مناظرات المتميزين دعوة للتفكير والتفاعل خارج المألوف … الدقاق لـ«الوطن»: نعلم جيل الشباب تبني قضية أو معارضتها وليس تبني شخص
| محمود الصالح
بروح شبابية واثقة وحماسية، ومستعدة بمسؤولية لمناقشة العديد من الجمل الجدلية التي تمس قضايا مجتمعهم بشكل عام وقضايا جيلهم بشكل خاص، انطلقت منافسات البطولة الوطنية للمناظرات المدرسية لعام 2021 على مستوى المحافظات، وذلك بمشاركة ٢٧٠ طالباً وطالبة. يمثلون 48 فريقاً. ويتنافسون على مستوى المحافظات عبر 78 مباراة من خلال 3 تجمعات جغرافية (دمشق – اللاذقية – حلب).
واتسمت بحالة من المنافسة القائمة على احترام الآخر ورأيه، والالتزام بالقواعد الإجرائية والسلوكية، وغيرها من المشاهد التي تعكس هدف المناظرة وجوهرها، ودورها في تشكيل شخصية المناظر القوية المؤمنة بأفكارها.
وتهدف المناظرات إلى الوصول إلى حوار هادف وبناء، وتسعى الفرق المشاركة للاستفادة من هذه التجربة والعمل لتعميمها على جميع المؤسسات التي تعنى بالشباب.
وناقشت المجالس المنعقدة لهذا الخصوص الجملتين الجدليتين «هذا المجلس يعتقد أن لقاح كورونا يجب أن يكون إلزامياً لجميع السكان في سورية»، و«هذا المجلس يعتقد أنه يجب فرض ضريبة على الأثرياء عبر العالم».
وتمثل هاتان الجملتان الجدليتان اثنتين من أهم قضايا العصر، وتمس السوريين، كما تمس الإنسانية جمعاء.
رئيسة هيئة التميز والإبداع هلا الدقاق تحدثت لـ«الوطن» بقولها: المناظرات المدرسية هي نشاط لا صفي موجه لطلاب المرحلة الثانوية ويشارك فيها ٢٧٠ طالباً وطالبة من مختلف المحافظات ومن المدارس العامة والخاصة والمتفوقين ومن منارات الأمانة السورية للتنمية.
تهدف هذه المناظرات المدرسية إلى إجراء الحوار المنفتح والعلمي والممنهج وبناء الشخصية والسلوك الإنساني.
وكذلك تهدف هذه المناظرات إلى تعليم طلابنا كيفية التعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم، والأهم في كل ذلك هو أن نعلم هؤلاء الشباب تبني قضية أو نعارض قضية وليس تبني شخص وأن ندافع عن هذه القضية لمصلحة شريحة معينة، وكذلك أن نتبنى موقفاً تجاه القضية، فإما أن نعارض هذه القضية أو نؤيدها، أي نعلم الطالب كيف يؤيد وكيف يعارض وبشكل ممنهج وعلمي وأن يتم دعم الموقف الذي تتبناه بحجج وبراهين وأدلة وأن يتم تقديمه بطريقة حضارية صحيحة.
حيث مازال الخطاب عند طلابنا يستند إلى قراءة المعلومة وحفظها ونقلها، وهنا لدينا مشكلة عدم تحليل هذه المعلومة وعدم توظيفها بأسلوبنا الخاص وأن يناظر بها وأن يقنع الجمهور بموقفه ورأيه.
ولفتت إلى أنه وحتى الآن يعتمد الطالب آلية السرد، وهذه المناظرات هي لتعليم الطلاب أسلوب الإقناع وكيفية توظيف المعلومات والحجج والبراهين في اكتساب رأي الجمهور.
لذلك هذه المناظرات على المستوى الفكري والثقافي هي مشروع مهم جداً لأننا من خلالها نخلق جيلاً يعرف كيف يعارض وكيف يؤيد وكيف يتبنى قضية وكيف يعارضها، حيث إن الطالب يجب أن يتبنى قضية معينة في هذا العمر الذي يمكن أن يتم خلاله تبني القضايا.
وقالت: نحاول أن نحفز الطلاب على المناقشة حيث يناقشون الآن في هذه المناظرات استبدال مادة التربية الدينية بمادة الأخلاق، وكذلك عدم تدخل الحكومة في اقتصاد الدولة وأيضاً إخفاق منظمة الصحة العالمية في مواجهة كورونا، ومناقشة واقع المدارس العامة والخاصة، ومناقشة موضوع قطع النت خلال الامتحانات، حيث يكون النقاش بين مؤيد ومعارض وكل طرف يدعم موقفه بالبراهين والأدلة، وهذه القضايا جميعها تناقش في الشارع بين الناس والبعض منها يناقش على طاولة الحكومة.
اليوم أصبح الطلاب يناقشون كل ذلك أمام جمهور وبطريقة وأسلوب علمي وبطريقة جريئة واعية. مضيفة: لذلك نحن نعلم الجيل كيف يناقش كل هذه القضايا بشكل صحيح عوضاً عن اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي وما يتم خلالها من مهاترات غير منتجة، إذاً نريد أن نعلم أجيالنا كيف نتبنى القضايا وكيف نعارضها بأسلوب علمي وممنهج.