«كورونا» ترفع تكاليف تشغيلها في حلب … نفقات المشافي الخاصة ارتفعت سبعة أضعاف خلال عام ونصف العام
| حلب- خالد زنكلو
رفعت جائحة كورونا النفقات التشغيلية الأساسية لمشافي حلب الخاصة، التي خصصت أقساماً معزولة خاصة بذلك فيها أسرة ومنافس ومستلزمات تلبي احتياجات المرضى.
وقدر أصحاب مشافٍ لـ«الوطن» زيادة نفقات مشافيهم منذ نهاية العام 2019 إلى منتصف العام الجاري بمقدار 7 أضعاف على خلفية هبوط سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الصعبة.
وأكد الدكتور تحسين مارتيني، مدير مشفى المارتيني، لـ«الوطن» أن نفقات المازوت والكهرباء وتكاليف تشغيل مولدات المشفى «تتجاوز مليون ليرة يومياً، وهو المبلغ ذاته ثمن الأوكسجين يومياً، وكذلك رواتب الموظفين شهرياً».
وبيّن مارتيني أن مصاريف صيانة الأجهزة الطبية والمفروشات والمبنى والمكيفات ونفقات النظافة والتعقيم تتخطى مليون ليرة يومياً «وهذه مصاريف أساسية لأي مشفى متوسط الحجم يضم من 50 إلى 80 سريراً، وذلك من دون احتساب تكلفة استبدال الأجهزة الطبية الباهظة الثمن».
وأوضح مدير أحد المشافي الخاصة لـ«الوطن» أن قيمة النفقات زادت بالفعل 7 أضعاف خلال عام ونصف العام الأخير، وخصوصاً للقطع التبديلية «والأهم من ذلك فقدان المقدرة على تعويض أي جهاز طبي يخرج من الخدمة، إذ يبلغ سعر جهاز الطبقي المحوري، الذي يصل عمره الافتراضي إلى 5 سنوات، نحو 960 مليون ليرة سورية، أي تبلغ قيمة تعويض اهتلاك الجهاز 16 مليون شهرياً بخسارة يومية تناهز 150 ألفاً».
وقال: إن سعر الطن من الأكسجين السائل، ارتفع من 125 ألفاً إلى 500 ألف ليرة «ولدينا محطتان لتوليد الأكسجين تولدان 16 متراً مكعباً في اليوم، وتبلغ النفقات الشهرية لهما من مصروف الطاقة والصيانة والحبيبات إلى 5 ملايين ليرة عدا قيمة تعبئة طن واحد يومياً من الأكسجين السائل والبالغة 1.5 مليون ليرة»، وأشار إلى أن نفقات الأكسجين تضاعفت في جائحة كورونا 3 أضعاف على حين زادت المعقمات عن المعتاد ليصل ثمن المستهلك منها داخل المشفى إلى نحو مليون ليرة شهرياً.
وعن مصاريف حوامل الطاقة، أشار إلى أن «قيمة المازوت اللازم لتشغيل مولدتي المشفى يومياً 800 ألف ليرة وسطياً، في ظل وصل التيار الكهربائي بمعدل 7 ساعات فقط على مدى اليوم، أما اهتلاك المولدة الكهربائية الواحدة، التي يبلغ سعرها 50 مليون ليرة وعمرها الافتراضي 3 سنوات، فيبلغ شهرياً 1.4 مليون ليرة من دون إصلاح الأعطال الذي يصل إلى مليون ليرة شهرياً».
وكشف أن مصروف محطات الهواء الطبية في المشفى يصل شهرياً إلى 5 ملايين ليرة، على حين تبلغ قيمة المياه اللازمة للمشفى 1.5 مليون ليرة شهرياً مقابل 2.5 مليون ليرة لصيانة المصاعد ومتابعتها. وقال: «إن اهتلاك المكان يومياً 10 آلاف ليرة، عبارة عن صيانة للغرفة الواحدة في الليلة الواحدة من قيمة عدد الإشغالات، بينما ارتفعت قيمة الرواتب منذ 2019 إلى الآن من 90 ألفاً إلى 150 ألف ليرة وسطياً للموظف الواحد، وكل ذلك حمّل المشفى نفقات إضافية لا بد من أخذها بعين الاعتبار عند حساب الربح والخسارة».
يذكر أن مشافي حلب الخاصة، كانت سباقة في معالجة مرضى «كورونا»، حيث استقبل 17 مشفى منها إصابات الفيروس المستجد منذ هجمته الأولى وقدمت 45 منفسة و75 سرير عناية خاصاً بمرضى الحالات الشديدة و12 سرير عزل لمرضى الحالات المتوسطة، الأمر الذي رفع قدرة القطاع الصحي على تدبير الحالات، على الرغم من ارتفاع تكاليف إجراءات العزل وقيمة المواد الطبية الاستهلاكية المرتبطة بتغيرات سعر الصرف مع ارتفاع أجور العاملين في هذا القطاع من المعرضين لخطر الإصابة والذين يتقاضون تعويض المخاطر.