سورية

طائرات تركية وأميركية تقصف مواقع لداعش في الرقة … تصاعد حدة الانتقادات الجمهورية لقرار أوباما إرسال قوات خاصة إلى سورية

وكالات :

فيما كانت الطائرات التركية والأميركية تشن غارات مشتركة على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الرقة، تصاعد الجدل السياسي داخل واشنطن حول قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال قوات خاصة إلى سورية، وكثف منتقدو أوباما الجمهوريين هجومهم على الرئيس الذي يضعف «مصداقية أميركا».
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن مصادر أمنية، قولها: إن «غارات جوية شنتها طائرات تركية وأميركية في سورية (يوم) السبت أدت إلى قتل أكثر من 50 وإصابة نحو 30 من إرهابيي داعش». وأكد الخبر مسؤول حكومي تركي كبير تحدث إلى وكالة «رويترز» للأنباء.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن ست طائرات تركية من طراز «إف-16» أقلعت يوم السبت من قاعدة «انجيرليك» في جنوب تركيا، للمشاركة في هذه الغارات الجوية، إضافة إلى طائرة بلا طيار تابعة لقوات التحالف.
وجاءت مشاركة الطائرات التركية مع الطائرات الأميركية في قصف مواقع داعش أول من أمس، عشية إجراء انتخابات مجلس الأمة التركي المبكرة، بينما يبدو أنه مسعى من حزب العدالة والتنمية لدعم صورته أمام الجمهور بوصفه حليفاً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. وأشارت الوكالة إلى أن العملية دمرت ثمانية أهداف لتنظيم داعش على بعد نحو خمسة كيلومترات داخل الحدود السورية (في محافظة الرقة) قرب محافظة كيليس التركية. وأضافت إن هذه العملية دعمتها «قوات تركمانية» على الأرض في سورية.
وتعهدت تركيا بالقيام بدور أكثر فعالية في قتال تنظيم داعش في تموز الماضي، في إطار هجوم متعدد الشُعب شهد أيضاً تصعيد هجماتها على مسلحي حزب العمال الكردستاني. وفتحت أنقرة القواعد الجوية التركية أمام طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن لضرب أهداف تابعة لتنظيم داعش في شمال سورية. في واشنطن، اعتبر منتقدو الرئيس الأميركي من الحزب الجمهوري، أن إرسال قوات خاصة إلى سورية «غير كاف ومتأخر جداً».
وقال دونالد ترامب، الذي يتقدم في استطلاعات الرأي على المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2016، لشبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار، «أعتقد أن لدينا رئيساً لا يعلم ماذا يفعل بكل بساطة»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية. كما ندد السناتور جون ماكين، وهو معارض شرس آخر لأوباما وترشح للبيت الأبيض في انتخابات 2008، بقرار «محدود (…) وغير كاف للآسف» اتخذه «رئيس ليس لديه حتى الآن أي إستراتيجية واقعية» و«متماسكة» لسورية.
واتهم ماكين الذي ينشط من أجل أن تتدخل بلاده عسكرياً في الخارج، سيد البيت الأبيض بالإسهام في «تسريع تدهور مصداقية أميركا».
بدوره، اعتبر السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن الخمسين رجلاً من القوات الخاصة «لن يرهبوا (داعش) الذي سيرى حتى في ذلك إشارة ضعف جديدة للرئيس أوباما».
من جهة أخرى، أعرب المسؤول السابق عن ملف سورية في وزارة الخارجية الأميركية، فريدريك هوف عن اعتقاده في أن «نشر حفنة من القوات لعمليات خاصة في سورية لن يغير الوضع بشكل مهم».
واعتبر هوف، الخبير في مركز «اتلانتيك كاونسل» أن قرار أوباما «أشبه بضمادة حتى وإن كان ممكناً أن يكون مفيداً»، مناشداً إدارته السابقة بإعادة النظر في إستراتيجيتها بشأن سورية. لكن البيت الأبيض ووزارة الخارجية ردا على ذلك الجمعة، بالقول: «إن إستراتيجيتنا في سورية لم تتغير»، رافضين الإقرار بأن الرئيس أوباما تميز بوضوح بتصريحاته منذ 2013.
وقبل أسبوعين، أكد أوباما في برنامج «60 دقيقة» على محطة «سي. بي. إس» التلفزيونية أنه «لا يوجد حل سحري في وضع متقلب إلى هذا الحد، ومع كم من الفرقاء مثلما هو الأمر في سورية». وأضاف: «ما لن نفعله هو محاولة الانخراط مجدداً في حملة عسكرية في سورية»، رافضاً إعادة إقحام أميركا في الخط الأول في نزاع في الشرق الأوسط بعد الانسحاب من العراق وخفض عديد القوات في أفغانستان.
وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أول من أمس أن بلاده لم تقرر الدخول في الحرب الدائرة في سورية. وقال في إطار زيارته إلى قرغيزستان «إنه ليس قراراً أو خياراً متمحوراً حول (الرئيس بشار) الأسد. أنه متمحور حول داعش»، من دون أن يستبعد زيادة عدد الجنود الأميركيين في سورية مستقبلاً.
لكن المحلل جوزف باهوت من مركز «كارنيغي» للأبحاث، ندد بما اعتبره «إستراتيجية عدم الإستراتيجية» التي يعتمدها الرئيس أوباما متهماً إياه بأنه «يحاول الإيهام بأنه يفعل شيئاً ما».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن