رياضة

اتحاد الرياضة للجميع.. مفهوم جديد لرياضة راقية … ثناء محمد: الرياضة رسالة حب وعطاء ونبض لا ينتهي

| ناصر النجار

اتحاد الرياضة للجميع من أنشط الاتحادات الرياضية، وله تداخل مع العديد من الألعاب الرياضية، كما أنه يتبنى الرياضات الجديدة وينظمها ويطلقها لتصبح اتحاداً رسمياً، فضلاً عن المشاركة الفاعلة في المهرجانات الرياضية والبطولات المختلفة.

لمعرفة عمل الاتحاد وأهدافه ونشاطاته التقت «الوطن» رئيسة الاتحاد المحامية ثناء محمد، وكان الحوار التالي:

رياضة شاملة

الكثير من المتابعين لا يعرفون العمل الحقيقي لاتحاد الرياضة للجميع، وما اختصاصه وأين يتجه؟ هل لك أن تطلعينا على هذا الاتحاد؟

اتحاد الرياضة للجميع هو اتحاد مجتمعي غير تنافسي يناسب كل الأعمار من الطفولة حتى الكهولة.

والاتحاد مؤلف من عدة لجان، كل لجنة لها اختصاص مختلف عن غيرها.

– لجنة الايروبيك العليا، مهمتها تأهل المدربين بشكل أكاديمي للتدريب بالمراكز والأندية الخاصة، بالإضافة إلى دورات التأهيل المخصصة لطلاب المعاهد والكليات الرياضية، وذلك لخلق فرص عمل لكل هؤلاء، ومنح البيوت والأندية الخاصة شهادات تؤهلهم للتدريب، وهذه الدورات تسلسلية من الثالثة إلى الأولى.

– لجنة الرقص الرياضي وتتضمن رقصات الشعوب، ونحن نهتم بهذه الرياضة لأنها ستدرج في أولمبياد عام 2024.

– لجنة الزومبا والرقص الشرقي للحفاظ على اللياقة أولاً، ولكون الأنثى تميل لهذا النوع من الرقص والإيقاع في مجتمعنا العربي.

– لجنة اليوغا والطاقة وهي لجنة فاعلة منذ أكثر من عشرين عاماً، وفي عام 2014 وقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة اليوغا بالهند ليقوم مدربونا بحضور دورات اختصاصية في الهند، كما يقوم مدربون في الهند بإجراء دورات لمدربينا بسورية.

فريقنا في هذه اللجنة كان عملهم رياضياً وفكرياً وروحياً وإنسانياً، قدم الكثير من الخدمات الإنسانية خلال الأزمة في المناطق الساخنة، عملهم منظم ولهم رسالة سامية وهادفة هدفها الإنسان.

– لجنة المشي والأنشطة الخارجية وهي خاصة لفرق التخييم والاستكشاف، ونحن نقوم بترخيص هذه الفرق وإرشادهم عبر نظام داخلي، كما يتم تزويدهم بتضاريس المكان ومن الضروري وجود فريق طبي، ومن الشروط أن يكون رئيس الفريق ونائبه على إلمام بصعود الجبال.

في الغرب هناك احتواء إيجابي للمتقاعدين وكبار السن عبر ضمهم لهذه الفرق التي تحقق لهم الفائدة والراحة النفسية واللياقة والصحة.

تأهيل الألعاب الجديدة

إضافة لكل الألعاب الجديدة التي تدخل الاتحاد الرياضي نؤسسها ونضع لها الركائز ومنها:

نرعى الآن رياضة الركبي، ونحن نقدم لها البنية التحتية والركائز والقوانين، كما سبق أن احتضنا الترياتلون ثم أصبحت رياضة مستقلة لها اتحاد خاص، الركبي جهزنا فريقاً للرجال والسيدات وأحضرنا مدرباً تونسياً.

وشاركنا في بطولة العرب في مصر وحقق رجالنا المركز الرابع وسيداتنا المركز الثاني بعد قطيعة استمرت 11 عاماً.

ومن الألعاب الرياضية التي نرعاها اللبدي وهي لعبة هندية دخلت مؤخراً وكما الركبي لها لجنة خاصة وهناك بطولة عربية ستقام بلبنان سنشارك فيها.

هناك لجنة تيك بول وهي عبارة عن كرة قدم الطاولة. ولدينا تعاون مثمر مع الاتحاد الدولي لهذه اللعبة وأرسل لنا (20) طاولة، وهذه الرياضة تنشط في الشواطئ والصالات، وسيتم توزيع هذه الطاولات على الأندية الكبيرة لتبدأ ممارسة هذه الرياضة، وهناك زيارة متوقعة من مسؤولة الاتحاد الدولي لترى الواقع ولتزودنا بمدربين، وسنرعى هذه اللعبة كغيرها ونضع لها النظام الداخلي مع إقامة البطولات الداخلية والمشاركات الخارجية حتى تصبح قادرة ويصبح لديها اتحاد مستقل.

في المرحلة الجديدة كيف ترون شعار الأمل بالعمل في اتحادكم؟

هذا الشعار نجسده قولاً وفعلاً منذ زمن، من خلال الدورات وتهيئة الجيل، ومن خلال خلق فرص عمل للسيدات اللواتي تعرضن للتهجير، ومنحهن الأمل بحياة متفائلة.

بناء سورية يعوّل على أبنائها ونحن عبر هذه الرياضات نبني الإنسان الصحيح السليم المعافى، الفرق الرياضية بالاختصاصات المختلفة انصهرت بالمجتمع من خلال الرياضة وما فيها من قيم ومثل، ونحن بهذه الفرق التي تتقن الفنون الرياضية والعروض والرقص جعلت لدينا فرقاً جاهزة ومدربة لتقديم العروض الرياضية والفنية والشعبية ولم نعد بحاجة لفرق الدبكة والفرق الاستعراضية.

نشير أيضاً إلى الدور الإنساني الذي تقوم به لجاننا وخصوصاً لجنة اليوغا والطاقة في معالجة الكثير من الأزمات والمشاكل النفسية، الشخصية.

صعوبات وعقبات

ما الصعوبات والعقبات التي تواجه اتحادكم؟

لا يوجد عمل بدون صعوبات وعقبات، ونحن نتجاوزها من خلال إيماننا بالعمل الذي نقوم به، ونبذل الجهد الكامل لتذليل كل الصعوبات التي تواجهنا. العقبة الأساسية تتمثل بالتجهيزات والمستلزمات، ونحن دوماً نحاول إيجاد هذه التجهيزات ولو عن طريق صناعتها لتوفير الكلف الباهظة لها.

في الأمور الأخرى قادرون مع فريق العمل على ضبط إيقاع العمل بشكل جيد، وخصوصاً في الدورات المملوءة بالمشاركين والمشاركات، حيث تجد أن العمل يسير بدقة متناهية واستيعاب كامل من الجميع، ونلمس التعاون الكامل من كل المتدربات.

التمويل الذاتي

رياضتكم بحاجة إلى تمويل مالي لكي تحقق المطلوب منها، من أين تأتون بالإيرادات المالية؟

الحقيقة أن كل دوراتنا مأجورة، ومن خلال الاشتراكات نقوم بتغطية النفقات من تجهيزات ومستلزمات وألبسة رياضية لائقة للمتدربات، كذلك نؤمن من هذه الإيرادات كل نفقات المهرجانات والعروض الرياضية التي نشارك بها.

الاستثمار والإعلان

لماذا لا تتجهون إلى سوق الإعلان والاستثمار لتغطية نفقات نشاطاتكم، وخصوصاً أن اختصاصكم يهم شريحة واسعة من المجتمع، أي إنكم سوق خصب ورائج للمعلنين؟

هذه حقيقة وقد أصبت بها، والرياضة اليوم صارت صناعة، لأنها تصنع الإنسان، وتصنع البطولة، وهذه الصناعة تحتاج إلى مال، بل مال وفير، ولكي تحقق النجاح المطلوب والتفوق المنشود لا بد من دخول عالم الاحتراف من أوسع أبوابه، وهذا لا يقتصر على نشاطنا، بل إن كل ألعابنا الرياضية تحتاج إلى الرعاية والإعلان والتسويق.

قبل خمس سنوات بدأت لدينا هذه الفكرة، ونحن بصدد تطبيقها بشكل فعلي، وهذا جهد كبير نقوم به وليس من السهل تحقيقه، فإقناع المعلن أو المستثمر بحاجة إلى جهد كبير أوله أن يقتنع بعملك، وأن يقتنع بجماهيرية الألعاب المختلفة التي نزاولها ومدى اهتمام الناس بها، ونأمل أن نوفق قريباً في هذا المجال.

إعلام نشيط

نحن نعمل على الإعلام بشكل جيد، ونشاطنا الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي أوصل رسالتنا إلى كل العرب، حيث ننشر على صفحة اتحاد الرياضة للجميع كل نشاطات الاتحاد ودوراته واجتماعاته، حتى إن الكثير من الاتحادات العربية كانت تراسلنا بعد أن تعرف أن الرياضة في سورية موجودة بكل ألعابها ونمارسها بشكل منظم عبر برامج ومسابقات وقوانين.

لذلك شعرنا أننا مارسنا دوراً إعلامياً جيداً في التعريف بالرياضة السورية وخصوصاً اتحادنا، وقد أسفر هذا الدور عن تحركات إيجابية عديدة سواء على صعيد الدعوات والمشاركات والمهرجانات الخارجية.

حضور خارجي

كان لدينا العديد من المشاركات في الموسم الماضي والموسم الحالي، لكن وباء كورونا صار فعلاً أزمة رياضية عالمية، منعتنا من الكثير من المشاركات وكان أهمها المهرجان الرياضي الأول بالكويت وقد استعددنا له بشكل جيد وكدنا أن نسافر لحضوره لكن كورونا أوقفت هذا المهرجان.

وأنا مدعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العربي للرياضة للجميع لأمثل سورية في هذا الاجتماع وسأبذل جهدي لتكون سورية عضواً فاعلاً ومسؤولاً في هذا الاتحاد العربي، بما يعود على الرياضة السورية بالخير.

نبض لا ينتهي

الرياضة رسالة حب وعطاء ونبض لا ينتهي وهذا ما نؤكد عليه في رسالتنا الرياضية عبر الدورات والأنشطة المختلفة، وسورية حكاية حب لا تنتهي والبلد سيعود أفضل مما كان وسيعمَّر بسواعدنا ونحن خلف قائدنا وجيشنا، سنقوم برسالة المحبة التي سنبني بها الأوطان.

وأغتنم هذه الفرصة لأوجه رسالة للمجتمع، لكل أفراد المجتمع يجب أن نمارس الرياضة صغاراً وكباراً وخصوصاً لسيداتنا، ساعة رياضية يومية هي ملك نفسك، وباقي الساعات لعملك ولبيتك وعائلتك.

بالرياضة نحصل على جسم سليم معافى، ونبني جيلاً صحيحاً سليماً بدنياً وذهنياً ولنتذكر أن العقل السليم بالجسم السليم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن