موسكو: على واشنطن معاقبة نفسها على جرائمها في العراق ويوغسلافيا قبل نطق كلمة «قانون» … بوتين يشكر نواب «الدوما» ويدعو لانتخابات علنية ونزيهة

شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نواب مجلس الدوما في تشكيلته السابعة، على عملهم بشكل عال ومسؤول، ونوه بعمل المجلس البنّاء مع الحكومة وإدارة رئيس الدولة.
يأتي ذلك على حين لم تستمر الأجواء الإيجابية التي تلت قمة الرئيس بوتين مع نظيره الأميركي جو بايدن كثيراً، حيث عادت أجواء الأخذ والرد بين موسكو وواشنطن إلى الواجهة من جديد، بعدما لوحت الأخيرة بإعادة فرض عقوبات جديدة على روسيا بمزاعم الاتهامات الموجهة لها في قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وأضاف الرئيس بوتين، في لقاء مع النواب في الكرملين: «لقد عملت قيادة مجلس الدوما، وجميع اللجان البرلمانية بطريقة منسقة وبشكل بنّاء. كنتم تركزون دائماً على النتيجة النهائية وعلى البحث عن الحلول المثلى لكل قضية تعرض على البرلمان».
وشدد بوتين، حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني على ضرورة إجراء انتخابات مجلس الدوما بطريقة لا تجعل أحداً يشكك في شرعيتها.
وتابع رئيس الدولة القول: «ما زال هناك أقل من ثلاثة أشهر لموعد الانتخابات، ومسؤوليتنا المشتركة هي إجراء الحملة الانتخابية بطريقة لا يشكك أحد في شرعية نتائجها. يهمنا جميعاً ويهم المجتمع، ومن أجل استمرار التنمية الواثقة للبلاد، يجب أن يعكس تكوين مجلس الدوما تشكيلته الثامنة المقبلة، بشكل موضوعي إرادة الشعب، ويعكس الاختيار السيادي لمواطني روسيا، أكرر: مهمتنا المشتركة، بما في ذلك الأحزاب البرلمانية، هي إجراء الانتخابات بنزاهة وشفافية وانفتاح، مع الالتزام الصارم بالقانون».
وقال بوتين: «متأكد من أن الناخبين الروس، سيدعمون في الانتخابات المقبلة في أيلول الأحزاب والمرشحين، الذين يمثل الوطن الأم بالنسبة لهم أعلى قيمة».
على خط مواز، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه قبل النطق بكلمة «قانون»، يتعين على الولايات المتحدة أولاً أن تعاقب نفسها على ما قامت به في يوغسلافيا والعراق.
جاء ذلك، رداً على ما أعلنته المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أن اجتماع جنيف بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين لم يأت «بأي تغييرات» في سياسة العقوبات المضادة لروسيا التي تنتهجها واشنطن.
وكتبت زاخاروفا عبر حسابها في قناة «تليغرام»: «منذ متى بدأت الولايات المتحدة تلتزم بالقوانين؟ الطريقة التي تتصرف بها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لا تخضع لأي قانون، بل الخروج التام عن القانون. أولاً، دعهم يعاقبوا أنفسهم بعقوبات مقابل ما عملوا في يوغسلافيا والعراق من قتل وتشويه الملايين… وبعد ذلك سيكون من الممكن نطق كلمة «قانون».
وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، جيك سوليفان، في وقت سابق: إن الولايات المتحدة تعد «حزمة جديدة من العقوبات» بسبب الناشط المعارض أليكسي نافالني؛ مشيراً إلى الاستمرار في فرض عقوبات على الشركات الروسية التي تواصل مد خط أنابيب «التيار الشمالي 2».
على الصعيد العسكري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ السفن المقاتلة في أسطول المحيط الهادي إضافة إلى الطيران البحري تدريبات في المنطقة الوسطى من المحيط الهادي.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن الوزارة قولها في بيان إن «ما يصل إلى عشرين سفينة وغواصة وسفن دعم تشارك في التدريبات التي تجري في منطقة بعيدة داخل المحيط على بعد 2500 ميل جنوب شرق جزر الكوريل وذلك للمرة الأولى في التاريخ الحديث لأسطول المحيط الهادي».
ووفقاً للوزارة فإن مجموعتين من سفن الأسطول قامتا بتنفيذ مهام الرصد والتعقب وتنفيذ إطلاقات صاروخية على حاملة طائرات ضاربة لعدو وهمي خلال التدريبات بينما قامت طائرات حربية مضادة للغواصات من طراز (إليوشن إل 38) بمهمة البحث عن غواصات وهمية للعدو في المحيط الهادي.
وتابعت الوزارة: إن طيران البحرية التابع للأسطول نفذ مهمة البحث وتعقب غواصات العدو وتم لتحقيق هذه الغاية نشر ست طائرات من طراز (إل38) و(إل 38 إن) المضادة للغواصات في مجموعات ثنائية فوق مياه بحر أوخوتسك والمحيط الهادي، كما قامت المجموعة البحرية في الأسطول بالتعاون مع طيرانه بتنفيذ عمليات إطلاق صواريخ (كروز) متزامنة على بنى تحتية حساسة للعدو المفترض حيث تمت الإطلاقات من على السفن والطائرات.