رياضة

قمة كولومبية – برازيلية في الجولة الرابعة لكوبا أميركا … صدارة التانغو والنيران الصديقة تضرب اللاروخا

| خالد عرنوس

تستأنف فجر غد الخميس منافسات بطولة كوبا أميركا بنسختها السابعة والأربعين على الأراضي البرازيلية بمباراتين ضمن الجولة الرابعة للمجموعة الثانية يلتقي في أولهما منتخبا الإكوادور والبيرو في محاولة الأول لتحقيق فوز أول يحيي آماله بالتأهل على حين الثاني يبحث عن فوز ثانٍ على التوالي يضعه في ربع النهائي وتقام هذه المباراة على ملعب بيدرو لوديفيسو في غويانا وتنطلق منتصف الليل، وفي الثانية يلتقي السيلساو البرازيلي بنظيره الكولومبي بداية من الثالثة فجراً على أرض ملعب نيلتون سانتوس في ري ودي جانيرو في قمة يسعى من خلالها صاحب الأرض لمواصلة انتصاراته وتأكيد صدارته على حين يطمح الكولومبي لإنهاء الدور الأول بفوز يؤهله رسمياً إلى دور الثمانية دون انتظار الحسابات في الجولة الأخيرة التي يغيب عنها.

وكانت مباريات الجولة الثالثة للمجموعة الأولى شهدت انفراد المنتخب الأرجنتيني بالصدارة إثر فوزه على نظيره الباراغواني بهدف بعد تعادل منتخبي الأورغواي وتشيلي بهدف لمثله.

صدارة ضئيلة

في ملعب غارينشيا اكتفى الألبيسيليستي الأرجنتيني بهدف يتيم غاب عنه ميسي تماماً هذه المرة وسجله أليخاندرو غوميز الاكتشاف المتأخر لأبناء التانغو بصناعة مخضرم آخر هو دي ماريا وفي وقت مبكر كما في كلاسيكو الأورغواي ويومها فاز الأرجنتيني بهدف جاء في الدقيقة 13 على حين جاء هدف الفوز على البيروخا الباراغوياني في الدقيقة العاشرة فكان كافياً لحسم أمر النقاط الثلاث بعدما مالت الكفة نحو لاعبي البيروخا دون أن ينجحوا بالتعديل فخسروا للمرة الأولى بعد فوزهم على بوليفيا في أول ظهور لهم في البطولة ليكتفوا بثلاث نقاط، في حين رفاق ميسي رفعوا رصيدهم إلى النقطة السابعة في صدارة المجموعة الأولى بعدما وصلوا إلى 16 مباراة دون هزيمة منذ الخسارة من البرازيل في نصف نهائي النسخة الأخيرة 2019 وبينهما 10 مواجهات رسمية.

صاحب الهدف أليخاندرو غوميز فقد خاض مباراته السادسة فقط بقميص راقصي التانغو والأولى في البطولة وهو بعمر الثالثة والثلاثين فسجل هدفه الدولي الثاني والأول على الصعيد الرسمي، علماً أنه خض 4 مباريات في عام 2017 ومباراة واحدة في العام الماضي بعدما فرض نفسه من خلال تألقه مع أتلانتا الإيطالي قبل أن ينتقل إلى إشبيلية الإسباني الصيف الماضي، وبعيداً عن صاحب الفرحة الأرجنتينية فقد جاء الفوز في احتفالية خاصة للقائد ليونيل ميسي الذي عادل سلفه ماسكيرانو بالرقم القياسي للمباريات الدولية بخوضه المباراة رقم 147 بفارق 4 مباريات أمام الأسطورة خافيير زانيتي، ولم يبق أمامه سوى الظهور لدقيقة في مباراة بوليفيا لينفرد بالمركز الأول، علماً أنه الهداف التاريخي للألبيسيليستي برصيد 73 هدفاً.

السيليستي التائه

في المباراة الثانية على عكس المجريات ووسط سيطرة أورغوانية وكرات تائهة بالجملة خاصة من الثنائي كافاني وسواريز تقدم اللاروخا التشيلياني بهدف إدواردو فارغاس التاريخي بمجهود فردي عندما دخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية من زاوية منحرفة استقرت على يمين موسليرا معلنة الهدف الرابع عشر للاعب أتلتيكو مينيرو البرازيلي في كوبا أميركا معادلاً هداف البيرو العجوز باولو غيريرو بالمركز الثالث للهدافين التاريخيين للمسابقة حيث بات على بعد 3 أهداف فقط من معادلة الثنائي نوربرتو مينديز الأرجنتيني وزيزينيو البرازيلي (17 هدفاً لكل منهما).

في الشوط الثاني أدرك لاعبو السيليستي أن خسارة ثانية في البطولة تعني تأزم وضعهم في البطولة فحاولوا جاهدين قلب النتيجة ونجحوا أولاً بالتعادل عبر ركلة ركنية وصلت فيها الكرة بين قدمي سواريز وفيدال وانتهت في الشباك وأعلن للوهلة الأولى أن الهدف عكسي وسجله أرتورو بمرمى فريقه لكن الكونيميبول اعتمد الهدف في سجل لوس سواريز فحمل الرقم سبعة في سجله بالبطولة (خلال 12 مباراة) والرقم 63 في سجله العام مع المنتخب في مباراته رقم 120، لم تهدأ المساعي الأورغويانية للتقدم بالنتيجة لكن معظم الكرات ضلت مرمى كلاوديو برافو الذي تكفل بما وصل إليه ليخرج السيليستي بأول نقطة على حين سجل اللاروخا تعادله الثاني وكلاهما بالنتيجة ذاتها هدف لمثله رافعاً رصيده إلى 5 نقاط بالمركز الثاني.

حسم وعودة

الحسم سيطلبه البلانكوروخا البيروفي في حين العودة هي ما يبحث عنه الكافيتيروس الإكوادوري عندما يتواجهان ضمن الجولة الرابعة للمجموعة الثانية، فالأول تجاوز عثرة الافتتاح أمام المضيف وعاد بفوز مهم وكبير معنوياً ذلك أنه جاء على المنافس الأبرز على المركز الثاني (الكولومبي) في حين الثاني خسر من الكولومبي وسقط بفخ التعادل مع الفنزويلي وبات موقفه معقداً خاصة أنه يلتقي صاحب الأرض في الجولة الأخيرة وعليه فإنه مطالب بتحقيق الفوز في مباراة الليلة لكي يبقي على آماله بالتأهل. وإن كان البيروفي احتل وصافة النسخة الأخيرة فإن الإكوادوري أحد فريقين لم يسبق لهما التتويج بلقب كوبا أميركا إذ أخفق بتجاوز ربع النهائي خلال مشاركاته العشر الأخيرة وكان ذلك في ثلاث مناسبات آخرها 2016 عندما خسر أمام الولايات المتحدة الأميركية 1/2، وعاد إلى عادة المغادرة من الدور الأول في البطولة الماضية وقد أخفق بتحقيق الفوز خلال 6 مباريات أخيرة في البطولة.

تاريخياً تميل الكفة ناحية البيرو بفضل 21 فوزاً مقابل 17 للإكوادور خلال 53 مباراة سابقة بدأت حكايتها من كوبا أميركا 1939 وآخرها قبل أيام قليلة ضمن التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022 وكلتا المواجهتين انتهت للبيرو والأخيرة في كويتو بالذات، وسبق للفريقين أن تقابلا 12/5 ضمن البطولة فانتهت 3 منها بالتعادل آخرها في نسخة 2016 بنتيجة 2/2 مقابل 8 انتصارات للبيرو آخرها عام 1963 وفوز وحيد للإكوادور كان في نسخة 1995.

الموعد الأهم

يمكن القول إن اللقاء الأهم للسيليساو البرازيلي في الدور الأول سيكون بمواجهة كولومبيا أقوى منافسيه نظرياً في المجموعة الثانية ويمكن وصف مشوار الكوفيتيروس في التصفيات المونديالية بالمتراجع حيث سجل فوزين وتعادلين وهزيمتين فاحتل المركز الخامس رغم وجود كتيبة هجومية رهيبة في صفوفه ويكفي ذكر مورييل وزاباتا ومن ورائهما خاميس رودريغيز وكوادرادو، وبدأ الفريق الكولومبي جيداً في البطولة رغم عدم مشاركة رودريغيز بالأساس وغياب مورييل للإصابة ففاز على الإكوادور لكنه قبل التعادل مع فنزويلا قبل أن يتلقى هزيمته الأولى أمام البيرو ما وضعه في موقف حرج رغم ضمانه الوجود في ربع النهائي.

