الاتحاد الأوروبي أكد أهمية التوصل لاتفاق حول سد النهضة … السودان: الثقة بعلاقتنا مع إثيوبيا في أدنى مستوياتها
| وكالات
أكد الاتحاد الأوروبي، أهمية التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) في قضية «سد النهضة» قبل شروع أديس أبابا في الملء الثاني هذا الصيف.
وقال المبعوث الأوروبي إلى إثيوبيا والسودان بيكا هافيستان، إن الاتحاد الأوروبي يؤمن بقدرته مع الاتحاد الإفريقي على مساعدة الدول الثلاث للوصول إلى حل في القضية القائمة بينهم الآن، وذلك حسب وكالة الأنباء السودانية.
وأكد هافيستان، أهمية التوصل لاتفاق ولو انتقالياً حول الملء الثاني لسد النهضة، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى توفير معلومات من جانب إثيوبيا واتفاق بين الدول الثلاث على الجوانب الفنية والعملية لتشغيل السد.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يمكنه القيام بدور إيجابي والمساعدة على الصعيدين السياسي والفني للوصول لاتفاق، مشيراً إلى وجود نقص في المعلومات الفنية، لذلك يشعر السودان بالقلق لأن تدفق المياه قد يؤدي إلى إتلاف البنيات التحتية ما يدفع السودان للمطالبة بضمانات أن يكون الملء آمناً.
على خط مواز، قال وزير الري السوداني، ياسر عباس، إن الثقة بين إثيوبيا والسودان في أدنى مستوياتها على الإطلاق، منتقداً الموقف الإثيوبي تجاه دول الجوار.
وقال عباس، في مقابلة مع «بلومبرغ»، أمس الثلاثاء، إن إثيوبيا تستخدم الخلاف الحدودي حول منطقة الفشقة الزراعية «وسيلة ضغط» في قضية سد النهضة.
وأضاف إن الخرطوم ما زالت تتبع «القنوات الدبلوماسية والسياسية والقانونية، بما في ذلك التحضير لقضية قانونية محتملة ضد إثيوبيا قد تحيلها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وشبه عباس رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بالرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في إقليم دارفور، مضيفاً: «أعتقد أنه (أبي أحمد) يكرر الأخطاء نفسها في تيغراي».
وأوضح أنه مع تورط إثيوبيا في صراع تيغراي، الذي أدى إلى نزوح ومجاعة وفرض عقوبات أميركية على أديس أبابا واتهامها بارتكاب إبادة جماعية، فإن السلطات الإثيوبية تتخذ موقفاً أكثر صرامة في السياسة الخارجية، بهدف تعزيز دعمها محلياً.
وبدأت إثيوبيا في بناء «سد النهضة» على النيل الأزرق عام 2011 بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل؛ بينما يخشى السودان من تأثير السد على السدود السودانية على النيل الأزرق.
وفشلت جميع جولات المفاوضات، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، في التوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد.
وأكدت إثيوبيا في أكثر من مناسبة عزمها إتمام الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار، مع بداية شهر تموز المقبل، بغض النظر عن إبرام اتفاق مع دولتي المصب، وهذا ما تعتبره مصر والسودان، تهديداً للأمن القومي للبلدين.
واقترحت مصر والسودان سابقاً وساطة رباعية تشارك فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، على حين تمسكت أديس أبابا بالمسار الذي يشرف عليه الاتحاد الإفريقي.