاحتراف في أندية كبيرة ويعتمد على الثنائي أندريه كاريللو وكريستيان كويفا المحترف بالدوري السعودي، إضافة إلى لاعب سلتا فيغو الإسباني ريناتو تابيا ومدافع سانت إيتيان ميغيل تروكو ومهاجم بينفينتو جيان لوكا لابادولا.
تاريخياً تقابل المنتخبان في 45 مباراة فكانت الغلبة للبرازيل بواقع 32 فوزاً مقابل 8 تعادلات و5 انتصارات فقط للبيرو، ومن هذه الانتصارات ثلاثة ضمن كوبا أميركا حيث تواجها في 18 مباراة وانتهت 12 منها بفوز السيليساو.
عملاقا القارة
مهما كانت عظمة البرازيل كروياً على الصعيد العالمي لكنها في هذه البطولة تحتل المركز الثالث وراء الأورغواي والأرجنتين وبفارق كبير من الألقاب عملياً، وتفتخر جماهير البلدين بهذا الأمر، وتعد المواجهات بين هذا الثلاثي الكلاسيكيات الأكثر جماهيرية في أميركا اللاتينية بل وتمتد بعضها لتشمل العالم، ويلتقي صاحبا الألوان المتشابهة في قمة منتظرة ضمن الدور الأول لهذه النسخة وتعد من المواجهات الحاسمة للوصول إلى صدارة المجموعة الأولى، ويدخل السيليستي الأورغوياني البطولة من الباب الواسع لقاء أبناء التانغو الذين تعادلوا في مباراتهم الأولى أمام تشيلي.
ولم يقدم الألبيسيليستي الأداء المتوقع منه في مباراته الأولى على الرغم من أفضليته على نظيره اللاروخا ومازالت الآلة الهجومية المرافقة لميسي تثير علامات الاستفهام، وهو ما يحاول المدرب سكالوني إيجاد الحل المناسب له، علماً أنه دخل البطولة من الباب العريض خاصة أنها تشكل البطولة الوداعية لنجمها الأعلى والكل يريد أن يتوج بلقبها بعدما أخفق في خمس مناسبات سابقة خسر خلالها النهائي مرتين، ولم يخسر المنتخب الأرجنتيني منذ استئناف المنافسة عقب جائحة كورونا لكنه تعادل في أربع مباريات من سبع في التصفيات المونديالية ثم في أول ظهور له في البطولة.
وعلى الضفة المقابلة لم يقدم منتخب الأورغواي خلال الآونة الأخيرة الأداء الذي يرضي الجماهير ولا حتى النتائج، فقد سجل فوزين وتعادلين وهزيمتين محتلاً المركز الرابع بعد 6 جولات، وسبق للسيليستي أن خرج من ربع نهائي نسخة 2019 وغادر من الدور الأول قبلها في 2016 بشكل مفاجئ وربع نهائي 2015 وهي المشاركات التي أعقبت تتويجه الأخير.
ويعاني أقدم مدرب على مستوى المنتخبات الوطنية أوسكار تاباريز هجومياً ودفاعياً ولذلك مازال يعتمد على الثنائي سواريز وكافاني في المقدمة رغم وجود ماكسي غوميز والشابين فاكوندو توريس وبريان إيكامبو النشطين في الدوري المحلي، لكنه يملك فالفيردي وتوريرا المتألقين في فريقي العاصمة الإسبانية إضافة إلى بينتانكور (اليوفي) وماتياس فيسينو (إنتر) وهذا الرباعي يمكن التعويل عليه في وسط الملعب، ومازال المخضرمان دييغو غودين ومارتن كاسيريس عماد الدفاع، وكذلك لازال الحارس موسليرا الخيار الأول لتاباريز.
حكاية قديمة
تقول الإحصائيات إن الفريقين تقابلا في 194 مباراة وهناك 190 مباراة معتمدة على الأقل وهذا أكبر عدد من اللقاءات تقريباً بين منتخبين خارج الجزر البريطانية وتعود جذور اللقاءات إلى عام 1902 وهو أقدم لقاء في أميركا الجنوبية وانتهى لمصلحة الأرجنتين بنتيجة قياسية 6/صفر، ولطالما كانت هذه المواجهات حافلة ومثيرة ومؤثرة على صعيد بطولة كوبا أميركا خاصة رغم أنهما كانا طرفي أول نهائي للمونديال 1930 وقد انتهى أورغوانياً 4/2 قبل أن يرد الأرجنتينيون بالمواجهة الثانية عام 1986 بهدف، وكذاك تواجها في نهائي دورة أمستردام الأولمبية عام 1928 وكذلك توج السيليستي.
وبالمجمل تقابلا 190 مرة فكانت الغلبة للأرجنتين بواقع 89 فوزاً مقابل 59 للأورغواي وتعادلا 45 مرة والأهداف 303/215 لمصلحة الأولى، وهما الأكثر مواجهة في كوبا أميركا لواقع 31 مباراة وشهدت 4 تعادلات مقابل 14 انتصاراً للأرجنتين و13 للأورغواي إضافة إلى ركلات الترجيح التي كانت لمصلحة الأخيرة في ربع النهائي عام 2011 هو اللقاء الأخير بينهما في البطولة ويومها توج السيليستي بلقبه الخامس عشر والأخير، في حين الأرجنتيني لم يعرف التتويج منذ 1993 يوم توج بلقبه الرابع عشر، ولعل أشهر المواجهات في العصر الحديث كان في نصف نهائي 1987 واجتمع يومها مارادونا بفرانشيسكولي الذي فاز مع فريقه بهدف قبل أن يتوج باللقب في تلك النسخة على الأراضي الأرجنتينية، سجل الأرجنتيني الفوز الأعلى على هذا الصعيد بنتيجة 6/1 عام 1955 قبل أن يرد الأورغواياني 5/صفر في عام 1959.
خطوة ثانية
يمكن القول إن مواجهة بوليفيا ستكون بمثابة خطوة أخرى للمنتخب التشيلياني لضمان حضوره في ربع النهائي بعد تعادله مع أقوى المنافسين (الأرجنتيني) بهدف لمثله وسقوط البوليفي أمام الباراغواي 1/3، إلا أن التشيليين لم ينسوا أن الخضر فرضوا عليهم التعادل قبل انطلاق البطولة مباشرة ضمن تصفيات المونديال وكان اللاروخا فاز على نظيره البوليفي في آخر مواجهة بينهما في كوبا أميركا 2016 2/1 وقبلها في 2015 بخماسية نظيفة.
وسبق للفريقين أن تواجها تاريخياً 31 مرة والغلبة لتشيلي بواقع 19 فوزاً مقابل خمسة انتصارات لبوليفيا و6 تعادلات، وكان الفيفا منح فوزاً قانونياً لتشيلي في تصفيات مونديال 2018 وذلك عقوبة على إشراك لاعب موقوف، والتقيا 14 مرة في كوبا أميركا ففازت تشيلي 10 مرات مقابل تعادل وفوزين لبوليفيا.
وفي المجموعة الثانية يلتقي منتخب كولومبيا الفائز على الإكوادور افتتاحاً مع نظيره الفنزويلي الخاسر أمام البرازيل والذي يعاني من غيابات كثيرة جراء كورونا، يأمل بالخروج بنتيجة تعينه على المنافسة لدخول ربع النهائي في حين الكولومبي يسعى لضمان العبور إلى الدور الثاني، وكلاهما كان خرج من هذا الدور في النسخة الأخيرة، وجمعت 39 مباراة سابقة الفريقين ففاز الكولومبي في 18 منها آخرها بنتيجة 3/صفر ضمن التصفيات الحالية للمونديال مقابل 6 انتصارات للفنزويلي آخرها في كوبا أميركا 2015 ضمن الدور الأول بهدف يتيم وتعادلا 15 مرة، وتواجها 6 مرات فقط ضمن كوبا أميركا منذ 1979 يوم تعادلا سلباً قبل أن يفوز الكولومبي 4/صفر، وتجدد الفوز 4/2 في نسخة 1989 ثم 2/صفر في نسخة 2001 يوم توج الكولومبي بلقبه الوحيد و1/صفر في 2004 قبل أن يحقق العنابي فوزه اليتيم.
وبعيداً عن أرض الملعب فقد سجلت وزارة الصحة البرازيلية إصابة 33 شخصاً من المشاركين في البطولة منذ انطلاق المباريات يوم الأحد الماضي ويتعلق الأمر ببعثات منتخبات كولومبيا وبوليفيا وفنزويلا التي استبقت البطولة بـ13 إصابة.