بالمقابل فالسيليساو سجل فوزين سهلين وبدا الأفضل في البطولة هجومياً وإن لم يختبر دفاعياً حتى الآن فسجل 7 أهداف ولم يتلق أي هدف، ويمكن القول إن الاختبار الكولومبي سيكون المحك الحقيقي حالياً حول إمكانيات نيمار ورفاقه العازمين على الاحتفاظ باللقب، ورغم أن الفوز ليس ضرورياً لكن البرازيليين الذين تعودوا على عدم الركون إلى التعادل فإن لاعبي تيتي يحاولون تقديم أنفسهم بالشكل الأمثل للحفاظ على سجلهم الناصع في الآونة الأخيرة.

التاريخ للكناري

وبالطبع فإن المواجهات التاريخية بين الفريقين تميل إلى البرازيل بقوة، فقد سبق لفريق الكناري الفوز في 19 مباراة من 32 مواجهة سابقة مقابل 3 انتصارات فقط للكوفيتيروس و10 تعادلات، وقد بدأت المواجهات في كوبا أميركا عام 1945 حيث تقابلا في في البطولة 10 مرات وقد سجل الكولمبيون فوزين خلالها، الأول في نسخة 1991 بالدور الأول بهدفين دون ردّ، والثاني في نسخة 2015 بهدف ضمن المجموعة الثالثة للدور الأول، وذلك مقابل تعادل وحيد في نسخة 1989 (صفر/صفر) و7 انتصارات للبرازيل بينها أحد الانتصارات الأعلى للسيليساو في البطولة بنتيجة 9/صفر وذلك في نسخة 1957، والطريف أن كولومبيا لم تعرف الفوز على البرازيل خلال 12 مواجهة سابقة خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، أما الفوز الثالث فكان في الإطار الودي عام 1985 بنتيجة 1/صفر.

بانوراما لاتينية

– بعد 12 مباراة في البطولة حتى نهاية الجولة الثالثة سجل 26 هدفاً بمعدل 2. 17 في المباراة الواحدة، وانتهت ثماني مباريات بالفوز أعلاها 4/صفر للبرازيل على البيرو ومنها أربع مباريات بهدف وحيد مقابل 4 تعادلات أحدها سلبي.

– تصدر البرازيلي نيمار والتشيلياني فارغاس والباراغوياني أنخيل روميو الهدافين برصيد هدفين وجاء هدف وحيد بالنيران الصديقة سجله الكولومبي ياري مينا لمصلحة البيرو.

– احتسبت أربع ركلات جزاء فسجل نيمار أولها بمرمى فنزويلا وأهدر ثانيها أرتورو فيدال أمام الأرجنتين وسجل ثالثها البوليفي سافيدرا بمرمى الباراغواي وسجل الكولومبي أنخيل بورخا الرابعة بمرمى البيرو.

– 48 مرة اضطر الحكام لإشهار اللون الأصفر في وجه 47 لاعباً فطرد البوليفي خايمي كويلار بعد الإنذار الثاني في مباراة فريقه أمام الباراغواي، على حين طرد الكولومبي لويس دياز بالحمراء المباشرة في الوقت بدل الضائع لمباراته أمام فنزويلا في المباراة الأكثر خشونة حيث شهدت 7 صفراوات وكلها في الشوط الثاني ومنها 5 للفريق الفنزويلي، وشهدت مباراة الأورغواي مع تشيلي أقل عدد من البطاقات فلم تشهد سوى إنذارين.

أخبار متناقضة

على هامش مباريات البطولة انشغلت وسائل الإعلام بفضيحة جنسية مزعومة أبطالها حسب الروايات عدد من نجوم منتخب تشيلي وعلى رأسهم فيدال وفارغاس وتوقعت وسائل الإعلام أن تكون العقوبة صارمة لكن الجميع تفاجأ بظهر كل اللاعبين في مباراة الأورغواي وجاء الرد من مدرب اللاروخا (الأرجنتيني) مارتن لاسارتي فاعتبر أن كل ما أوردته وسائل الإعلام عار عن الصحة وأن كل ما في الأمر أن مخالفة بسيطة ارتكبها بعض اللاعبين وتتعلق بالحظر الصحي المفروض حول البعثات المشاركة في البطولة وقد فسر على نحو خاطئ وبالتالي لا داعي لإثارة الشائعات أكثر مما يستحق الأمر.

من جهة أخرى أعلن المدرب الأرجنتيني سكالوني أنه فضل إراحة قائد الفريق ليونيل ميسي في مباراة الأمس لكنه اقتنع برغبة اللاعب بخوض هذه المباراة من أجل ضمان التأهل في مركز متقدم، وهكذا كان فشارك في مناسبة مهمة حيث وصل إلى رقم قياسي جديد وكان الأكثر فعالية ونشاطاً بين زملائه كما في المباراتين السابقتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن