سورية

أولوياته توسيع العمل في مجالات الدعم المعيشي والحصول على مزيد من التأييد الدولي … الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لـ«الوطن»: السوريون أعطوني رسالة أمل وتطلعاً للمستقبل

| سيلفا رزوق

كشف الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، في حوار خاص مع «الوطن»، أن إحدى أولوياته في المرحلة المقبلة بسورية، ستكون توسيع العمل في مجالات الدعم المعيشي للآسر ودعم كرامة الناس، والضغط للحصول على تأييد مزيد من الدول لدعم هذه البرامج التي يسعى الاتحاد لتوسيع العمل بها.
وبيّن تشاباغين أن العمل للدعم المعيشي، يحمي كرامة الإنسان ويحمي كرامة العائلة السورية، وهذا مهم جداً فبدلاً من توزيع صناديق للمساعدات، نساعدهم ليكون لديهم دخلهم الخاص من خلال برامج مختلفة، وألا يكون اعتمادهم على الدعم الخارجي من خلال توزيع المعونات.
وتحدث تشاباغين عن الزيارات التي قام بها إلى عدد من المناطق السورية، ولفت إلى أن الأشخاص الذين تكلم معهم أعطوه رسالة أمل وتطلعاً للمستقبل، وقال: «هم لم يركزوا على الماضي، وإنما ركزوا على المستقبل، وهذا أعطاني الأمل بأن سورية لها مستقبل مشرق».

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته «الوطن»:

• سيد تشاباغين لفت نظري في البيان الرسمي الذي صدر عن وزارة الخارجة السورية عقب لقائك وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، حديثك عن نيتك وضع آليات للانتقال من المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى تحسين سبل المعيشة للمواطنين، أود التوسع أكثر في هذه النقطة، وماذا تقصد بالانتقال لتحسين مستوى معيشة المواطنين؟

كما تعلمين، فإن وجودنا هنا كان منذ بداية الأزمة السورية ومن قبله، ومنذ البداية وقفنا داعمين للهلال الأحمر العربي السوري، ونحن سنكمل العمل في دعم الهلال الأحمر العربي السوري في النقلة التي نتكلم عنها، وخلال عشر سنوات كان دورنا تقديم الخدمات العاجلة السريعة للناس، وهذا كان مهم جداً خلال السنوات الماضية، لكن حان الوقت لنقوم بنقلة من العمل في الإنقاذ وحماية الأرواح للعمل على الوضع المعيشي للشعب السوري.

العمل للدعم المعيشي، يحمي كرامة الإنسان ويحمي كرامة العائلة السورية وهذا مهم جداً، بدلاً من توزيع صناديق للمساعدات، نساعدهم ليكون لديهم دخلهم الخاص من خلال برامج مختلفة، وألا يكون اعتمادهم على الدعم الخارجي من خلال توزيع المعونات.

إذا نجحت العائلة في إيجاد دخل لنفسها، فهذا سيكون له منعكسات إيجابية كبيرة على العائلة والمجتمع، فمثلاً ستتمكن العائلات من تعليم أطفالها، ويكون لهم وظائف وسيتمكنون من مساعدة عائلات أخرى في مجتمعاتهم، فالتأثير في حال مكّنا العائلة من الاعتماد على نفسها، سيكون أكبر من أن تكون العائلة نفسها مستفيدة من خلال آلية تقديم المعونات، لأن تمكين العائلات من الاعتماد على نفسها في تحسين مستوى المعيشة، سيمكّن المجتمع كله من الاستفادة، وهذا سيساعد بالتأكيد في تحسين الوضع النفسي للعائلات، وهذا مهم جداً بعد الأزمة التي استمرت عشر سنوات.

• سورية أبدت استعدادها للتعاون مع الاتحاد، وتحدث الوزير المقداد خلال لقائه معك عن أهمية تعزيز التعاون في إطار مذكرة التفاهم التي تحدد الوضع القانوني للاتحاد في سورية، هل أنت متفائل في المرحلة القادمة؟

العمل في المجال المعيشي ليس بجديد، وإنما ما سيجري هو توسيع العمل به، أنا زرت حمص ومدينة دوما، ورأينا عدة برامج في مجال تحسين المعيشة، وما شاهدته شكل مبادرات ناجحة في هذا المجال بالتأكيد.

التجارب الناجحة تتطلب توسيع رقعة العمل وجلب شركاء آخرين من داعمين وممولين، لأن البرامج لن تساعد عائلة أو عائلتين، سوف تساعد آلاف العائلات في المجالات الناجحة نفسها.

وبعد زيارتي لسورية، ستكون إحدى أولوياتي الواضحة، هي توسيع العمل في مجالات المعيشة والدعم لكرامة الناس، والأهم من ذلك هو الضغط للحصول على تأييد مزيد من الدول لدعم هذه البرامج التي نسعى لتوسيع العمل بها.

• خلال زيارتك إلى لبنان، كان هناك مطالبة من جهات رسمية لبنانية بمساعدتكم من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى سورية، وأود أن ألفت أيضاً إلى ما قاله السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في تصريح لجريدة «الوطن» من أن المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة للاجئين السوريين سيكون تأثيرها أكبر وأكثر وضوحاً في حال قدمت لهم ببلدهم، هل من خطوات عملية يمكن لكم القيام بها في إطار مساعدة اللاجئين السوريين على العودة إلى بلدهم؟

كما نعمل مع الهلال الأحمر في سورية، نعمل مع الصليب الأحمر في لبنان، وموضوع اللاجئين يحتاج بالتأكيد إلى حل سياسي، ونحن نركز على الوضع الإنساني للعائدين، فإذا بقوا لاجئين في لبنان فدورنا من خلال الصليب الأحمر اللبناني، هو دعمهم ومساعدتهم، وإذا قرروا العودة فإن دورنا أيضاً مساعدتهم في مجالات العمل الإنساني والمعيشي التي تكلمنا عنها بدولتهم، ونتعامل مع هذه القضية بهذا الشكل، نحن كمؤسسات إنسانية ليس لنا دور في إيجاد الحل السياسي، نحن نتعامل ونتفاعل مع نتائج عدم وجود حل سياسي، وهذه النتائج عادة إنسانية، فدائماً نتطلع مع الجمعية الوطنية سواء هلال أم صليب في الدولة، ما النتائج الإنسانية وما أولوياتهم ونساعدهم بتنفيذ دورهم أو توسيع عملهم.

• كيف تصف الزيارات التي قمت بها لعدد من المناطق السورية، وما الانطباع الذي تشكل لديك؟

صعب جداً عليّ عاطفياً، أن أرى عشر سنين من الدمار وأستوعب ما يجري في سورية، كان شعوري مختلطاً وكإنسان عادي، كان من الصعب جداً أن أستوعب مدى المعاناة والآلام التي مرت بها العائلات والأشخاص في المناطق التي زرتها والدمار الذي رأيته في سورية.

لكن على الجانب الآخر، ومن خلال زيارتي لحمص التي شاهدت فيها برنامج المياه وإعادة الزراعة، هذا أعطاني الأمل كما أني شاهدت كيف تعود الحياة شيئاً فشيئاً للمدينة القديمة في حمص لما كانت عليه سابقاً، حيث تفتح المحال ويعود النشاط للمدينة القديمة، وكذلك خلال زيارتي لمدينة دوما شاهدت بناء لمستشفى تحتاجه المدينة وهذا مهم جداً، والشخص يساعد الآخر، وهذا المستشفى يتم بناؤه من تبرعات من المجتمع نفسه في دوما، والأشخاص الذين تكلمت معهم أعطوني رسالة أمل وتطلعاً للمستقبل، وهم لم يركزوا على الماضي، وإنما ركزوا على المستقبل وهذا أعطاني الأمل بأن سورية لها مستقبل مشرق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن