مطالبات أهلية بتسريع العملية على جميع مناطق الحي وإعادة الخدمات إليها … بعد تحقيق «الوطن».. محافظة دمشق تستأنف بشكل خجول إزالة الأنقاض والردم من حي التضامن
| موفق محمد
بعد التحقيق الذي نشرته «الوطن» حول واقع الحال في القسم المحرر من حي التضامن الدمشقي، استأنفت محافظة دمشق، أمس، عملية إزالة الأنقاض والردم من الطرقات والجادات ولكن «بشكل خجول»، وسط مطالبات أهلية بتسريع العملية وأن تشمل كافة مناطق الحي وإعادة الخدمات الأساسية إليها ولو بالحد الأدنى، ليتسنى للمهجرين ترميم منازلهم والعودة إليها.
وبعد أن أنهت المحافظة منذ عدة أشهر، عمليات فتح الطرقات الرئيسية في الجزء الجنوبي من المنطقة الغربية من القسم المحرر، وإزالة الردم بشكل جزئي من طرقاته الفرعية وجاداته وإصلاح شبكتي المياه والصرف الصحي فيه، شهدت «الوطن» مباشرة ورشات المحافظة قبيل ظهر أمس بإزالة الردم والسواتر من الجادات في الجهة الشرقية من المنطقة الغربية الملاصقة للمنطقة الوسطى مع رجاء أهلي أن يتواصل العمل ليشمل المنطقتين الشرقية والشمالية وصولا لكافة المنطقة المحررة وإعادة الخدمات الأساسية لها.
وجاء استئناف محافظة دمشق، لعملية إزالة الأنقاض والردم من الطرقات والجادات في القسم المحرر من حي التضامن، بعد تحقيق نشرته «الوطن» في السادس من الشهر الجاري، تضمن مطالبة مهجري الحي مجدداً، المحافظة والجهات المعنية الأخرى بتنفيذ قرار إعادتهم إلى منازلهم، بعد مماطلة مستمرة منذ نحو عام ونصف العام في تنفيذ قرار العودة.
وحسب ما تحدث به مسؤولون في المحافظة أثناء استئناف عملية إزالة الأنقاض والردم من الطرقات والجادات، فإن العملية ستتم على مراحل وبشكل «يومي ومتواصل»، حيث سيتم بعد انتهاء العمل في الجادات الشرقية من المنطقة الغربية الانتقال إلى المنطقة الوسطى ومن ثم الشرقية ومن ثم الشمالية، وصولا إلى كل مناطق القسم المحرر.
لكن مصادر أهلية موجودة في المنطقة، وفي اتصال مع «الوطن» عصر أمس أكدت أن ورشات إزالة الردم بدأت عملها عند «الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا وأنهته عند الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر»، موضحة أن «إنجاز يوم أمس اقتصر على إزالة الردم من جادة واحدة فقط»!
وذكرت المصادر، أن «ورشات إزالة الأنقاض والردم أكدت أثناء مغادرتها المنطقة أنها ستتابع العمل اليوم» الثلاثاء.
من جهتها، شددت مصادر أهلية أخرى لـ«الوطن» على ضرورة تسريع عملية إزالة الأنقاض والردم من الشوارع وإعادة الخدمات الأساسية للمنطقة من أجل عودة المهجرين إلى منازلهم بأقرب وقت، وقالت: «المهجرون ملوا من الوعود والمماطلة والتسويف بإعادتهم، يريدون الاستقرار في بيوتهم لأن ذلك يخفف عنهم شيئاً من صعوبة الحياة المعيشية من جراء الغلاء الكبير وارتفاع الإيجارات بشكل لا يصدقه عقل».
وتمكن الجيش العربي السوري في أيار 2018 من تحرير القسم الجنوبي من حي التضامن بعد أن اجتاحته مجموعات إرهابية أواخر 2012 واحتلته نحو ست سنوات وعاثت فيه نهباً وتخريباً وتدميراً، وتشكل مساحة هذا القسم نحو 60 بالمئة من إجمالي مساحة الحي، كما تبلغ نسبة المنازل الصالحة للسكن التي تحتاج إلى ترميمات بسيطة فيه أكثر من 80 بالمئة من النسبة الكلية للمنازل.
ووفق توثيق سابق لـ«الوطن»، اقتصرت إجراءات المحافظة لتهيئة الوضع لعودة الأهالي، على الجزء الجنوبي من المنطقة الغربية من القسم المحرر، حتى إن عملية فتح الطرقات تمت بشكل جزئي وليس كلياً، على حين بقيت كامل المنطقتين الوسطى والشمالية اللتين تحتلان المساحة الأكبر في القسم المحرر حتى ما قبل يوم أمس منسيتين ونادراً ما تحظيان بجولات المسؤولين والجهات المعنية وورشات الخدمات!
وبينما أصدرت الجهات المختصة نحو 2500 موافقة لأسر تقدمت بطلبات للعودة، لاحظت «الوطن» أن عدد الأسر التي عادت يقتصر على العشرات، على حين لم يعد أحد للاستقرار في منزله في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية وذلك بسبب عدم فتح الطرقات الفرعية وتكدس الركام وإغلاق الجادات بسواتر ترابية.