الخبر الرئيسي

بوتين: الاجتماع بنّاء بما فيه الكفاية ويحمل بارقة أمل.. بايدن: إيجابي وجيد والأجواء لم تكن مشحونة … القمة الروسية- الأميركية تعلن عودة العلاقات الدبلوماسية وإطلاق حوار حول الاستقرار الإستراتيجي

| الوطن – وكالات

باتفاق على الاستقرار الإستراتيجي وعودة العلاقات الدبلوماسية اختتم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن قمتهما المنتظرة، معلنين قدرتهما على إحراز تقدم في الأهداف المشتركة ونيتهما الحد من النزاعات المسلحة، وسط أجواء من التفاؤل عكستها تصريحات الطرفين اللذين فضلا عدم الغوص في تفاصيل الساعات الأربع التي جمعتهما، والتي ستكشف الأيام القادمة بالتأكيد بعضاً من خطوطها العريضة.
الرئيسان الروسي والأميركي أصدرا بياناً حول الاستقرار الإستراتيجي، وجاء فيه: «نحن رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، نلاحظ أن روسيا والولايات المتحدة أثبتتا أنهما حتى في أوقات التوتر، قادرتان على إحراز تقدم في تنفيذ الأهداف المشتركة وضمان القدرة على التنبؤ في المجال الإستراتيجي، والحدّ من مخاطر النزاعات المسلحة، وخطر الحرب النووية».
وقال البيان: «إن التمديد الأخير لمعاهدة ستارت هو شهادة على التزامنا بالحد من الأسلحة النووية، واليوم نعيد تأكيد تمسكنا بمبدأ أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية ولا ينبغي إطلاق العنان لها».
وأضاف البيان: إنه «لتحقيق هذه الأهداف، ستطلق روسيا والولايات المتحدة قريباً حواراً ثنائياً شاملاً حول الاستقرار الإستراتيجي، سيكون حواراً جوهرياً وحيوياً، ومن خلال هذا الحوار، نهدف إلى إرساء الأساس للتدابير المستقبلية للحد من التسلح وتخفيف المخاطر».
البيان المشترك كان سبقه مؤتمران صحفيان منفصلان لكلا الرئيسين بدأه الرئيس بوتين، حيث أعلن الاتفاق على عودة سفيري البلدين، وبأن وزارتي خارجية البلدين ستشرعان بالعمل على القضية»، لافتاً إلى أن المواضيع التي تم التطرق إليها معروفة للجميع وتتعلق بالاستقرار والأزمات الإقليمية والعلاقات التجارية والتعاون في القطب الشمالي.
وأوضح بوتين أنه تقع على الولايات المتحدة وروسيا مسؤولية كبيرة باتجاه الاستقرار الإستراتيجي في العالم، انطلاقاً من أنها دول عظمى في المجال النووي، وفي عدد الرؤوس النووية ووسائط نقلها وفي مستوى حداثة الأسلحة النووية أيضاً، وقال: «نعترف بهذه المسؤولية والرئيس بايدن أخذ على عاتقه المسؤولية في تمديد اتفاقية ستارت 3 خمس سنوات، واتفقنا على أن المشاورات ستبدأ بين الوزارات المختصة تحت رعاية وزارتي الخارجية الأميركية والروسية لتشكيل الوفود وتحديد مواضيع العمل ودورية هذه اللقاءات».
وقال بوتين: لم ألاحظ «أي عدائية» من قبل أي من الطرفين، وتابع: «لقاؤنا جرى في سياق مبدئي ولدينا مواقف وتقديرات مختلفة تماماً حول الكثير من القضايا، لكن كلا الطرفين أبديا رغبة في فهم بعضهما بعضاً وإيجاد سبل لتقريب المواقف، والحديث كان بناء بما فيه الكفاية ويحمل بارقة أمل».
واعتبر الرئيس الروسي انسحاب واشنطن من الاتفاقات الدولية يؤكد أنها طرف لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وقال: «إن خروج الولايات المتحدة عام 2002 من الاتفاقية الدفاعية للصواريخ الدفاعية الذي يمكن أن يؤثر في الاستقرار الإستراتيجي الدولي، وانسحابها من اتفاقية الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى في 2019، ومن اتفاقية الأجواء المفتوحة، لم يبق شيئاً واقعياً».
وأشار بوتين إلى أن أميركا أعلنت روسيا عدواً لها كما فعل الكونغرس عام 2017، متسائلاً: «ما هي المنظمات التي تقوم واشنطن بدعمها في روسيا إذا كانت الولايات المتحدة أعلنت روسيا عدوة»؟ وأضاف:»إذا كانت روسيا عدوة للولايات المتحدة، فالمنظمات المدعومة أميركياً في روسيا ستكون معادية لموسكو»، مشدّداً على أن كل ما يجري في أميركا وروسيا تتحمل مسؤوليته القيادات السياسية.
بدوره وفي مؤتمر صحفي منفصل، قال بايدن: إن علاقة بلاده مع روسيا يجب أن تكون مستقرة، وأن اجتماعه مع بوتين كان إيجابياً ولم تكن الأجواء مشحونة، وتم إرساء أرضية واضحة لكيفية التعامل مع روسيا، وأعرب عن اعتقاده بأن نظيره الروسي لا يسعى لحرب باردة جديدة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن مثل هذه الحرب لن تصب في مصلحة أحد، وأضاف: «لا مشكلة لدى الولايات المتحدة في التعامل التجاري مع روسيا، إذا التزمت الأخيرة بالقواعد التجارية والأعراف الدولية وسيسرني ذلك».
ووصف بايدن نبرة اللقاء برمته بأنها كانت «جيدة وإيجابية»، مضيفاً: «أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديمقراطية أو زعزعة انتخاباتنا الديمقراطية وسنردّ»، في حال حصل ذلك، وتابع: «أخبرت الرئيس بوتين أن أجندة واشنطن ليست ضد روسيا بل لمصلحة الشعب الأميركي».
وبخصوص ملفات المنطقة كشف الرئيس الأميركي أنه بحث وبوتين «ضرورة فتح الممرات الإنسانية لنقل المساعدات الغذائية»، كما ناقش الملف الإيراني، حيث اتفقا على العمل من أجل ضمان عدم حصول طهران على أسلحة نووية، على حد قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن