قضايا وآراء

بايدن وبوتين

| دينا دخل الله

قد يكون اللقاء الذي جرى بالأمس بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن أكثر اللقاءات مشاهدة على المسرح الجيو- سياسي هذه السنة وخاصة أنه أتى بعد أجواء متوترة بين البلدين. وبانتظار معرفة نتائج القمة بكاملها أكتفي هنا بالإشارة إلى أهم القضايا بين أكبر دولتين سياسياً في العالم.
يكتسب هذا اللقاء أهميته بالنسبة للأميركيين أنه أتى في نهاية الجولة الخارجية الأولى لرئيسهم الذي أراد خلالها أن يثبت للحلفاء وغيرهم أن «أميركا عادت»، أما بالنسبة للروس «فالقمة مهمة من حيث الرمزية فهي تضع روسيا في التصنيف ذاته مع الولايات المتحدة» حسب قول أندريه كورتونوف مدير مجلس الشؤون الدولية الروسي، على الرغم من ذلك يرى الكثيرون أن هذا اللقاء أخذ حجماً أكبر منه فلا يتوقع أن ينتج عنه أي تقدم في المحادثات بين الطرفين، ولعل أفضل ما قد ينتج عن اللقاء هو شطب اسم الولايات المتحدة من قائمة الدول غير الصديقة لروسيا وعودة الدبلوماسيين.
بينما يرى البعض الآخر أن لقاء بوتين- بايدن سيساعد في إعادة بناء روابط شخصية بين الرئيسين لتكون أساساً للعلاقة بينهما خلال فترة رئاسة بايدن، ما يعتبر مصلحة للطرفين وخاصة عند التعامل مع قضايا الاستقرار الإستراتيجي، إذ قالت مديرة مركز الدراسات الأوروبية في جامعة جورجتاون الأميركية انجيلا ستينت «إنه من الأسهل إدارة التوترات عندما يطور الرؤساء علاقات عمل مثل الرئيسين الأميركيين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش الأب مع الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، لأنني اعتقد أن المسؤولين الأميركيين يجدون دائماً أنه من الصعب جداً إنجاز أي شيء مع روسيا إلا إذ كانت هناك إشارات من الرئيس نفسه».
لم تتغير القضايا العالقة بين البلدين فهي لا تزال نفسها ولعل أهمها هو مسألة الحد من انتشار السلاح النووي وخاصة أن الطرفين انسحبا من اتفاقية الحد من الأسلحة النووية المتوسطة المدى INF واتفاقية السموات المفتوحة ما يقلل من الشفافية ويزيد المخاطر. وعلى الرغم من أن البلدين وقعا على اتفاقية ستارت الجديدة حتى شباط 2026 إلا أن هذه الاتفاقية لا تغطي مجالات الأسلحة الجديدة. إضافة إلى حل النزاعات الدولية كسورية وليبيا واليمن ومسألة أوكرانيا ومحاولة الولايات المتحدة توسيع حلف الناتو إلى حدود روسيا وتدخلات أميركا في الشأن الداخلي الروسي في قضية تسميم المعارض الروسي اليكسي نافالني حسب الروس. واتهام أميركا لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية وقيام روسيا بالاختراقات السيبرانية للمنشآت والمصالح الأميركية، إضافة إلى قضية تبادل السجناء بين البلدين (طيار روسي وسجينين أميركيين) والمناخ والقطب الشمالي وجائحة كورونا.
بين متفائل ومتشائم أتت القمة الروسية الأميركية لا لإيجاد حلول جذرية للمشكلات العالقة بين البلدين بل لإبقاء قنوات حوار مفتوحة ما قد يساعد في حل قضايا الاستقرار الإستراتيجي ويجنب العالم صدامات غير محسوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن