سورية

تحذير أممي من آثار إنسانية واسعة جراء حجب النظام التركي مياه الفرات

| وكالات

أعربت الأمم المتحدة عن «قلقها العميق» إزاء انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، وحذرت من أن ذلك ستكون له آثار إنسانية واسعة النطاق على ملايين الأشخاص في سورية، بعد قيام النظام التركي بحجب المياه المتدفقة نحو سورية والعراق، وترافق ذلك مع تقديرات أممية بأن الجفاف المستمر منذ شهر يهدد بأزمة جوع في سورية.
وأكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لسورية، عمران رضا، والمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي، في بيان مشترك، أن انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات أدى إلى تقلص السدود المهمة في المنطقة إلى أدنى مستوياتها التاريخية، ما تسبب بدوره بتداعيات خطيرة أثرت في المدنيين بالمنطقة، بما في ذلك محدودية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وأوضح البيان، أن العاملين في سدي تشرين والطبقة، بينوا خلال زيارة المسؤولين الأمميين إلى السدين خطورة مستويات السد الحالية، خاصة أن العجز المائي الحالي هو الأسوأ، مؤكدين أن عدم توافر المياه تسبب بتأثر جودة المياه أيضاً.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، محذرة من آثار إنسانية واسعة النطاق لملايين الأشخاص في سورية، بما في ذلك حصولهم على الماء والكهرباء.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن أكثر من خمسة ملايين شخص في شمال شرق سورية، يعتمدون على نهر الفرات للحصول على مياه الشرب، ونحو ثلاثة ملايين شخص للحصول على الكهرباء.
ووقعت سورية والنظام التركي اتفاقية في عام 1987، نصت على تعهد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً سنوياً من المياه يزيد على 500 متر مكعب في الثانية للجانب السوري، وبعد ذلك بعامين اتفق الجانب السوري مع العراق على تمرير 58 بالمئة من مياه الفرات نحو الأراضي العراقية مقابل 42 بالمئة لسورية.
وخرج في التاسع من أيار الماضي عدد كبير من محطات الري عن الخدمة بسبب الانخفاض المستمر لمنسوب مياه نهر الفرات، نتيجة استمرار النظام التركي بحبس حصة سورية والعراق من مياه نهر الفرات، كما توقفت الكثير من عنفات توليد الطاقة الكهربائية عن عملها في سد الطبقة جراء الانخفاض في منسوب مياه النهر، فضلاً عن جفاف أجزاء من النهر في عدة مناطق.
ولفت محافظ دير الزور في تصريح لـ«الوطن» حينها إلى أن غزارة نهر الفرات انخفضت من 500 إلى أقل من 190متراً مكعباً في الثانية.
كما حذرت تقديرات الأمم المتحدة من أن الجفاف المستمر منذ شهر يهدد بالتسبب في تفاقم أزمة الجوع في سورية، نظراً لقلة القمح بسبب ضعف المحصول، حسب المواقع.
وأشار ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» مايكل روبسون، إلى أن المنظمة تتوقع أن يكون محصول القمح منخفضاً للغاية هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي.
بدورها، حذرت منظمة الإغاثة الألمانية «فيلتهانجرهيلف» المعنية بتقديم المساعدات الغذائية من أن عدد الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية سيتزايد بشكل كبير.
وقال منسق سورية بالمنظمة كونستانتين فيتشل: «وضع الجوع بالنسبة لشعب سورية الآن هو وضع كارثي تماماً بالفعل».
من جهة ثانية، كشف طبيب مشرف على مشفى الشعب الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية -قسد» الانفصالية في مدينة الحسكة، أن المشفى يستقبل، هذه الأيام، أكثر من مئة حالة تسمم وأعراض إسهال يومياً وسط ارتفاع درجات الحرارة والاعتماد على مصادر مياه غير آمنة، حسب مواقع إلكترونية معارضة.
وبيّن رئيس الأطباء في المشفى عنتر سينو، أن ارتفاع درجات الحرارة والمصادر المتنوعة للمياه التي تكون أغلبيتها ملوثة، أدى إلى ارتفاع حالات التسمم والإسهال والتهاب الأمعاء بين السكان.
وأضاف: إن هذه الحالات بدأت تزداد منذ قطع المياه عن الحسكة منذ نحو ثلاثة أشهر، ومع ضعف الضخ حالياً وسط ارتفاع الحرارة.
وتكرر إيقاف قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية الموالية لها تشغيل محطة آبار علوك بريف رأس العين بريف الحسكة، وطرد العمال منها أكثر من 17 مرة منذ سيطرتها على المنطقة في تشرين الأول عام 2019.
واستمرت بعض فترات القطع أكثر من شهر كامل خلال صيف العام الماضي وسط تفشي جائحة «كورونا» في مناطق شمال وشرق سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن