ثقافة وفن

السفير عبد الهادي يوقّع كتاب «التفاوض بين الاستراتيجية والتكتيك» … كتاب يبحث في علم التفاوض ومايلزم من أجل صنع المفاوضين الاكفياء

| إسماعيل مروة - تصوير طارق السعدوني

المفاوض يجب أن يكون على دراية بالثوابت وكافة المتغيرات المؤثرة.
وقّع السفير أنور عبد الهدي كتابه (التفاوض بين الاستراتيجية والتكتيك) الصادر في طبعته الثانية عن دار دلمون بدمشق وذلك في المركز الثقافي الروسي بدمشق بحضور عدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين في دمشق، وبحضور نخبة من رجال الثقافة والفكر والصحافة.

استهل السفير الفلسطيني عبد الهادي الحفل بكلمة تحدث فيها عن الكتاب وسبب إصداره، وبأن طبعته الأولى كانت في الإمارات العربية المتحدة، ولم تصل نسخ منه إلى دمشق التي يقيم فيها فآثر أن يصدر طبعة خاصة لتوزع في دمشق.
وعرّف بموضوع الكتاب مؤكداً أن التفاوض يحتاج إلى مفاوضين بمواصفات عالية، وإلى أساليب تجمع ما بين الاستراتيجية بعيدة المدى والرؤية، وتكتيكات آنية مرحلية تقتضيها سياسة التفاوض، وتحدث عن التجربة الفلسطينية التي دفعته لتأليف هذا الكتاب، مؤكداً بأن الكتاب لا يتناول تجربة محددة، وإنما هو دراسة أكاديمية موثقة تعتمد الأطر السياسية والفكرية لفن التفاوض.

وتم توزيع الكتاب على الحضور من اللجنة المنظمة قبل التوقيع ليكون موجوداً في أثناء المداخلات، هذا وقدّم عدد من الباحثين مداخلاتهم حول الكتاب، وأغلبها ركز الحديث عن فن التفاوض وليس عن الكتاب ومحتواه، ما جعل السفير عبد الهادي يعيد التأكيد على أنها دراسة أكاديمية.

الكتاب. إن كتاب (التفاوض بين الاستراتيجية والتكتيك) دراسة علمية أكاديمية استخلصها المؤلف من المصادر والمراجع العلمية، وليس سيرة لعملية تفاوضية، وقد حمل الكتاب عناوين دالة على الأكاديمية والعلمية مثل: (مفهوم التفاوض، القوة التفاوضية، الرغبة المشتركة، المناخ المحيط، سياسة الاختراق التفاوضية، سياسة التعميق التفاوضية، سياسة إحداث التوتر التفاوضي، سياسة الهجوم التفاوضي، تكتيكات التفاوض، مواصفات المفاوض المحترف).
هذه العنوانات والمعالجة تدل على أن عبد الهادي استخلص ما يمكن أن يفيد المفاوض العربي، وما يساعد على تشكيل بيئة تفاوضية قادرة على مفاوضة الخصم، وأكد ذلك من خلال مداخلته حين أشار إلى افتقار البيئة العربية للمفاوضين القادرين الذين يجب أن يتمتعوا بالقدرة والذكاء والعلم واللغة، بينما نجد أن الدول الأخرى المتقدمة تشكل معاهد وجامعات واختصاصات للتفاوض.. كتاب (التفاوض) قد يظلم من ينظر إلى عنوانه دون قراءته، لكن قراءته تعطي معلومات مهمة على ما يجب أن يكون عليه من يقوم بالتفاوض.

إن ما قام به السفير عبد الهادي من طبع الكتاب في دمشق يمثل فرصة للاطلاع على فن ومصطلحات موزعة في الكتب.

وربما ظلم الكتاب لأن كاتبه له صفة سياسية، وقد يظن الناظر إلى الكتاب أنه يتحدث عن التجربة الفلسطينية في التفاوض، ولكن العودة إلى الكتاب وقراءته تعطي فكرة شاملة عمّا حوته كتب المصطلحات السياسية والدبلوماسية والنفسية في بناء هيكل تفاوضي قادر على أن يكون في مواجهة الخصم الذي يتفاوض معه.

هل يمكن أن نجد مثل هذه التخصصات بشكل واضح؟ كما هل يمكن للكليات المتخصصة أن تنشئ أقساماً للتحليل والقراءة؟ لتخرج علينا طائفة من المتخصصين على الإقناع والحوار والتفاوض دون استخفاف بفعل الإنسان واعتماد الإنشاء؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن