ثقافة وفن

«لأنها بلادي» اعتباراً من اليوم على الشاشة … نجدة أنزور: العمل يمس بطولات يعجز الإنسان عن وصفها … العميد جازية: تجسد الصورة الحقيقية للجيش العربي السوري

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

أطلق المخرج السوري الكبير نجدة إسماعيل أنزور مسلسله الجديد «لأنها بلادي» عبر مؤتمر صحفي عقد في مبنى وزارة الإعلام مساء الخميس الماضي، وشهد غياب كاتب العمل محمود عبد الكريم لظرف صحي طارئ، وكذلك غياب وزير الإعلام عماد سارة وحضور معاونه أحمد ضوا.

الملحمة الدرامية المؤلفة من 26 حلقة سيبدأ عرضها اعتباراً من اليوم في السابعة مساءً عبر «سورية دراما» وفي العاشرة والنصف ليلاً على «السورية»، وهي من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.

قصص ومواقف إنسانية

في تصريحه لـ«الوطن» كشف نجدة أنزور أن العمل يضم عدداً من القصص والمواقف الإنسانية الفذة للجيش والشعب، وبالتالي فإن النتائج المرجوة ستكون أكبر من أي عمل آخر.

ووصف عمله بأنه إنساني يصور المواطن السوري إلى جانب الجندي العربي السوري كيف صمد في هذه الحرب الكونية على سورية.

وفي المؤتمر الصحفي قال: «العمل يسلط الضوء على حقائق كثيرة عن بطولات عظيمة لجيشنا وشعبنا، فتعاملنا مع الجندي السوري واكتشفنا سر انتصاره، ولولاه لما كنا مجتمعين اليوم، لكن هذا العمل وعشرات الأعمال الأخرى لا يمكن أن تغطي هذه البطولات».

وأشار إلى أن العمل يمس الوجدان، ويمس بطولات على هذه الأرض الشريفة يعجز الإنسان عن وصفها، مؤكداً أننا مهما قدمنا لا يمكن لنا أن نوازي الحقيقة، لكننا قدمنا جهداً كبيراً بدءاً من اللجنة التي أشرفت على النص وانتهاءً بأصغر فني.

ورأى أن الواقع أصعب من أي دراما، لكن بعض الأحداث أصبحت طي النسيان، ودورنا هنا أن نذكرها.

ونفى أن يكون العمل بمثابة دعاية، مؤكداً أنه يصور الحقائق مئة بالمئة بحوار مباشر وندية فكرية وأسئلة مطروحة مهمة.

ووجه شكره إلى مدير التصوير المصري محمد حبيب وكل الفنانين المشاركين، وأضاف: «كل الفنانين شاركوا في هذا العمل من دون تردد ومن دون النظر إلى الجانب المادي لتقديم شيء ما إلى سورية».

العقيدة الوطنية الراسخة

رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية العميد غالب جازية قال لـ«الوطن» إن أهم ما في هذا العمل أنه يجسد الصورة الحقيقية للجيش العربي السوري والمقاتل السوري الذي يمتلك العقيدة الوطنية الراسخة والروح المعنوية العالية وإرادة لا تقبل الانهزام أبداً.

وأضاف: «المقاتل العربي السوري احتضنه الشعب، ولولا احتضان الشعب لهذا المقاتل ولهذا الجيش لما استطاع الصمود وتحقيق الانتصار تلو الانتصار والإنجاز تلو الإنجاز».

وأكد أن مشاركة الجيش العربي السوري في هذا العمل الدرامي كانت مشاركة فعالة، مشيراً إلى أن الأعمال الدرامية مهما قدمت فإنها لا ترقى إلى البطولات الحقيقية لرجال هذا الجيش ولدماء الشهداء التي أثمرت هذه الانتصارات التي نعيشها اليوم.

معلومات حقيقية

النجمة نادين خوري كشفت لـ«الوطن» أنها تلعب دور الكاتبة التي يتابع المشاهد الوقائع والأحداث من منظورها الخاص.
وتابعت: «تحاول الكاتبة من خلال لقائها بالناس الحصول على معلومات حقيقية مغايرة للشائعات الكاذبة أو الإعلام المغرض».

تحت الأرض

النجمة تولين البكري قالت إنها تؤدي شخصية «الطبيبة ياسمين» وهي امرأة ناجحة تعمل في أحد المستشفيات، لكنها تُخطف من المسلحين فتسجن وتعذب في الأنفاق، مشيرة إلى أنها للمرة الأولى تشاهد شخصياً فداحة وبشاعة هذه الأنفاق التي حفرت تحت الأرض بحوالي 200 متر، وخاصة أنها سجنت فيها يوماً كاملاً في العمل.

وردة صغيرة

وأوضح النجم سعد مينه أن مشاركته في هذه الملحمة الدرامية بغض النظر عن حجم الدور مهمة جداً بالنسبة له بعد كل شيء قدمناه على مدار عشر سنوات من الحرب، مشيراً إلى أن تواجده فيها بمثابة تقديم وردة صغيرة للجندي العربي السوري الذي حارب ودافع عن بلده في وجه الإرهاب العالمي.

رغم كل الألم

وقالت الممثلة أسيمة أحمد إنها تظهر بدور أم سوريّة لديها ابن ضابط في الجيش العربي السوري وتتمنى أن تزوجه وتفرح به، لكنه يتعرض لحادثة ما ولا تعرف إن كان قد استشهد أو خُطف في حالة مربكة عاشتها سيدات سوريات كثيرات نفتخر فيهن بعدما بقين متماسكات رغم كل الألم.

الحب والحياة

وكشف الممثل الشاب ماجد عيسى لـ«الوطن» أنه يؤدي شخصية «ملازم أول» من حامية مطار الثعلة في السويداء، وهو شاب خلوق وطيب جداً، يعيش صراعاً بينه وبين نفسه بشيء من العاطفة تجاه حبيبته، ويخاف أن يتزوجها ثم يستشهد أو يصاب، لكنه بالنهاية يؤمن بأنه يجب أن يتزوجها لأن الحياة يجب تستمر.

قيم بشرية وإنسانية

وبالعودة إلى المؤتمر الصحفي فقد قالت الإعلامية نهلة السوسو إن الحديث عن هذا العمل يختلف جذرياً عن الحديث عن أي عمل آخر، مشيرة إلى أن بعض مشاهده أبكتها.
وشددت على أن الجيش العربي السوري دافع عن قيم بشرية وإنسانية ووقف في وجه إرهاب لا مثيل له في العالم.

خلفية إنسانية اجتماعية

وأوضح الناقد سعد القاسم أن عينه كانت تدمع عند قراءته لبعض المشاهد، مشيراً إلى أن مهمة الكاتب كانت الجمع بين الوثيقة والدراما وهي مهمة صعبة، فتناول الأحداث وبناها على خلفية إنسانية اجتماعية.

قصة العمل

العمل ملحمة درامية تروي قصصاً تجاور بعض وقائع الحرب الإرهابية الدولية التي شنت على سورية من دول عظمى وإقليمية.

ويرصد عبر مجموعة من القصص بعض جوانب هذه الحرب من خلال شخصيات ضباط وجنود ومدنيين عاشوا تفاصيلها في الميدان في مواجهة بطولية شجاعة لصد العدوان ودحر الإرهاب وتحرير الأرض السورية المغتصبة من الإرهابيين وحماتهم من الأتراك والأطلسيين، مواجهة ارتقى فيها عشرات آلاف الشهداء من الجنود والضباط الأبطال في معارك ضارية قاتل فيها أبطال الجيش والمتطوعون بشجاعة لامست الأساطير.

العمل سلسلة تلفزيونية، وهو مدخل لأعمال كثيرة توثق درامياً هذه الحرب ومجرياتها وآلامها وبطولاتها لتوثيق الغزو المجرم وتاريخ البطولة والصبر والشجاعة التي اجترحها السوريون جيشاً وشعباً في مواجهة هؤلاء الخصوم المتوحشين.

اللوحات الست

يتألف العمل من ستة لوحات تتفاوت مساحتها الدرامية عبر 26 حلقة ضمن قالب منفصل متصل.

حملت اللوحة الأولى عنوان «ذخيرة من حب» وشارك فيها جوان خضر وإلين عيسى وخلدون قاروط وزامل الزامل وتوفيق إسكندر ومجدي المقبل وأحمد الخطيب وجمال نصار ويحيى بيازي.

وتروي حكاية طيار تصدى مع رفاقه لقطعان «داعش» في البادية السورية، أسقطت طائرته بصاروخ أميركي متطور وبدأت مجموعات «داعش» البحث المسعور عنه، وخلال عمليات البحث والمطاردة نتابع لمحات إنسانية من بيئة الطيار الشجاع وعائلته وقصة حبه وإنقاذ أحد الأشخاص من البدو الوطنيين له ومن ثم التحاق مجموعة عسكريين اختبؤوا في البادية بعد اجتياح «داعش» لمدينة تدمر حيث ارتكبوا مجازر مرعبة، ثم شكّلوا بقيادة النقيب الطيار «الحارث» وبعض أبناء البادية فصيلاً مقاوماً لمجموعات «داعش» المتوحشة. وتنتهي الحكاية بعودته إلى رفاقه وأسرته وحبيبته بعد تحرير المنطقة الشرقية.

أما اللوحة الثانية فهي «الطريق إلى الجنوب» وهي من تمثيل نادين خوري وناصر وردياني وحمادة سليم وفيلدا سمور ويوسف المقبل ومحمد قنوع ومروان أبو شاهين وسامر سفاف وإيليانا سعد.

وهي قصة أخرى من قصص البطولة والصبر والصمود والشهادة التي خاضها الجيش في حوران، تم التركيز فيها على المعارك المفصلية التي دارت فيما عُرف باسم «مثلث الموت»، وهي مجموعة تلال حاكمة تشكّل نقطة لقاء بين المحافظات الثلاث «القنيطرة ودرعا وريف دمشق» والتي حاول الإرهابيون من خلال عشرات الهجمات الكثيفة والضارية السيطرة عليها لفتح الطريق إلى دمشق بإدارة ميدانية مباشرة من ضباط أطلسيين وصهاينة، وقد قدّم أبطال الجيش دماء غزيرة وغالية لكسر تلك الهجمات التي أسقطت الخطة الميدانية الإستراتيجية للإرهابيين ومشغّليهم عبر وصل حوران بريف دمشق للإطباق على العاصمة، تلك المعارك الضارية شكّلت مفخرة للعسكرية السورية ورفعت النقاب عن مواقف وطنية ناصعة لأبطال مجهولين عاشوا في مناطق سيطرة المسلحين وساهموا مساهمة ثمينة وغالية في إسقاط الهجمات الوحشية وكسرها.

وشارك في تمثيل اللوحة الثالثة «رصاصة قدر» كرم الشعراني وقصي قدسية وإياد عيسى ويوشع محمد وراما زين العابدين ورشا إبراهيم وزيناتي قدسية وعادل أبو حسون وعلي القاسم ومحمد فلفلة وفؤاد سرور.

وتروي حكاية تدور في القلمون وتلخص المعركة الصعبة والإستراتيجية التي خاضها أبطال الجيش في ريف دمشق وخاصة الجنوبي منه حيث الطريق الدولي دمشق – حلب – الساحل الذي هاجمه الإرهابيون وهم نفس المجموعات التكفيرية الإرهابية «داعش والنصرة والإخوان المسلمين» الذين حوّلوا بلدات القلمون والطريق الدولي إلى مسرح للقتل والخطف منذ عام 2011 حتى تحريره نهائياً عام 2017.

وترصد الحكاية قصص ضباط وجنود ومتطوعين مدنيين قاتلوا بشجاعة واستشهدوا ببطولة وخاصةً حكاية الضابط البطل الشهيد سعد الناصر الذي ضحى بحياته من دون تردد من أجل إنقاذ حافلة مدنيين خطفها القتلة على الأوتستراد بين قارة ودير عطية.

اللوحة الرابعة جاءت بعنوان «سحق الطغاة» وشارك فيها ماجد عيسى ومجد مشرف وجهاد الزغبي ومروان فرحات ومروى العيد ورغد سليم وباسل حيدر وإسكندر عزيز وعدنان عبد الجليل ومجد المصري.

هذه الحكاية تدور في منطقة الثعلة ومطارها العسكري، حيث كان هدف السيطرة على محافظة السويداء واضحاً لا لبس فيه حيث ستقوم المجموعات الإرهابية بارتكاب سلسلة مجازر كالتي حصلت في قرى جنوب شرق المحافظة لتهجير السكان واحتلال هذه المنطقة الإستراتيجية لتكون منطلقاً لغزو دمشق وإسقاط الدولة السورية عبر خاصرة غاية في الصعوبة، لكن الذي حدث أن حامية المطار وتشكيلات الجيش ومتطوعي الدفاع الوطني واجهوا بشراسة وشجاعة أسطورية سلسلة هجمات ضارية شارك فيها عشرات آلاف المسلحين بقيادة ميدانية مباشرة من ضباط غرفة الموك، حيث قام أبطال الجيش بسحقهم على أسوار المطار ونثر آلاف من جثثهم في سهل الثعلة ووديانها فاندحروا وهُزموا هزيمة نكراء.

في اللوحة الخامسة «حلب قصدنا وأنت السبيل» شارك كل من نادين خوري وجمال العلي ورامي أحمر ورشا بلال ورشا رستم ومروان غريواتي وسلوى جميل وعلي صطوف وجوزيف ناشف.

في حكايات حلب كان اللافت الالتفاف الشعبي حول الجيش العربي السوري وانخراط الآلاف من أبناء المدينة والمحافظة في أشد المعارك وحشية في التاريخ الحديث استمرت من صيف 2012 إلى أن تم تحريرها أواخر 2016.

إنها قصص الصبر والمعاناة والموت اليومي بقذائف ورصاص وسكاكين الإرهابيين الذين ارتكبوا مئات المجازر لإسقاط حلب واغتصابها وإقامة حكومة عميلة فيها لفصل شمال سورية عن جنوبها، لكن بطولات الجيش الأسطورية والتفاف أبناء حلب مع جيشهم ودولتهم، أجهض ببسالة منقطعة النظير هذا المخطط الخطير وأسقطه نهائياً أواخر عام 2016.

أما اللوحة السادسة والأخيرة فحملت عنوان «شام يا ذا السيف» وشارك فيها كل من فايز قزق وسعد مينه وتولين البكري وروبين عيسى وسليمان رزق وفراس حلبي وعقيل سليمان وعبد الرحمن كيالي ونادين شعار وتامر العربيد ورنا جمول وأمانة والي ومحمد خاوندي وليث المفتي ومحمد الشيخ ومحمد شما وسوار داوود وريم عبد العزيز وسوار الحسن.

وهي محاورة درامية لامست الوقائع بشفافية وبدقة لأحداث دمشق وغوطتها، حيث تم التركيز على جانبين متوازيين لبطولات الجيش عبر النخبة الشجاعة التي قاتلت في جميع معارك الغوطة وعبر أولئك الضحايا الذين صبروا واستشهدوا نساءً ورجالاً وأطفالاً على أيدي المسلحين.

في هذه اللوحة سوف نتابع قصصاً إنسانية وبطولية، قصص معاناة وصبر ومآسي وشجاعة وانتصار استمرت سبع سنوات انتهت بطرد الإرهابيين من غوطة دمشق التي طوت صفحتهم إلى غير رجعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن