الأولى

ذكّرت أميركا والأمم المتحدة بموقفها تجاه قضية المعابر … موسكو: الأزمة الإنسانية سببها الغرب… وإدلب التي يحتلها «النصرة» الإرهابي تصلها المساعدات الخارجية!

| الوطن - وكالات

تزامناً مع الحراك الذي تقوده واشنطن ميدانياً وسياسياً والضاغط باتجاه التمديد لقرار مجلس الأمن الخاص بتمديد العمل بآلية إيصال المساعدات عبر الحدود، وإيحاء واشنطن عقب القمة التي جمعت الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن بأن طروحات واشنطن قد تلقى قبولاً روسياً، ردت موسكو بوضوح على كل التحركات بتصريحات لافتة لوزير الخارجية سيرغي لافروف الذي أكد أن دول الغرب مسؤولة عن تردي الوضع الإنساني في سورية، داعياً إياها للاعتراف بمسؤوليتها عن ذلك والتخلي عن التأويل الأحادي الجانب للقضايا الإنسانية.
وشدّد لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس، مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا شميد، على ضرورة مشاركة الحكومة السورية في عمليات نقل المساعدات، مجدداً تأكيده أن سورية مستعدة لذلك لكن «للأسف شركاؤنا في الأمم المتحدة وغيرهم، حتى الآن لم يتمكنوا من التنسيق حول هذا الموقف الواضح والشرعي»، وقال: «إدلب التي يسيطر على جزء كبير منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي هي المنطقة الوحيدة في سورية، التي يتم إيصال المساعدات الإنسانية إليها من الخارج من دون مشاركة الحكومة السورية الشرعية».
وانتقد لافروف بهذا الصدد سياسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن المهجرين السوريين، مؤكداً أنهما يسعيان لعرقلة عودتهم إلى وطنهم الأم والإبقاء عليهم في مخيمات اللجوء في لبنان والأردن.
وتطرق لافروف إلى ما يسمى قانون «قيصر» والإجراءات القسرية الأميركية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، مؤكداً أن هدفها عرقلة المساعدة في إعادة إعمار البنية التحتية في سورية وإعادة الأوضاع الإنسانية للشعب السوري إلى ما كانت عليه سابقا قبل الأزمة.
وبشأن الاحتلال الأميركي لمناطق في سورية، لفت لافروف إلى أن هذا الاحتلال يقوم بنهب الثروات النفطية والغاز ويستخدم عائداتها المالية لـ«زيادة النزعات الانفصالية هناك وضرب وحدة الدولة السورية»، وقال: «إذا اعتبرنا أن مجموعة هذه العوامل تؤثّر على الأوضاع الإنسانية في سورية فلابد من مناقشتها وأن يتخلى شركاؤنا الأوروبيون والغربيون عن التأويل الأحادي الجانب لقضية إنسانية معينة ويعترفوا بواقع الأمر وبالأوضاع الإنسانية في سورية».
وأعرب لافروف عن تضامنه مع مواقف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وقواعدها باعتبار أنها يمكن أن تقوم بدور ريادي في عدة مجالات، بما فيها منطقة الأطلسي مشدداً على ضرورة عودة ثقافة الحوار، والاحترام المتبادل للحقوق داخل المنظمة واستعادة المبادئ الأساسية في عملها لاتخاذ قرارات جماعية في مجال الأمن والأبعاد العسكرية والسياسية والبيئة والإنسانية رغم عدم مشاركة جميع الأعضاء هذه الرؤية.
تأتي تصريحات وزير الخارجية الروسي تزامناً مع إعلان مكتب منظمة الأمم المتحدة في القاهرة انحيازه السافر للموقف الذي تروّجه الولايات المتحدة، حيث زعم في بيان نقلته مواقع إلكترونية معارضة أمس، أن وضعاً كارثياً سيصيب مناطق شمال غرب سورية، في حال عدم تمديد التفويض بدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود من دون موافقة الحكومة السورية الشرعية!
وادعى البيان، أن عدم تجديد التمديد سينعكس على عدة ملفات أبرزها إيقاف دخول المساعدات واللقاحات الخاصة بـ«كورونا»، والمساعدات الطبية، والمياه والمأوى؛ التي يعتمد أكثر من 3.4 ملايين شخص عليها، بينهم مليون طفل.
وبيّنت المنظمة في البيان، أنها تنسق مع جميع الأطراف المعنية في هذا الشأن للسماح بتمديد آلية إدخال المساعدات لمدة 12 شهراً إضافياً، لتجنب ما سمته «وقوع كارثة».
وينتهي العمل بقرار تمديد آلية إدخال المساعدات إلى شمال سورية في الثلث الأول من تموز المقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن